رفقًًـابقلبي

هاجرمحمد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-24ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

روايـة رِفقًــا بِقلبي♥️
أول روايـة فُصحىٰ لي!
اللهم التوفيقَ والسداد♥️















..


الفصل الأول

في احدىٰ شوارع اسطنبول، وبالتحديد داخل احد المنازل والغرف، كانت هُنا سيدة تبلُغ من العُمر الخمسين، توقظ أبنها البالغ 27 عامًا:

اردفت الام بِرفق لكن بصوت عالّ بعض الشيء: استيقظ يا ريان سوف تتأخر!

تململَ ريان في فراشه وهو يقول بنبرة مشبعة بالنوم: ماذا هُناكَ يا أمي؟

اردفت الام وهيا تتجه نحو خزانته تجهز لَهُ ثيابه: ألم تقل لي ان لديكَ رحلةً في العاشرة صباحًا؟! الساعة الآن التاسعة وعشرونَ دقيقة!

نهض ريان سريعًا، وقد تعثر اكثر من مرة، وهو يتجه الى المرحاض، كي لا يتاخر!

___________________________

وفي مكانٍ آخر، في لَندن، كانت هُناكَ فتاة تُحدث والدتها، قائلة لها في صوت غاضب:
أمي انا لا افهم اصراركِ للبقاءِ هُنا بِـ لندن، الا يكفي اننا لا نستطيع عيش حياتنا بحرية لِكوننا مسلمين!

اردفت الام في هدوء، في محاولة منها لاستمالة ابنتها: عزيزتي، الأجل سببًا واحد تتركين الحياة هُنا؟ بعيدًا عن الصراعات!

أجابت الفتاة في هُدوء محاولة ظبط اعصابها: بعيدًا عن صراعات!
هل تمزحين أمي؟ أمي انا قد تخرجتُ من سنةٍ واحدة، لا تستطيعُ العمل لكوني مسلمة! لكوني ارتدي الحجاب! هل تعقلينَ كلامك؟ هيا نعود الى بلدنا، أعمل في مجالي الحبيب، اكون شخصية مؤثرة جيدة! اترك بصمة جميلة في قلب كل من يعرفني! أمي لأجل هذهِ فقط!

وهنا اردفت الام بستسلام لإبنتها: حسنًا، حسنًا، سوف أرتبُ للسفر واخبركِ متىٰ نُسافر! لكن امهليني بعض الوقت قيد اقدم طلب نقلٍ إلى فرعٍ آخر في الشركة

تعلقت بأحضانِ والدتها بفرحةٍ جمّا، تخبرها عن مدىٰ حُبها لها!

_____________________________
وعودةً إلى تُركيا، كان ريان قد استعدّ للذهابِ الى رحلته مع اصدقائه إلى طرابزون..
اردف ريان وهو يهُم بإغلاقِ الباب: أمي انا ذاهب!

جائهُ صوت والدته من المطبخ قائلةً في عجاله: ألن تفطر؟!

ريان: لا يا امي سوف نأكل هناك!

رحل ريان بينما والدته اتجهت الىٰ احدىٰ الغُرف، وقامت بفتحها واتجهت الى خزانة الملابس وهيا تخرج بعض ملابس الاطفال وصندوقًا خشبيًا عتيق!

أمسكت احدى الملابس التي اخرجتها من الخزانة وأخذت تشتمها بعمق! تستشعر رائحته في ملابسه، اِبنها الغائب الذي لن يَعود! فلذة كبدِها الراحل، أمسكت احدى الصور التي جمعتهما سويًا وأخذت تُقبلها، وكأنها لا تُصدق حقيقة رحيلة، لكن الحقيقة المُرة أنهُ رحل!

اردفت ومقلتاها تفيضانِ بالدمع: ليتكَ معنا! ليتكَ كبرتِ بأحضاني، ارعاكَ، أراكَ أمامي، ليتكَ رأيتَ حُبِ الجمّ لكَ! ليتكَ تعود! أيا ليتَ الليتَ كان!

______________________________

: عزيزتي استيقظي "اردفت والدة بيسان بتلكَ الكلمات وهيا توقظ ابنتها فالساعة قد قاربت على الثانية عشر بعد منتصف الليل"

تململت في الفراش وهيا تنهض بتكاسل: لقد غفوت قليلًا بعد تجهيز الحقائب، كم الساعة الآن؟

أجابت وهيا تنظر في ساعة يدها: الساعة 11:34 هيا انهضي وارتدي ثيابك في حين ينزل السائق الحقائب

: حسنًا أمي

_______________________________

يعلن مطار إسطنبول الدولي عن وصول رحلة رقم 317 القادمة من لندن إلى أراضي تُركيا، وعلى المسافرين التوجه إلى صالة رقم 3 تصحبكم السلامة.

: هيا يا بُنيتي السائق في انتظارنا

: أمي انظري إلى هذا الإعلان

بعد عدة دقائق كانا يتوجهان إلى السيارة التي ستقلهم إلى الفندق الذي سيبيتون فيه ليلتهم

_______________________________

صباح يوم جديد، كان يرتدي ملابسة كي يذهب إلى عمله، فهو دكتور جامعي بِـ كلية الهندسة..

انتهىٰ من ارتداء ملابسة ثم اتجهه إلى والدته كي يفطر

: هل لديكَ الكثير من العمل اليوم؟ "كان هذا صوت والدته التي سألته قبل أن يتجه إلى عمله"

أجابها وهو ينظر إلي هاتفه: لا، ليس كثيرًا، محاضرتان نظري وواحدة تدريب عملي، سأعود الساعة 4عصرًا

: لماذا ستتأخر اليوم يا بُني؟ "اردفت بقلق"

: لأنني سوف اشرف على تدريب الطلاب خارج الجامعة!

: حسنًا بُني، رزقكَ الله سلامة القلبِ والطريق

_______________________________

الساعة الواحدة والنصف ظهرًا..
كانت تقف مع والدتها تشاهد نقل حقائبهن واستلام مفاتيح شقتهن الجديدة، في أحد أحياء أسطنبول.

اردفت بعد أن توسطت إحدى الارائك "أمي اريد الذهاب إلى إحدى شركات البناء والتصميم كي أتفق معهم على بِناء وافتتاح عيادتي الخاصة!

أجابت والدتها وهيا تحضر الطعام: حسنًا عزيزتي، لكن انتظري حتى انتهى من تحضير الطعام، كي تتناولي بعض اللقيمات قبل ذهابك.

"كما ترين يا أمي" اردفت بتلك الكلمات وهيا تستعد لإجراء مكالمة هاتفية.

"مرحبًا، معكِ شركة مايكرو للبناء المِعماري، كيف اساعدك؟"
صدحت هذهِ الكلمات من الهاتف بعد أن قامت بطلبِ رقمهم الموجود على صفحة الفيسبوك!

"مرحبًا، هل استطيع الحُصول على موعد؟"
أجابت بيسان في هدوء.

"نعم سيدتي، هل اخبرتي بإسمك؟" كان هذا صوت السيدة في الجهه المقابلة، وهيا تمسك دفترًا تدون به.

"بيسان علي نضال"

"حسنًا، تستطيعينَ القدوم في تمامِ الساعة الثالثة" أخبرتها بعد أن سجلت اسمها في دفترها

"حقًا؟! اشكركِ، وداعًا"

"وداعًا"

________________________________

"سلمت يُمناكِ" اردفت بها بيسان بعد تناول الطعام

"سلمتِ، هل ستذهبين إلى الشركة اليوم؟" اجابت بإبتسامة

"نعم، لقد حصلت على موعد الساعة الثالثة"

"حسنًا، وأنا سوف اذهب لزيارة صديقة قديمة لي"

"كما يكون يا أمي، سوف اذهب لإرتداء ملابسي"

وبعد نصف ساعة كانت قد تجهزت واستقلت سيارة أجرة، بعد أن أخبرته إلى اين ستذهب.

وبعد مرور ربع ساعة، كانت قد وصلت إلى الوجهتها، بهرها التصميم الخارجي للشركة، خطت بخطوات واثقة إلى داخل الشركة، وتوجهت تحديدًا إلى مكتب الاستقبال.

"مرحبًا، كان لدي موعد اليوم الساعة الثالثة"
اردفت وهيا تنظر للفتاة الواقفة أمامها

"ما اسمكِ آنستي؟"

"بيسان علي نضال"

"حسنًا، انتظري عدة دقائق" ثم أمسكت بالهاتف الارضي وأجرت مكالمة بسيطة، كانت نهايتها بالإيجاب.

اردفت وهيا تنظر لِـ بيسان بإبتسامة "تفضلِ آنستي، الدور الخامس، المكتب الأول، المصعد على يسارك"

ابتسمت لها ثم اتجهت إلى المصعد، وبعد دقيقتان كانت قد وصلت إلى المكتب وتقف أمام السكرتير الخاص بها.

"فضلًا؟!"

"مرحبًا سيدتي، كيف أساعدك"
أجابها وهو ينظر في بعض الأوراق أمامه.

"أنا بيسان علي نضال"

رفع عينيه من الورقِ أمامه وقال "حسنًا تفضلِ"
أشار لها بيده إلى باب المكتب، وطرق الباب مرتين، وحين سمع إذن الدخول أشار لها بيده لكي تدلف.

دلفت إلى الغرفة بعد أن تركت الباب مفتوح، ألقت نظرة سريعة على الغرفة، كانت ذا طراز بسيطٍ وناعم، تدل على التواضع، بينما يقبع على المكتب رجل في أواخر الاربعين، غزا الشيب شعر رأسه، لكن ملامحه كانت وقورة، تقدمت بخطواتٍ واثقة والقت التحية.

"مرحبًا، سيد أحمد"

اجابه بنبرة هادئة وهو يشير لها بالجلوس "مرحبًا، تفضلِ"

جلست أمامه وبدأت هيا الحديث "سمعت الكثير عن شركتكم وهذا ما دفعني للمجيئ إلى هنا"

"هذا شرفٌ لنا يا آنستي"
أجابها بإبتسامة.

"أنا اتيت الى تُركيا من يومين فقط، لكني أردت الإسراع وافتتاح عيادة خاصة بي، ولذلك اتيتُ إلى هنا"
قالت بهدوء ورزانة

أجابها بعد أن خلع عويناته "إذًا تُريدين بناء عيادة هنا في أسطنبول، لكن ما تخصصك؟"

"طب النفس"
أجابت باختصار

"حسنًا، هل هناك تصميم مُحدد بمخيلتك تريدين تنفيذه؟"
اجابه وهو يدون ما تقول

"نعم، لا اريد أن يغلب عليها اللون الابيض، اريد أن تكون ذات الوانٍ مُريحة، مثل "الازرق بكل درجاته، والأخضر" وأريد أن يكون البناء في مكانٍ هادئ، تحيطه حديقة مليئة بالأزهار، اكرر لا اريد لغرف المرضى أن تكون ذات لونٍ أبيض"

"حسنًا لقد فهمت ما تريدين، اتركِ رقمكِ في الاستقبال، وسوف اتصل بكِ لاحقًا لإبلاغك بِباقي التفاصيل"

_______________________________

يُتبع..
هـاجـر مُـحـمّـد "جوري"
"لا أحلل النشر والاقتباس دون اذني"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي