لحظة فارقه

الورده الحمره`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-29ضع على الرف
  • 61.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في صباح يوم جديد تنشر الشمس أشعتها، لتعطي الأمل في النفوس من جديد، نجد من أحدي البيوت التي توحي ببساطه المكان وطيبه أهله، نجد فتاة تقوم بنشر الملابس، حتي تلحق أشعة الشمس من بدايتها، أثناء ما تقوم بنشر تلك الملابس تسقط منها أحدي القطع، فأخذت تنظر لكي يجلبها لها أحد المارة، لكن في ذلك الوقت معظم المنطقه نائمون فأخذت تفكر هل تفتح الباب وتنزل أم تنتظر أحدهما؟ لكن أثناء ما كانت تفكر وجدت أحدي الأطفال يمر فنادت عليه قائلة:
- محمد محمد .
نظر لها ذلك الطفل الذي يبلغ تسع سنوات وقال لها:
- نعم يا أبله حنان .
فأشارت عليه علي قطعه الملابس وقالت :
- حطها ليا حبيبي في السبت بعد أذنك.
بالفعل انزلت له الحبل ووضع القطعه وشكرته ورحل .
بينما دخلت كي تحضر الفطور لوالدتها ووزوجها وأخواتها خالد وخلود، بعد ما انتهت من إعداد الطعام قامت بإيقاظهم حتي يتناولوا فطورهم، كي تنزل لعملها .
أستيقظت والدتها وقامت تتأكد من أن جميع الأكل جاهز قبل أن يطلع زوجها من الحمام؛ كي لا يعكر الجو علي الصباح عندما يجد شيء ناقص، بالفعل وجدت جميع الأكل جاهز كما تريد فحمدت الله .
خرج من الحمام وجلس علي رأس الطاوله وجلست بجانبه زوجته وأبناءه، بعد ذلك حنان فنظر لها وقال بنبرة غاضبه :
- هو العيش مش سخن ليه ده عيش مينفعش بني أدمين .
نظرت لها حنان وقالت بهدوء :
- والله يا عمو كان سخن مش عارفه برد امتي، عموماً خد الرغيف ده بدل إلي معاك وأنا حتصرف .
نظر لها و قال :
- لا أنا عايز ده هو انت حتأكلني علي مزاجك، شكلك جيباه من الثلاجه مش من الفرن .
نظرت له بخوف :
- حضرتك منبه عليا منزلش من البيت الصبح بدري قبل ما استأذن منك  فحنزل أجيب العيش من الفرن إزاي.
نظر لها وقال لوالدتها :
- أمال علمي بنتك ترد باحترام علشان قليله الربايه، كمان خليها تكوي ليا هدومي قبل ما تنزل الشغل حتي تعمل باللقمه إلي بتأكلها.
نظرت له أمال وهزت رأسها وقالت له كي تهدئه :
- خلاص بقي يا أحمد كمل أكلك وأنا بعد كده انزل أشتري العيش أو اخلي خالد ينزل .
نظر لها وقال بغضب : أنت اتجننتي صح، خالد مين الي ينزل يشتري حاجه أياكي تخلي حد من الولاد ينزل، عندك بنتك تنزل تجيب وتطلع مش كفايه مستحملها،  قام وترك الطعام كانت في ذلك الوقت حنان قد كوت له الملابس وقام بارتدائها ونزل .
بينما جلست أمال بجانب ابنتها؛ كي تجبر خاطرها فهي علي علم بمدي قسوته عليها، فلقد توفي زوجها وتركها هي وابنتها وحيدة تقابل متاعب الحياة، حتي قابلت احمد وتزوجها وكان شرطها أن تظل ابنتها معها في بدء الأمر وافق، لكن عندما أنجبت خالد وخلود تبدل حاله، أصبح يعاملها بقسوة وأصر علي عدم إكمالها لعلامها وأن تنزل العمل؛ كي تجلب فلوس ليصرف عليها .
نظرت لها حنان بابتسامه:
- عادي يا ماما أنا نازله الشغل عايزة حاجه اجبها وأنا راجعه غير الخضار .
نظرت لها والدتها :
- لا يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك .
ابتسمت حنان وغادرت فلقد تأخرت عن العمل بسبب  ازدحام الطريق وتعطيل زوج أمها لها، فهذه عادة من عاداته أن يعكر صفوها كل صباح وعندما وصلت المصنع، وجدت صديقتها علا تخبرها بأن المدير يريدها، فذهبت إليه علي الفور وعندما وجدها قال لها :
- أخر تنبيه ليكي متتأخريش تاني فاهمه .
نظرت له وهزت رأسها فلقد كانت تخاف من أي رجلاً تتعامل معه بسبب أسلوبهم القاسي .
رحلت ودخلت كي تبدء عملها فقالت علا لها :
- زعق ليكي صح .
نظرت لها بحزن:
- اكيد بس أعمل ايه مفيش حاجه في أيدي هناك عمي احمد يزعق وهنا هو كمان بجد تعبت بس أه كفايه أني برتاح شويه من وجع دماغ البيت وطلباتهم .
نظرت لها علا بحزن علي حال صاحبتها التي لم تجد من يحن عليها قائلة:
-  أن شاء الله ربنا يجبر بخاطرك ويعوضك خير عن كل إلي بتشوفيه .
كان في ذلك الوقت المدير يمر فذهب اليها وقال بعنف:
- يعني جايه متأخرة، كمان بتتكلمي ومعطله الشغل مخصوم منك يومين يا أنسه، ياريت تنتبهِ لشغلك .
نظرت له بصدمه وقالت بترجي :
- بالله عليكي بلاش خصم أنا بحتاج كل جنيه، أنت مش عارف ظروفي.
نظر لها باحتقار وقال:
- هنا مكان للشغل مش للعب يا شاطرة واتعلمي بدال قولت كلمه يبقي خلاص ملهاش رجعه كملي شغلك و الا اخصم منك بقيه الشهر وأكمل بسخرية قائلاً:
- حد مفهمها أننا هنا في الشئون .
وتركها ورحل وعادت للشغل ولم تتفوه بأي كلمه .
بينما في مكان أخر يظهر عليه الثراء يجلس شاب مع عائلته، يضحك فرغم مكانتهم لكنهم مازالوا يتعاملون بأن الناس جميعهم خلقوا من نفس الطين .
نظر عبد الرحمن إلي ابنه وقال:
- سيف حتنزل امتي الشغل مكاني يا بني العمر بيمشي بيا ومش ضامن عمري.
فأجابه بهدوء :
- ربنا يديك طول العمر يا بابا، بس بصراحه مش بحب انزل الشغل كفايه عادل هناك كل ما أنزل امسك فيه .
نظر له والده وقال :
- يا بني افهم عادل ادري بالشغل، هو إلي شايل الشغل كله فحاول تبقي هادئ معاه .
نظر لها وقال:
- ده بيعامل العمال أنهم من طبقه وهو من طبقه تانيه .
قاطعت والدته الحديث وقالت:
- يا بني هو ممكن أدري بيهم مش ممكن بيمثلوا .
نظر لوالدته وقال:
- يا ماما بيمثلوا ايه هو حد فيهم يقدر، اخر مرة كان حيفصل موظف علشان غاب يومين كان تعبان وجايب ورق يثبت كده والأدوية معاه، قال له مليش دعوة حتي لو بتموت تنزل الشغل، خلي الموظف مبقاش شايف قدامه ولما خدت الورق من الموظف أشوفه لقيته بالفعل الورق والعلاج واحد، قولت له خلاص المره ده بس بعد كده بلغ لما تتعب رد عليه قال لو كل صاحب مكان عمل كده نقفل المصنع احس وسابني ومشي وجبرت بخاطر الراجل ودخلته يكمل شغل .
نظر لها والده وقال:
- خلاص حخليه يخف شويه علي العمال بس برضه اهدي شوية .
نظر له سيف بنفاذ صبر واستئذن بالرحيل، فلقد تعب في كشف حقيقه عادل لوالده .
بينما ضحكت ندى وقالت:
- أنتم فاكرين سيف اقتنع ده استحاله بدال شاف حاجه غلط مش حيسكت، وصح عادل فاكر نفسه أنه جاي من مكان تاني غير كل البشر مش عارفه طالع فيها علي ايه .
نظر لها والدها وقال: 
- عارف يا بنتي بس معنديش بديل يشيل الشغل فهمتي، فلازم استحمل اسلوبه بدال الشغل ما هو ماشي .
نظرت له فايزة وقالت:
- طب ايه رأيك لو شوفت لأبن عم عبده السواق وظيفه، كان محتاج وظيفه لابنه لو نفع يبقي بلاها المتكبر ده وعلشان محدش يدعي علينا ده احنا ماشيين بستر ربنا علينا .
نظر لها وقال :
- لسه يا أم سيف مش بتنسي حد بيتوسط عندك لينا، عموماً يا ستي خلاص بلغي عم عبده يكون ابنه عندي بكرة وأن شاء الله خير.
بينما كان احمد يجلس مع أصحابه علي القهوة قبل أن يذهب للعمل، فكانوا يحدثونه بأنه يكفي ما فعله مع ابنه زوجته وعليه أن يبحث لها علي عريس حتي يخلص منها، فهو لم يخبرهم بأنه يأخذ مرتبها إلي جانب ما يعمل به؛ كي يقدر يعيش ويجلس معهم علي القهاوي، لذلك أجابهم بأنهم صح وسوف يبحث لها علي عريس .
في ذلك الوقت سمع ناصر الذي يقدم المشاريب في القهوة ذلك الكلام فقال:
- عمي احمد لو علي عريس أستاذه أمال فأنا هنا موجود وطالب أيد أمال منك .
نظر له وقال :
- خلاص يا ناصر حفكر أنا وأمها وأرد عليك، بس هات حاجه اعدل بيها دماغي قبل ما أروح الشغل.
فقال له :
- تؤمر يا حاج وقام بالهتاف وعندك واحد قهوة مضبوط علي حسابي لابو نسب .
ابتسم أحمد فلقد شرب فنجان من القهوة دون أن يدفع .
بينما كانت حنان تشعر بالتوتر والتعب، فهي لم تجلس منذ الصباح حتي فطارها لم تتناوله، فجلست علي أحدي الكراسي بجانب المكنه ونادت علي علا، بأن تجلب لها عصير حتي تقدر علي أكمال عملها .
ذهبت علا مسرعة بعد أن استأذنت من المشرف وعادت ومعها عصير، أعطتها إياها كي تشربه، لكن لم تكمله حتي جاء ذلك المدير الذي قال لها :
- لا حضرتك بتفهمي كلامي غلط الكافتيريا بره قصاد المصنع، هنا تدخل المشرف وقال: حضرتك استاذه أمال كانت بتشتغل وقربت تخلص شغلها، بس داخت فجبنا ليها عصير وبمجرد ما تخلصوا حتكمل بقيت شغلها.
نظر له وقال بعند :
- مين سمح ليك تتكلم هو انت هنا محامي للعمال .
نظر له إيهاب وقال:
- لا بس من حقي ادافع عن عمالي علشان أنا المشرف عليهم هنا وشايف أيه  إلي بيحصل وكلمه تاني من حضرتك حبلغ استاذ سيف وعبد الرحمن بكل ده، أنا هنا متوظف من أستاذ سيف مباشرةً، فمش من حقك أنك تقلل مني مهما تكون سلطتك .
غضب عادل من تحدي ايهاب له وقال:
- طب مخصوم منك أسبوع وشوف مين إلي حيشيله ليك، ثواني وتكون في مكتبي، أما أنت بقي ليكي ساعتين شغل إضافي علشان تخفي يا أمورة وتعرفي تعطلي الشغل  .
نظرت لها علا فهي لم تقدر علي التحدث.
شعرت حنان بالرعب فكيف لها العمل مع زوج أمها عندما تعود متأخرة؟ وهي لم تجلب لهم شيء حتي الآن .
بينما كان إيهاب يشعر بالعجز أمامها، لكنه أقسم بأن يقف بجانبها، فهذه الفتاة لا تعرف الخديعه مثل البقيه، وهو يعلم بظروفها وخوفها من غيرها خصوصاً أخيه، الذي ترتعب عندما تجده، بالإضافة بأنه يضعها في دماغه دون عن غيرها، فهو لا يعلم ماذا فعلت له! كي يعنفها عن كل خطوة تخطيها، فهو عكس ذلك تماماً مع علا، عندما تتأخر لا يعنفها بل بالعكس معظم الوقت تعطل العمل، كي تستريح عكس حنان تماماً.
بينما كانت علا تشعر بالراحة النفسية، عندما وجدت حنان تعمل دون أن تتحدث بكلمه، فحنان بالنسبه لها صديقتها لكن لا تريدها أحسن منها، فالكل يشهد لحنان بحسن خلقها وكثير التحدث عنها وعن خجلها .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي