حارستي

Elsawy123123`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-29ضع على الرف
  • 59.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

فايقه من صغرها ظلمها القدر مع ام قاسيه و اب أناني،عانت طفوله قاسيه جداً،فايقه الأخت الوسطي لها اخت اكبر منها ب سنتان و اخ اصغر منها بخمس سنوات.

عاشوا معا في كنف أمهم التي عملت في وظيفتين لتعيلهم،لكنها كانت تصب تعب و إرهاق العمل عليهم،كانت تضربهم بسبب و بدون سبب.

ضغوط الحياة والعمل و إهمال زوجها لها وتركه المنزل طوال الوقت و شجارها مع الجيران علي ابسط الأسباب جعلوا منها ام عصبيه غاضباً طوال الوقت.

و ابناءها المساكين هم من دفعوا ثمن شقاءها و حظها البائس،كبرت فايقه تعيسه الحظ مع اخواتها،تعلموا تعليم متوسط بسبب غلاء المعيشة.

كبروا معا وتزوجت سالي الاخت الكبري من رجل منافق غشاش،خدع الاسره بكلامه المعسول و اضطرت امها ان تتحمل تكاليف زواج سالي لتزيح عبءها من علي اكتافها.

ومحمد الصغير اصبح شاب فاسد ،اتجه لشرب المخدرات مع أصحاب السوء،و توفي الأب وتركهم وحدهم ،ولم يؤثر وفاته فيهم كما لم تؤثر حياته معهم.

فايقه،الفتاه البسيطه المتواضعه ،عملت في اماكن كثيره لتسطيع تجهيز نفسها و تأمين مستقبلها،لكن شاء قدرها التعيس ان تذهب مع امها واخيها لأسوء مكان في مصر.

مدينه السلام،التي تضم اسوء انواع الناس وبها كل ألوان الإجرام و الفساد،لكن الاسره الطيبه عاشت وسط هؤلاء الوحوش في خوف ، من الجيران و البلطجه،و الاشخاص المؤذين.

حاول كثيرون أن ينهشوا فيفي في غياب امها و اخيها،حتي ان احدهم كسر عليها باب الشقه و حاول اغتصابها.

لكنها قفزت من النافذه و كسرت قدمها،و هكذا انتقلوا من مكان لاخر وبسبب فقرهم لم يستطيعوا ان يغادروا تلك المنطقه البائسه.

عملت فيفي مربيه مع امرأة ظنتها. امراه شريفه،لكن اتضح انها ركلام،و حاولت جر فيفي،لهذا الطريق المظلم
لكن فيفي عادت لأهلها و اضطرت ان تعمل في وظيفه بسيطه لا تناسب تعليمها.

وبالرغم من حياتها القاسيه لم تشتكي،مرت الأيام وتعرفت فيفي علي سيد،كان يكبرها ب 14 عاما،لكنها وافقت علي الزواج منه.

لترحم نفسها من مضايقه الناس و اخيها الذي بلطج عليها لاخذ المال منها لشرب المخدرات،و ظلم امها لها التي كانت لاتزال تضربها وهيه فتاه يافعه في ال21 من عمرها .

اضطرت فيفي ان تتزوج من رجل غريب عنها،و حذرها الناس بأنه ليس مثلهم و عائلته سيئه الخلق و السمعه.

لم تصدقهم فيفي،و وافقت علي الرجل،وخطبت له في اواخر عام 2010،لكن في ثوره 2011 ،اقتحم سيد خطيبها احد العمائر هوه وبعض جيرانه.

واحتل شقه من تلك العماره،وعاش فيها بدون أساس،و ذات ليله تشاجرت الام مع فيفي و طردتها كما تفعل عادا،فيفي توجهت لخطيبها في شقته التي اخذها بالقوه.

تزوجها سيد بالرغم عن امها،و عاشت معه علي الأرض،و لكن بعد ان اصبحت زوجته جسدا و روحا،ظهر علي حقيقته.

كان اسوء من امها ومن زوج اختها الذي كان يتحرش بها كلما زارت اختها،او باتت عندها ،وكانت فيفي تخشي ان تفضحه ،بسبب سذاجتها و طيبتها،لكن عندما طفح كيلها و فضحته امام امها،اكتشفت بأنه علي علاقه بأمها،وان اختها تعيش معه حياه محرمه،لم يصدق فيفي اي شخص واتهموها بالغيره من اختها وقتها.

لكل هذه الأسباب و اكثر اضطرت فيفي ان تظل مع هذا الظالم المستبد،سيد الصاوي،زوجها الذي يكبرها بسنوات طويلة،عاشت مقهوره معه،كان يضربها و يصيح فيها و يعذها كلما كان متضايق او مضغوط،كان اسوء من امها بمليون مرحله.

لكنها عاشت وصبرت واحتسبت ما تعانيه عند الله، رزقها الله منه بثلاث اطفال،جنات و دياب و مصطفى.

من اجلهم اضطرت ان تتحمل زوج قاسي ،لم تخف قسوته او حدته او لسانه السليط عليها حتي بعد مرور 11 عاما.

سبق لها ان تطلقت منه رسمياً مرتان،و طردها بثياب نومها وحرمها اولادها ،وعانت كثيراً جداً جداً،نامت علي الرصيف في الشارع،شحذت لقمتها من الماره.

تعرضت لاسوء انواع الذل والإهانه وبالرغم من هذا صمدت ولم تتخذ الطريق السهل لتعيش بكرامه،تدخل البعض و اعادوها لبيتها من جديد،بعد عده اشهر توفندت امها في حادث،تشرد اخيها في الشوارع.

رفض ان يسترجل و يعمل كباقي الشباب في سنه،حاول ان يعيش عاله علي سالي الكبري،وتسبب في مشاكل جمه في بيتها،حتي تطلقت من زوجها.

عاد لاخته فيفي،لكن زوجها لم يتحمله و طرده من منزله،وتسبب في مشكله ضخمه ،و ضربت اخته بسببه عده مرات وانتهي به المطاف في الشارع متشرد.

عادت فيفي لبيتها ووعدها سيد بأنه لن يضربها مجدداً،كما قالها مئات المرات سابقآ،لكنه لم يكن رجلاً ابدا ويفي بوعده.

عاشت معه 11 عاما في جحيم مطلق،وكانت تنتظر الفرج من الله وكانت تصلي وتدعي وتبكي ليل نهار،لم تعرف معني السعاده او السلام يوما في حياتها،لم يسأل الاهل عنها او عن اخواتها يوماً.

والان وهيه في عمر32 عام،لايزال وضعها علي حاله،حتي أمر الله،وتغير قدرها و كتبت لها فرصه ثانيه

في مغلاء اخشاب غريب الشناوي يحمل العمال الواح الخشب علي السياره النقل المخصصه بنقل الاخشاب من المصنع للمحافظات او احضارها من الميناء، خرجت عبدا من دوره المياه وصرخت في العمال بصوتها العالي:
_ما تشهلوا شويه يا رجاله عايزين نحمل قبل الباشا ما يرجع و يلاقيها لسه هنا ، ما تيلاا الهمه اومال.

ظهر جمال من خلفها ومسكها من ياقه قميصها الفضفاض و قال بتأفف:
_عبده ابعد عن طريقنا و سيبنا نشتغل انت هتريس علينا بروح امك ابعد ياض.
شدت قميصها من يده وقالت له بسخط" جرا اي يا عم جمجمه هيه هتهب عليا انا خليك في شغلك ياسطي ومالكش دعوه بيا .

تركته بعدما رمقته بنظره بارده جافه و توجهت للعمال، ساعدتهم في رفع الالواح الخشبيه و و نادت صابر:
_صابررررر، ما تيلا يا عمنا الوقت اتأخر ولا انت فالح بس تقعد تستعجلني علي الطريق.
صابر ترك كوب الشاي و ألتقط سجائره وهوه يقول:
_ ايوا ياسطي عبده انا جيت اهوه اي الدنيا مالها.

قالت بمزاح:
_الدنيا حلوه يا شبح انتخت انت يا برنس وعمرت الجمجمه و سبت الشغل كله علي دماغي انا يلا يا ريس خلينا نتكل.
ركبت الشاحنه و اخذت اذن الصرف من المحاسب و انطلقت هيه وصابر التباع، ظل صابر يثرثر طوال الطريق كعادته عن زوجته المتطلبه و اطفاله الذين يطالبونه بمصاريف الدراسه و الخروج في الاجازه و غيره من متطلبات الحياه الاسريه البسيطه.

وصلا بعد ساعات سفر قليله الي الطريق الصحراوي الذي تكرهه عبدا بشده لكثره الحوادث التي تعرض لها اصدقاءها السائقين من قبل كان الكل يقول بأن هذا هوه طريق الاعوده طريق الموت وكانوا يتقابلوا بالسخريه من باقي السائقين عدا عبدا التي خسرت صديق عزيز عليها جدا السنه الماضيه علي نفس هذا الطريق.

سرحت قليلا في شمس صديقها و رفيق الملجأ الذي توفي هنا في تلك المنطقه المشئومه، لم تسمع ندأ صابر الذي هزها وقال:
_عبدوووووو اي ياسطي رحت فين بقي دا كلام برضو في حد يسرح وهوه علي الطريق الاسود ده.

عبده نظرت له بعينان مرهقه وقالت:
_معلش يا صابر مخدتش بالي كت بتقول ايه ياسطي.
صابر قال لها:
_بقولك اركن شويه عايز افك ميه، اركن خمسه بس ومنها ترتاح انت كمان.

مظرت له ببرود لأنها لم تحبذ ان تقف هنا بالذات لكن هذا امر طارىء وليس بيد احد، دخلت لأول الصحراء و اوقفت الشاحنه، نزل صابر و ركض بسرعه وهوه يمسك بطنه، صرخت فيه:
_انت يا عم طب خد كشاف طب الدنيا عتمه عليك.

قال لها وهوه يبعد:
_مش مهم بقي ما تخافش عليا.
قالت بصوت هامس:
_يلا يكش يطلع لك ديب ولا سلعوه تخلصنا منك ، اهوه حتي ام العيال هترتاح من قرفك يا بعيد.

ابتسمت بسخريه و اخرجت سجائرها و اشعلت واحده فتحت الباب و نزلتهيه ايضا و قررت ان تشرب سيجارتها وترتاح قليلا لانها شعرت بتشنج في عضلاتها، جلست ارضا و سندت علي عجله الشاحنه.

لم يفت دقائق إلا وعاد صابر يركض ووجهه شاحب مرتعب كأنه رأي اشباح ما، وقفت عبدا بسرعه وسألته:
_مالك يا صابر وشك مخطوف كده ليه، ابو رجل مسلوخه طلع لك ولا اي.
قال لها بعصبيه:
_وقت تهريج دا يا عبده، يلا بينا غورنا من ام الحته المقطوعه دي.
ركب صابر مكانه بسرعه، ضحكت عبدا عليه و ركبت مكانها، جلست ونظرت له و قالت بسخريه:
_واللهي ما هتحرك غير اما تقولي شفت اي خوفك قول قول سرك في بير.

نظر لها وزم شفتيه بضيق ، اضطر ان يحكي لها لانه يعلم انها عنيده جدا و رأسها كالحطب، قال بتوتر:
_يا عمي كنت بفك ميه زي ما قلت لك و اذ فجأتا، سمعت اللي بيخشخش وراياو قلت انت عامل فيا مقلب الصراحه، شتمتك من غير ما ألف ورايا، بس سمعت خطوات تقيله ورايا لفيت وانا بقفل البنطلون و شفت يا عبدووو اللي خلاني اعملها علي نفسي بجد حتي بص.

نظرت عبدا لسرواله و بالفعل وجدت قطرات مياه عليه قلقت وكشرت حاجبها المصطنع و سألته:
_اي دا ياسطي للدرجه دي خفت او خوفت نفسك ليه يعني سمعت اي ولا شفت اي.
اخذ نفسه و رأت بوضوح جسده وهوه يرتعش ، اكمل وقال:
_لفيت ياسطي و شفت خروف كبير اوي اقسم لك بالله وحياه عيالي زي ما بقولك كده شفت جدي ولا خروف ووراه بعيد شبح راجل جاي من بعيد وشه اسود يرعب، انا حسيت ان روحي بتروح مني يا عبده، انا قلت يبقي دول جن الصحرا اللي ياما سمعنا عنهم بس اقولك انا كنت هموت من الخوف، يلا بقي خلينا نمشي قبل ما يجوا بقي.

عبدا مسكت نفسها بالعافيه ارادت ان تنفجر في الضحك لكنها رأت الخوف الشديد في عيناه ف ألتزمت الصمت بأعجوبه، هزت رأسها ولم تعلق وهيه تراه يشعل سيجاره و يداه ترتعشان بعنف، لفت وجهها و أدارت مفتاح الكونتكت وضغطت البنزين لكن كانت الصدمه!

يتبع في الفصل 2
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي