رحلة إلى جبل ايدا

Badr Ramadan`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-26ضع على الرف
  • 68.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

المقدمة..

أشعر بدوار شديد حتى أنني لا أستطيع فتح عيني ..
تحسست الأرض بيدي وأنا أتأوه من ألم رأسي فوجدت ملمسها ناعم مثل الرمال ، أقشعر جسدي من تخلل الهواء البارد إلى مساماتي ،
وأدركتُ أن حواسي شديدة الدقة وتأخذ وضع التأهب ،
لحظات وأنخفض طنين أُذني فسمعت حفيف الأشجار وتغريدا الطيور..
مكثتُ بعض الوقت على وضعيتي وأنا أحاول أن اُميز أصواتها لم أتمكن من ذلك فقد بدت مختلفةٍ تماما !!
ضممتُ حاجبي متعجبة ثم حاولت أن أفتح عيني ولكني لم أتخلص بعد من الدوار الشديد فأغلقتها على الفور ...
صوت إلياس المرتعب وهو يهزني بشده جعلني اُدرك أنه مازال معي ، فتحتُ عيني بصعوبةٍ وجلست قليلاً حتى تتضح الصورة المهزوزة أمامي !
أصبتُ بصدمة شلت حركتي ،
وعلى إثرها تسارعت نبضات قلبي وأنا أنتفض واقفة أترنح ، واصلت الالتفات يميناً ويساراً ، وأنا أردد بذعر :
-  يا إلهي أين أنا ؟













الفصل الأول ...

دخلت ساندرا إلى غرفتها وهي تشهق ببكاء مرير تاركة من خلفها والدها الذي يجلس بيده كتاب ووالدتها التي أشعلت التلفاز وكأنهم لم يحطموا قلبها للتو ،
جلست على فراشها تشهق بقوة وجملة واحدة قالتها أمها يتردد صداها في أُذنها ..
" الحياة ليست عادله يا ابنتي عودي نفسك على ذلك "
بدأت تتوالي عليها مشاهدهما معا ومازالت دموعها تنهمر مع كل ذكرى ..
لحظات كانت تعيدها مراراً وتكراراً لتحتفظ بها في عمق ذاكرتها أملاً منها أن ترويها لأطفالِهم فيما بعد ..

من بداية تعارفهما في ندوات جمعيات حقوق الإنسان ومواجهتهما للظلم معاً كايدٍ واحدة مروراً لحادثة أصابتهما وتعرضهما للموت في وجه قوات حفظ النظام إلى نهاية الثورة التي صُنعت بيدهم لتغير جذور الفساد في البلاد ..

توقفت ساندرا عند هذه النقطة للتحول شهقاتها الى حد الصراخ بألم ...
لم تستطيع مجاراة الإحساس بالعجز أمام أب كل ما يُهمه مكانته الاجتماعية وأم لا تشعر بما تُعانيه بل جُل ما تفعله هو سرد حكايات وخواطر عن معنى الصبر والجلد وأن تجعلني أتيقن أن ليس للإنسان ما تمنى !!

قمة العبث أن نستمع لجيل عايشنا من خلاله معناة أستمرت عشرات الأعوام بسبب هذا الخضوع واللامبالاة ،
وكما قالت لهم في مشاجرة سابقة :
-  أنت يا والدي تمثل الحاكم الظالم الذي لا يرى سوى أهواءه ومصلحته الشخصية ضارباً بعرض الحائط احتياجات رعيته ورغبتهم ولا يريد أن يعيش إلا على معتقدات بالية :
-  وأنتِ يا أمي تمثلين الشعب الذليل العاجز الذي يحلُم بالحرية وبدلاً من أن يقاوم ليتنفس يُصبح أداة لخنق الباقي من الشعب ليغدوا مثله أذلاء دون إرادة أو رأي ..

مسحت دموعها بحدة وحاولت كتم الباقي من صرخاتها حين تذكرت صفعة والدها في هذا اليوم واتهامه لها بالعقوق والتمرد وعقابه الصارم الذي أستمر بالحبس الإجباري في غرفتها لمدة شهر كامل ،

ضمت قبضة يدها بتحدي واضح وهي تردد بأنفاس متسارعة من الانفعال:
-  أبداً لن أستسلم حتى لو أصبحت جثة هامدة !

******************************

خرج إلياس من بيت ساندرا يسب ويلعن أباها بأبشع الصفات ..

حاول والده تهدئته قليلاً ولكن دون جدوى ... ظل يردد بغضبٍ شديد وهو يصك أسنانه ويركل الحصى بقدمه :
-  رجل متعفن الفكر مازال يعيش في عصر الاستبداد !

أوقفه والده وهو يمسك بيده قائلاً :
-  اهدأ بني كل مشكلة ولها ألف حل

تنهد الياس بألم وهو يخطو باتجاه مخالف :
-  عد للبيت يا أبي فأنا ستأخر قليلاً اليوم

ثم توقف يلتفت نحو والده وهو يطأطأ رأسه بضيق :
-  أعتذر منك يا أبي لقد وضعتك في موقف حرج ..

ليهبط بعدها يقبل يد والده بأسى على جعلهِ عرضة لهذا الرجل الذي لا يملك من المروءة والذوق شيء يجعله يقدر هذا الكهل الذي جاء مع ولده ليتقدم لخطبة ابنته وفي المقابل أهدر كرامتهم بكلماته النابية ..

أشار له والده أن يذهب وهو يربت على كتفه بحنان ،
فهو يعلم ولده جيداً لن يهدأ إلا إذا تزوج فتاة أحلامه التي يحبها منذ ما يقرب من خمس سنوات ،
ووالدها مُصرٌ على عدم الموافقة برغم أنها المرة الخامسة التي يتقدم ابنه لخطبتها فهو لم يلقي بالاً لزيارته في بيته لأول مرة مع ولده ،

لقائه مع هذا الرجل قديم الطراز جعله يُدرك أنه لم يرى كل أصناف البشر بعد ،
فمازالت هناك عقولاً تعيش في الظلام الدامس فهو لا يريد تزويج ابنته إلا لشرطي مثله ! ..
هز رأسه باستنكار وتعجب علي هؤلاء الذين يظنون أن فئة معينة من الناس هم أعلى مرتبه من الأخرين ...

تركه إلياس وغادر المكان وخطواته تزداد حده وهو يزبد ويلعن وجميع المارة ينظرون إليه بتعجب .. لقد بلغ غضبه مبلغه من هذا الرجل وخصوصاً نظرة الضعف في عين والده ،

وصل حيث مكانه المفضل بجوار البحر وجلس على شاطئه وهو يفكر بطريقة تجعله يفوز بحب عمره ...

توالت على عقله أفكاراً كثيره وهو مازال على جلسته حتى أذان الفجر ، حاول قدر استطاعته أن ينظمُها قبل أن يتخذ قراراً نهائي ،
نهض وفكرة واحدة تلوح بالأفق وتتردد صدها حيث لا حل غيرها،
تمسك بها وقام من مكانه عازماً على تنفيذها ولو كلفته حياته .. ولكن عليه أولا أن يُحدثها حتى تقابله في مكان لقائهما الأول
" المكتبة "

*******************************

" على الجانب الأخر .. من الكرة الارضية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد " ..

ذهب " أخيل " لخيمة الملك بعد أن دعاه ليودعه ويتأكد منه أن جيوش الأمازيغ سيلتزمون بالهدنة ريثما يعود للمملكة لأمرٍ هام يخص شئون الرعية لمدة تتراوح ثلاثة أشهر ،
طمئنه أخيل بأن الأمازيغ لن ينكثوا عهدهم رغماً عنهم وأن لا يقلق بهذا الشأن ،

أستكان الملك لوعد أخيل وأنطلق مغادراً الساحة يتبعهُ جنوده المقربين تاركاً أمور الجيش بأكملها لأقوى جنده وأخلصهم ،

تأكد أخيل من خلو ساحة الحرب بعدما رحل الملك ، ولا يوجد غير الحرس الذين يقفون أمام الخيام ،

بدأ بارتداء زيه المكون من بنطال جلدي يعلوها صدرية من المعدن التي تحدد جسده وتغلق من الخلف بإحكام ،

وضعه سيفه وقوسه موضعهما وأرتدى خوذته ثم أمسك درعه في يده ،

وأمتطى جواده وأنطلق به بأقصى سرعةٍ وسط الغابات الشاسعة والأشجار الكثيفة وفكرة واحدة تسيطر على عقله
" يجب أن يُنهي هذه الحرب ويتزوجها قبل عودة الملك ، وإن كان الثمن هو عمره إذا لازم الأمر فيجب عليه المحاولة !...

عقله بدأ يضج بأشياء كثيرة وأهمها أنه عرف الحل أخيراً ،
ظل يردد في عقله ما قالته له الساحرة ..
" بابا ياجا "
قبل ان يقطع رأسها بنصل سيفه ..

" الحل في إنهاء هذه الحرب والزواج بحبيبتك الأمازيغية هو الإكسير وستجده عند
" الأخوات جراي- اي " يعيشن ثلاثتهم فوق قمة جبل إيدا ،
ولكنك ستموت قبل أن تصل إليهم فلم يصل إلى هناك بشري منذ ما يقرب من قرن من الزمن ...!!

تنحى أخيل عن حصانه حين وصل لمقصده فأمسك بدرعه وبيده الأخرى أخرج سيفه استعداداً لأية مواجهة ..

أطلق صفيره الخاص به وهو صوت طائر الفينق الذي تحفظه هي عن ظهر قلب ويرتعب منه الكثير،
فلا أحد يقرب هذه الغابة ظناً منهم أن الفينق يعيش فيها ...
أنتظر قدومها وعزم أمره أن يودعُها قبل أن يبدأ رحلته إلى جبل إيدا ،

***************************

خرجت من البحيرة تلف جسدها البرونزي بقطعة قماش وعقلها يدور بعدة أفكار يجب عليها تنفذيها قبل انتهاء الهدنة ،

دلفت لخيمتها ترتدي ثيابها المكونة من تنورة جلد قصيرة تحدد خصرها بحزام من المعدن الذهبي يعلوها حمالة صدرة تماثل التنورة وتحددها شريط معدني كالذي يلتف حول خصرها ،

سمعت صوت طائرها المفضل فوضعت القوس على ظهرها وأمسكت بسيفها سريعاً يعتلي وجهها ابتسامة حالمة للقياه بينما يضج عقلها بمئات الأسئلة التي لا إجابة لها ،

انطلقت نحو الصوت تتعلق بالغصون بخفة وحرفية دون إصدار أي هسيس كما تعودن الأمزونات على ذلك ..

وصلت لمكانهُ تتسلل من خلفه بهدوء تام ،
ألتفت أخيل بخفة والتقطتها في أحضانه يضمها إليه بشده ..

تنهدت بألم وهي تبتعد عنه قليلاً تزفر بضيق وتخرج كل ما يجول بخاطرها منذ ساعات مضت :
-  إلى متى سنظل هكذا أخيل ، لقد سئمت الحرب بيننا أريد أن ينتهى هذا الأمر بأي ثمن..

أحاط وجهها بكفيه وهو ينظر إليها بعشق جعل قلبه يهوى ويسقط أثر نظرة متيمة من عينيها ..

"بنتسيليا " هذه السمراء كيف خطفت قلبه ليتحدى الجميع بحبها ...

حتى أنهُ أجبر الملك أن يعقد هدنة بينهم إلى أن يجد حلاً لانتهاء هذه الحرب الضارية ..
انفرجت أساريره وهو يتذكر ما جاء لأجله

ضمت حاجبيها بتعجب ليباغتها بالقول :

-  لقد وجدت الحل حبيبتي لا فراق بعد اليوم ..

ازاحت شعرها الذي تعدى مؤخرة ظهرها ببعض السنتيمترات لتقول بترقب شديد :
-  ما هو أخبرني ؟!

أغمض أخيل عينيه وهو لا يثق تمام الثقة أنه إن ذهب سيعود حياً !

كادت أن تقفز من السعادة وهي تنظر لعينيه برجاء :
-  هيا أخيل أخبرني به سريعاً !!

عاد لوجومه قائلا :

أخبرتني " بابا ياجا " أن الحل في الإكسير!

أبعدت يده عن وجهها لتتمسك بها وتنظر لعمق عينيه متسائلة :
-  ما هذا الاكسير ؟!

أجابها باضطراب وقلق :

-  هو مادة سرية تفعل أي شيء نريده بواسطة صاحبها ،
سنضعها في الماء الذي يشربه شعب مدينتنا وأولهم الملوك ليفعلوا بعدها ما نأمرهم به وهو إنهاء الحرب بيننا لنجتمع سوياً كشعب واحد تحت لواء ملك موحد نختاره جميعاً ،

زاغت نظرات بنتسيليا وهي تُقيم حديثه بينما ذهب هو بأفكاره لمكان آخر

حتي جاء السؤال المنطقي :
-  أين سنجد هذا الإكسير أخيل ؟!

ليذم شفتيه وهو يصارحها :
-  الأكسير عند أخوات جراي- أي على قمة جبل إيدا ..

شهقت بفزع ثم وضعت كفها على فمها مرددة :

-  لم يعد أحدٍ من هناك قط !! أجننت أخيل ؟!

صوت جاء من أقصى الغابة قطع حديثهما ليلتفا الاثنان نحوه بذعر محاولين الاختباء خلف الأشجار بحذرٍ حتى لا يعثر عليهم أحد..

فإن علم أحداً بعلاقتهما الأن فسوف يُعدمان بتهمة الخيانة !

******************************

لم يستطيع إلياس الإنتظار أكثر من ذلك لقد قطع الشاطئ ذهابا وإيابا أكثر من عشرات المرات حتى وصلت للسابعة ..
ولا تنفك فكرة زوجهما بدون موافقة والدها تتركز في عقله أكثر واكثر ولم يعد يفكر في حلاً آخر بعد أن أستنفذ والدها كل الفرص وتحول الأمر إلى وجوب الإنتقام منه !

رفع هاتفه وضغط على الزر المطلوب ، يكفي هذا لقد تجاوزت السابعة ،
أتاهُ صوتها يقطع نياط قلبه وهي تشهق ببكاء لم يتوقف منذ البارحة ...
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يركل الرمال بعنف شديد مردد وهو يصك اسنانه :
- وافيني عند المكتبة حالا !

لم ينتظر رداً منها وهو يقسم بعدها أغلظ الإيمان أن تكون زوجته الليلة وليضرب والدها رأسه بالحائط ..

ترك الشاطئ خلفه وتقدم ناحية المكتبة ليلتقي بها هناك وهو يهمس بغيظ :
- أي والد هذا الذي يترك ابنته حزينة بهذا الشكل من أجل افكار عفى عليها الزمن !!

قامت ساندرا بتباطؤ تجر قدميها نحو صنبور المياه لتغسل وجهها بالماء علها تسترد بعضاً من لون بشرتها الطبيعي ..

نظرت لعينيها المنتفخة بحزن بالغ وهي تتذكر حديث والدها البارحة ..
لقد قطع كل محاولاتها هي وأمها لأقناعه وهو يقول بنبرة قاطعة ونهائية :
- لن تتزوجيه الا عندما أكون أنا جثة هامدةٍ وقتها تستطيعين الذهاب معه...
دوما كان قاسي القلب معها بحكم مهنته ولكنها لم تتخيل أن يصل الأمر لهذا الحد من السخط ..
لقد جعل داخلها يغلي كمرجل فوق نارٍ حامية وهي تتذكر حديثه الموجه لها دئما عبارة عن اصدار للأوامر فقط وهم عليهم التنفيذ دون مراجعه ....
حتى بعد أن تقاعد من الخدمة العسكرية طباعه لم تختلف أبداً فهو يشعر دائماً بالطبقية ولن تستطيع مهما فعلت أن تُثنيه عن قراره ...
انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت تتسلل قبل أن يستيقظ والديها في تمام الساعة الثامنة مثل كل صباح منذ أن ولدت ..
وصلت إلي المكتبة بعدما دار عقلها بملايين الاقتراحات التي ستخبر بها إلياس حين تراه ،
نظرت نحو القاعة الكبيرة ودموعها بدأت تساقطت من خلف نظارتها الشمسية التي أصرت علي ارتدائها حتى لا ينظر اليها الناس بإشفاق ،
ذكريات لا تنسى واجتماعات بين الشباب أثناء الثورة وأمل لا ينتهي ووعود بحياة أخرى كانت تتوالى على مسامعهم وفي النهاية عاد كل شيء كما كان!! ..
هنا كان يجلس إلياس وسط الشباب وهنا كانت تجلس هي وسط الفتيات وهناك كنا نعلق أمالنا على شماعات المستقبل العظيم ...
ندوات وتخطيط ورغبة في حياة مشرقة كل ذلك تحطم على صخرة قاسية لم يكن لها ثوابت سوى في أحلامنا البسيطة !!
تحركت نحو قسم " الميثولوجيا " الذي التقيا به لأول مرة بحكم دراستها في قسم التاريخ وهو بحكم أبحاثه في علم الميثولوجيا الإغريقية ..
كل ركن ومقعد في هذا القسم شهد حبهما منذ خمس سنوات ،
منذُ أن جاءت للمكتبة تجري بعض الأبحاث فوجدته يجلس على مقعده المعتاد ينظر أمام حاسوبه بتركيز تام وبيده قلم وفي وجهته مجلد وورقة ومنهك حد الثملة ...
توقف فجأة وهو ينظر إليها عندما مرت من خلف ظهره ..
لم تعرف وقتها معنى انتفاضته حين اقتربت منه لتتجاوزه ولكنه أخبرها لاحقا أنها رائحة عطرها المميزة هي من جعلته ينتفض هكذا ...
ابتسامة لاحت علي وجهها عندما نبأها أن رائحة عطرها هي رائحة زهرة انقرضت من العصر اليوناني القديم ،
ولكن من حسن حظه أن أحد العلماء أكتشف واحدة تختفي داخل الصخور منذ قرون مضت وللعجب انها ظلت تحتفظ برائحتها ...
وتوالت اللقاءات بينهما وأكتشف الإثنان أن كلاهما يحاربان على جبهة واحدة من أجل الحرية والعيش بكرامة ..."
خلا القسم في هذا الوقت إلا من بعض الطلبة التي بدأت بالتوافد لأنهاء أبحاثهم ..
وجدته سريعاً يجلس على مقعده المعتاد أمام إحدى الاجهزة الإليكترونية ،
يستند برأسه علي حافة الطاولة أمامه بإرهاق واضح ..
اقتربت منه تضع يدها على كتفه دون أن تتفوه بحرف ..
همومه تكالبت عليه وهو يرفع رأسه بصعوبة نحوها ،
أمسك بيدها قبل أن تُزيحها من علي كتفه ثم وقف قائلا بيأس وإصرار متناقضين :
- تزوجيني اليوم ساندرا ودعينا نضع والدك امام الأمر الواقع !
جحظت عيناها من خلف عويناتها وتسارعت نبضات قلبها برعب وهي تقول :
- مستحيل أن أفعل ذلك إلياس !!
*****************************
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي