مصاص الدماء الذي خدعني

Lomy`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-25ضع على الرف
  • 53.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول

أنا أدعي سيران، أعيش مع أمي في قصر كبير؛ فنحن من عائلة شاد أوغلو، إن عائلتنا هي أقوى عائلة في إسطنبول، كما أنها أغني عائلة أيضًا.

ولكن رغم ذلك يتم معاملتي في القصر معاملة الخدم، بل وأسوء من معاملة الخدم؛ فعلى الأقل الخدم يتحملون قسوة أهل البيت وعجرفتهم بإختيارهم ويمكنهم المغادرة في الوقت الذي يريدونه، أما أنا فقد حُكم عليَ بالبقاء في ذلك القصر حتى يحين وقت زواجي.

لكن حتى الزواج كانوا يرونه كثيرًا عليَ؛ فقد كانوا دائمًا ما يخبرونني بأنني قبيحة، بالرغم من إمتلاكي عيون خضراء وبشرة بيضاء كالثلج وشعر طويل، حتى أن الجميع كانوا يشعرون بالغيرة مني في المدرسة والجامعة.

جدي هو الشخص الذي يقوم بإتخاذ القرارات الخاصة بعائلتنا، ولا يوجد من يستطيع معارضته، ربما لهذا السبب يتم معاملتي بسوء؛ لأن جدي لا يحبني ودائماً ما يقوم بتفضيل ابنة عمي عليَّ.

لدي عم وعمة، كلاهما لديهما أولاد، فعمي لديه ابن وابنة، بينما عمتي لديها ابن واحد، لم يتمكن عمي وزوجته من تربية أولادهما جيدًا؛ فقد كانا سيئان ويتمنيان لي السوء دائمًا، كما لو أنني كنت عدوة لهما.

زوجة عمي تدعى "جوزيدة"، إنها شخص سيء وخبيث؛ فهي تتظاهر بمحبتي أمام جدي، ولكنها لا تطيق وجودي في القصر، كما لو أن ذلك القصر الواسع أصبح ضيقًا عليها فقط لأنني أعيش معهم فيه.

أما عمي فيدعي "مراد"، وهو شخص طيب للغاية، دائمًا ما أظن بأنه لا يستحق مثل هذه الزوجة السيئة؛ فهو شخص صريح ويحب عائلته.

أبناء عمي هما "يارين" و "هاكان"، كلاهما يشبهان والدتهما، ولكن هذا طبيعي للغاية؛ فدائمًا ما يشبه الأولاد أمهم؛ فهم يتعلمون منها كل شيء، ويصيرون نسخة منها مع مرور الوقت.

عمتي شخص قاسي وتدعي "ديلا"، ربما لهذا السبب قام زوجها بهجرها ولم يتحمل العيش معها، ولكن لديها ابن يمتلك قلبًا طيبًا، إن ابنها "بيرك" هو أطيب شخص في هذا القصر، حتى أنه أطيب من عمي.

لا أتذكر عدد المرات التي أنقذني فيها بيرك من جدي الذي كان ينهال عليَ بالضرب لأتفه الأسباب، حتى أنه كان الملجئ الذي أذهب إليه في كل مرة أشعر فيها بالضعف والحزن.

كنت دائمًا ما أخبره بأنني لا أستطيع تخيل كيف كانت ستكون حياتي بدون وجوده، وأنه أفضل شخص في هذه العائلة؛ كان يبتسم عند سماع كلامي، ويخبرني بأنني شخص غالي على قلبه، ولا يستطيع تحمل رؤيتي أتعرض للأذى.

ربما تتسائلون عن ردة فعل والدتي، وما تفعله عندما أتعرض للضرب من جدي، إن أمي ضعيفة الشخصية؛ فعند تعرضي للضرب تذهب من الغرفة وتتركني بمفردي دون الدفاع عني؛ فهي لا تستطيع الوقوف أمامه، كان الأفضل بالنسبة لها أن أتعرض للضرب بدلًا من وقوفها أمام جدي والذي يمكن أن يتسبب بطردنا من القصر.

أما أبي فقد توفي عندما كنت صغيرة، كان جدي يعاملني جيدًا قبل وفاة أبي، ولكن لسبب لا أعلمه أصبح قاسيًا معي منذ وفاته، مع أنه كان من المفترض أن يهتم بي بشكل أكبر بعد وفاته؛ فلم أكن سوى فتاة مسكينة فقدت والدها وسندها الوحيد.

في يوم من الأيام، كنت عائدة من الجامعة عندما صادفت قطة جريحة في الشارع، كانت تستنجد بالناس، ولكن الناس لم يكونوا يلقون لها بالاً؛ وكأنها غير موجودة.

رغم معرفتي بما سيحدث لي عندما أتأخر عن العودة إلى القصر، إلا أنني لم أكن أستطيع تركها جريحة في منتصف الطريق، كما أنني خفت أن تقوم سيارة ما بدهسها؛ مما جعلني أهرول إلى نجدتها وأخذها إلى الطبيب.

كنت أيضًا ممنوعة من الذهاب إلى أي مكان بدون إذن جدي، ولكن لم أقم بإستئذانه قبل ذهابي إلى الطبيب البيطري؛ لأنني كنت أعلم بأنه سيرفض، كما أنه كان سيسخر مني؛ فقلبه الذي إمتليء سواداً لن يراعي الحيوانات وألمها.

أردف الطبيب البيطري بإبتسامة:
_انا حقًا سعيد بوجود أشخاص ذوي قلب طيب في إسطنبول يهتمون بالحيوانات.

لم أرد على ما قاله وأردف بقلق:
_هل ستصبح بخير؟

أردف الطبيب بهدوء:
_نعم، ولكن يجب عليكِ رعايتها حتى تستعيد صحتها؛ فقد تعرضت قدمها للكسر ولن تتمكن من السير لفترة.

شردت أثناء تفكيري في تلك القطة وما يجب عليَ فعله لها؛ فقد كان جدي يكره الحيوانات ويمنع دخولهم إلى المنزل، ولكني لم أكن لأستطيع تركها في الشارع؛ لم تكن ستستطيع جلب طعامها ولا مكافحة المخاطر الموجودة في الشارع.

قررت إصطحابها معي إلى البيت في حقيبتي، قمت بالفعل بوضعها فيها ثم همست لها:
_أريدك أن تكوني هادئة إتفقنا؟ سيقوم جدي بمعاقبتنا إذا ما قمتي بإصدار أي صوت.

نظرت لي القطة وكأنها تفهم ما أقوله؛ فتنهدت براحة، أردف الطبيب بإبتسامة:
_إلي أي عائلة تنتمين؟ هذه أول مرة أراكِ فيها.

أردفت بتوتر:
_لماذا تريد معرفة اسم عائلتي؟ كما أنه لابد أنك صادفتني في مكان ما ولكنك نسيت.

أردف الطبيب بإبتسامة:
_كلا، لم أكن لأستطيع نسيان فتاة جميلة مثلك إذا ما صادفتها في أي مكان بالفعل.

شعرت بالضيق من كلامه وغادرت العيادة بعد أن تركت له بعض النقود، لم أحب مدحه لجمالي بهذه الطريقة التي جعلتني أشعر كما لو أنني رخيصة.

بعد ذلك ذهبت إلى القصر وانا أشعر بالخوف الشديد؛ فقد كنت خائفة مما سيفعله بي جدي عندما أدخل إلى القصر، كان جسدي قد إمتليء بالكدمات ولم أكن لأستطيع تحمل المزيد من الضرب.

عندما دخلت إلي القصر، كان جدي يصرخ بغضب ويسألهم عن مكاني، شعرت بالرغبة في الهرب؛ كنت أريد ترك القصر بل والمدينة كلها والذهاب بعيدًا عن جدي الذي يكرهني، ولكنني تذكرت رده فعل أمي عندما توسلت إليها بأن نهرب من القصر ونترك كل شيء ورائنا.

عودة إلى الماضي

كنت قد تلقيت الضرب المبرح من جدي؛ حتى أنني لم أكن أقوى على الحراك، كانت أمي تقوم بتضميد جروحي كالعادة، ولكن فيما سيفيد ذلك؟ كان عليها الوقوف أمام جدي ومنعه من ضربي بدلًا من تضميد جراحي.

أردفت بضيق:
_علينا أن نهرب يا أمي، سنقوم بإستئجار بيت صغير لنا، وسأعمل بعد الجامعة؛ وبذلك لن نحتاج إلى أي أحد، سنتمكن من العيش في مكان هادئ يا أمي، على الأقل لن يتم معاملتنا كالخدم بعد الآن.

أردفت أمي بحزن:
_لا نستطيع الهرب يا ابنتي؛ سيجدنا جدك أينما ذهبنا، كما أنني لا أستطيع ترك هذا القصر والتخلي عن حقكِ فيه، علينا التحمل إلى أن يموت جدك.

أردفت بسخرية:
_عن أي حق تتحدثين! أنا أتعرض للتعنيف مرتين في الأسبوع على الأقل، كما أنني أقضي اليوم بطوله في إعداد الطعام لهم، بالإضافة إلى إعطائهم لي أسوء غرفة في هذا القصر، أتعلمين أن الماء يتسرب إلى غرفتي عندما تمطر السماء؟

أردفت أمي بحزن:
_لا أستطيع ترك القصر، لا أريد أن أعيش كالفقراء في حين أن لدينا هذا القصر الضخم، ثم أنكِ من عائلة شاد أوغلو التي يقف الجميع إحتراماً عند سماع اسمها؛ لا نستطيع ترك كل هذه الأشياء ورائنا والهروب ببساطة.

نظرت إلى أمي بسخرية، ولكنني لم أنطق بكلمة أخرى؛ فأنا أعلم بأن أمي لن تتجرأ على الهروب معي مهما حاولت إقناعها، كما أنني لم أكن أستطيع الهرب بدونها؛ لأن جدي سيقوم بمعاقبتها عندما أهرب وربما يضربها بدلًا مني.

عودة إلى الواقع.

قمت بإستجماع شجاعتي ودخلت إلى القصر وانا أرتجف، نظر لي جدي بغضب عندما رآني.

أردفت يارين بحنق:
_لقد تأخرت سيران مرة أخري يا جدي، سيبدأ الناس في التحدث عنا وعن شرفنا إذا إستمرت في فعل ذلك.

أشار بيرك إلى يارين كي تصمت، ولكن يارين كانت ترغب في رؤيتي أتعرض للأذى؛ وكأنها تستمتع عند رؤية تلك الكدمات التي تتجدد في جسدي كل أسبوع.

أردف بيرك بهدوء وهو يحاول إمتصاص غضب جدي:
_لابد أن هناك شيء طارئ حدث لها في الطريق، علينا الإستماع إليها قبل الحكم عليها يا جدي.

أردف جدي بسخرية:
_ماذا قد يكون ذلك الشيء الطارئ الذي تسبب في تأخرها عن القصر ساعة كاملة؟!

ثم نظر لي وأردف بعيون غاضبة:
_لماذا تأخرتي؟!

أردفت بخوف وتوتر:
_كان الشارع مزدحمًا، لذلك إستغرقت وقتًا طويلًا في المجيء إلى البيت.

أردفت يارين بخبث:
_ولكنني خرجت منذ نصف ساعة لشراء بعض الأشياء من السوق؛ ولم أتأخر يا جدي، حتى أن الشوارع كانت فارغة اليوم.

نظرت ليارين بضيق وانا أشعر بالكراهية تجاهها؛ فدائماً ما تقف يارين ضدي، رغم أنني تحدثت إليها عدة مرات وحاولت إقناعها بأننا أقارب؛ ومن المفترض أن نكون سندًا لبعضنا ونقوم بحماية بعضنا.

أردف بيرك بجدية:
_ما رأيك في معاقبتها بعدم الخروج من المنزل حتى نهاية الأسبوع يا جدي؟ يبدو عقابًا عادلًا.

لكن جدي إتجه نحوي وهو يشعر بالغضب، ثم قام بصفعي بقوة؛ حتى أنني سقطت على الأرض، نظرت له بحنق؛ وأنا أضع يدي على وجهي.

صرخ جدي بغضب:
_لماذا تنظرين لي بهذه الطريقة؟! هل تملكين الجرأة للنظر إليَ بحنق؟! سأقوم بتربيتك وتعليمك إحترام الكبير أيتها الحقيرة.

وقف بيرك أمامي وهو يحاول إمتصاص غضب جدي، ولكن لم يكن لأي شخص أن يستطيع فعل ذلك، لكنني أحببت دفاعه عني، حتى لو كان بدون فائدة.

فعلى الأقل يوجد من يحاول أخذي من يدي جدي في كل مرة، ولا يكتفي بالمشاهدة فحسب كما يفعل الجميع.

أردفت عمتي ديلا بحقد وهي تنظر إلى ابنها بيرك:
_لماذا تقوم بالدفاع عنها في كل مرة يا بيرك؟ إترك جدك يقوم بتربيتها؛ بدلاً من أن تجلب العار لعائلتنا بسبب تمردها وطيشها.

قام جدي في ذلك الوقت بدفع بيرك بعيدًا عني وإنهال عليَ بالضرب بحزامه الغليظ، لكنني لم أكن أبدي أي رده فعل؛ فقد كنت معتادة على ذلك الضرب، كما لو أنه أصبح روتيناً في حياتي.

كان بيرك ينظر لي بحزن، وكأنه يطلب مني السماح، ولكنني لم أحمل ضغينة تجاهه أبدًا، بل على العكس، كان الشخص المفضل لي في هذه الأسرة.

جاء عمي في ذلك الوقت إلى القصر، عندما رآني أتعرض للضرب حاول تهدئة جدي؛ ونجح في ذلك كالعادة؛ كان عمي هو الشخص الذي يقوم بمنع جدي من الإستمرار في ضربي حتى الصباح.

ولكنني رأيت نظرة يارين وأمها جوزيدة المعتادة، فقد طالعا عمي بحقد وغضب؛ كما لو أنهما يريدان سؤاله عن سبب حرمانهما من متعة مشاهدتي وأنا أتعرض للضرب.

دخل جدي إلى القصر؛ كي يستريح في غرفته بينما مد بيرك يده إليَ؛ كي يساعدني على النهوض، ولكن كان جسدي يؤلمني، فلم أستطع النهوض جيدًا، لذلك قام بيرك بلف يدي حول عنقه وساعدني على النهوض، ثم قام بإيصالي إلى غرفتي.

كانت يارين تنظر إلينا بغيرة وغيظ؛ فقد كانت تحب بيرك منذ طفولتنا ولكن بيرك لم يكن يعيرها أي إهتمام؛ مما كان يجعلها تكرهني أكثر عندما تشاهد إهتمامه بي ودفاعه المستمر عني.

عندما ساعدني بيرك على النوم على سريري، أردف بحزن:
_أعتذر منكِ يا سيران؛ لم أستطع إنقاذك من جدي مرة أخرى، انا حقاً أكره عجزي وعدم قدرتي على إنقاذك في كل مرة.

أردفت بلطف:
_لا بأس يا بيرك؛ فعلى الأقل أنت تقف في وجه جدي بشجاعة وتحاول الدفاع عني، كما أن كلينا نعلم بأن جدي لا يرى أي شخص أمامه عندما يكون غاضبًا؛ لذلك هذا ليس خطأك؛ أرجوك توقف عن لوم نفسك.

نظر لي بيرك بحب، ثم أخرج كريم الكدمات من جيبه وقام بوضعه على ذراعي وقدمي، كنت أنظر له بإبتسامة وسعادة؛ فقد كان الشخص الوحيد الذي يهتم بي في هذا البيت.

دخلت أمي الغرفة في ذلك الوقت، وأردفت بغضب عندما رأت بيرك يقوم بوضع الكريم لي:
_يمكنك الخروج يا بيرك؛ سأقوم أنا بتضميد جراحها، كما أن جدك سيشعر بالغضب إذا ما شاهدك تقوم بوضع الكريم لها.

أومأ بيرك رأسه بالإيجاب وقام بتوديعي ثم خرج من الغرفة.

أردفت أمي بحنق:
_أنتِ تعلمين بأن هذا لا يجوز يا ابنتي، لماذا تسمحين لبيرك بوضع الكريم لكِ في كل مرة؟ إنه ليس زوجك يا ابنتي، كما أن الجميع ينتظر أصغر خطأ لكِ كي يقوموا بطردنا من القصر.

أردفت بسخرية:
_إن بقاءنا في القصر هو أهم شيء بالنسبة لكِ، أليس كذلك؟ إنك تخافين من أن يتم طردنا من هنا ولكنكِ لا تشعرين بالخوف عليَ عندما أتعرض للضرب كل يوم.

نظرت لي أمي بحزن وكانت سترد على ما قلته، ولكن يارين دخلت غرفتي في ذلك الوقت وأردفت بحنق:
_أريد التحدث إلى سيران علي إنفراد يا عمتي.

أومأت أمي رأسها بالإيجاب وقامت بتركنا بمفردنا، إقتربت مني يارين عندما غادرت أمي الغرفة وأردفت بغضب:
_لماذا تستمرين في الإلتصاق ببيرك؟! ألا تعلمين بأنني أحبه منذ طفولتنا؟ لماذا تقفين بيننا دائما!

أردفت بسخرية:
_لقد أخبرتك عدة مرات بأن بيرك لا يحبك، ولكن لست انا من يلتصق به يا يارين؛ فهو من يهتم بي دائمًا ويهرول لنجدتي، لا تتعبي نفسك فهو لن يحب فتاة مثلك تمتلك قلبًا أسودً مثل الفحم.

صرخت يارين بغضب:
_كيف تجرؤين على إهانتي بهذه الطريقة يا سيران! هل نسيتي بأنني سيدة هذا القصر في حين أنكِ مجرد خادمة تقوم بتحضير الطعام كل يوم؟ حتى أن جدي يعامل الخادمات أفضل منكِ؛ لذلك لا تفكري مرة أخرى في المقارنة بيننا.

نظرت لها بسخرية ولم أتحدث بكلمة أخري؛ فلم أكن أريد أن يحتد الشجار بيننا، فيقوم جدي بضربي أنا كالعادة، لا أتذكر تعرض يارين للضرب من قبل في حياتها، بل ولا أتذكر أنها دخلت إلى مطبخ القصر وقامت بتحضير ولو شطيرة.

كان جدي دائمًا ما يحرص على معاملة يارين كالأميرة، حتى أنني لم أراه غاضبًا أبداً عندما يكون بجوارها، كما أنها تذهب إليه كل يوم وتتحدث معه كما لو كانا أصدقاء، كنت أتمني لو أن يعاملني جدي مثلها ولو ليوم واحد؛ كنت فقط أريد الشعور وكأنني أميرة ولو لمرة واحدة.

خرجت يارين من غرفتي وهي غاضبة؛ لأنني لم أقم بالرد عليها وتجاهلتها، عندما أصبحت بمفردي في الغرفة أمسكت حقيبتي بخوف؛ فقد نسيت تمامًا بإنني وضعت القطة في داخلها.

كنت خائفة من أن يكون حدث شيء ما لهذه القطة، أو أن تكون قد إختنقت في حقيبتي؛ لم أكن لأتحمل عذاب الضمير وتسببي في مقتل كائن مسكين.

لكن عندما فتحت حقيبتي كانت القطة جالسة فيها بهدوء، تنهدت براحة وسعادة، وقمت بإخراجها من الحقيبة، ولكن كان يبدو بأنها تشعر بالجوع الشديد، لذلك نهضت من على سريري، وخرجت من غرفتي وذهبت إلى المطبخ؛ كي أقوم بإحضار الخبز لها.

شاهدتها وهي تتناول الخبز بنهم؛ كما لو أنها لم تأكل منذ زمن، شردت في شكلها اللطيف حتى نمت بدون أن أشعر.

في اليوم التالي، إستيقظت على صوت جلبة في القصر، كنت دائمًا ما أستيقظ على جلبة، ولكنها كانت صاخبة هذه المرة أكثر من المرات السابقة؛ لذلك شعرت بالفضول لمعرفة ما حدث.

لكن أولاً أردت الإطمئنان على قطتي، ولكنني لم أستطع إيجادها في غرفتي، بحثت في كل مكان ولكن بدون جدوى، شعرت بالخوف؛ فقد كنت قلقة من أن يكون جدي قد رآها.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي