دموع المسك

شيماء سعيد الفراشه`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-09ضع على الرف
  • 60.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

مقدمه

أسيل & حمزه...


وضعت يدها على رأسها تكاد تموت من قوة الصداع المحتل لها...


لا تعلم أين كان عقلها عندما أنجبت ثلاث أولاد و ثلاث بنات...


أصبحت تعيش بداخل حضانة خاصه لا ينتهي يومها إلا بحمزه الفاصل بينهم...


ركضت خلف صغارها بخفها المنزلي مثل أي أم مصريه أصيلة...


لن تصمت اليوم مثل كل يوم على أفعالهم الشيطانه....


حاولت إخفاء إبتسامتها المرحه على ارتفاع ضحكتهم بانتصار لأنها لا تستطيع حصارهم حتى الآن....


تعب ما بعده تعب تعيشه لتنام على الفراش مثل الجثه الخاليه من الروح الا انه على قلبها أحب من العسل...

لحياتها معنى و طعم و لون بوجودهم و وجود أكبر دعم و سند بالحياة حمزه....

اه و ألف اه من حمزه كل شيء جيد زرعته بحياتها ليكون الحصاد مجسد بمالك قلبها...


يغيب عنها أغلب اليوم إلا أن منذ دخوله إلى البيت مالكها أكثر حتى من أطفالها....


تعلمت على يده أن الحب ليس بينه و بين السنوات اي روابط فهو يخلق بثانية و يدوم إلى النهاية...


صرخت بأعلى صوتها على سقوط الهاتف الأرضي على الأرض ليبقى مائه قطعة...


توقف الصغار مكانهم يتابعوا رد فعل والدتهم برعب....

نظرت إلى الهاتف و لهم عدة ثواني تستوعب ما وصلوا إلى من أخطاء بيوم واحد...


تقدمت منه مشيرة إلى الهاتف أو بقايا الهاتف الملقي على الأرض مردفه بهدوء ما يسبق العاصفة...


= ايه اللي حصل دلوقتي ده عايزه اسمع تفسير مقنع؟!..


خفضوا رأسهم بتوتر مردفين بصوت واحد...


= آسفين يا ماما...


طفح بها الكيل من أفعالهم المرهقه و الغير محسوبه دائما...


تعشقهم بجنون و حبها الزائد عن الحد جعل منها و لا اي شي بالنسبه لهم.....


يحترموا حمزه و يفعله له قيمه كبيرة يحبوا أكثر منها بمراحل تشعر بذلك جيدا...


وضعت أطراف أصابعها على انفها بحركة سريعة تمنع نفسها بها من البكاء...

لا تعلم لماذا تريد الانفجار بهم و ترك المنزل لهم مع أبيهم ليعرفوا قيمتها بحياتهم...

أخذت قطعة من الهاتف قائله بغضب كبير تعجب له الأطفال لأول مرة تتعامل معهم والدتهم بهذه الطريقه...


= آسفين على ايه بالضبط عشان بس اكون ماشيه معاكم على نفس الخط؟!.. آسفين على التليفون ده نقطه في بحر أخطاء مالهاش اي نهاية بالنسبة ليكم.... تقدروا تقولولي مين اللي قطع الفستان الجديد بتاعي حتى من قبل ما ألبسه مش أنتوا برضو... مين اللي عشان يذاكر أو يأكل لازم أجرى و يضحكوا كأني مجنونه مش انتوا... العيب مش فيكم العيب فيا عن عشان تربيتي فيكم من البدايه كانت أكبر غلطة اعملها في حياتي كلها من ساعة ما جيت على الدنيا... بس ماشي يا ولاد الطحاوي انا مش قاعدة في البيت ده و ابقوا اعملوا اللي نفسكم فيه كله....


نظروا إليها بتعجب شديد من انفعالها الجديد عليهم بكل المقاييس...

والدتهم دائما حنونه مرحة مراعيه لهم تعشقهم إلى حد الجنون مهما فعلوا ترفض عقابهم و تخاف عليهم من عقاب والدهم...


شعروا بحزنها الشديد من هذه اللمعة الموجودة بداخل عيناها و كأنها على استعداد كبير للبكاء...


بكت الفتيات على ملامح والدتهم المرهقه و أفعالهم تجاهها...

أقترب منها ابنها الذي يشبه عمها فهد إلى حد كبير مقبلا رأسها بكل إحترام و حب مردفا بجديه......


= إحنا آسفين للمرة المليون يا ماما محدش فينا كان يقصد يقطع الفستان أو حتى أن التليفون يتكسر بالشكل ده... إحنا كنا بنلعب و هو وقع لواحده و الفستان البنات كانت عايزة تقيسه بس انقطع منهم من غير قصد صدقيني... مش عايزينك تكوني زعلانة مننا يا ماما بالشكل ده و نوعد كلنا مش هنعمل اي حاجه بعد كدة...



زاد حزنها أضاف و هي لا تعرف لما ألقت عليهم نظرة اخيره قبل أن تنهار بالبكاء و تترك لهم المكان الكامل صاعدة إلى غرفة نومها...


اتسعت عيناهم بذهول على حالتها المنهارة ارتفعت أصوات الفتيات بالبكاء أكثر و أكثر على أسيل...


نظروا الثلاث اولاد إلى بعضهم بخجل من أفعالهم السوداء معها...

علموا الآن فقط معنى حديث والدهم عن كم هي حساسه و تحذيره الواضح لهم بعد حزنها بسببهم تحت أي ظرف من الظروف....


أردفت إحدى الفتيات...

= هي لية زعلت مننا جامد بالشكل ده إحنا بنحبها جدا و محدش كان يقصد إنها تزعل اوي مننا...

اجابها شقيقها الأكبر بجديه...


= عندها حق إحنا غلطنا كتير اوي و هي كانت مش بترضي تقول لبابا عشان العقاب بتاعه بيكون جامد...و بعد كل ده نزعلها و نقطع الفستان الجديد بتاعها قبل حتى ما تلبسه و ده كان هديه من بابا و أهو كمان كسرنا التليفون كل دي حاجات غلط هي بترفض تقولها لبابا و في النهايه نعمل الحاجات الوحشه دي كلها...



نظروا إلى الأرض بندم شديد على كل هذا لتردف إحدى الفتيات بحيرة تشع براءه..

= طيب نعمل ايه دلوقتي عشان نصالحها دي ممكن تسيب البيت فعلا زي ما قالت انا مقدرش أقعد من غيرها دقيقة واحدة... شوفوا حل بقى عشان ترضى تصالحنا تاني...


= مين دي اللي تصالحكم هو انتوا عملتوا ايه يا ولاد الطحاوي في يومكم اللي نسخة من أفعالكم ده.. انطقوا...


بصوت مفزوع اردفوا...


= ماما عايزة تسيب البيت عشان خاطر إحنا وحشين و مش بنسمع الكلام... التليفون الأرضي انكسر و فستان عيد ميلادها اللي حضرتك جبته من اسبوع انقطع مننا غصب عننا و الله العظيم يا بابا احنا بنحبها جدا جدا و مش عايزين نشوفها زعلانه مننا أو تسيب البيت احنا مانقدرش نعيش من غيرها...





بالأعلى...


أخذت جميع ملابسها الموضوعة بخزانة الملابس و وضعتها بداخل حقيبة سفر كبيرة...


تكاد يغمى عليها من شدة بكائها الذي يصل إلى أخر الغرفة مع إرتفاع شهقاتها...


صوت حاد بداخلها يقول لها أن أطفالها لا يحبونها يحبوا أبيهم فقط...

نفس الصوت الأحمق يثبت لها أنها أصبحت امرأة مهمله بنفسها و حمزة لا يحبها مثل السابق...


دلف إلى الغرفة بعين متسعة بذهول لا يصدق انها بالفعل تريد الرحيل بعيدا عن و عن أطفالهم...


دمعة واحدة من عيناها المحببة إلى قلبه مثل صاحبتها تقتله ما بالك بانهيارها و إرتفاع أصوات شهقاتها و أنفاسها المتسارعة بهذا الشكل المقلق عليها...


اقترب منها و رفع وجهها أمام عيناها يشبع نفسها منها مع أنه على يقين أن هذا يستحيل....


أزال دموعها الغاليه بأطراف أصابعه مقبلا إياهم بحنان قائلا بنبرة معاتبة...


= بقى عايزة تسيبي البيت يعني تسيبي حمزة عشقك و اولادك حبايب قلبك و تمشي يا أسيل... بقى قلبي يهون عليكي بالشكل ده تحرقي فيه و تسبيه لواحده من غير حب عمره كله... للدرجة دي انا ماليش قيمة أو محبه في قلبك؟!...


خفضت رأسها أرضا بخجل شديد لا تعرف ماذا تقول له بعد حديثه المعسول هذا...

رفعت يدها لتزيل دموعها باكمام العباية البيتية التي ترتديها من اللون النبيتي الغامق....


مررت شفتيها بطرف لسانها مردفه...


= انا بحبك اوي و انت عارف و متأكد من ده بس انا حاسه ان الاولاد مش بتحبني زي ما بيحبوك و لا بيحترموا وجودي زي ما بيحترموا وجودك انت... حاسة اني غلطت لما خلفت كتير كدة مقصرة معاك و مع كل واحد فيهم بسبب عددهم...



قرص وجهها بيده و اعطي إليها قبله خاطفة على شفتيها و انفها الحمراء بطريقة مغريه مردفا...


= الاولاد بيموتوا فيكي مش بس بيحبوكي أما الإحترام لازم واحد يخافوا منه و واحد تاني يبقى حنين عليهم اكتر من غير خوف بس كمان لازم وجود شويه حدود يا حبيبتي... أما بقى موضوع العدد دة نعمه و فضل من ربنا هو انا اطول يكون عندي ست نسخ منك..


= حيث كدة بقى هما هيبقوا سبع نسخ مش ستة اصلي شكلي كده حامل يا حبيبي...




______شيماء سعيد______


تابعوا الروايه عشان تعرفوا ازاي أسيل وصلت للحياة الجميله دي...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي