جزيرة موستري

Ran`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-20ضع على الرف
  • 609

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في صباح يوم ذكرى ميلاد سارة  العشرون استيقظت على آشعة الشمس الصفراء التي عبرت من خلال نافذتها الصغيرة التي تقع فوق سريرها مباشرة  و صوت أمواج البحر التي تعلو مع هبوب نسيم هواء لطيف ..قامت من على سريرها بنشاط و حماس تعلو الابتسامة وجهها وفتحت نافذتها فدخل النسيم البارد العليل  لغرفتها وداعبت الطيور التي تقف على نافذتها ثم نظرت إلى المرآة التي تقابل سريرها وقد حرك الهواء شعرها القصير البني المموج فقالت لنفسها : اليوم هو اليوم الموعود يا سارة ..فأخيرا سوف افتح الرسالة التي تركها لي والدي قبل أن يموت .

حضرت سارة  الفطور حتى تصحو أمها ولم تمر دقائق إلا وقد صحت فألقت عليها التحية وتناولا الإفطار معا وفي وسط تناولهما للطعام كان بالها مشغولا بمضمون الرسالة فسألت أمي سؤالا :
-امي! أليس لديك فكرة عن مضمون رسالة أبي ؟
انتبهت أمها إليها وابتسمت فقالت:
لم يتبق سوى القليل وتكتشفي بنفسك يا عزيزتي .فلمَ العجلة ؟

ابتسمت و هزت رأسها موافقة لكلامها وبعد أن أنهيا الطعام أمسكت أمها بيدها وسحبتها لغرفتها ،ثم فتحت خزانتها ووقفت على أطراف أصابعها لتحضر ظرفا كان في أعلى الخزانة فامسكته الأم بحذر ومسحت الغبار من عليه فابتسمت لسارة إبتسامة دافئة وأعطتها الظرف ، قامت سارة بفتحه وألقت نظرة سريعة عليه فوجدت أمها تترقب لما سأقرأه فأخذت شهيقا وقرأت بصوت عالي:
" عزيزتي سارة..اليوم  قد أكملت العشرين عاما ..الآن انت كبيرة بما يكفي لأخبرك حقيقة هذه الجزيرة
فالوحوش التي تملأ المكان حولنا كانوا بشرا مثلنا....
فتعجبت سارة ونظرت إلى أمها مستغربة .فأشارت إليها أمها أن تكمل .
فتابعت:  ولكن الذي يفرقنا عنهم وقد بحثت في هذا الأمر كثيرا الصفات !
عندما تسود الصفات السيئة على الصفات الجيدة في الإنسان سيكون مصيره أن يصبح وحشا ..هذا ما توصلت إليه كتبت إليك تلك الرسالة لتكوني واعية ..وقد تركت لك خريطة لمكان قد اكتشفته لتتأكدي من ما أقوله
أتمنى لك سنة سعيدة يا بنيتي العزيزة وأن تبقي فتاة صالحة اعتني بأمك وأخوك "

جلست سارة على سرير أمها وهي تمسك برأسها غير مصدقة هذا الكلام ، وامها تربت على كتفها ..فنظرت سارة إلى أمها وقالت :
-أمي! هلا أخبرتني عن أبي أكثر ؟
هزت أمها رأسها إيجابا :
كان والدك يعمل صحفيا وكان يحب أن يتتبع الأخبار والأسرار كما تعلمين ولكنه ترك هذه الرسالة بسبب ذهابه لمكان خطير بحكم عمله فكتب لك هذه الرسالة ليضمن بأن كلماته ستصل إليك .
-أمي . سوف أذهب للمكان الذي وصفه لي أبي.
قالت الأم في يأس: للأسف لا استطيع منعك فاليوم يوم ميلادك وقد كبرت ولكن أعتني بنفسك جيدا ..

فرحت سارة و خرجت بعد أن ودعت أمها وهي تحمل كل المعدات الوقائية لكي تحميها وأسرعت في الذهاب إلى طريقها تمسك الخريطة بيدها وتتبع الخطوات التي رسمها لها والدها
وبالفعل وصلت إلى مكان مهجور يوجد به جبل مرتفع للغاية وفي أسفله يوجد كهف صغير ، انحنت سارة لتدخل إليه وقد علت دقات قلبها وزادت يدها ارتعاشا وبعد أن مشت لعدة خطوات وبينما كانت تحمل مصباحها

وتمرره يمينا وشمالا حتى رأت نقوشات تؤكد صحة ما قاله لها والدها وبينما كانت تتأملها
لعدة دقائق سمعت صوت صريخ يأتي من الداخل فزعت سارة وانتفضت من مكانها وصرخت قائلة :
-من هناك؟!!
فظهرت فتاة تبدو في مثل عمرها شعرها أبيض يميل إلى الأصفر تركض بسرعة وقد رأت وحشا لأول مرة في حياتها وما إن رأت وجهه المخيف الذي يميل إلي السواد وأظافره الطويلة المخيفة حتى بدأ جسدها يرتجف بقوة
..ولكنها تذكرت تلك المعدات التي تحملها فألقت عليه كل ما تحمله بتهور و عشوائية.  ولحسن حظها كان ذلك الوحش ضعيفا وسرعان ما سقط على الأرض جثة هامدة ، فركضت سارة ومعها تلك الفتاة التي كانت ملامح الرعب تغطي وجهها الجميل وجلس كلاهما على الأرض لايسمعان سوى دقات قلبهما التي تتسارع بقوة وعظامهم التي ترتجف
فقالت سارة بعد أن استجمعت قواها : هل أنتِ بخير؟

فهزت الفتاة رأسها إيجابا دون أن تنطق بكلمة ...

يتبع»»
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي