لا ادري

fatma feisal`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-09ضع على الرف
  • 453

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البدايه

غابة خلابه مكان متسع ممتلئ بالاشجار العاليه واصوات مختلطه من الطيور والحيوانات ورائحه الصباح والهواء الدافئ في نهايه اغسطس ومقدمه الشتاء كانت تجلس فاطمة علي الارض متكئه علي جزع شجره ومن حوالها تتساقط اوراق الاشجار كدموعها التي تندفع منها وتجري كالامطار تفتح عيناها لكنها لاتري شئ حوالها سوي شريط من الذكريات والاحداث التي تتكرر وبشكل مستمر امامها
فهي لن تنسي ولو لحظه واحدة ذلك اليوم الذي تحولت فيه حياتها الي هذا الجحيم اليوم الذي اعلن قدوم الحزن معه واقامته واستقراره في حياتها
تلك الفتاه التي لم تتجاوز الثامنة والعشرون من عمرها ذات العيون الساحره والشعر الاسود الذي يختلط بلون الذهب في اطرافه وقوامها الممشوق وبشرتها البيضه فتاه جميله للغايه وايضا تحمل قلبا رقيقا طيبه جدا لدرجه ان اقل الاشياء ترضيها لديها قوه جباره علي التحمل والصبر
لكن هذا لايعني انها لاتبالي بل ان الكون باكمله قد انحشر في صدرها
لاتعرف للنوم طعم
دق هاتفها وكالعادة امسكته بلهفة ومثل كل مرة خاب ظنها لم يكن المتصل هو الشخص الذي تنتظره رغم انقطاع الأسباب ورغم أنها تعلم أنه لن يعود مرة أخرى
لكنها وبعد مرور كل هذه السنين وبعد كل ماحدث نازلات تنتظره
تترك الهاتف من يديها وتعود إلى إسناد رأسيها إلي الخلف وترجع بذاكرتها إلي سنوات مضت عليها وهي بنفس الحالة لم تتغير
وتحدث نفسها وتقول
أنه ومنذ خمسة عشر عاما كنت امتلك كل شيء كنت امتلك قلبا برئ وعقل هادئ بلا ضجيج وكنت طموحه جدا عندما كنت في الخامسة من عمري بدأت اذهب إلي كتاب قريتي وبدأت احفظ فيه القرآن مع اختي هيام التي تكبرني بسنتين في هذا الوقت كان هناك صراع بين أبي وامي حياتي مضطربة جدا
ذات يوم استيقظت على صوت امي وهي تجهز اختي لكي تذهب إلى المدرسة في هذا الوقت اندفعت بالبكاء والصراخ اريد الذهاب معها حاولت امي تهدئتي فلم تستطيع خرج أبي من غرفته واعطاني شيء جميل لن تنساه ما حييت كانت سلسلة دائريه الشكل بها عين ملونه وما أن رايتها حتي اعجبتني كثيرا ووضعتها في رقبتي ونزلت للطابق الأسفل حيث كانت جدتي وجدي واعمامي
كنا نعيش في شقه في الطابق الثاني وبجوارنا يسكن اثنين من اعمامي وفي الطابق الاول جدتي وجدي وعمي الأصغر وعمتي وعندما رأيت جدتي اخذت تنظر إلي سلستي الصغيره وما أن وضعت يدها عليها حتي انقطعت وشعرت حينها بحزن شديد وذهبت الي امي مسرعه واخذتها مني ووضعتها فوق الدولاب المكان الذي كنا نضع فوقه الاشياء الغير مفيده أو التي لا نستخدمها أدركت أنني ذو حظ سئ
كانت امي امرأة قويه واصيله جدا يضرب بها المثل في لباقتها وذكائها وعفتها
لدرجة أن الناس كانوا يتمنوا لو انها كانت رجل لكانت صنعت للعائله مجد وشأن
جدي كان دائم العراك مع أبي
أبي ذلك الرجل الطيب جدا الذي كان يطمح أن يكمل دراسته لكن جدي رفض وبدأ ابي العمل طفلا
وسافر العراق وليبيا وهنا وهناك بحثا عن لقمة العيش
جدي كان دائما يخالفه الرأي في كل شيء
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي