عسل مالح

أسماء عبد الهادي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-04ضع على الرف
  • 109K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

مقدمة

تقديم
عسل مالح
بقلمي: أسماء عبد الهادي

ككُلاب صنارة صيد سُحِبت قلوبنا ،نبش الحب فيها كما تنبش الحديدة في حلق السمكة، عندما تحاول لقط ما بها من طُعم .

وكأنه هنالك مغناطيس قوى الجاذبية، جذب قلبينا المختلفين إلى بعضهما البعض

ولكن أكثر ما يميز هذا الحب الذي شعشع في القلب هو هذا الاختلاف الذي بيننا ،فهو سر انجذاب قلوبنا ببعضها ،لكن ترى هل ستستمر الحياة بيننا على حلوها المحلى بالعسل هذا
ان ستحول هذا للعسل إلى ملح منفر المذاق!

___
اقتبااااس

يقف خلفها ويقول محاولا استجلاب عطفها علها توافق أن تدير وجهها له إليه مرة أخرى
_چرى إيه بس يا نوراة! مالك إكدة إمنكدة على روحك وتابعة حالك وحالي إمعاكي!

هزت كتفها وقال بغضب مكتوب فهي تستهجن سؤاله
_قال يعني معارفشي مالي!مانا كنت جاعدة في حالي ولا بيا ولا عليا ,وانت اللي چيت وعكرت عليا مزاچي .

تنهد هو بأسى وقال واضعا يده على كتفها

__هنعيدها تاني السيرة داي يا نوارة! مش كنا جفلنا على السيرة داي خلاص! ولا إنتي اللي بتحبي تچيبي النكد لنفسك يابنت الناس !.

التفتت هي له لتقول بعصبية مفرطة وهي تشعر بقهر دفين في قلبها

_لاااه يا حمزة مش أني اللي بچيب النكد لحد عِندي, وانت عارف كويس إن النكد والعكننة مش من طبعي واصل.

طالعها بابتسامة عشق وهو يتجول بسوداوية عينيه في عسلية عينيها وقال بصدق
_لا في داي عداكي العيب، حقك على عيني وراسي، ده انتي نوارة جلبي وحياتي يا نوارة .

رمقته بنظرة ساخطة وقالت وهي تحرك جسدها باستنكار

_ولما أني نوارة جلبك زي ما بتقول،جاي تزفلي الخبر اللي يقطم ظهري ويكسر جلبي نصين ليه، بتآكل بعجلي حلاة إياك .

مد يده ورفعها نحو يدها لكنها كانت في أشد حالاتها غضبا لذا أبعدت يدها عنه سريعا
_بعيد الشر عنك يا جلب حمزة وعمره كله، مش أني اللي أكسر جلب حد وانتي عارف ده كويس، عمري ما عملتها مع الغريب، فعملها معاكي انتي يا نوارة!!
هتفت هي باندفاع غاضب فعلى صوتها
_عملته يا حمزة عملته، ولعت ولعتك وسبت جلبي قايد نار ومش لاجية اللي يطفيها ولا يخفف عني حدتها

نظر لها نظرة استعطاف علها تصدقه
_اوعي تظلميني يا نوارة، أني معملتش فيكي حاجة عفشة واصل، ولا عمري هعمل أبدا

هتفت على نفس الوتيرة الغاضبة

_وكمان مش عارف انت عملت فيا إيه! روح، روح يا حمزة لحال سبيلك وهملني .
قالتها واستدارت بوجهها بعيدا عنه

أمسك هو بذراعها ليعيدها لتنظر إليه ثانية
_مقدرش أهملك وانتي في الحالة داي، بكفياكي علشان خاطري يا نوارة لو ليا معزة عندك فضي على سيرة الهم داي وبلاش تنكدي علينا الليلة، خلونا ننام بسلامة الله يرضى عنيك.

التفتت له مرة أخرى وقال بغضب ممزوج بالعتاب المقهور
_ليه ليه يا حمزة تجر بيدك اللي ينكد علي مرتك ويشيلها الهم بدري ليه، ليه تسيبني كل يوم أهري وأمكت في نفسي، أهون عليك تموتني بحسرتي! .

أحاطها بذراعه يضمها إلى صدره بحنان وحب
_تفي من بوءك يا نوارة جلبي, اوعاك أسمعك تچيبي سيرة الموت دي على لسانك تاني, ربنا يخليكي ليا ويطول في عمرك يا قلب وروح حمزة .

هتفت هي بلوعة وقالت وهي تنظر في عينيه
_ماهو علشان أني متأكدة إنك بتحبني وشاريني ومتجدرش تستغنى عني، كان ممكن اتچنن او يچرالي حاجة من اللي بسمعه منك .

رفع هو يده الخالية عاليا وقال
_أهو، اديكي جولتيها واديكي عارفة كويس أهو اني مجدرش استغنى عنك وبحبك، امعيشك نفسك في الأوهام ليه؟

هتفت بقهر وهي تنفض يدها في الهواء

_مهياش أوهام, ياريتها كانت أوهام يا حمزة مكنش ده بقى حالي, اه يا ميلة بختك يا نوارة, كان مستخبيلك ده كله منين؟.

تعب هو من إقناعها هي لا تريد أن تفهم الأمر أبدا لذا قال بقلة صبر فعلى صوته قليلا

_وبعدهالك يا نوارة! بالله عليكي متخلنيش أتعصب، انا يا بنت الناس غلبت معاكي، انتي عايزة مني إيه في ليلتك دي؟ .

هتفت هي والدمعات تترقرق في عينيها بينما تبعده عنها
_معيزاشي حاجة بعد عني, أني رايحة أنام جار عيالي, وسيبالك الموطرح كله .

فقد هو أخر ذرة صبر يمتلكها، فهو ذلك الرجل الحليم جدا لكنه عندما يغضب يتحول إلى آخر لا صبر له لذا هتف بصوت غاضب
_انتي عارفة يا نوارة لو خطيتي عتبة الباب ديه ،مش هتخطيه تاني!! مش أني اللي مرتي تفوت فرشتها وتروح ترقد جار عيالها، دااي عيبة في حجي ومش هسامح عليها واصل وانتي عارفة اكده كويس أوي، فلمي الدور وكني في موطرحك واخزي الشيطان اللي مصمم تدخليه بيناتنا ديه .

طالعته بدمعات مترقرقة دون ان تتفوه بحرف واحد او حتى تتقدم خطوة للأمام لتنفذ ما قالته فهي بعد كلامه لن تستطيع المغادرة أبدا فهي تعرفه لن يتهاون في ذلك الشىء مطلقا لذا لم تسعفها سوى الدمعات

رق قلبه لتلك الدمعات التي تنزل من مقلتيها وكأنها نار تحرق في قلبه بحدة لذا أقترب وأبعد ذاك الغضب الذي تمكن منه في لحظة بسبب نيتها في المبيت بعيدا عنه، وحوله إلى حب واحتواء

أحاط عنقها بيده مرة أخرى وأخذها ليجلسها على طرف الفراش وبدأ يمد يده ليزيح تلك الدمعات بأصبعه بينما هي كانت تبكي بصمت .
وهتف قائلا
_لا حول ولا قوة إلا بالله، مكنتش أعرف إنك عتحبيني إكده يا بت الناس الطيبين إنتي ،كنك بتموتي فيا للدرجة داي، عشقانة يا بنت عم محجوب ..

هتفت هي تتطلع له بحب وما زالت الدمعات تتلألأ بين جفونها وكأنها حبات ألماس مضيئة زادت وجهها جمالا وضياء
_ايوة عشقانة يا حمزة ودايبة في حبك دوب ،وانت مُصر إنك تحرق قلبي بنار العشق

فتح فمه ليتحدث، فرفعت إصبعها في وجهه وقالت باندفاع فبل ان ينطق حرفا واحدا

_لااااه، معيزاشي أسمع أعذار يا حمزة معيزاشي، مفيش عاقل يتقبل الأعذار اللي بتقولها داااي .

_ده في حالة لو كانت أعذاري أني، ساعتها مش هلومك لو مجدرتيش تتحمليها، لكنها مش أعذاري يا نوارة، وانتي عارفة إكده كويس، ده كلام أبويا وأني مجدرش اكسرله كلمته نوهائي، ومش خوف منه او رُهبانية، لااه ابدا، أني طول عمري لا يمكن أرد كلمة لأبويا أبدا، ولا هي دي شيمي، ولا اللي اتربيت عليه.

أمسكت يده تستسمحه وقالت
_عارفة إنك متجدرش تكسر للحچ كلمة، او تردله أمر، لكن في يدك إنك تتحدت معاه يغير رأيه، انت عارف إن الحچ بيحب دايما يأخد بمشورتك ورأيك في كل حاچة، فلو يعني عبرتله عن إنك مش راضي بكده ممكن يصرف نظر .


شدد هو من قبضته على يدها وقال بعتاب
_كنك متعرفنيش يا نوارة! او كنك لسه عتتعرفي عليا لسه دلوك! أني لو شفت أبوي راغب في حاچة ميراديهاش أني بعملها من غير ما يونطج حتى .
هتفت هي بنبرة يأس من ألا يفعل ما هو مقدم عليه
_يعني خلاص ،هتعمل اللي في دماغك يا حمزة !!

_أني مفيش في دماغي وجلبي غيرك، هتفهمي كيف يا بنت الناس! واللي جلتلك عليه هيحصل، هيحصل، ومش زي ما شيطانك مسولك أبدا، فنامي وطمني جلبك يا بنت عم محچوب، لحسن أني دماغي فيها ريحة اصداع من صباحية ربنا، ولو زودتي في الكلام ممكن تلاقيني انفچرت في وشك ، من غير إرادتي

ترك يدها واعتدل في سريره ليمدد جسده بأريحية على الفراش، مغمضا أعينة بتعب

فلم تجد هي بد من أن تنهض هي الأخرى وتطفأ مقود الإنارة عل ما في قلبها من نار ينطفىء مثله هو الآخر ...
التفت حول الفراش الذي يتوسط الغرفة الكبيرة واتخذت مكانها جوار زوجها، لتتمدد بجسدها هي الأخرى لتنام.

فمد حمزة يده ليسكنها بقربه وهو يشتم عبير رائحة شعرها الذكية ومن ثم يطبع قبلة حانية عليه وهو يقول
_تصبحي على خير ياللي تاعبة قلبي معاكي .

فتنهدت هي بنصف راحة وردت عليه بصوت هامس
_وانت من أهله يا حمزة، وربنا يستر من اللي چاي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي