أحياهُ صدفة

yasmin92480`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-19ضع على الرف
  • 51.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

لم يكن يوماً أسوأ من الآن، دفن وجهه بين كفيه وكتفيه القويتين تهتزان بما لا يتناسب مع حجمهما وقوتهما ..
كان ينتفض كمن أصابته الحمى !
كونه طبيباً، جراحاً على وجه التحديد لم يسبق له أن عاش خوفاً مماثل من قبل، بالنسبة له المرض طبيعي وهدوء الأعصاب أساس، لكنه الآن يرتعش رعباً كطفل ضائع ..
فكرة أن يصيب إيلا مكروه بسببه واحتمال أن يفقدها بسبب خطأ بالسيارة تكاسل عن إصلاحه رغم إصرارها صباحاً ..
كيف سيحيا بعدها، فليُحرق هو ألف مرة ولتحيا إيلا بعده ..
تأوه بصوتٍ عالٍ مرتعد وجهوري وهو ينهض من مكانه مندفعاً إلى النافذة غير قادر على الانتظار لحظة إضافية..
وبينما هو منتظر سمع لسانه يردد بتضرع وتوسل :
_ سلمها يا إلهي من كل شر واشفها لأجلي ولأجل أمها ولا تعاقبني فيها .
أطبق عينيه بشدة وهو يعود ويتراجع هامساً :
_ أستغفرك ربي، سبحانك ما كنت ظالماً للعباد، وقد وسعت رحمتك كل شيء، اشفها يا إلهي اشفها يا أرحم الرحمين .
وحين وجد أعصابه على حافة الانهيار لم يرى ملجأً سوى الصلاة..

منذ ساعتين فقط تعرضت إيلا لانتكاسة جديدة جعلته يكاد أن يفقد أعصابه، كان كالمجنون وهو يدور في الرواق لا يهدأ له بال ولا يرتاح جسده للحظة ..
همست كلوي بصوت مرتعش تنتزعه من أفكاره :
_ لماذا أنت صامت يا كرم ؟! هل عرفت شيئاً عن إيلا ؟!
كان يعلم أنه إن سمع صوتها فلن يتمكن من إخفاء الأمر أكثر، هذا الوهن الذي سرى به جعل لسانه يتحرك للنطق لكن عقله يمنعه فالعواقب ستكون وخيمة ..
هتفت كلوي وهي تقفز واقفة واضعة يدها على صدرها :
_ إيلا ليست بخير، أليس كذلك ؟! لقد أصابها مكروه قلبي يخبرني بذلك .
شعر بالفزع لا يعرف إن كان صادقاً أم كاذباً على الرغم من كونه طبيباً، لكنه ليس والداً والعرف بقلب الأم، إن كانت إيلا بخير أم أصابها مكروه وعلى الرغم من ذلك قال مسرعاً :
_ إيلا بخير يا كلوي لا تقلقي عليها .
تسمرت مكانها للحظات بعدم فهم ثم همست ببطء :
_ هل، هل وجدتها أم أنني لم أفهم كلامك ؟
أغمض عينيه وهو يمسح رأسه بكفه شاتما من بين أسنانه دون صوت، كان يعرف ..
كان يعرف أنها كأم أقوى من أجهزة المخابرات ولن يصمد أمامها أكثر من دقيقتين قبل أن يعترف مع أول صفعة ..
لن يستطيع الإخفاء أكثر؛ لذا قال بصوت هادئ عالماً بالعاصفة التي ستندلع :
_ نعم وجدتها، إيلا معي يا حبيبتي.
اتسعت عيناها وفغرت فمها للحظات وكأنها لم تسمع شيئاً، وكأنها تحولت إلى تمثال صلب لا حياة فيه، يجسد الذهول واللوعة، ثم صرخت فجأة:
_ إيلا معك! كرم ماذا قلت للتو ؟! هل إيلا معك؟! أتعني أن هذا ما تتمناه أم أنها معك حقيقة، أم أنك تكذب علي لتسعدني فقط؟! كرم تكلم أتوسل إليك .
أغمض عينيه بينما رفعت كلوي كفها المجعد المرتعش إلى صدرها الخافق ثم همست بصوت متداعي :
_ لا أفهم، كيف تأخرت في اطلاعي على خبٍر كهذا! فأنت منذ الصباح بحث عنها بكل مكان .
تحرك حلق كرم وهو يبتلع ريقه، ثم نقل هاتفه الجوال لأذنه الآخرى وقال بصوت أجش :
_ بالطبع كنت سأخبرك، أنا فقط كنت أريد أن أطمئن عليها وكنت سأهاتفك من فوري .
قاطعته كلوي سائلة :
_ أين وجدتها؟ ولم لا تجيب هاتفها أعطها هاتفك لأسمع صوتها .
يعرف حالتها الصحية ويعرف أنها لن تحتمل شيئاً علي ابنتها الوحيدة، خرج صوته متجهما كوجهه وقال بتريث :
_ ما سأقوله لك هو الحقيقة .... أنا لا أقضي دقيقة واحدة هنا إلا لاستعادة إيلا، وسآتيك بها فقط صدقيني .
شهقت باكية وهي تضع يدها على فمها وهمست منتحبة :
_ هناك شيء خاطئ، أنت تخفي شيئاً، أنا فقط أريد أن أسمع صوتها .
عاد ليغمض عينيه، ثم هتف من أعماق قلبه :
_ ما أن ننتهي مما نحن فيه حتى أرسل لك ألف صورة لها وسأجعلها تهاتفك، وسيكون سفرنا في الساعات التي تليها مباشرة أعدك بهذا .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تومئ برأسها وقالت بخفوت رغم أن قلبها لا يزال يشعر بنبض غريب يؤلمه :
_ أصدقك، أصدقك يا كرم، هل أخبر ميغول ليفرح، أم أنك غير واثق بعد ؟
ضحك كرم ضحكة حزينة قصيرة، ثم قال مداعباً بعتاب :
_ واضح فعلا أنك تصدقينني، نعم يا كلوي اخبري ميغول أن ابنته ستصل قريباً جداً إن شاء الله .
الآن فقط ابتسمت، ابتسمت من بين دموعها وهي ترفع وجهها هامسة :
_ حمدا للرب على الأقل عرفت طريقها، وأنا أثق بك وبحبك لها يا كرم .
نظر كرم من النافذة الزجاجية التي تفصله عن إيلا وردد بصوت أجش :
_ نعم٬ عرفت مكانها ولن أبارحه أبداً، حتى تعود إليك .


عاد لوقفته أمام هذا الحاجز الزجاجي يطالعها بوجه شاحب هادئ، ساكن كوجهها المختفي معظمه تحت الضمادات الطبية اللعينة والتي تحجبها عن عينيه ..
عقله البائس لا يستطيع تصديق ما يحدث أمامه منذ أيام منصرفة كانا يهبطان من الطائرة إلى تلك البلدة الجميلة مدينة سان دييغو والتي اختارتها إيلا بنفسها لتمضية أيام شهر عسلهما القصيرة سويا ..
تطلع إلى كفها الذي ترتدى به خاتم زواجهما وهو يبتسم بشجن حزين، من فرط حماسهما أثناء عقد القران قد غفلا عن ارتداء خاتمي زواجهما وعندما وصلا سان دييغو ومع دلوفهما لغرفتهما أخرج كرم خاتمها وقال بلوم عابث :
_ هل تتخيلين أننا قد نسينا أهم ركن من أركان زواجنا بسبب تسرعك في كل شيء إيلا ؟!
نزعت وشاح شعرها الأبيض وألقته أرضا بطفولة وصاحبه حذائها الأبيض وهي تلتفت إليه تراقبه بعينين واسعتين منبهرتين وفٍم مفتوحٍ قليلا، وقد أصبح شعرها فوضوياً حول وجهها وهي تجيبه بنفس النظرة المنبهرة التي تطالعه بها :
_ لا يهم، حقا لا يهم، الأهم الآن أنك أصبحت ملكي ومعي إلا الأبد أيها الطبيب الوسيم .
ابتسم بهدوء وهو يهز رأسه بيأس، وقف أمام مرآة الغرفة يخلع سترته ورابطة عنقه، ثم توقفت يديه قليلا كأنه تذكر شيء ..
رفع عينيه في المرآة لينظر في عينيها ثم قال بصوت جاد رغم العبث الظاهر في نظراته :
_ هل أنا وسيم حقاً ؟!
انتبهت من شرودها وهي تنظر إليه عبر المرآة ثم أجابت متجهمة بصوت عابث :
_ ألا تتطلع بالمرآة أمامك كي تتأكد؛ أم أن غرورك لا يكتفي سوى بكلماتي ؟!
استدار إليها رافعا حاجبيه وهو يردد بمكر :
_ لم أكن لأثق بنفسي لولاك، ولم يظهر غروري ذاك إلا بعدما أصبحت حبيبتي .
صمتت بعدها لحظة واحدة فقط، قبل أن تقول متابعة باستسلام وقنوط :
_ لا أنكر أنه معك حق، فأنا جائزة من الرب لمن اختاره قلبي .
رد كرم مندفعاً إليها ضاحكاً يرفعها من على ركبتيها، ليرتمي بها فوق السرير المغطى بالورود :
_ أعلم هذا جيدا، يا حلمي الذي تحقق .
شهقت إيلا عالياً وهي تشعر بالعالم يدور من حولها وهو يرفعها كطفل صغير لا يزن الكثير ..
مال كرم بها إلى أن استلقت على جانبها بجواره، ففتحت عينيها الواسعتين ترمقه بنفس الانبهار وهو ينظر إليها بنفس الابتسامة، يمد أصابعه يبعد بها شعرها البني المتناثر حول وجهها، قبل أن تتجول ببطء فوق عنقها المنتفض كصدرها وهي تحاول التقاط أنفاسها المتسارعة ..
ثم همس أخيراً بصوت أجش منفعل :
_ لا زلت لا أصدق أنني تركت كل فتيات كاليفورنيا واخترت صاحبة أطول لسان بجادتها كاملة .
همست إيلا تسأله بصوت يرتعش رغبة وسعادة وهي تتجول بعينيها على وجهه الوسيم :
_ حتي وان أردت التهكم، فيكفيني أنك وقتها قد أعجبت بي وصرت تلاحقني كالمجنون .
رفع كرم حاجبيه وهو يتظاهر بالتفكير دون أن يحيد بعينيه عن عينيها البراقتين ثم أجاب متشدقا :
_ لم أكن ألاحقك؛ بل كلها كانت صدف غير مرتبة سابقا .
هتفت عاقدة حاجبيها وهي تدفع أنفه بإصبعها :
_ يا لك من مغرور !
صمتت بعدها لحظة واحدة فقط، قبل أن تقول متابعة باستسلام وقنوط :
_ كلما أعيتنا الحياة في فهم شيء قلنا إنه محض صدفة .
أغمض كرم عينيه وهو يستند برأسه على الحائط بجواره مرددا بنبر مختنقة :
_ وهل استلقائك الساكن أمامي على هذا الفراش البغيض وبيني وبينك ذلك الحاجز الزجاجي، هو محض صدفة أيضا يا إيلا ؟!
أخرجه من حالته تلك يد تجذبه من ذراعه وتجلسه على مقعداً مجاورا له وهي تقول بصرامة :
_ من فضلك أرح ساقيك بعض الوقت؛ فقد تألمت ساقي لك !
لم يعد يقوى على المجادلة فجلس وهو يكب رأسه فاركاً كفيه في بعضهما بحزن وانكسار ..
ناولته كوباً من القهوة السريعة وهي تقول :
_ تفضل أعددته لك كما كنت تحبه سابقاً بلا سكر .
تجمد مكانه للحظة خاطفة، انتهت اللحظة سريعاً وعيناه تستقران على عينيها ثم قال أخيراً بتهذيب رغم عمق صوته وخدشٍ ظهر فيه لم يستطع أن يخفيه تماماً :
_ ألا زلت تتذكري يا ليزا ؟!
ساد الصمت قليلا بينهما حتى ردت ليزا أخيراً بفتور، رافضة إظهار ضعفها أمامه :
_ نعم لازلت، هل كنت تعلم أنني أعمل هنا يا كرم ؟!
أجابها قائلا بنفس الصوت الهادئ، لكن كانت فيه لمحة من حزنٍ دفين أو ربما كانت تتوهم :
_ لا لم أكن أعلم، وتفاجأت بك اليوم عندما رأيتك تعاينين إيلا قبل أن تجري لها عمليتها الجراحية لإنقاذها .
ظلت صامتة للحظات شاعرة بالقنوط من نفسها، لكنها لم تستطع منع سؤلاً آخرا متوتراً خجلاً من الخروج من بين شفتيها دون تفكير :
_ لم تشعر بالقلق ورأس زوجتك كانت بين يدي داخل غرفة العمليات ؟!
توتر فكه وهو يجلس أمامها صامتاً لا يتكلم، عيناه مثبتتان في عمق عينيها وكانت رغم قسوة كلماتها التي تفوهت بها أكثر منه ضعفاً فأخفضتهما ترتعش ... ليس لأنه الأقوى؛ بل لأن أساليب انتقامها تجعلها أضعف أمامه كما كانت سابقا في بداية ارتباطه بإيلا ..
اهتزت حدقتيها بتوتر وهي تلعن غبائها فالآن سيصيبه الغرور والعجرفة وهو يرى نفسه مازال بطلاً لأحلامها العاطفية ولن يترك فرصة إلا ليسمم بدنها بهذه الذلة التي خرجت بكل غباء من لسانها الذي يحتاج قصه ..
إلا أنه وعكس كل تخيلها مط شفتيه مجيباً ببديهية :
_ لا، على العكس تماماً فأنا شعرت بالراحة والأمان عندما رأيتك، أنت رغم جنونك يا ليزا إلا أنك متميزة دائمة وهادئة في الجراحات الكبرى .
ارتفع حاجباها وهي تبادله النظر بعينين واسعتين وكأنها تحاول التأكد مما نطقه للتو بمنتهى البساطة، والصدق ..
توترت قليلاً وشعرت بالحرج، فتراجعت في مقعدها بينما وضع هو يده على رأسه يمسدها ثم مد لها كوب القهوة والتي لم تنتبه إليه قبلاً لتعمقها في عينيه وهو يقول بهدوء :
_ أعتقد أنك الآن من يريد كوب القهوة .
نظرت إلى سطح القهوة الفاتح بكثافة تثير شهية الوعي الضائع، ثم رفعت عينيها إلى عينيه وسألت بشك :
_ هل تعتقد أنها ستتجاوز تلك المرحلة بسلام أم أننا سنواجه شيئا صعبا كما أتوقع أنا ؟!
رد كرم ببديهية :
_ للأسف أتفق معك، فتأثر مخها بما حدث يجعلنا بانتظار ما سيحدث وأخشى أن تكون مستقبلاتها الحيوية تأثرت سلباً بالحادث، ولا أجد ما أقوله لكلوي فهي تموت قلقا عليها أكثر مني .
أخذت كوب القهوة من يده وارتشفت منه قليلا حتي امتعض وجهها وبلعت ما ارتشفت بسرعة هاتفة بحنق :
_ القهوة مرة وأنا لا أحبها كذلك، أعلم أنك تقصدها يا عربي يا خبيث .
ارتسمت ابتسامة خافتة علي مبسمه وقال بضيق :
_ وأنت عنصرية متطرفة، وكنت قد ارتحت من وجودك حولي بسفرك واستسلامك لعدم عشقي لك .
رفع عينيه إلى عينيها ورأى فيهما نفس الاشتياق والوحشة لكنها قالت مبتسمةً بصوت عميق :
_ لم أستسلم، ولكنني قررت إعطاء نفسي فرصة جديدة بمكان آخر، لربما عثرت علي حب حقيقي كالذي عثرته أنت مع إيلا دون غيرها .
نظرت في عمق عينيه قبل أن تخفضهما في إشارة خاطفة ناحية الحاجز الزجاجي وقالت :
_ كان أسبوعا فقط، أخبرني كيف وقعت في حبها بأسبوع فقط ؟!

ذهب بفكره إلا ذلك اليوم الذي قرر به أخذ إجازة من ضغط عمله ومن ضغط ليزا عليه فقرر الذهاب إلى خليج سان فرانسيسكو لزيارة صديقه المصري رائد، والذي استقبله بحفاوة كبيرة قائلا :
_ أنرت سان فرانسيسكو يا صديقي، وأخيرا تنازلت وشرفتني بزيارتك بعدما طفح كيلي !
دلف كرم إلى بيته يتطلع حوله بانبهار من فخامة منزله المليء بالتحف المبهرة قائلا بنبرة مشدوهة :
_ أحتاج لكل قرشاً من عملي كي أرسله لأمي يا رائد، فهي لم تدخر جهداً ولا مالاً إلا وأنهته علي؛ كي أكون هنا الآن .
أشار له رائد بذراعه أن يجلس وهو يقول بتفهم :
_ نعم أعلم ذلك، ولكن لبدنك عليك حق وقليل من الراحة لن يضر بل سيجعلك تعود لعملك بكامل طاقتك، والمكان هنا رائع كما ترى وسينول إعجابك أثق بذلك .
جلس كرم وهو ما زال يتأمل البيت بنظرات متعجبة، عاد بعينيه إليه وسأله بتعجب :
_ يبدو هذا البيت وكأنه متحف من كثرة التحف التي تحيطنا، هل زوجتك مدمنة جمع التحف لهذا الحد المبالغ به ؟!
جلس رائد وهو يضحك بصوت عالي وقال ببساطة :
_ لا، ليس لزوجتي دخل في هذا المنجم الذي أحيا به، بل جدها هو من كان مولعاً بجمع التحف كما ترى .
ثم أشار بيده لأحد الأرفف وقال بفخر :
_ هل ترى هذا التمثال الفرعوني هناك، إنه أصلي قد اشتراه جدها من أحد تجار الآثار بتركيا وكما ترى كل ما يحيطك هو أصلي مائة بالمئة .
دار كرم بعينيه بهذا المكان المهيب وهو يقول :
_ أنا سأمكث هنا أسبوعا كاملا، هل أعددت لي مكانا للعيش به أم أتصرف أنا .
أسرع رائد قائلا بعبوس :
_ هل جننت، ستبقي معي هنا بهذا البيت لا شك، خاصة أن عيد ميلاد لورين ابنتي غداً ومن الجيد أنك هنا .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي