عاجل - مجلس كوكب الأرض في اجتماعه الشهري في معاده المقرر هذه الايام من كل عام ومناقشة اهم الامور المستجدة داخليا وخارجيا في تعامله مع رؤساء الكواكب الاخري وطرق التعاون المشترك ...
كان هذا الخبر هو المتداول علي شاشات الاخبار وتناقل القنوات له بكل حماس وحرارة فهو حدث مهم ويتم اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ علي امن الكوكب في وسط غيمة صراعات تحاك في المجرة بأكملها ولابد لنا من الحرص واخذ الحذر مبكرا ..
محمد جالس علي الاريكة يشاهد الاخبار ويري مناقشات السياسيين حول الاجتماع وتوقعاتهم للقرارات ويقول في نفسه : لا اعلم لماذا كل هذه الضجة الكبيرة حول الموضوع ؟ انه اجتماع سنوي يقام كل عام ولا داعي لكل هذه التغطيات الكبيرة له ..
وسام زوجة مهند : يا عزيزي الم تقرأ الاخبار عن حدوث حرب اهلية علي الكوكب الاحمر القريب منا ؟ هذا الخبر اقلق كثيرا السلطات لدينا من فكرة هروب متمردين من هناك لدينا وحدوث بعض الفوضي هنا ، لذلك هذا الاجتماع السنوي مهم لاصدار قرارات تحد من وصول الضرر لنا ...
مهند : تكبرين الموضوع ليس اكثر ، الصراعات علي الكوكب الاحمر موجودة منذ زمن بعيد والسلطة هناك متجبرين ولكن كذلك الطرف المقابل قوي ويمتلك القوة للصراع ضدهم لذلك لا احد منهم ينتصر علي الاخر في معركته للسيطرة علي الكوكب ..
دعك من امور السياسة و لنشرب فنجانين من القهوة في الشرفه ..
( في الشرفه )
مهند : قهوة لذيذة يا وسام ، كالعادة تقومين بعملها بطريقة سحرية جميلة مليئة بالحب والجمال ، احبك يا حبيبتي ..
وسام في خجل : شكرا لك
قاطع هذا الحوار الرومانسي اتصال هاتفي ...
مهند : يا الله اهذا وقته !!
نظر إلي الهاتف وشحب وجهه قليلا لكن حاول اخفاء توتره وقال لوسام : اعتذر يا قلبي انه هاتف من العمل
فدخل مهند إلي الغرفة واجاب علي المكالمة
طرف المكالمة : السلام عليكم يا مهند
إن المخابرات تطلبك فورا في هذه اللحظة للحضور وسأقوم بإرسال تفاصيل المكان الذي ستحضر له في رسالة هاتفية ... جهز نفسك سريعا ...
انتهت المكالمة ..
وصلت رسالة سريعة لهاتف مهند فيها كل التفاصيل
مطعم ريو المشهور في وسط باريس
الساعه 1400
الطاولة 9
مهند في نفسه : يبدو ان هناك شيء خطير بالفعل هذه المره ..
وسام : ماذا هناك يا مهند ؟
مهند : لا شيء عزيزتي ، هناك اجتماع طاريء للشركة ، لربما يوزعون مكافآت علينا ههههه من يعلم !
وسام : ههههه شركتك والمكافآت خطان متوازيان لا يلتقيان ... حسنا جهز نفسك وبالتوفيق في الاجتماع بإذن الله .
مهند جهز نفسه جيدا وذهب في الموعد المحدد في المطعم وطلب الجلوس علي طاولة 9
فوجد شخص ينتظره هناك ...
الشخص : اهلا بك استاذ مهند ، كيف حالك ؟
مهند : اهلا بك ... انا تمام الحمد لله وانت ؟
الشخص : انا تمام الحمد لله .. بالاول ماذا تريد لنأكل ؟
مهند : لا لا اريد ، اكل المطاعم يتعب معدتي .
الشخص : لا بأس .. اعرفك بنفسي انا مستر A من المخابرات العامة سأكون المكلف بإعطائك المعلومات ومتابعة مهمتك الجديدة ...
مهند : حسنا مستر A ، ما طبيعة المهمة الجديدة ؟
مستر A : نريدك في مهمة تأمين الإجتماع السنوي هذا العام ، وصلتنا معلومات ان هذا الاجتماع مهدد بقتل شخصية مهمة فيه ، فمهمتك الجديدة هي منع وصول اعضاء الشغب للاشخاص المهمين ..
مهند : لماذا هذا الاجتماع مهم لهذه الدرجة ؟ اليس اجتماع سنوي تقليدي مثل كل عام ؟
مستر A : هذا الاجتماع مهم جدا لان هناك اخبار غير مؤكدة ان السلطة في الكوكب الاحمر تخطط لغزونا .. فسيكون الاجتماع لمناقشة هذا الامر ..
مهند : غزونا ؟ اظن انهم هناك منهكون من الحروب والقتال للسيطرة علي نظام الحكم ، فكيف يخططون لغزونا ؟
مستر A : هذا تمويه منهم ، حسب مصادرنا هناك فإنه يتم تجهيز جيش ضخم جدا لمحاربتنا ويتم استقدام ابرز الخبراء العسكريين لديهم لذلك .. الامر وصل لمرحلة كبيرة وخطيرة وان هناك جواسيس لهم هنا علي كوكبنا وينوون استهداف شخصياتنا العسكرية المهمة في الاجتماع ... جهز نفسك فمهمتك ستكون عصيبة ...
مهند في نفسه : الامر كبير وخطير لهذه الدرجة ! إذا تم اغتيال احد العسكريين في الاجتماع فسوف تحدث الكثير من الفوضي وسيستغل اعداء الفتنة هذا الامر للتفرقة بين الشعب ... لابد من الاستعداد جيدا لتأمين الاجتماع ..
مهند لمستر A : اذا ما الخطة ؟
مستر A : امامنا قرابة عشر ايام علي الاجتماع ، سنرسل لك كل يوم فيهم مهمة صغيرة لتنجزها ، هذه المهام ستساعدنا علي ابعاد الخطر عن الاجتماع قبل فوات الاوان وسوف نرسل تفاصيل كل مهمة في رسالة علي هاتفك ...
كل ما عليك الان هو تحضير نفسك نفسيا وذهنيا للمهمات وارتح جيدا في بيتك اليوم ..
مهند وهو راجع إلي بيته وباله مشغول كثيرا بالموضوع وخطورته ومهموم لانها مهمة ليست كباقي المهمات السابقة ...
مهند هو ضابط في قوات المهمات السرية التي هدفها حماية الكوكب من كل الاخطار الداخلية والخارجية ...
قوات المهمات السرية هي قوات مدربة تدريب عالي المستوي وفي ظل ظروف صعبة
مهند هو من اعلي الضباط كفاءة من بين زملاءه واكثرهم خبره وانضباط ومسئولية ..
دخل مهند منزله في الليل فوجد زوجته جالسه تنتظره بكل حب لتطمئن عليه ...
وسام : اهلا بعودتك عزيزي ، كيف كان اجتماع العمل ؟ تبدو متعبا كثيرا
مهند : لا بأس كان اجتماع روتيني لمناقشة بعض القرارات المهمة حول الشركة وظهور منافس جديد لنا في السوق لذلك كان هذا الاجتماع طاريء ..
وسام لاحظت تعابير وجه مهند وكأن هناك شيء اكبر يخفيه داخله
وسام : حسنا يا عزيزي استرح سأحضر لك العشاء لتأكل
مهند : لا لا تعبي نفسك ، سأذهب للنوم لاني متعب كثيرا ..
وسام : حسنا لا مشكلة ..
ذهب مهند للنوم وفي داخله الكثير من القلق قليلا ولكن تدريبه في المخابرات سابقا أعطاه بعض الثبات الانفعالي ولكن هذه المرة الموضوع كبير ويحتاج إلي هدوء غير طبيعي
خلد مهند ووسام إلي النوم ..
وفي الصباح :
مهند يستيقظ قبل وسام كعادته ويذهب لاخذ دووش صباحي منعش ..
هاتف مهند تصل له رسالة فيها :
لقاء جميل علي شاطيء البحر في شارع ٢٥
وسام استيقظت وتنظر للوقت في موبايل مهند فرأت الرسالة ومحتواها ...
وسام في نفسها : ما هذا !!
مقابلة علي شاطيء البحر ؟؟
من يقابل مهند ؟
من مرسل الرسالة ؟ او الاصح من مرسلة الرسالة ! هل يخونني مهند مع فتاة اخري
ولكن مستحييل ، مهند وفي لزواجنا وحبنا كبير ، بالتأكيد هذه الفتاة اوقعته في فخها ولكن مهند ليس بهذا الغباء ليقع في حب فتاة غريبة بل ويصل الامر بينهم لمقابلة علي الشاطيء وايضا تعرف رقم هاتفه ...
لابد لي من متابعة الامر عن كثب ...
مهند خرج من الحمام وذاهب لغرفة النوم
وسام لاحظت بسرعه خروجه فتظاهرت انها مازالت نائمة
مهند اكمل ارتداء ملابسه وتأنق كالعادة
وذهب واقترب إلي رأس وسام زوجته واعطاها قبله علي راسها كعادته كل يوم واخذ هاتفه ورأي ان هناك رسالة وصلته فقرأ محتواها
"لقاء جميل علي شاطيء البحر في شارع ٢٥ "
فهم مهند المقصود من الرسالة وبضحكة خفيفة حسنا
ذهب ووقف امام المرآه بكل تأنق وقال سيكون يوما مشوقا ...
وسام كانت تستمع لكل ما حدث وبداخلها نار كبيرة وزاد شكها اكثر واكثر ...
مهند نزل إلي سيارته وانطلق إلي وجهته ...
وسام في البيت : ماذا افعل ماذا افعل ؟؟
الشك اشغل قلبي !
انه قال ان اليوم سيكون يوم مشوق
بالتأكيد سوف يتسلي معها كثيرا هذه المخادعه وهو كذلك مخادع ، الم يكفه حبي له ! ابهذه السهولة يذهب لغيري ...
من تلك الفتاة يا تري !!!!
قلبي لا يصدق قلبي مصدوم صدمة العمر فيك يا مهند ...
لابد ان اراقب الموقف عن قرب اكثر ...
قامت وسام بالاتصال برقم الشركة التي يعمل فيها مهند لتتأكد انه بالعمل ..
وسام : الو ، انا زوجه الاستاذ مهند ، ايمكنكم ايصالي بزوجي لان هاتفه خارج التغطيه !
موظف HR بالشركة : استاذ مهند ! لا يوجد لدينا موظف بهذا الاسم ..
وسام : كيف ذلك ؟ انه موظف في قسم المبيعات لديكم .. بل وكان موجود بالامس في اجتماع الشركة
موظف HR : اجتماع بالأمس ! لم ينعقد اي اجتماع بالامس سيدتي ..
وسام : اليست هذه شركة BC ؟
الموظف : نعم هي كذلك ..
وسام : حسنا شكرا لك ...
انتهت المكالمه ....
وسام انفجرت بالغضب جدا...
اكان يكذب علي بالامس ايضا !!
اكان كل هذه السنين يذهب يوميا في الصباح لشركة لم يكن يعمل فيها من الاساس !!
اين كان يذهب !!
كيف كان ينفق علي البيت ؟
- كان بيت وسام ومهند فخم جدا وكبير وذو طراز رفيع ومميز وسعره غالي جدا ، وكان مهند قد تزوج وسام منذ خمس سنوات ولم ينجبوا اطفال في هذه المدة -
وسام هي بنت في سن ال٢٧ عاما من عائلة كبيرة ومعروفة بالاصل والكرم والجود ، وسام تعمل في وزارة العلاقات العامة الكوكبية ، حيث يتمثل دورها في اصلاح الخلافات بين السلطات المحلية علي الكوكب ..
وسام : لن ادعك يا مهند تفلت بفعلتك هذه ، وبدأت تفكر وتخطط للطريقة التي ستوقع مهند لتعرف منه حقيقة شكوكها ...
مهند وهو في سيارته يقوم بعمل اتصال هاتفي : انا الان امام المكان الذي اتفقنا عليه ..
الشخص الذي يهاتفه : ستجدني جالسا علي طاولة 9 في المطعم الذي امامك ..
نزل مهند من سيارته وذهب إلي المطعم وإلي طاولة 9 ووجد شخص قوي الجسم وعيناه حادتان فأخبره هذا الشخص بالجلوس
جلس مهند علي الطاولة
عرفه الشخص علي نفسه قائلا : انا مستر B من قوة حفظ السلام الداخلي ، انا هنا معك في مهمتك الاولي ...
مهند : اهلا وسهلا بك .. شرف كبير لي معرفتك ..
مستر B : بالبداية كيف فهمت معني الرسالة ؟
مهند ضحك وقال : انها سهله كثيرا ..
لقاء جميل بمعني لقاء مهم جدا وبالغ الاهمية و كلمة علي شاطيء البحر تعني في مطعم له لافتة امواج شاطيء البحر وهذا هو المطعم الوحيد في المدينة الذي تتميز لافتته بأنها تشبه شاطيء البحر ، و كلمة في شارع ٢٥ اي في توقيت الظهر ...
مستر B : اذا ما سمعته عنك صحيح يا مهند انت شخص ذكي جدا وذو خبرة واسعه بالاماكن ... ستكون مهمتنا اذا سهله جدا .
مهند : اي مهمة انا قادر عليها بإذن الله
مستر B : اتمني ذلك ولكن لابد ان تركز كثيرا جدا في تفاصيل المهمة التي سأقولها لك
مهند وبكل تركيز : حسنا ..
مستر B : هناك جريمة قتل حدثت في هذا المطعم منذ سنة تقريبا والشخص الذي مات كان هو مساعد الوزير السابق في وزارة الأمن الداخلي ، كان يحب كل مساء جمعة ان يأتي إلي هنا للعشاء والاسترخاء لوحده بعيدا عن هموم العمل
وذات يوم انطلقت رصاصة غير معلومة المصدر تجاة رأسه فأصابته ومات وقتها ..
من متابعة كاميرات المراقبة ومعرفه اعداء مساعد الوزير تأكدنا ان هناك شخص كان يراقب تحركات مساعد الوزير لاكثر من ٣ شهور حيث لاحظنا تكرار جلوس شخص غريب علي طاولة في الخارج يحتسي فنجان قهوة وفي نفس التوقيت الذي كان يتواجد فيه المساعد في المطعم
وفي اليوم الذي قتل فيه لم يكن هذا الشخص موجودا ..
بعد التحريات عنه اتضح لنا انه شخص ليس له سجلات علي كوكبنا ...
وانه دخل من بوابات كوكبنا بجواز سفر مزيف غير حقيقي وبهوية تشبهنا ...
بعد تتبع اثره لاحظنا انه رجع وتواجد في المدينة منذ اسبوع وهذه فرصة جيدة للقبض عليه لانه اختفي عن الانظار منذ مقتل مساعد الوزير ...
مهند : مممم من من الشخصيات المهمة يتواجد في المدينة هذه الايام ؟
مستر B : قمنا بالتفكير في ذلك بالفعل ، الشخصية هي مدير منظمة النووي الارضي ، ويتواجد في زيارة مهمة للمفعل النووي الجديد الذي سيتم بدأ العمل فيه بعد غد ويتواجد معه مفاتيح مهمة لعمل المفعل الجديد ..
مهمتنا هي القبض علي هذا الجاسوس خلال اليومين هذين قبل ان يحدث ما لا يحمد عقباه ...
مهند : اذا فهو بالتأكيد سوف يتواجد في مكان قريب من مكان الافتتاح
مستر B : بكل تأكيد
مهند : حسنا ... لابد من نشر قوات لنا سرية حول منطقة الاحتفال و مراقبة الاماكن العالية لان هذا الشخص قناص ذو خبرة فلابد من مراقبة الثغرات جيدا ...
اليوم الاوامر بنشر القوات ومراقبة كاميرات المراقبة من كل الاماكن المحيطة لانه بكل تأكيد سوف يمكث في مكان جيد قريب ...
ذهب مهند ومستر B إلي شقة قريبة من مكان الافتتاح وترك اغراضه فيها وقاما بالنزول معا لاقرب نقطة مراقبة كاميرات ومشاهدة كل التسجيلات لتتبع الجاسوس ...
ظلا يراقبان ويتتبعان التسجيلات حتي حل الليل ولم يجدوا شيء ...
فأخبر مستر B مهند ان يذهب ويرتاح قليلا في بيته ويعود غدا ليكملا العمل ....
مهند وهو راجع إلي بيته يفكر في الموضوع وكيف سيجد هذا الجاسوس قبل ان يقوم بإغتيال الشخصية المهمة بعد غد ...
مهند يدخل إلي منزله
وسام كانت بإستقباله كالعادة ولكن وجهها قد كان متغير قليلا ولكن مهند لم يلحظ ذلك ...
مهند : مساء النور يا حبيبتي
وسام : مساء النور
استتعشي ام اكلت في الخارج مع اصدقائك الذين تحبهم ؟
مهند : اكلت الحمد لله لا تتعبي نفسك بتحضير العشاء ..
وسام : بكل تأكيد فعشائك بالخارج كان جميلا ورائعا واصبحت تحبه اكثر مني ... اقصد من طبخي ...
مهند في نفسه : هل سندخل في حلقة من النكد وهذه الايام !! لن ادخل في جدال معها حتي لا ينفجر عقلي ...
مهند : حسنا يا وسام سأذهب للنوم الآن ...
وسام : حسنا مسيو مهند ..
يتبع .....