ملاك تحكم بيت الشجرة

Shahd Saif`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-07ضع على الرف
  • 24.6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت الاول

أتعلمونْ ماهوأجملِ الاشياءِ التىِ قد تحدُثَ لكْ فى حياتَكْ أن الله عزوجلْ يُعوضكْ بأشخاصاً يروكْ عالمهُمْ وتراهُمْ عالماً لكْ .


كانت تضُم الصغار وهى تبكى على بُكائهُم ولكنها صمتت فجاءةً؛ لتُخرجهما من بين ذراعيِها بعد أن أزالت عبراتها دون أن يُلاحظوا لتقول بطفولية وهى تُزيل عبرات الصغار:
_ تيجوا نعمل كب كيك سوا؟!

لينظروا لبعضهم وشهقاتهم تعلوا؛ لتجذب يدِهُم وهى تقول بمرح:
_ يلا بيناااا انتوا لسة هتفكروا.

كان يعُم غُرفة الطهى الضجة كما أنها امتلئت بقهقهاتهُم المصحوبةِ بالمرح والبراءةِ ،كما أن تلك الفتاةِ كانت تُغنى لهُم بصوتِها العذب والهادئ أيضاً احدىٰ الاغانى وهى تقول بمرحِها المُعتاد:
_ موجهة حديثها لصغيرة وهى تقترب مِنها لتقول:
_ أضحكى خلينى افرح ضحكتك بترُد روحى ربنا وحدهُ اللى يعلم بعشقك ازاى ياروحى لتقترب منها الصغيرة وتُقبل وجنتِها لتردُ لها القُبلة بحنان، ثُم تعتدل فى وقفتِها وتُكمل الغناء وهى توجهُه الى الصغير لتقول:
_ ربنا وحدهُ اللى يعلم بعشقك ازاى ياروحى وكانت تُحرك يداها بحركاتً عشوائيةً وهى تُغنى.

هى فقط كانت تودُ أخراجهُم من نوبةِ الحُزن اللائ يتعرضون لها كُلِ يوماً مُنذُ دخول ذلك البغيض على حياتهُم وهم لم يروا سعادةً بعداً.

كانت تقف على الباب الغُرفة وهى تُحملِق بهُم بإبتسامة و تتنهد بحُزنً وتنظُر الى شقيقتها الصغيرة التى دائماً تدعمها وتقف بجوارِ صغارها ،كم تشعُر بالآسف تجاهه نفسِها فهى من أدخلت ذلك الشخص وهو والد صغارها ويُدعىٰ طه على حياتِها فهو لايهتم بها أو حتى بِصغارها كما انهُ يُلقىِ الكلمات السامة فى وجهه شقيقتها كُلما رآئها وينعتها بالعانس كيف هذا وشقيقتها حتى لم تتجاوز الثالثة والعشرون من عُمرها ودائماً يقول لها انهُ يُنفق عليها النقود مُنذُ وان كانت صغيرة عن أى نقوداً يتحدث فوالدهُم كان يعمل بإحدىٰ الشركات الحكومية وحينما توفىٰ أصبحوا ينفقون مالاً من ذلك المُرتب وهو 600جُنيهات ومن دونِ هذه النقود كانوا لن يستطيعوا العيش ولكن هذه النقود لم تكفِ حواجئهُم لذلك ذهبت للبحث عن عملاً ووجدت عمل فى إحدىٰ الشركات وبعد ذلك قابلتهُ فى مكان العمل فكان هو زميلها فى تلك الشركة فكان التعامُل معهُم فقط للاستلام وتسليم الاوراق لتتذكر ذلك اليوم الذى كانت تجلس بمُفردها فى إحدىٰ المطاعم ليأتِ إليها ويفصح عن حُبهِ لها.

عادت بذاكرتها الى الماضى.

كانت تجلس بإحدىٰ المطاعم القريبة من محل عملها وهى تحتسى كوباً من الشاى لترفع رأسها أمامها وتجدهُ يقف وهو على وجهههُ ابتسامةً ليقول ممكن اقعد.

لتومئ لهُ وهى تقول:
_ آه طبعا اتفضل يااستاذ طه.

طه ببساطة وهو يقول:
_ مفيش داعى للاستاذ طه دى.

لتُطالعهُ لميس بخجل لتقول بتساؤل لهُ:
_اومال اقول لحضرتك ايه.

ليُطالعهاطه بإبتسامة ليقول:
‏_قوليلى طه بس.

لميس بخجل:
_بس مينفعش يا.

طه وهو يُمسك بيدِها لميس بصراحة :
_أنا بحبك ومُعجب بيكى من اول مرة شفتك فيها بالشركة وأنتِ دخلتى قلبى.

لتسحب يداها من بين يداه بخجل لتقول :
_ميصحش كده يااستاذ طه اللى بتعمله داه حرام وعيب !!،لتُكمل وهى تقول بجدية:
_بس انت متعرفنيش غير من شهرين بس.

طه بحب وهو يُطالعها ليقول:
_ كفاية انى اعرف اخلاقك كويس وبعدين الحب مش بالشهور تقبلى تتجوزينى.

لارد.

فكانت الاُخرىٰ مصدومةً من ما تفوهه لهِ أهو يودُ أن يتزوجها؟؟

طه بقلق وهو يقول:
_ ايه أنتِ مش موافقة ولا ايه؟؟ لو مش موافقة ليهُب واقفاً وهو يقول فعن إذنك.

كان ذاهباً لولا صوتِها المُفعم بالرقةوالانوثةِ هو من اوقفهُ
ليُطالعها بتوجس ، فتقول بخجل:
_انا موافقة.

طه وهو يقول بفرحة:
_ بجد

لميس يإيماء:
_ ايوة.

طه بفرحة وهو يجذب يدِها ليقول:
_ اذا كان كده بقى فايلا بينا على بيتكُم علشان اطلب إيدك من باباكى.

لميس بحزن بعد أن تركت يدهُ:
_ أستنى ياطه انت لازم تعرف حاجة مهمة ليُطالعها بتساؤل لتقول بحزن دفين انا بابا اتوفىٰ من ٣ شهور وماما متوفية من زمان بعد ماولدت أختى لولا تعبت بعد بشهر وهى فى المستشفى وحالتها الصحية أتدهورت واتوفت.

ليُطالعها بحُزن فيقول:
_ البقاء لله.

لميس بحزن وهى مُنكسةِ الرأس لتقول:
_ ونعم بالله، لتقول بحزن شديد:
_لسة بردوا عاوز تتجوز واحدة معندهاش اهل؟؟

ليمسك كتفاها بحماية وهو يقول بحنان:
_ من النهاردة انا اهلك واصحابك واخواتك سامعة.

لتُطالعهُ وللأول مرةً بنظرةً بها العديد من المشاعر التى لم تشعُر بها من قبل لتومئ لهُ إيمائات مُتتالية ويُلاحقها عبراتً مُتساقطةً فهى بعد كُل هذ الشقاء عوضها الله بشخصاً حنوناً مثلهُ.

ليُزيل لها عبراتها وهو يقول بحنان:
_ من النهاردة مفيش دموع فيه فرح وبس ويلا بينا علشان اوديكى لحماتك المُستقبلية.

لتومئ لهُ بخجل.

عودة إلى الحاضر.

عادت من ذاكرياتها التى أصبحت ماضٍ وليس لها وجوداً وهى تتساقط من عيناها عبراتً وهى تبتسم بسُخريةً على فأين هذا الحُبِ الذى أصبح معدوماً بعد زواجهُم والحنان الذى أصبح مُنتهياً فى حياتهُم التى أصبحت لايوجد بها سوىٰ شجارهُ معها وإهانتهُ لها وقسوتهُ التى أصبحت تتجرعها وكل هذا أمام صغارهُم وشقيقتها التى دائماً تقف فى وجههُ ولكن ينتهىِ الأمر بها وهى تذهب من امامهُم مُهانةً منهُ وهى تمنع هبوط عبراتها.

لتبتسم بسخريةً كبيرةً وهى تتذكر يوم إنجابها للإبنتها جود يومها لم ترىٰ ظلهُ امام الغُرفةِ وكُل هذا لأن والداتهُ علمت بأنها انجبت فتاةً فذهبت إلى إبنِها وأخبرتهُ بذلك ، ومن بعدِ ذلِك اليوم أصبحت حياتها اشبهه بالجحيم فكانوا دائماً يتعاركون على اتفهه الأسباب كما أن والدتهُ كانت تُلقىِ فى وجهها حديثها القاسى وهى تنعتِها بالغيرِ مُنجبة.

كانت دائماً تردُ عليها وتقول إن هذا أمرِ اللهِ إلى أن وضعت إبنِها الثانى آسر التى حينمٌا وضعتهُ كانت والدة زوجِها تقولُ لزوجها تزوج من أُخرىٰ غيرِها فهى لاتُنجب سوىٓ فتياتً ، ولكن تلك المرةِ خذلها اللهُ وأنجبت آسر الذى بعد أن انجبتهُ لم تودُ المكوثِ معها أكثر من ذلك فى المنزل فهى كانت تُقيم فى منزل عائلة زوجِها ومنذُ أن جاءت إلى ذلك المنزل وكأنها خطت داخل الجحيمِ وليس تلك الحياةِ المليئة بالحُبِ والحنانِ التى يمنيها لها زوجِها دائماً بالماضىِ وكانت تذهب من الحين إلى الآخر إلى شقيقتها لكى تتقفد أحوالها.

ولكنها رفضت العودة إلى منزل عائلة زوجِها وآصرت على العودةِ الى بيت أبيها لتظل بهِ ويأتىِ ويُقيم معهُم هو الآخر لم يتغير الوضع بعدٍ فكان كُلما ذهب إلى منزل عائلتهُ وآتىٰ تشتعل بينهُم المشاكل التى شهِد عليها صِغارها مُنذُ نعومةِ اظافرهُم وشقيقتها التى كُلما تدخلت بينهُم كانت تنال فى النهاية الإهانةِ كما انهُ فى مرةً ما كان سوف يصفعها لولا تدخُلها وتلقىِ الصفعةِ مكان شقيقتها تتذكر أن بعد ذلك اليوم ظلت لفترةً طويلة خائفةً ومنطويةً على نفسِها وكانت تخشاهُ ولكنهُ جاء فى مرةً ليضرب صغيرتها جود ولكنها لم تمنحهُ فرصةً لتُمسك بيدهِ وتُلقيها بالهواءِ وتُعطيهِ هى تلك الصفعة وهى تقول بهستيرية انا مبقتش اخاف منك سامع مبقتش اخاف منك ، ومن بعدِها عادت تلك الفتاةِ المرحة التى تملأ المنزل بالحيويةِ.

فى الداخلِ كانت تلهو مع الصغارِ بمرح وهم يصنعون الكعك ولكنها رأت شقيقتها تقف على بابِ الغُرفةِ وهى تُطالعهُم بشرود فعلمت أنها تسبح فى بئر ذكرياتها لتُطالعها بفتوراً ، وبعد ذلك تذهب الى شقيقتها لتجذب يدِها الى داخل الغُرفة وهى تقول بمرح موجهه حديثها للصغار:

_ يارفاااق لقد أتت ماما الجميلة علشان تعمل معانا كب كيك مستعدون؟؟

ليرفع الاطفال يداهُما وهُم يصفقون بمرحاً وبراءة فيقولون:
_ مستعدووون يلا بيناااا.

كانوا يمرحون معاً فى أجواءاً لايملئها سوىٓ قهقهاتهُم كما أن لميس نست أمرها وانشغلت معهُم ؛ لتعلوا قهقهاتهُم أكثرِ واكثرِ بعد أن لطخوها ثلاثتهُم بمسحوقِ الكعك الابيض.

لتنظُر لهُم بغيظ مُزيف وهى تقول بخنق:
_ بقى كده؟!

لينظروا لها ثلاتهُم ببراءة وهم يومئوا لها.

لتقول لميس بمرح :
‏_طيييب لتضع بيدها بعضاً من ذلك المسحوقِ الابيضِ لتُكمل وهى تقول:
‏_ طب اهو بقى.

ليُطالعوا بعضهُم بعد أن تلطخت وجوههِهم بذلك المسحوق ليسقطوا أرضاً وهم يضحكون كثيراً على مظهرهُم كما أن لميس جلست بجوارِهُم وهى تُقهقهِ.

ليُطالعهاآسر بضيق طفولى فيقول:
‏_كده ياماما بهدلتيلى التيشيرت بتاعى؟؟

لتبتسم بخفةِ على أبن فؤادِها الذى أصبح يبلُغ من العُمرِ الحادية عشرة من ربيعهُ لتقول بمرح:
_ لأ آسر بقى مفيناش من زعل احنا بنهزر صح ولا لأ.

لتردف جود ببراءةِ وهى تقول:
_ صح ماما كلامها صح ياآسر والمفروض منزعلش منها.

لتُطالع ابنتِها بحُباً فهى حنونةِ للغايةِ وتتميز بالرزانة أيضاً رغم صغر سنها فهى تبلُغ الثاني عشر من ربيعها لتقول حبيبة ماما تعالى فى حضن ماما يلا بسرعة بسرعة.

لتقفز الصغيرة إلى أحضان والداتها لتضمها بحُب وحناناً.

لينظُروا لهُم بضيق طفولى لتُلاحظ نظراتهُم لميس لتقول بخفوت لجود ومرح :
_هما زعلوا ولا ايه.

لتُطالعهُم الصغيرة ببراءة وهى تقول بخفوت أيضاً:
_ باين كده تعالى نصالحهُم بسلعة بسرعة.

لتومئ لها والدتها ثُم يقتربوا منهُم لتقول لميس
_ مين اللى هيجوا فى حضنى؟؟ ، لتُقلدها الصغير وهى تقول ببراءة:
_ مين اللى هيجى لحضنى؟؟

لينظروا لبعضهُم ثُم فى ثوانىً وكانوا منُضمين الى ذلك العناق المُفعم بالحُبِ والحنان فكان الصغار فى المُنتصفِ وكُل من ملاك ولميس يضمونهُم بحنان وحُب.

ولكن عكر صفوهِم ذلك الصوت الذى لايطيقونهُ بالمرةِ وكان ذلك الصوت هو صوتِها البارد والخبيث ايضاً لتقول:


كانت تجلس على فراشِها وهى تبكى وصوت شهقاتها تعلو وتهبُط فهى تعرضت للخداع ومِن مَن كانت تظُن انهُ حبيب الفؤادِ ولكن ظهرت حقيقتهُ وانهُ لم يكُن سوىٓ مُخادعاً قط وظالماً لفؤادِها آخرٍ أخطأت أنها أحبتهُ بإخلاصاً؟؟،ولكن هى حتىٰ الآن لايُصدق عقلها مِن ان هو من فعل بِها ذلك ولكنها من دونِ مُقدماتً وقفت فجأةً وذهبت إلى خزانة الثياب خاصتِها وقامت بوضع ثيابها فى حقيبة الثياب خاصتِها لتهبُط الدرج وتقول لوالداتِها بوجهاً خالٍ من التعابير:
_ انا هنزل مصر عند خالتو صفاء.

لتقف والداتها وهى تُطالعها بتعجب لتقول لها بقلق:
_سماء أنتِ كويسة؟؟

ويتبع البارت الثاني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي