بداية عندما جئت لهذا العالم من أجل مهمة رسمية فثم لقائنا هنا في هذا العالم الغريب عني

ـ الحب؟؟
قالها بتعب، وهو يحاول رفع يده ليفتح الباب ويخرج من السيارة، التي أوشكت أن تنفجر...
ـ أيعقل أن أفكر في الحب، الأن وأنا أعيش هذا الكابوس وأنا احتضر، وأنا أعيش أخر لحظاتي، أنا من لا أؤمن بالحب، تكون كلمتي الأخيرة هي " الحب"، أنا من ذاق طعم الخيانة، من طعنه الحب، من تأكد أنه ليس هناك انثى ستحبك لذاتك لكن كلهن سيرغبن بالاستمتاع بمالك، والتباهي بمنصبك ووضعك الاجتماعي، والتفاخر بالهدايا التي تقدمها لهن...
ـ ريح تعصف بعنف، مطر يهطل بغزارة، برق ورعد وطبيعة غاضبة، طقس سيء في هذا العالم، لكن ليس بقدر استياء وغضب قصر الفرعون أخناتون هناك في مصر القديمة، وفشل زوجته نفرتيتي في تهدئته رغم كل محاولاتها...
ـ لست أنا من يرتدى خاتمي من كان... أنا أخناتون موحد ألهة مصر القديمة... أنا اخناتون ابن الملك أمنحوتب والملكة تيي، أنا الروح الحية لآتون، أنا امنحوتب الرابع...
ـ تعلم جيدا أنني أساند كل قراراتك يا مولاي... لكن فكرتك أن تذهب لزمنهم أنت لكي تتم انتقامك أنا ضدها، وذلك الشاب لقد رأيت بأم عينك من خلال مرآة المستقبل أنه يحتضر...
أخناتون لا تنسى اليوم عرس ابنتنا ميريت آتون، وان لم تكن حاضرا في العرس فالناس ستخرج عنك اشاعات كثيرة، ولا تنسى أن كيا وبالرغم من أنها زوجتك فهي تنتظر لك الزلة لكي تسقطك وتضع ابنها توت عنخ آمون ليصبح فرعون مصر، وينتقموا مني ومن بناتي...
ـ وكأنه رأى الفرج بعينيه، وكأنه أتم بناء أخيتاتون، وكأنه أتم أخيرا توحيد الألهة... اقترب من ابنته ميكيتاتون ليمسكها بقوة من دراعيها أما هي فتنضر اليه بقلق وخوف
ـ يدفعها بقوة نحو مرآة المستقبل التي في غرفته، وحتى قبل ان تحاول أن تتحدث اليها نفرتيتي لتدخل وسط المرآة وتذهب نحو المستقبل...
أنه أبنت اخناتون والمهم هو أن تجلب الخاتم أما التفاصيل فهي مجرد مضيعة للوقت...
ـ "علي" لازال يحاول الخروج من السيارة، نعم اسمه علي، هو صحفي ويتوبر معروف في بلده، لطالما قام بتحديات من خلال قناته في اليوتوب، دخل لمقابر، منازل وقصور مهجورة، ارتدى ملابس حذر الكثيرون من ارتدائها، وأخر شيء قام به هو شرائه من مزاد علني " خاتم اخناتون"، في الوقت الذي نبهه الكثيرون من ذلك، وخصوصا صديقه يحيى الذي حذته عن " اللعنة" التي طالت كل من اقتنى شيئا من أشياء أخناتون، القصة التي اثرت حماس علي لكي يقوم بالتحدي ويعرضه على متتبعيه في القناة ليثبت للجميع أن " لعنة الفراعنة" مجرد خرافة، لكنه لم يكن يعرف أن كل ما نضنه ندركه دائما...
ـ خرج بصعوبة من السيارة، ليزحف جانبا ويستلقي وهو ينظر لسماء، أما هي فضائعة في جنبات الطريق، الا أن تلمح سيارة تشتعل، تقترب من المكان بلباسها الفرعوني، تنظر لسيارة باستغراب لتلتفت وتراه غارقا في دمائه ويتألم بصوت ضعيف، تقترب منه وتنظر الى وجهه مباشرة ليلمحها بنظرة ضبابية ويبتسم نصف ابتسامة ساخرة
ـ وأنا اموت، لازلت متمسكا بالحفلات والألبسة التنكرية...
ـ أهلا بك مرحبا بك نفرتيتي...
ـ لقد وجدت خاتم والدي... اعطيني إياه... يجب أن أعود...
ـ مرتبكة تستمر في محاولة اخراج الخاتم، تلمس سلسالها لتجد التميمة مكسورة ترتبك، في حين يغلق علي عينيه...
ـ هل هي فعلا النهاية، هل رحلت عن هذا العالم، هل سيحزن على جمهوري الافتراضي أم سيبحثون عن نجم أخر يشجعونه غيري وأنسى بعد ساعات.... خلاص خلصت الحكاية؟؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي