مصيرمبهم

أمنيـه أشـرف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-31ضع على الرف
  • 63.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

ظلمات أم نور

"أحيانًا نقول بأننا خسرنا في حرب لم نعلم عنها شئ، لنجد أنفسنا حصلنا علي كنوز أكبر من الفوز في مجرد معركه"
البارت الأول
في ليالي الشتاء قارصه البروده تتساقط الأمطار من السماء بغزاره، تتساقط لتقع علي أرض بور لتصلحها وتصبح خضراء، أو ربما حريق مشتعل لتنزل وتخمد تلك النيران، أو ربما تتساقط علي نافذه مغلقه وخلفها شخص يشاهد الأمطار بأبتسامه أو ربما خوف من القادم.
تتساقط في ليالي تشعر كأنها عاصفه تهب علي البلاد، ولكن تأمل قليلاً ستشعر بدفء الجو بالتأكيد، تبتسم وأنتَ تستشعر رائحه التراب المحمله بالأمطار ورائحه المطر المحاطه بكَ في جميع الجِهات، ولكن البعض الآخر يظن أنها عاصفه شديده تهب علي البلاد، والبعض يظن بأنها النهايه، تمطر بغزاره وكأن السماء تبكي علي حال البشر وماتوصلوا له من هزائم مرت عليهم واضطرابات داخليه في مشاعرهم، مشاعر متنوعه ربما فراق، وربما حب، ربما اشتياق أو فقدان.
كأنها تشاركنا أحزاننا.
كأنها تبكي علي حال الرجل الواقف في منتصف المعركه وحيدًا.
أو ربما تبكي علي حال من حوله لوقوعهم في يد من لايُرحم.
تتناثر قطرات الماء الساقطه من السماء علي شعره، ويضيق القميص عليه ليبرز عضلاته في مظهر خلاب، كأنه بطل إحدي الروايات، ليهز رأسه يمينُا ويسارًا كي يبعد مياه الأمطار عنه كي لاتعوقه في القضاء علي أعدائه، لتنتشر الماء حوله وتتناثر من شعره، يقف كالأسد في منتصف الحرب ممسكًا بإحدي الرجال تحت يديه يحاول الفتكُ به، ويسدد اللكمات للأخر غير عابء بضعف جسدهم وضعف قواتهم بجانبه، لايرحم أحد فقط ينال منهم جميعًا، يأتي إليه آخر يريد ضربه بسكين حاد متوجهًا إلي صدره ليتفاديها بمهاره ويقوم بغرس السكين بداخل ذلك الشخص، ليسقط أرضًا وينزف دمًا بدون شفقه او رحمه منه، كأنه ذئب لا يريد غير التهام فريسته.
وكأن الطبيعه أقسمت علي أن تقف بجانبه، لتهيج الرياح وتزيد الأمطار، وتتساقط أوراق الشجر، لتسقط علي الآخرين، يحاولون مقاومتها ولكن بدون فائده ليستغل هو ذلك ويسدد لهم اللكمات ليوقعهم أرضًا غارقين بدمائهم.
ولكن هل ستظل الطبيعه حليفته وتقف بجانبه أم ستتخلي عنه ويأتي شخص آخر يدافع عنه؟!
يقف يحاول أن يري الطريق أمامه من شده سواد الليل يبدأ ان يخطو خطواته في العوده منتصرًا علي أعدائه، ولكن علي غير المعتاد معه تأتي الضربه من حيث لا تدري لنجده يقع أرضًا طريحًا بسبب تلك الضربه علي رأسه من الخلف، تنزف رأسه من الدماء، ليستغل ذلك تلك الافاعي حوله، ليمسكه إحداهم والآخر يسدد له اللكمات يحاول تفاديهم بمهاره، ولكن تلك الضربه أشد منه ليظل يعافر حتي إقترب علي فقدان الوعي، يحاول ويجاهد نفسه في فتح عينيه ويحاول المقاومه ولكن بدون فائده، ليري آخر مرتدي قناع يضرب من يتعدوا عليه بالضرب حتي إفتكَ بيهم جميعًا لاحظ إقتراب ذاك الشخص منه ومع اقترابه كان شعرها قد انهمر علي كتفيها بسبب الهواء الذي زال قناع الرأس ولكنها تحكمت في أن لا يقع قناع الوجهه من علي وجهها، ولكن ما كان يصدمه انها فتاه؟!
فتاه من انقذته؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس بين يديها كتابًا تقرأ فيه بتعمق شديد لاتصغي لمن حولها، وحيده برغم ذاك المنزل الكبير، تعيش في عالم خاص بها، وبرغم أنها ترفع شعرها للأعلي وتترك خصلتين منه علي جنب وجهها يتمرد شعرها عليها ويتطاير بفعل الهواء الداخل من فتحه النافذه المتواجده داخل الغرف، يبدو عليها أنها لم تشعر بشئ أو حتي ذاك الذي بدأ في فتح عينيه، تبتسم تاره وتاره آخري ينقسم وجهها لتعابير الحزن، وتاره آخري تتسع عينيها من المفاجأه، ربما تلك هي حياتها بين الكتب والقراءه، حياه لا يوجد فيها سواها هي وعالمها الخاص فهل سيأتي من يقتحم هذا العالم؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحاول فتح عينيه بصعوبه لا يستمع لشئ غير أصوات انفاس بجانبه، هواء طفيف يصل إليه يبدأ في فتح عينيه تاره، وتاره آخري يغلقها ليعتاد علي ذاك الضوء المتسرب من النافذه، ليجد فتاه تقبع في زاويه الغرفه ممسكه بكتاب بين يديها، يحاول فعل شئ كي تنتبه له ولكن دون فائده، لم يعلم ماذا يفعل حتي أنه غير قادر علي الحديث، ليتحمل علي نفسه ويجلس قليلاً يحاول تذكر من هي وأين هو وكيف آتي به إلي هنا، ولكن دون جدوي يتفرس ملامحها الهادئه بإعجوبه شديده لفت نظره هدوئها الغريب، وجمالها الآخذ للأنظار، وعيونها المريحه، وتلك النظارات التي تجمل عينيها ربما ترتديهم للقراءه فقط أو ربما لشئ آخر، هي جميله حد اللعنه ربما ستفقدني صوابي بالتأكيد، أو ربما اتخيل كل ذلك هكذا كان يحدث نفسه، يحاول إحداث ضجيج كي تلتفت له يأس من ذلك ولكن من دون توقع وجدها ترفع نظرها له يحاول أن يتفرس ملامحها حتي يستكشف مايدور في ذهنها، أو ليتعرف عليها قليلاً، ولكن لم يتبين معه شئ فقط تقف ملامحها جامده، لا تبتسم لا تتحرك ولا تتحدث، ماهذا أهي صنم أم ماذا؟!
وبعد مده من المحاوله في الحديث يخرج صوته أخيرًا، ولكن به بعض من البحه الخفيفه ويدل أنه غاضب:

: حضرتك هتفضلي واقفه كدا كتير محتاج أقعد أنا.
/ليه؟! متقدرش تقعد لوحدك؟!
لينظر لها بغيظ حقيقي، ربما كانت هذه حجته كي تقترب منه وتتحرك من مكانها ويتفرس ملامحها عن قرب، ولكنها لم تعطيه ما كان يتمني عقله أو ربما قلبه ليتسند علي نفسه، ولكن بسبب رقوده في الفراش لفتره طويله عجز عن ذلك، لتقترب هي منه بعد عده محاولات فاشله منه رأتها هي، لتساعده في الجلوس، ولكنه اشاح بيديها بعيدًا وهو ينظر لها بغضب ويقول
: ابعدي أنا اقدر اساعد نفسي.
لتنظر إلي عينيه مباشره ببردو تام وتقول
/يبقا مكنتش تطلب المره الأولي بس المره دي أنا اللي ساعدتك لما شوفت إنك عاجز تقوم تساعد نفسك.
ليرتفع صوته بعصبيه شديده بسبب تلك الحمقاء الواقفه أمامه في نظره ويقول بعصبيه شديده مبالغ فيها
/انتي مييييين وأنا أي اللي جابني هنا في اااي
لتعتدل في وقفتها، وكأن صريخه وصوته العالي هذا أمر طبيعي، لتعتدل وتضم ذراعيها عليها، وتقول له بتلك النبره التي لم تتغير فيها أبدًا وهي نبره برود الثلج
: أحب أقولك إنك هنا في بيتي يعني صوتك دا ميعلاش تاني
ثانيًا من الواضح إنك مش فاكر حاجه ودا الطبيعي لأن كان فيه ضاربه جامده في دماغك ودا اللي اكتشفته بعد مالقيتك مرمي قدام المستشفي وأخدتك وجبتك هنا عشان أعرف أرعاك كويس ومتدخلش في س و ج بعد ماتفوق.
لينظر لها بشك ويضيق عينيه ويقول
: وانتي اي اللي يخليكي تعملي كدا
/امممم تقدر تقول دافع إنساني مش أكتر هسيبك ترتاح وهنزل أعمل حاجه نأكلها بما إن الفتره اللي أنت قاعد فيها هنا شكلها هتطول
: ودا ليه؟!
/مينفعش تطلع غير لما ترجعلك الذاكره
: آسف أنا محدش يتحكم فيا وياريت تلتزمي حدودك معايا أنا ريان عز الدين فاهمه اللي محدش يقدر يقف قصاده وبعدين ازاي أنا فاكر نص حياتي والنص التاني مش فاكره دا ازاي؟!
/بغض النظر عن كلامك دا بس هجاوبك علي سؤالك دا إسمه فقدان ذاكره مؤقت يعني بتبقا فاكر حاجات وحاجات لا سلام
كاد أن يتحدث، ولكن لم تعطي له فرصه لذلك، حيث خرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجلس في الداخل يستشيط غيظًا منها ومن إسلوبها الفظ معه، ولكن عليه تحمل كل ذلك حتي يعلم من هو هو فقط يتذكر أيام طفولته، لا يتذكر شئ آخر وبعد تفكير طويل وتعب وإرهاق من كثره التفكير الذي لم يهدأ ولو لدقيقه ينام بعمق، كأنه لم يذق للنوم طعم من قبل، أو أنه لم يكن بغيبوبه لفتره ولكن هل سيتهنا بأحلامه؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقف داخل المطبخ تتوسط مساحته تتحرك بحريه وخفه، ترفع شعرها للأعلي، ولكن هناك البعض يتمرد عليها لينزل علي عينيها ويعوق ماتفعله، لترفعه بيديها ولكن لم تلاحظ يديها الملطخه بالدقيق تجهز الغداء بكل همه، ولكن لم تخلو نظراتها من البرود والظلم وبعض من الشرود، فمن هي وهل سيتعرف عليها ويفك رمز عينيها أم لا؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحرك علي الفراش بعشوائيه، جبينه يتعرق بشده، يصرخ ولكن صوته متحشرج يحاول إخراج صوته بصوت عالي، ولكن يشعر بأنه مكبل لايستطيع ولكن لن يهزم ليكرر ويكرر ويكرر حتي إستطاع وصرخ بكل صوته وهو ينادي والدته
: ماااااااامااااااااااااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمعت لصراخه لتترك مابيديها سريعًا، وتذهب له وتفتح الغرفه دون أن تطرقها،حتي تجده يتعرق بشده وكأنه يقاوم شبح مخيف يطارده لم تترد لحظه في الإقتراب وجعله يفيق، أخذت تهز به بشده حتي أنه إنتفض جالسًا وهو يتعرق، لتمد يديها له بكأس به ماء ليأخذه دون حديث ويرتشف منه القليل ويظل علي تلك الحاله حتي هدأ قليلاً
لينظر لها، ويقول بصوت خافت
-شك... كاد أن يشكرها ولكنه لاحظ وجود بعض من الدقيق علي شعرها ليقول وهو يشير علي شعرها
: امسحي الدقيق اللي علي شعرك
لتتحسس شعرها وتشعر بشئ غير مألوف علي شعرها لتذهب أمام المرآه، وتنظر إلي نفسها وتجد كما قال هو دقيق، لتتذكر عندما رفعت شعرها للأعلي ويديها ملطخه بالدقيق، لتحاول إزاحته عن شعرها وكادت أن تذهب ولكنه اوقفها عندما قال
: شكرًا علي المايه وانك جيتي فوقتيني
لتستدير له وتقول
: ولا يهمك أكيد دا كابوس يمكن أجهدت نفسك في التفكير عشان كدا حاولت تفتكر حاجات المفروض متفتكرهاش دلواقتي وتستعجل لأن دا هيأثر عليك
ليهز رأسه بدون حديث لتذهب هي الآخري وتتركه لثواني، وبعد قليل تأتي وهي تحمل الطعام بين يديها وتقول
: الاكل جهز اتفضل كل عشان تأخد علاجك
لينظر لها قليلاً ويمد يديه ليأخذ منها الصنيه المحمله بالطعام، ولكن تلامست الأيدي بدون قصد من إحداهما، ولكنها لم تتراجع أو تتوتر وكأنها تتوقع هذا ليأخذها منها وتقرر هي الذهاب ليناديها ويقول لها
:مش هتأكلي
/لا
: تمام بس أنا لازم امشي لازم أعرف أنا مين
/قولت قبل كدا مش هتمشي من هنا غير لما تبقي كويس اتمني تفهم دا
: لييييه لييييه مش عوزاني أمشي أنا معرفش حاجه عني أنا معرفش أنا مين أنا مش فاكر غير إسمي وايام طفولتي أنا حتي مشعارف أنا هروح فين بس لازم امشي
/قولتلك مش هتمشي من هنا غير علي جثتي، لو طلعت من هنا هتتأذي فاهم هتتأذي
وعند تلك النقطه ساد الصمت في أرجاء الغرفه ولكن لم يدم طويلاً حيث قاطعه صوته وهو يقول لها بشك:
/ليه هتأذي انتي تعرفي أي ومخبياه
لتنظر له في عينيه مباشره وتقول
: أنت مش جوزي ولاخطيبي عشان تستجوبني دا أولاً، ثانيًا أكيد أنت انضربت علي دماغك ودا يدل إن حد كان بيهاجمك معني كدا انهم عوزينك وإن حد عاوز يأذيك فهمت
ليهز رأسه بدون حديث وتتركه وتذهب هي حيث وجهتها، أما هو فكان شارد ربما لايعرف فيما كان شارد ولكنه لايشعر بأنه في هذا العالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"في مكان آخر"
: لازم تعرف انها في خطر
/أكيد عارفه إن كل شئ ضدها دلواقتي
: طب احنا هندور عليها ازاي
/هندور وهنقلب عليهم ركز عليهم مش عليها بس
: بس لازم تفهم ان في خطر في الموضوع دا وأننا هنخاطر
/ازاي يكون فيه خطر وانا موجود انا رياض ولا أنت ناسي مهما يحصل أنا عاوزهم عايشين
: بس
/هششششش دي مفيهاش بس هتقلب عليهم الدنيا وخلصنا، وياخَبر إنك لقيتهم ياما خبر موتك أنت تختار
يقف يرتعب مكانه من أسلوب هذا الشخص فهو الخطر الحقيقي علي الجميع يقرر الفرار من نظراته تلك ويتركه مع أفكاره الشيطانيه التي ستنهي به إلي القاع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس في بهو الغرفه تفكر فيما هو آتي، وهل ستستطيع الصمود أم لا؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يفكر فيما حدث بينهما، ولمَ تعابير وجهها توحي إلي الغموض وليس من السهوله أن تقرأ عينيها فماذا بتلك الفتاه؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقف بمكان يخيم عليه الظلام لا تستطيع الرؤيه من كثره الظلام، لتحاول أن تخطي إحدي خطواتها ولكن تجد قدميها مربوطه بحبل متين قوي يصعب فكه، ويديها أيضًا مكبله، تحاول الصراخ ولكن كأن صوتها تلاشي، لا تستطيع الصراخ ولا حتي البكاء كأن دموعها جفت علي خديها، لتجد فتاه آخري تشبهها كثيرًا تتقدم منها وكلما تقدمت كلما ازداد النور حتي اضأت الغرفة، لتجد تلك الفتاه تقف أمامها تبتسم لها بصمت، لتتقدم منها قليلاً كي تفك يديها وقدميها لتجد من يطلق النار علي تلك الفتاه من الخلف ليخرج صوتها في تلك اللحظه وتصرخ بفزع وهي تري تلك الفتاه طريحه أرضًا والدماء حولها وتري ذلك الظالم المتوحش يضحك بصوت عالي، وكأن ضحكاته تلك كانت بالنسبه لها أبشع صوت تسمعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: انتي مين؟!
تقف أمام النافذه تنظر إلي السماء وغيومها وقطرات الماء المتساقطه من السماء، تنظر إلي السماء وكيف تحتضن نجومها وكيف للقمر أن يضيئ بتلك القوه، وكأنه برغم عتمته مضيئ وكأنه يتحدي العالم، تقف تتأمل الطبيعه من حولها بصمت شديد تتذكر ما مرت به عيونها تسود كسواد الليل تاره، وتاره آخري يكسو عليها الحزن ليظهر في عينيها، لتشعر ببعض البروده تسري في جسدها، لتحتضن نفسها بذراعيها تتذكر الماضي وتأبي دمعه واحده تفر من عينيها، تبتسم إبتسامه تحمل جميع معاني الألم الذي لا يمكن وصفه ربما تبكي من الداخل، ولكن من الخارج كالوحش الذي يأبي الانهزام أو الإنكسار.
كانت شارده في حياتها
ليأتي صوت خلفها يفزعها وينتشلها مما هي فيه، ولكن سؤاله كان صدمه لها
: انتي مين؟!
تفيق علي تلك الكلمات لتستدير تنظر له ببطء ربما آثار أعصابه وود لو يضربها كي تفيق من هذا البرود، ولكن هي حاولت جاهده أن لاتظهر أوجاعها الظاهره داخل عينيها
لتقول له اجابه ربما اقتنع بها
: أنا مين أنا الدكتوره اللي لقيتك قدام المستشفي وعالجتك وجبتك هنا لحد مابقيت كويس وبما إن الطب بيحتم علينا إن نبقا مع المريض لحد مايخف ف بكدا هتفضل هنا لحد ماتخف مش أكتر واكيد عارف إنك دلواقتي في خطر معني إنك كنت مضروب علي راسك معني كدا إن في حد حاول يأذيك واكيد عاوز يأذيك تاني لو عرف إنك عايش واظن إني جاوبت علي اسئله كتير في دماغك
ربما اقتنع قليلاً ولكن كي يرضي فضوله وإهتمامه خرجت منه هذه الكلمات في نبره شك منه بحديثها
/وانتي أي اللي يخليكي تعملي كدا بردو؟!
: امممم يمكن تقول خدمه إنسانيه مش أكتر زي ماقولتلك قبل كدا
/قصدك أي
: ولا حاجه
ربما كان سيذهب بعد تلك المشاجره ولكنه تذكر ذلك السؤال لينظر لها ويقول لها بفضول
: إسمك اي؟!
لتقول بغموض وحده ونبرتها إحتدت كالصقر الجريح
/وعد اسمي وعد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي