سيدة القصر الشمالي

ماجدة عبد الفتاح`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-26ضع على الرف
  • 68.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

ذات صباح حط طائر الكويتزال بألوانه الرائعة الجذابة على شرفة أحد المنازل بمدينة مكسيكو سيتي العاصمة، راح يصدح بصوته الذي يشبه صوت الجرو الصغير
-  ابتعد أيها الطائر المزعج، هل تريد أن توقظ زوجتي الحبيبة من سباتها، وتحرمني متعة مراقبتها وهي نائمة كالملاك؟

صدح هذا الصوت الرجولي بضيق مخاطباً الطائر؛ وكأن الطائر قد فهم عليه رفرف بجناحيه، ثم قام بفردهما لينطلق مرة أخرى عالياً نحو السماء
ابتسم أندروس بسعادة، والتفت مرة أخرى يتطلع بهيام إلى زوجته، رأى شبح ابتسامة على شفتيها، سرعان ما أخفتها وهي تمثل أنها ما زالت نائمة؛

دنا أندروس منها ليهمس في أذنها برقة متناهية:
-  حبيبتي أنا تدعي أنها نائمة، لكني كشفت كذبتها الرقيقة، فهل تفتحين عينيك الجميلتين لكي أتوه في بحرهما!
اتسعت ابتسامة فاليريا، وهي تفتح عينيها ناظرة إليه، نهضت جالسة على الفراش وهي تقول:
-  لم أرد إزعاجك يا حبيبي.
قطب أندروس جبينه مفكراً، ثم أعلن:
-  لا يمكن أن أنزعج منك يا ملاكي.
مدت ذراعيها؛ لتطوق عنقه وغمغمت بصوتها الرقيق:
-  كنت تتأملني بينما كنت نائمة، وكنت أتخيلك وأنت تفعل هذا.
سألها بمكر:
-  وكيف تخيلتني؟
اقتربت لتطبع قبلة رقيقة على وجنته قائلة وهي تمازحه:
-  هذا سري الخاص، لن أبوح به أبداً.
رفع أندروس أحد حاجبيه، وقال يمازحها هو الآخر:
-  هكذا الأمر إذاً، حسناً، لقد ألغيت مفاجأتي التي أخبرتك عنها البارحة!
فغرت فاليريا شفتيها وقالت بحنق مدلل:
-  أنت تظلمني هكذا يا حبيبي، هل أهون عليك؟
وضع إصبعه على شفتيها لتصمت، ناظراً إليها بحنان، وقال بجدية حنونة:
-  لا تهوني يا حبيبتي، وإياك بلفظ تلك الكلمة مرة ثانية، ولا تفكري بها أبداً.
فاضت عيناها حناناً، وهي تمسك بيده لتقبلها مرة تلو الأخرى قبل أن تقول:
-  لم أقصد، أعتذر يا بطلي الشجاع.
صمتت قليلاً، ثم قالت بدلال تستعطفه:
-  والآن ما هي مفاجأتك؟ لقد وعدتني أنك ستخبرني بها هذا الصباح.
دوت ضحكته عالية في الغرفة -على محبوبته المدللة- ومد يده نحو شعرها؛ ليعبث بخصلاته، وقال:
-  أنتِ ماكرة حقاً يا فاليريا، هل تعلمين أنه يمكنك العمل معنا في جهاز الشرطة الاتحادية؛ بسبب موهبتك الفذة تلك!
زمت فاليريا شفتيها وقالت بغيظ:
-  أنا ماكرة يا أندروس؟ حسناً، لقد غضبت منك!
اعتدلت لتنزل قدميها؛ تبغي الابتعاد عنه، ولكنه نهض خلفها، وأمسك بها لتستدير نحوه، ضامماً جسدها الصغير نحو صدره العريض وقال:
-  هل سنمضي صباحنا في تلك المشاحنات؟
فجأة قطع حديثه وهو ينحني ليمسك بساقيها، ورفعها بين ذراعيه، ثم سار بها نحو دورة المياه الملحقة بالغرفة، أنزلها أرضاً؛ ليفتح صنبور المياه، ثم بدأ بغسل وجهها وهي تصيح ليتوقف عما يفعله قائلة:
-  ماذا تفعل؟ لست طفلة يا أندروس، ويمكنني الاغتسال بمفردي!
وكأنها لم تتحدث؛ باشر عمله، ثم أمسك يدها وخرج بها مرة أخرى؛ ليعودا إلى الغرفة، وقف وأوقفها أمامه، وظهرها مواجه لخزانة ملابسها، قبل أن يفتحها قائلاً بصوت حنون:
-  أنتِ اليوم طفلتي ومدللتي؛ فعليك استغلال ذلك جيداً، ولا تتذمري من رعايتي لكِ.
التفت إليه، وارتمت على صدره؛ تستمع إلى دقات قلبه قائلة:
-  أحبك يا حبيبي.
رفع ذراعيه ليحاوطها بهما بقوة، وقبل رأسها ثم قال:
-  أنتِ الحب يا فاليريا.
أغمضت عينيها وهي تستمع إلى كلمة "أحبك" خاصته، منذ زواجهما من خمسة أشهر وهو يعبر لها عن حبه بطريقته الخاصة كما أخبرها ليلة زفافهما (أنتِ الحب يا فاليريا).
هذه هي كلمة حب الرقيب ثان أندروس جوهان، الرقيب بالشرطة الاتحادية المكسيكية، ذلك الرجل الذي ملك قلبها وحياتها منذ أن تعرفت عليه، وجعلها تغرق في بحور عشقه وهواه، وتوافق على الارتباط به مدى الحياة؛ لتسعد بجانبه دائماً.
قطع عليها ذكرياتها، وهو يمسك بذراعيها ليبعدها عن حضنه قليلاً، وجعلها تستدير في مواجهة خزانه الملابس قائلاً:
-  هيا بدلي ثيابك؛ لأننا سنخرج، وأنا سأحضر الفطور ريثما تنتهين.
أومأت برأسها وسألته بغبطة:
-  هل سنمضي اليوم بالخارج؟
اقترب من أذنها وهمس لها:
-  بل سنسافر لقضاء ثلاثة أيام باكابولكو.
التفت فاليريا إليه، وقفزت تتعلق بعنقه بقوة، وهي تصرخ بفرحة:
-  هل أنت جاد يا حبيبي؟
ابتسم أندروس وهو يقول مازحاً:
-  إن لم تتركي عنقي الآن؛ سوف أختنق، ولن يمكننا السفر وقتها.
تركته على الفور وقالت بأسف وهي تتحسس عنقه:
-  هل آلمتك يا حبيبي؟!
عبث بشعرها مرة أخرى، وقال ضاحكاً:
-  أنا أمازحك يا ملاكي الحبيب، والآن أسرعي وجهزي نفسك؛ وإلا سنفوت الطائرة!
طبعت فاليريا قبلة على وجنته، والتفت بسعادة نحو الخزانة مرة أخرى، وسار هو نحو باب الغرفة وهو يقول:
-  لقد جهزت كل شيء؛ عليك فقط تبديل ملابسك والحقي بي لتناول الفطور.
رن هاتف أندروس الجوال قبل خروجه من الغرفة؛ فالتفتت نحوه فاليريا مقطبة الجبين؛ وهي تشعر أن هذه المكالمة ستغير خطتهما لقضاء بضعة أيام سوياً كما وعدها زوجها قبل انطلاقه في أخر مهمة له.
رأت أندروس يجيب على الهاتف، وفجأة عقد حاجبيه؛ مما أكد لها شعورها وسمعته يجيب:
-  حسنا، شكراً لك يا سيرجيو.
أغلق الخط، ونظر إلى فاليريا ليراها عابسة فسألها بقلق:
-  ماذا هناك؟
تنهدت بضيق وقالت:
-  لقد ألغيت الرحلة، أليس كذلك؟
عقد حاجبيه بدهشة وهي تردف:
-  ألم تكن هذه المكالمة لمهمة جديدة؟
ابتسم واقترب منها؛ ليضربها على رأسها بخفة قائلاً:
-  دائما متسرعة فاليريا الحبيبة، لقد كان هذا سيرجيو، أخبرني أنه لم يتمكن من حجز الرحلة الصباحية إلى اكابولكو، لكنه حجز لنا في طائرة الساعة الحادية عشر مساءاً، لقد تأخرت الرحلة بضعة ساعات لا أكثر!
تهللت أسارير فاليريا وابتسمت بسعادة، أمسك أندروس بيديها؛ ليضمها إلى صدره بحنان، وهو يقول:
-  لقد وعدتك بأنني سأعوضك عندما أعود من مهمتي، وتعلمين أنني أفي بعهدي دائماً.
صمت قليلاً لينعم بها بين أحضانه، ثم أردف:
-  والآن أصبح لدينا المزيد من الوقت، ولكني جائع كثيراً، وإن لم أذهب لتناول فطوري سريعاً؛ سوف آكلك أنت.
وفجأة حملها بين ذراعيه؛ ليسير بها نحو الفراش فصرخت فاليريا:
-  لا يا أندروس، أرجوك هناك أشياء كثيرة عليّ القيام بها، هيا حبيبي أنزلني الآن، وسأحضر فطورك بنفسي!
أنزلها أندروس بالفعل، وهو يتنهد قائلاً:
-  حسناً، سألبي جميع طلباتك كما أخبرتك، لكن أنا من سيحضر الفطور، ويمكنك فقط مساعدتي بالوقوف معي في المطبخ؛ فأنا لا أريدك أن تغيبي عن ناظري ولو للحظة واحدة.
منحته أكثر ابتسامة مشرقة قد رآها في حياته، ثم أمسك بيدها، وخرجا سوياً من الغرفة.

حل المساء سريعاً، حلقت طائرة خاصة صغيرة فوق نهر ريوجراند الذي يقع على الحدود الأمريكية المكسيكية، وعبرته بسرعة فائقة، وبداخلها رجلاً في أواخر العقد الثالث من عمره، بدا عليه القلق والتوتر؛ أثار هذا دهشة قائد الطائرة وسرعان ما سأله:
-  يبدو عليك التوتر الشديد يا سيدي، هل هناك مشكلة ما؟
أشعل الرجل سيجارته، سحب منها نفساً عميقاً، قبل أن يلفظه وهو يلقي نظرة عبر النافذة، ثم قال بعصبية:
-  هل اقتربنا من المكسيك؟
ابتسم قائد الطائرة، وقال ببساطة:
-  نحن فوقها مباشرةً يا سيدي، سنصل إلى قصر السنيورا في غضون خمسة عشر دقيقة.
قال الرجل وقد بدأ يهدأ قليلاً:
-  عظيم، أتمنى أن تستطيع مساعدتي هذه المرة!
سأله القائد بحيرة وقلق:
-  اعذرني يا سيد جورج، أعلم أنك كنت متلهف لهذا الحفل؛ لما يضمه من شخصيات مكسيكية هامة، والتي ستفيدك في مشروعاتك القادمة في دولة المكسيك، ولكني أراك لم تعد مهتم بكل هذا!
نفث جورج دخان سيجارته بعصبية قبل أن يقول:
-  الأمر ليس بهذا النحو، لكن هناك مشكلة كبيرة؛ جعلتني لا أفكر إلا بها في الوقت الراهن.
أجابه القائد ببساطة:
-  إذاً عليك أن تستشير السنيورا في هذا الأمر، أظن أنها تستطيع مساعدتك كما تفعل دائماً.
عقد جورج حاجبيه، وهو يشرد بعيداً وقال:
-  آمل ذلك؛ فالأمر في غاية الخطورة هذه المرة.

بدأ كلاً من أندروس وفاليريا يجهزان؛ للتوجه إلى المطار، ومن ثَمَّ إلى اكابولكو، وفجأة رن هاتف أندروس، كان المتصل هو سيرجيو فأجابه بقلق لم يستطيع إخفاؤه:
-   نعم سيرجيو.
استمع إلى محدثه بجبين مقضب دليل على اهتمامه، ثم قال وهو يتنفس الصعداء:
-  حسناً يا رجل، لا تنزعج هكذا، أين ألقاك ؟
تطلعت فاليريا إلى زوجها، وتساءلت ماذا يحدث؟ أغلق أندروس الهاتف، وأجاب على تساؤلاتها قائلاً:
-  سأذهب لمقابلة سيرجيو؛ لأحضر منه تذاكر السفر.
أومأت برأسها وهي تسأله:
-  ألم تخبرني أنه سيحضرهم بنفسه إلينا؟
أجابها بهدوء، وهو يخرج من الغرفة:
-  لقد كُلف بمهمة، ولن يتمكن من المجيء إلينا، سأذهب لإحضارها سريعاً، وأعود إليك.
سمعها تتمتم بسخط:
-  لا أعلم لماذا ينتابني شعور أننا لن نذهب لهذه الرحلة أبداً؟
تحير أندروس والتفت إليها متسائلاً بحيرة:
-  لمَ تقولين هذا حبيبتي؟ لقد وعدتك!
اقتربت منه؛ لتضع رأسها على صدره وهي تشعر بانقباض حقيقي في قلبها وقالت:
-  آسفة حبيبي، ولكن ما يحدث منذ الصباح أشعرني بهذا.
أمسك كتفيها ليبعدها عنه قليلاً ونظر إلى عينيها الحزنتين، ثم قال بحنان:
-  وماذا حدث يا ملاكي؟ كل ما هناك أننا لم نتمكن من حجز طائرة الصباح، ولكننا لن نفوت هذه الرحلة، هل فهمتِ؟
تنهدت وقالت بدلال:
-  إذاً لماذا لا تنتظرني حتى أفرغ من كل شيء؛ لنذهب بعدها لإحضار التذاكر، ومن ثَمَّ نتوجه سوياً نحو المطار؟
رفع حاجبيه وسألها بدهشة:
-  ولمَ كل هذا؟
تعلقت بذراعه، وقالت ترجوه:
-  ألم تقل أنك لا تريد أن تبتعد عني للحظات، أرجوك يا أندروس، خذني معك.
نظر إلى ساعته وقال بحزن؛ لأنه يرفض طلبها:
-  لا يمكن يا حبيبتي صدقيني، الوقت ضيق وحالما تنتهين من كل شيء سأكون قد عدت إليكِ بالتذاكر!
قبلها على جبينها بحنان شديد؛ جعلها ترضخ لرغبته بعد أن اقتنعت أنه محق، وهدأت سريرتها؛ فأومأت برأسها وهي تمنحه ابتسامة عذبة، وسمعته يقول:
-  سأذهب الآن، لن أتأخر عليكِ أبداً!
خرج أندروس من المنزل سريعاً، وأنهت فاليريا تجهيز كل شيء قد يحتاجونه في الرحلة، قبل أن تبدأ بتبديل ثيابها، ثم توجهت نحو غرفة المطبخ؛ صبت لنفسها كأساً من الشاي المُثلج بنكهة التوت والكركديه، خرجت إلى حديقة المنزل، وجلست ترتشف من شرابها المفضل، وهي تنتظر عودة أندروس على أحر من الجمر.

تعالت أصوات الموسيقى الكلاسيكية من أحد قصور مدينة مكسيكو سيتي العاصمة؛ دليل على وجود حفلة خاصة، بدا القصر فخماً للغاية بديكوراته الخارجية، والتي ظهر عليها مظاهر الإسراف والبزخ الشديد، أما من الداخل فقد تناثرت الأعمدة الرخامية المصنوعة من أحجار الجرانيت القيّمة، وزينتها نقوش رقيقة على شكل أزهار اللوتس، بألوانها المختلفة، البيضاء، والزرقاء، والوردية.
توافد المدعوين والمدعوات إلى القصر بمختلف مراكزهم وجنسياتهم، وقد بهرتهم الاستعدادات التي قامت بها مضيفتهم؛ لتتأكد من استمتاعهم بالحفل المقام، كما أعجبتهم اللوحات الفنية الجديدة، والتي تمثلت في لوحة للشاعرة المكسيكية "خوانا إينيس دي كروز" الملقبة بعنقاء المكسيك، وأيضاً كانت هناك لوحة لفتاة ترتدي قرط من اللؤلؤ، تشبه لوحة الموناليزا الشهيرة لحد كبير.
وعلى جانب آخر، وقف العديد من المدعوين أمام لوحة الجبل الأزرق للرسام والشاعر الروسي
" فاسيلي كاندنسكي"، اللوحة غاية في الروعة؛ حيث كانت عبارة عن جبل أزرق اللون، يحيط به من الجانبين أشجار حمراء، وصفراء؛ لتمتزج كل الألوان مع بعضهم البعض؛ مما أعطى للوحة بريق ساحر خاصة بالفرسان الأربعة فوق ظهور خيولهم.
دلف جورج بيكهام إلى القصر، في نفس اللحظة التي رأى فيها مضيفتهم "جانيا فيرناندو" تقف أعلى درجات السلالم، بطلتها الساحرة التي تخطف الأنفاس كما عهدها دوماً، رآها ترتدي فستان غاية في الروعة باللون الذهبي، والذي عكس جمال عينيها الزرقاوتين، الشبيهتين بزرقة البحار، وشعرها الكستنائي منسدلاً خلف كتفيها، يزينه تاج رقيق للغاية مما جعلها تبدو كالملكات.
"حقاً إنها ملكة الملكات"
قالها جورج عندما وجد كل الأنظار تنظر إلى جانيا بانبهار شديد، لكنه كان يعلم أن هذا الوجه الملائكي ما هو إلا قناع زائف يخفي خلفه مخاطر كثيرة وكبيرة، وقفت جانيا أو السنيورا -كما أُطلق عليها- في العلية بكبرياء؛ تنظر إلى الجميع نظرة براقة، وهي تبتسم بداخلها بسخرية، وما هي إلا لحظات حتى وقف بجانبها شاب فتيّ، بدت عليه القوة التي لم تقلل من وسامته وجاذبيته شيئاً، إنه أدريان فيرناندو الشقيق الأصغر لجانيا، والوريث الثاني الشرعي لأحد أكبر رجال أعمال المكسيك مايكل فيرناندو.
تأبطت جانيا ذراع شقيقها، وهبطا سوياً لقاعة الحفل، توجهت نحو منصة جانبية كانت متواجدة في القاعة، وخلفها أدريان، أمسكت بالمذياع قائلة:
-  مساء الخير سيداتي وسادتي أرجو أن تكونوا مستمتعين بحفلة اليوم، وأشكركم لقبول دعوتنا.
نظرت إلى أدريان بابتسامة دبلوماسية، ثم أردفت تخاطب الجميع بثقة وقوة:
-  بالطبع أنتم تتساءلون عن سبب إقامة هذا الحفل، الآن سوف أخبركم بالإجابة، في البداية تعلمون أن عائلة مايكل فيرناندو اهتمت بتعزيز العلاقات بين المكسيك ومختلف دول العالم من الجهة الاستثمارية، ولقد نجح والدي في بناء الكثير من المصانع في كثير من دول العالم.
صمتت هنيهة، قبل أن تتابع حديثها:
-  واليوم، وبعد وفاته، أعلن لكم أنني وأخي أدريان قد بدأنا إكمال مسيرة أبي؛ ونجحنا في الانتهاء من بناء سلسلة مصانع في عدة دول مجاورة في الشهور القليلة الماضية، كما أننا قمنا ببناء مصانع للمنتجات البلاستيكية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في جمهورية مصر العربية؛ ولهذا السبب أردنا أن نحتفل بهذا الحدث الجديد، والذي سوف يدر لنا الربح الوفير، كما أنه سيتيح الآلاف من فرص العمل للشباب.
صفق المدعوين بقوة، وراحوا يهنئون جانيا وأدريان، بينما ابتسم جورج بسخرية.
التفت لينظر إلى لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي؛ فقد جذبت انتباهه فور دخوله إلى القصر، ولكن المشكلة التي كانت تؤرقه منعته من الاهتمام بتلك اللوحة الأخاذة كما أسماها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي