رحلة نحو المجهول

AliSara`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-06ضع على الرف
  • 134.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

أعيش في هذا المنزل الذي لم أشعر بالُإنتماء إلُيه •• كان حلمي دائما أن تتغير حياتي أن يحصل شي
ولو حتى بصدفه يغير مجرى حياتي
••• أن تفعل نفس الاشياء يومين فهذا هو
ملل بعينه ••
أبي دائما مشغول ، وأمي خارج المنزل طوال الوقت
أما في نادي، أو مع صديقاتها. لم أشعر يوما بخوفها علي ولم تسأل يوما عن احوالي منذ كنت
في الابتدائية ••
دادة فاطمة هي من قامت بتربية والأعتناء بي •••••••
يوما بعد يوم كبرت الفجوة بيني وبينهم وخاصة
والدتي •••• عندما أكملت ثانوية العامة ذلك اليوم
الذي لم أشعر فية بطعم نجاح ، عدت من المدرسة
وكان السائق هو من أوصلني كالعادة وبارك لي
نجاحي، دخلت المنزل فاستقبلت دادة فاطمة تسألني
أخبرتها أني حصلت على المركز الأول ، انهمرت
دموعها وعانقتني
سألتها اين والدتي؟ قالت :
خلينا نحتفل دلوقتي ، ولكني كنت مصره ع أن
أعرف اين هي؟
نكست رأسها وقالت : لقد ذهبت في رحلة مع
صديقاتها •• كان كلامها خنجر اصاب قلبي صعدت
سلالم ودادة تحاول لحاق بي اغفلت باب غرفتي
وكانت عبراتي من تسبقني حاولت دادة أن
تتحدث معي ،
ولكني طلبت منها أن تتركني وشأني
لاحت في مخيلتي صديقتي نهى لقد حضرت مع
والدتها الى مدرسة ، وعندما سمعت اسم ابنتها
وأنها حصدت المركز الثاني انهمرت دموعها
فرحا ما إن اقتربت منها حتى احتضنتها بحب ،
حسدت نهى على ذلك ، واتمنيت لو كانت مكانها.
لم تكن نهى الوحيدة التي حضرت مع والدتها الى
مدرسة ، ولكن أغلب الطلاب جاؤوا برفقة آباءهم
وامهاتهم كنت أنا الوحيدة التي لم يكن لديها أحد
ليأتي معها •••• حتى دادة اعتذرت عن المجيئ ••
يوما بعد يوم قتلت تلك المشاعر التي كنت أكنها
لهم في قلبي •• •• عندما دخلت الجامعة لم اختلط
بأحد حاول الجميع التقرب مني ، ولكني لم أعطي
مجالا لا أحد ، لم يكن لدي أصدقاء سوى نهى ، حتى نهى لم أكن أخبرها بكل شيء كان حديثا دائما عن
دراسة فقط ولم أخبرها عن حياتي الخاصة ، كنت
امثل السعادة أمام الجميع وأن أبي وأمي يحبوني ،
ودائما ما يقومون بتنفيذ ما اطلب ، لن أنسى
ذلك اليوم ••
يوم تخرجي من الثانوية سالتني نهى أين والديك ؟
أخبرتها وأن اجاهد أن أرسم تلك الابتسامة
على شفتي أنهم مسافرون •••
مر ترم الأول على خير وكنت الأولى كالعادة جاءت
بعض زميلاتي للمباركة لي ، والبعض كان
ينظر لي نظرة حقد ، لم ابه لهم
.••• انتهى ترم الأولى،،،،
في الاجازة ،،،، كنت أحاول أن التعلم طبخ ، كانت دادة صبورة علي فقد قمت بإحراق طعام عدة مرات وكان
مطبخ يمتلئ بدخان كانت دادة فاطمة تأتي
وتنظف تلك الفوضى التي كنت افتعلتها ، وهي
تبتسم وأحيانا كنت أساعدها في تنظيف تلك
الفوضى ، كانت تشجعني رغم أني لم أكن اطبخ جيدا ، وتقول في المرة القادمة سيكون طبخك أفضل ،
كانت دائما اسهر معها ، وكانت هي لي الصدر
الحنون ، رغم أن لديها أبناء ، ولكنها كانت تخاف
علي أكثر منهم ، وتنام معي عندما تذهب أمي
في رحلة مع صديقاتها ، كانت أحاول أن أخبرها
أني لم أعد تلك الطفلة ، لقد كبرت وصارت بالجامعة لكنها لم تكن تستمع لي ، فقد كانت تنظر لي
كالطفلة
كنت اراقبها وهي تطمئن على أبناءها بالهاتف
،وأشعر بالحزن ، فهم بحاجة لها أكثر مني •••
جاء ترم ثاني وقد قرأت كل الكتب في الإجازة
وكان كل شيء سهل بنسبة لي حتى أن الأستاذ
قام بعمل إختبار مفاجئ وحصدت العلامة النهائية كان الاستاذ سعيد بذلك وقال :
لم أتوقع انك ستحصلين على درجة نهائية مرة الأيام سريعا وانتهى الترم الثاني ••• جاءت الإجازة
وبقيت في منزل ونهى سافرت مع والديها الى باريس ، عندما سألتني ماذا ستفعلين في الإجازة
أخبرتها أني سأسفر مع أبي وأمي بابتسامة
الى اين ؟
قلت ابي لم يقرر بعد ، اما هي فقد كانت
سعيدة وهي تخبرني إنها ستسافر
إلى باريس مرة اخرى ،
سالتني : هل زرت باريس ؟
، ابتسمت وقلت : أجل ،
نظرت إلي وقالت : هذه المرة الخامسة التي أزور
فيها باريس ولكن كل ما أذهب هناك ، أشتاق لها
أكثر انهم يسمونها مدينة العشاق والموضه ،
كل عام اختار انا ووالدتي الملابس لي ولها
، فهي تعشق الموضة ، وهذه المرة أخبرتني
والدتي أني قد كبرت وعلي أن اختار ملابسي
بنفسي كم كنت سعيدة بقرارها بما قالت ،
إنها تريد أن اعتماد على نفسي ،لم تكتفي بذلك فقد أخبرتني أنه بستطاعتي السفر لوحدي ، لأنها تثق بي ،
شعرت بخنجر آخر في قلبي، أمي لا تسمح لي
بالخروج من المنزل ، إلا مع دادة فاطمة إني سجينة
ذلك المنزل ، حتى عندما نخرج لتسوق دادة هي
من تقوم بشراء لي ، وممنوع أن أعترض وممنوع
أن تأخر في السوق .....جاءت سنة ثانية وبدء ترم الاول التقيت مع نهى في الجامعة كانت ملابسها جميلة وأخر صيحات الموضة كانت جميلة بحق في تلك
الملابس ، عانقتني وعاتبتني لماذا لم اتصل بها ؟
لماذا كان هاتفي مغلقا ؟ لم أستطع
أخبارها أن والدي
أمر دادة فاطمة أن تأخذ الهاتف مني وتغفله ،
تلقيت منها لومها وصراخها معي بصمت ، لم اشا أن أخبرها أني قضيت الإجازة في المنزل دلفنا إلى القاعة سويا جلست نهى ، ومازلت تثرثر حتى أن الجميع
كان ينظر إلينا ، فقد كان صوتها مرتفع لاحظ
الأستاذ ذلك فصرخ في وجهنا عدة مرات ، عندها
قمت بتأنيبها أن تصمت •• عند انتهاء المحاضرة
كنا نجلس في الإستراحة الجامعة ، أنا طلبت عصير
ليمون ، وهي طلبت منجا والسندوتشات ، كانت تاكل بشراهه كعادتها وكانت مازلت تثرثر عن باريس
لقد حفظت باريس ، من كثرة حديثها عنها ، تمنيت أن أذهب لزيارتها ،توفقت عن الحديث عنها ،
فحمدة الله ع ذلك ولكن فجائتن بسؤالها
اين سافرتي ؟ - عندها فكرت أن أخبرها أني
ذهبت إلى روما ،
قالت: ماذا زرتي فيها ؟
أخبرتها بتفاصيل عن رومه فقد قرأت كتب عن حضارة رومه والأماكن سياحية والأكلات التي يقدمونها
حمدت لله أني قرأت عنها ،
قالت : في المرة القادمة ساطلب من والدتي أن
نسافر إلى رومه ، بمناسبة لقد جلبت لك هدية ، إنها في سيارة •• •• عندما إنتهت المحاضرة توجهنا إلى سيارتها ••••• أخرجت هديتها وأعطتها لي
وقالت : اتمنى أن تعجبك ، مددت لها الهدية
التي كنت قد طلبت من دادة أن تقوم بشرائها
لها ، كانت سعيدة بالهدية ••••
وصلت للمنزل وصعدت غرفتي فتحت الهدية كان
معطفا جميلا وناعم كالحرير ارتديته ، كان على
مقاسي بظبط ، لقد شعرت بسعادة برغم اني أمتلك
أجمل منه ، فملابسي غالية الثمن، ومن أغلى
المولات •• حل المساء أحضرت داد العشاء تناولته ، شعرت بالعطش توجهت إلى الأسفل سمعت صراخ والدتي على دادة كانت أمي تقوم بتوبيخها : إياك أن تتداخلي فيما لايخصك هذه ابنتي وانت مجرد خادمة هل تفهمين كنت قد وصلت الآخر سلمه وصار صوت
أعلى شاهدت دادة وهي تخفض رأسها غادرت
والدتي المطبخ ، وأنا أنظر لها مشت من أمامي،
كأنها لم تراني ، وصعدت سلالم مازلت عيني تلاحقها ثم أختفى طيفها هرولت للمطبخ كانت دادة صامتة عندما شاهدتني إبتسامة وقالت :
- لماذا لم تنامي إلى الآن ، اذهبي غدا لديك جامعة ، نظرت لها
- قد كانت تصرخ في وجهك، هل كانت تحدثين معها عني ؟
- لا كان موضوع آخر اذهبي يا صغيرتي ، ارتميت في
حضنها
- دادة انا لم اعد صغيرة لقد سمعت بعض حديثكما ،
- هذا موضوع بين الكبار ولا شأن لك اذهبي
ونامي لن اكرر كلامي.
- حاضر ،صعدت سلالم وتوجهت إلى غرفتي ، ومازلت كلمات والدتي لدادة ترن في أذني ، استلقيت على
فراشي••• في اليوم التالي ،،،، نهضت أخذت حماما
ساخن ، وغيرت ملابسي كان جسمي نحيلا ، وأي ثوب
ارتديه يبدوا جميلا علي ، ارتديت فستان رمادي مع
حذاء بنفس لون ، وسرحت شعري تناولت حقيبتي ،••• تحت كانت دادة قد اعدت الفطور تناولته ثم قبلتها ورحلت كان سائق كالعادة بإنتظاري ركبت سيارة ،••• في الجامعة كانت نهى قد وصلت قبلي و حجزت لنا مكانا في المقدمة جلسنا سويا بعد أن تبدلنا تحية
صباح ،
قالت نهى: سمعت أن الأستاذ عبدالله ترك العمل
هنا لقد حصل على عقد عمل في الكويت ، والجميع سعيد أنه رحل
قلت : كان مدزسا ممتاز
ولا يحب الظلم اتعرفين أن الكثير حاول رشوته وكان يرفض ، وعدة مرات تحاول لتحقيق بسبب افتراء
زملاءه عليه ، ولكن ربنا دائما ينجيه،
قالت : انت محقه
- قلت : من سيقوم بتدريس بدل عنه
- قالت: لا اعرف •• ••أثناء حديثهما دخل القاعة
الأستاذ الجديد حل الصمت على الجميع حتى
أن مي ونهى تأمل الجميع وكانوا هادئين
قالت مي : لماذا هادئ الجميع فجاة ؟
قالت نهى : لا عرف ؟
نظرت نهى الى ماينظرون له وشهقت ، نظرت
مي الى ما تنظر له نهى ، كان شاب وسيم في
الثلاثينيات من العمر ،سمعت مي نهى تررد
اسمه ، معقول هو مدرس الجديد.
نظرت لها مي وسألتها : من يوسف محمود ؟
نظرت لها نهى : الأستاذ يا مي اسمه يوسف محمود.
الم تسمعي عنه
مي بسخرية :
الا ماحصليش الشرف
نهى : دا المليونير الوسيم يوسف محمود صاحب أكبر شركات في بلد ، والبنات بيجروا عليه.
مي : على ايه إن شاء الله ؟
نهى : انت هبلا يا بنت على جماله ، على وسامته ،
على فلوسه ومركزه.
بدأ يوسف يعرف بنفسه قامت إحداهن تتحدث انت
غني عن تعريف.
نهضت أخرى وقالت بحب اسمعك تكلم عن نفسك طلب منهن الجلوس. وصار يتحدث عن نفسها وكان
الجميع يستمع له وخاصة الطالبات عدى مي التي
لم تكن تنصت لحديثه
أخرجت كتاب من حقيبتها وصارت تطالع صفحاته ••• طلب يوسف من كل طالب التعريف عن نفسه وصل دور الى مي امسكت نهى بيدها
وقالت دورك.
في ماذا ؟
في تعريف عن نفسك ؟ نهضت مي وهي تتحاشى
النظر له أخبرته عن اسمها وأنها في عامها ثاني
كان حديثها مختصرا. كان يوسف يتأملها
فقد كانت مي ذات بشرة بيضاء ، وشعر أشقر ، وجسم ممشوق
- والدك عبدالله المنشاوي صاحب أكبر شركات
سياحة إبتسامة بسخرية لاحظ سخريتها فحاول
اغاضتها فقال :
- انت مخطوبة ؟
نظرت له هذه المرة وعلمت أن وراء سؤاله
مكيدة ولكنها لم تكن خائفة : لا-
- معقول بنت جميلة وغنية زيك مش
مخطوبة العرسان اتعموا
نظرت له وهي تبتسم إبتسامة صفراء :ايه رايك
تشتغل خطابة لي وتبحث لي عن عريس ، شهقت
الفتيات من جرئتها أمام الطلابه فقد كان علت
ضحكاتهم في المكان ، تغير لون وجهه وانسحبت
دماء منه وصارت عيناه تقدح شررا نظر لها نظرة
شعرت بقشعريرة تشتاح جسدها ولكنها جاهدت
نفسها أن تبقى قوية أمامه ، وتنظر في عينيه •••
كان يحدث نفسه : وحياة امك لخليك تكرهي
الساعة اللي تكلمتي فيها جلست مي وهي تبتسم ، بينما قالت نهى : حرام عليك ياشيخة أنت خليته
مسخرة للجميع ، الكل ضحك عليه عمره
ماهينسى اللي عملتيه
- أعلى مافي خيله يركبه
-خلي بالك من نفسك
قال يوسف : انتهت المحاضرة وغادر القاعة
وهو يتوعد لها ••
خرج الجميع يتحدثون بما حصل في القاعة ••
. ركبت مي سيارة وحديث نهى يرن في اذنها، عليها
أن تحذر منه لأنه لن يتركها بعد الذي فعلت في
القاعة ستكون شغله شاغل.، أنا نقصك انت كمان
مش كفايه بابه ومامه طلع منين ده كمان ياربي
والله ماقصدت احرجه بس هو سبب حاول يستفزني لأحظ عم احمد وجهها العابس : مالك يابنتي
مي : مافيش ياعم احمد•••••وصلت منزل كانت دادة قد اعدت الطعام وصلت ياحببتي الأكل جاهز غيري
هدومك وتعالي اصب ليك الأكل قبل مايبرد.
- ماليش نفس يادادة
- مالك شكلك متغير؟
جلست مي على الاريكة
- أنا مقدرش اخبي عليك حاجه يادادة ديما كشفاني
ابتسمت دادة وجلست بجوار مي وضعت يدها على شعر مي وابعدت تلك الخصلات التي كانت
تحجب جمال عينيها ايه اللي حصل ؟ نظرت لدادة
وأخبرتها بما حصل
- هو مين ؟
- تقصدي الأستاذ ؟
- ايوة ،
كانت مي تريد التحدث
ولكن دادة مقاطعه : غيري هدرمك وبعدين نكمل
- حاضر يادادة ، صعدت لغرفتها اخذت حمام لتنسى ماحصل اليوم ونزلت كانت دادة قد وضعت الطعام
على الطاولة ، واجبرت مي أن تتناول بضع لقيمات ثم بعد الإنتهاء ••• جاءت تحمل الشاي
وقالت قولي : أكملت حديثها عن يوسف ••ضحكت دادة وقالت :
ماكنتش عارفه إن لسانك طويل كده
- سارة وهي تمثل الحزن : أنا يا دادة الله يسامحك
- خلتيه شكله زي سمسمه وهو مش هيعدي لك
ده، أنا خيفه عليك منه ، ايه رايك بكرة تعتذري منه ،
مي بغضب : انا ماغلطش يادادة هو الا بدأ يستاهل
وقد وقفت وهي تتحدث ،
-طب اقعدي يابنتي انت مش ناقصه مشاكل
بكرة تعتذر منه. مي وهي تغادر مكانها
- مستحيل اعتذر يخبط رأسه بالحيط صعدت غرفتها ودادة تناديها كانت داد تعلم أن دماغها ناشفه
وبتعمل اللي هي عاوزاه ، خاصة عندما
يتعلق الأمر بكرامتها
فدعت لها •• في غرفة مي ،،،،استلقت على فراشها وهي تحدث نفسها : اعتذر له مستحيل ولا يمكن
كانت صورة يوسف في مخيلاتها وهو ينظر لها
تلك نظرة. حاولت أن تسترخي وتنسى ما حصل
فاقرأت أذكار المساء اغمضت عينياها
تحاول النوم ••••.
نهضت مي وهي تشعر بالتعب فهي لم تنم
جيدا والصداع الذي داهمها فقد حلمت
بيوسف عدت مرات ••
اخذت دشا واختارت فستان ارجواني ، وحذاء سرحت شعرها على شكل كعكة ، أخذت مسكن ثم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي