إيجل

Gogo2`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-18ضع على الرف
  • 63K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

و كأنها تسير ضد الجاذبية او عكس عقارب الساعة ، خطوات بطيئة بالكاد تتحرك ثم تتراجع للخلف مجددا بخوف ، انها خائفة مما ستراه او مما تتوقع رؤيته ، و لكن كل شئ حولها الان يخبرها العكس تماما ، ليس وكأنها ترى عقارب الساعة تسير بالاتجاه المعاكس و لكن الدنيا كانت حولها تدور بشكل غريب .. الجميع ملتف حول تلك الجثة الهامدة فى وسط الطريق ، تقدمت تلك الجموع و كل شئ حولها صامت لا يتحدث ، فقط تلك الهواجس برأسها هى من تتكلم الان ، ولكن رؤيته ساقطا سابحا فى دماه كان ابشع منظر يمنكها رؤيته بحياتها .. رفعت رأسه عن الارض ثم وضعته على قدمها ودموعها تتساقط بدون توقف
_ هاى إدوارد اخـ  ـ اخبرنى انك بخير حبيبى
تعلثمت بصدمة و هى تطالع عيناه التى تنظر نحوها لمرة اخيرة ، لقد كان يلفظ انفاسه الاخيرة الان
_ انا احبك ويلا
همس إدوارد بين شفتيه ، لينطبق جفناه فوق بعضهما لاخر مرة ..
_ توقف
امر المخرج من خلف الكاميرا فنهضت من مكانها سريعا
_ احسنتى چوليا تمثيلك لا يحتاج الثناء بالفعل
تحدث المخرج سامويل بإطراء و هو يصفق لها
_ شكرا لك
همست چوليا و هى تبتسم بخفة
_ لم تقل سوى جملة واحدة و يثنى عليها المخرج
قالت الممثلة المساندة جينا بحقد
_ جمالها هو سبب وصولها لهذا المكان على الارجح
قالت ممثلة اخرى بحقد

بالطبع ان الجميع يشعر بالغيرة لما وصلت اليه فى هذه السن الصغيرة ، چوليا لم تتجاوز السابعة و العشرين و لكنها تحقق نجاحا ساحقا فى مجال التمثيل و الجميع يحبها و يرغب بالعمل معها

..

_ واللعنة چاك لما تخطأ فى العزف لقد اقترب العرض ؟ صاحت لورين و هى تضربه على رأسه بخفة
_ انتِ تتصرفين معى بلؤم بينما تصبحين كالقطة الاليفة امامه ، ياللسخرية على ذكر سيرته ، انه هنا الان
قال چاك و قد اطلق نظرة ساخرة نحو عيناها التى تحولت لقلوب الان ، حملت لورين حقيبتها بسرعة وتوجهت نحوه بسرعة
_ چولـ .. چوليان
نادت اسمه بتوتر بعدما امسكت بطرف قميصه من الخلف ليتنهد الاخر و يضع يده على وجهه
_ الى متى ستظلى تلاحقيننى لقد سئمت ذلك ؟
قال چوليان بحدة و هو ينظر نحوها غير آبه لمشاعرها ، انها تطارده للعام الثانى الان و تحاول التقرب منه و هو لا يعطيها اية اهتمام ..
_ لقد حضرت لك الغداء تفضل
قالت لورين و هى تمد يدها بصندوق الغداء نحوه ..
_ هاى لورين ـ لا يجب عليك فعل ذلك ، لا تجعلينى ارغب باستغلالك .. لا تكونى فتاة ساذجة
قال چوليان بهدوء هذه المرة و هو يحاول التصرف كفتى لعوب ، تلك الفتاة انها لا تستسلم امسك بكتفها ثم اخفض رأسه ليقترب منها اكثر
_ احتفظى بقلبك لشخص يستحقه
همس بجانب اذنها بينما هى حتما لم تسمع ما قاله انها تحلق فوق الغيوم الان لانها كانت بذلك القرب من چوليان جلست بجانب چاك مجددا على ذلك المقعد الخشبى بعد ان غادر چوليان ثم وضعت صندوق الغداء بين يديه ، مثل كل مرة هو الفائز الوحيد فى قصة حبها التى من جانب واحد تلك ، اخفضت رأسها و كأن احدهم فجأة سحب الغيمة التى كانت تحلق فوقها ليطرحها ارضا الى الهاوية ، عندما وجدت چوليان يضحك مع فتاة من قسمه ، انها فتاة فائقة الجمال حتما لن ينظر اليها ..
ولكنها تحبه منذ عامين و يسعدها فقط ان تراه حتى وان كان من بعيد ...
..
" چوليان  ؛ ان چوليا بالمشفى ، لقد قامت بحادث
قالت مديرة اعمالها له عبر الهاتف ، ليركض بسرعة و ذهب للمشفى ، دخل بسرعة غرفة شقيقته و كان القلق يسيطر عليه تماما ، لقد كان احد رجال الشرطة بالداخل معها و كانت دموع شقيقته تنهمر على وجهها بقوة بينما ، قدمها عليها جبيرة ، وبعض الكدمات تملء جسدها
_ سأغادر الان لاعطيكم بعض الخصوصية
قال المحقق و نهض ليغادر و تبعته مديرة اعمال چوليا التى كانت منهارة تماما فى ذلك الوقت ، عانقها چوليان بهدوء ، لقد كان قلقا للغاية
_ حمدا لله انك بخير اختى
همس چوليان و هو يربت على شعرها محاولا التخفيف عنها
_ انا لست بخير ابدا چوليان .. لقد مات شخصا بسببى ، و لكن اقسم لقد كانت المكابح معطلة
قالت ببكاء و هى تضع وجهها بين يداها
_ جوليا كل شئ سيكون على ما يرام ، انا واثق لطالما تمكنا من تخطى اى مشكلة سويا 
قال محاولا طمئنتها
..

باليوم التالى بالجامعة

الجميع كان يتجاهله ، و يتحدثون عن شقيقته بكلمات سيئة ، لطالما كان الجميع يتودد اليه لان شقيقته ممثلة مشهورة ؛ ولكن الان لقد تعرض للنفى شعر بمدى بشاعة تلك العلاقات البشرية الان !! حتى اوقفه شاب عريض البنية فى ساحة الجامعة
_ مرحبا بشقيق القاتلة
قال الفتى الضخم الكس
_ توقف الكس لا ارغب بشجار
تمتم أدريان وهو يبتعد عنه 
_ لماذا ؟؟ هل ستقتلتنى كما قتلت شقيقتك تلك المرأة الحامل ؟ لا عجب فعلى الارجح العائلة كلها قتلة
سخر الكس و تجمع الكثير من الطلاب حولهم و الجميع يهمس بـ ' شقيق القاتلة ' ..
امسك على قبضته بسرعة حتى لايتهور ، فاخرج الجميع حبات طماطم من حقائبهم ، اغمض چوليان عيناه منتظرا تلك القذائف ، الجميع يصيح به
_ شقيق القاتلة ارحل عنا
_ أدريان  ارحل عنا
ولكنه لم يشعر بشئ ، لم تصله قذيفة واحدة حتى ، فتح عيناه لتتسع بقوة عندما وجد لورين تلك تقف امامه و قد تلقت كل القذائف بالفعل بدلا عنه
_ واللعنة ـ جميعكم تعلمون ان المكابح خاصتها كانت معطلة ، لم يكن ذلك عمدا ،لما تتصرفون جميعكم و كأنكم ابطال ثم حتى وان كانت شقيقته قاتلة بعمد هل هو من حرضها على ذلك ؟ الكس ألم يقبض عليك مرة بسبب تعاطيك الكحول فى سن غير قانونية ؟ ، لا تتصرف وكأنك بلا ذنوب
صرخت لورين بالجميع حتى يتوقفوا

..

خرجت لورين من المسبح و هى ترتدى ملابس الرياضة ، فملابسها الملطخة بالطماطم و لن تسير بها فى الشارع حتما ، كان چوليان ينتظرها امام المسبح و اعطى لها شرابا ساخنا ثم قال
_ لا تساعدينى مجددا ، انا لست مثيرا للشفقة لهذا الحد تمتم بحدة ثم وضع الشراب بين يديها ثم غادر
_ أمن الصعب ان يقول شكرا واللعنة ؟
تنهدت و هى تنظر للمشروب بين يديها تلك الحمقاء انها عاشقة لكل تفاصيله الصغيرة ..
و لكنه نسى حقيبته هنا لابد انه سيحتاجها ليدرس ..
امسكت جيتارها بيد و وضعت المشروب بالحقيبة و حملتها على ظهرها ، و اليد الاخرى حملت حقيبة چوليان و لكنها لم تجده بالجامعة لذا ستذهب لمنزله لتعيدها له فهى تعرف عنوان منزله جيدا لانه لم يكن بعيدا عنها
..

_ انا شاكرة حقا لك سام ، انت اكثر شخص يعلم اننى لن افعل شيئا كهذا
قالت چوليا و هى تحدثه على الهاتف
_ لا تقلقى ، طالما ان القاضى اطلق سراحك لعدم كفاية الادلة سيكون كل شئ على ما يرام و سينسى الناس قريبا كل هذا
قال سام مطمئنا اياها
_ اتمنى ذلك سامويل
قالت ليغلق كلا منهما الخط ثم توجهت نحو الثلاجة و هى تتكأ على عكازها ، كانت تود تحضير عشاءا لشقيقها چوليان حتى لا يشعر بالقلق عليها اكثر من ذلك و لكنها لم تجد شيئا لذا ارتدت المعطف خاصتها و احكمت قبضتها على العكاز الحديدى ثم فتحت الباب لتجد الكثير من الصحفيين الذين تهجموا عليها بالاسئلة ، حاولت الابتعاد و لكن عكازيها سقطان و لم تستطع الوقوف بينما عدسات المصورين لم تتوقف عن التقاط الصور لها
_ واللعنة ، ابتعدوا
صاح صوت ما خلفهم
_ ان لم تتوقفوا سأبلغ الشرطة ، الكاميرات بكل مكان انتم متورطون لا محالة
قالت لورين مجددا بقوة فتمتم الصحفيون و هم يرحلون ، انحنت و اسندت چوليا و امسكت عكازيها و دخلوا للمنزل مجددا
_ انا حقا شاكرة لك
قالت چوليا بامتنان بينما لورين كانت تنظر حولها تتأمل المكان
_ اذن هنا يعيش چوليان
صاحت لورين بسعادة فنظرت چوليا نحوها بغرابة
_ ظننتك احدى معجباتى المخلصات و لكن انتى معجبة لـ چوليان بالنهاية 
قالت چوليا بسخرية
_ انا ايضا معجبة بك بالطبع ، انه لشرف ان اقابل النجمة اللامعة چوليا سميث
قالت لورين بتملق و ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيها
_ انتِ لطيفة
قالت چوليا بابتسامة
_ شكرا لك وانت اجمل بكثير فى الطبيعة
قالت لورين لتبتسم چوليا لها 
_ هل انتِ حبيبة شقيقى الاصغر ؟
سألت چوليا و هى تضيق عيناها بشك
_ انه حب من طرف واحد
اجابت لورين بصراحة
_ واه شقيقى الوسيم لديه معجبات سريات !!
قالت جوليا بابتسامة
_ انها فقط انا ، هو يرفضهم جميعا
قالت لورين بتنهد
_ اذن انتِ مميزة له
قالت چوليا بحماس
_ رفضنى انا ايضا و لكننى لا استسلم
قالت لورين و هى تقلب عيناها بحزن لينطفأ امل چوليا
_ انه فتى غبى ، لا يهتم سوى للدراسة سيصبح عجوز وحيد لن يفعل شيئا سوى تأمل النجوم التى يحبها كثيرا
_ چوليا
صاح چوليان خلفها
_ اوه چو ، منذ متى وانت هنا ؟
قالت چوليا بتوتر
_ منذ انه فتى غبى ـ
قال و هو يرفع حاجباه ناظرا نحوها بحدة
_ ما الذى تفعلينه هنا ؟ هل تتبعينى للمنزل ايضا ؟
قال بحدة و هو ينظر لـ لورين
_ لقد نسيت حقيبتك بالجامعة ، لذا احضرتها لانك ربما تريد الدراسة
تمتمت لورين ، لم يكن چوليان تفطن بعد انه نسى حقيبته ، لذا تأكد عندما وجدها بين يداها الان
_ كيف عرفتى مكان منزلى ؟ دعينى اخمن ! كنتِ تراقبيننى ؟
قال و هو يعقد ذراعيه و يقطب حاجباه معا
_ لقد اعادت لك حقيبتك الثمينة ، عليك ان تكون شاكرا لها على الاقل لا ان تعاملها بفظاظة
قالت چوليا بحدة توبخه فظل صامتا ثم اخذ حقيبته من بين يديها و دخل لغرفته

تلك الغرفة المليئة بالنجوم و تليسكوبه الثمين الذى يطالع النافذة ، هو يعشق السماء بكل تفاصيلها الصغيرة ، لذا اختار ان يتخصص فى هندسة الفضاء ، تفكيره علميا بحتا لا يؤمن بما يقوله القلب او ما تمليه عليه العواطف ، هو لا يصدق سوى الدلائل الملموسة كالشمس و السماء ، الجاذبية ، مدارات المواكب ، الثقوب السوداء والعواطف ليست دليلا ماديا لذا هو لا ولن يصدقها ..

لذا هو لا يريد لتلك الفتاة بالخارج ان تضع امالا عليه هو لن يبادلها المشاعر يوما ، لذا لا يرغب بأن يعطيها املا كاذبا ، تنهد بعمق ثم نظر من عدسة تلسكوبه الشامخ يطالع حركة النجوم ، هناك نيزك متجه نحو الارض بسرعة ليست قليلة ، امسك ورقة وقلم وارتدى نظارته الطبية ثم اخذ يخط ويخربش بعض الاحصائيات والدلائل العلمية
" على الارجح سيمر على الارض بعد اسبوع ، بهذا الحجم سيتفكك ليصبح تساقط جماعى للشهب هذا رائع " تمتم وهو يطالع النيزك مجددا من تليسكوبه لتقتحم اخته الغرفة فجأة
_ ألن توصل الفتاة بالخارج ، ان الوقت تأخر .. ام يجب على تركها تبيت معنا الليلة ؟
قالت جوليا شقيقته مهددة اياه ، فنهض من مكانه بسرعة واسرع للخارج ..

***

لورين ..

انا لا اصدق انه يوصلنى لمنزلى الان  ، هذا حقا صعب التصديق ، انا ابتسم كالحمقاء طوال الوقت بينما هو يتأفف لمرافقتى ألست جميلة كفاية ليحبنى ؟!
ام ربما لاننى اتصرف بحماقة فى بعض الاحيان ؟!
لسوء الحظ ان الطريق لم يكن بعيدا ، توقفت امامه فجأة وقلت
_ انا اسفة ان كنت جعلتك تشعر بالاحراج او انك مثير للشفقة لاننى وقفت بصفك اليوم و لكننى فعلت ذلك لان نظرة عيناك كانت تقول ان شقيقتك بريئة و انا اثق بعيناك
قلت و انا ابتسم بينما هو مصدوم من كلامى ، كان عليه هو ان يتأسف لانه تصرف بفظاظة و لكن لا بأس
يتبع ..
*
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي