الفصول الاول
يارا سليم إياكم والعبث أو اللعب أمام غرفة المؤؤن ( غرفة تخزين )
إن تكرر هذا الأمر ثانية سوف تتعرضون لعقاب قاس جدا وحاد
ومضاعف أيضا
أمي ثريا لها أوامر صارمة في ما يخص غرفة المؤؤن في البيت تعطيها حيز من الاهتمام ضعف الاهتمام الذي يطلبه منزلنا لا تسمح لأحد منا بالاقتراب منها لأي سبب من الأسباب لا تقبل أي عذر منا لماذا كنا بجوار الغرفة هي فقط الموكلة بنظافتها والدخول لها والخروج منها تكاد تكون غرفة محرمة علينا جميعا
تضع على بابها قفل كبير ذهبي اللون غير قابل للكسر يكاد يكون فولاذي لا يفتح أبداً إذا دققت عليه فقط مفتاح أمي هو من يفك قيد القفل ويسمح بدخول الغرفة المحرمة تحتفظ امي بالمفتاح في مكان سري ولا يطلع أحد على هذا المكان. تحذيرات أمي النارية المتوعدة لنا إذا أخطئنا بشأن الغرفة جعلتني أنا وسليم ننفذ أمر أمي بالنهاية هي غرفة خاصة بأشولة ارز وأشولة سكر وأشولة دقيق ويوجد بها عدد من العاب خاصة بي عروستي القديمة المصنوعة من القماش رداء زفاف أبيض قصير كانت أبتاعه أبي لي في سن الرابعة وحقائب جلدية مدرسية قديمة تخصني أنا وسليم شقيقي الأكبر لا زلت أذكر هذا اليوم مطبوع في ذاكرتي رغم مرور الزمن عليها ولكن هذا اليوم كان أكثر ما صادفت من رعب في عمري كله
كنت الهو مع سليم في غرفتي
يمرر لي الكرة في أرتفاع متوسط لكل منا وأتلفقها بدوري
وهو يشاكسني ببضع كلمات
ثم رفع يده في قوة لتطير الكرة عابرة غرفتي واخترق الردهة الطويلة في سرعة ثم تهبط
وتستقركرتي الملونة في اتجاه الغرفة المحرمة علينا وأستقرت عند الباب والتصقت به شهقت في خوف ورعب حين شاهدت وجهتها الأخيرة نظر سليم إلى باب المطبخ وهتف لي
يارا أذهبي وأحضري الكرة في سرعة وسوف أظل هنا أراقب أمي لا تتأخري
كنت خائفة جدا أقترب من الغرفة عقاب أمي شديد هي لن تغفر لنا شيئن أن تقترب من الغرفة أو نغفل عن إطعام رعد الكلب كنت افكر أن أرفض كلام سليم وأقتراحه أن أذهب أنا ولكن وقوفه بالقرب من المطبخ وأنشغال أمي اعطاني دفعة جعلت بعض من الأمان يتسلل لي لا بأس هي مجرد دقيقة واحدة سألتقط الكرة وأعود مسرعة كرة ملعونة كنا نلهو منذ دقائق فأختارت أن تتمرد عن غرفتنا وأنطلقت للخارج لتستقر عند باب العقاب لمست بيدي الكرة في هدوء تشبثت بها وأبتسمت نظرت إلى سليم الذي أشار لي أن أتم مهمتي وأعود مسرعة ولكن صوت موسيقي هادئ ونور قوي يتسلل من عقب الباب جعلني انظر عبر العقب لأشاهد عروستي القديمة المصنوعة من القماش تنهض في سرعة وتدور حول ذاتها كانت ترقص على أنغام الموسيقي في تناغم ودقة متناهية جعلني أطيل النظر لها سمعت خرير ماء خلف الباب تعجبت ودارت عيناي أحاول أن أنظر من الحيز الضيق في الغرفة من أين يأتي مصدر الصوت ولكن محاولاتي باءت بالفشل أن الحيز لا يسمح لي الإ برؤية العروسة القديمة فقط
دفعت الباب بيدي الصغيرة تأرجح قليلا خيل لي أنه سوف يفتح وسوف أدخل ولكن القفل عاق الأمر جذبني شقيقي في حدة وجرني خلفه وهو يكاد يغرز إصابعه في ذراعي من الغيظ قال لي بصوت حاد
هل جننت يا يارا خمس دقائق كاملة وأنت أمام الغرفة إذا كانت امك خرجت فجأة و شاهدت الأمر كنا سننال عصى على الأقدام أو يتم ربطنا في الفراش طوال الليل أو ننال صفعات على الوجه
أغلقت الباب في هدوء ثم صرحت له
سليم لقد شاهدت ما في الغرفة
نظر لي في استهزاء
وأنا أيضا شاهدت مكرونة وسكر وزيت ودقيق وأكوام شاي
هزژت رأسي في نفي وقلت
لا ل قد شاهدت عروستي القماش القديمة ترقص هناك
نظر لي سليم لحظة ثم انفجر ضاحكاً
يارا أنت صاحبة خيال واسع خصب حقا تصلحين لكتابة قصص أطفال مع من كانت ترقص العروسة لا تخبريني أنها كانت ترقص مع لعبتي القديمة التي على هيئة مازنجر
نظرت له في غضب وتابعت
أنا لا اكذب ما شاهدته كان حقيقي تعال معي الآن لكي تشاهد
وضع سليم يده على فمه قائلا
شش هل أنت مجنونة هذى المرة أفلتنا من العقاب ما ظنك ب شأن المرة الثانية سوف تقيم علينا أمي حفلة عذاب أهدئي وأصمتي وإياك أن تخبري أمك بأي كلمة هل فهمت
لم أرد كنت خانقة على شقيقي الأكبر وخائفة أيضا من أمي وكرهت تلك الطريقة التي يعاملني بها وحين سألني سليم أن نكمل اللعب واللهو رفضت
هز كتفه في لا مبالاة ثم جاء نداء أمي الصارخ عليه
سليم أنت لم تطعم رعد بعد ستنال عقاب شديد
ولكن سليم أسرع الخطى نحو المطبخ حيث توجد أمي. وقال وهو يدافع عن ذاته
أطعمته صباح فور أن استيقظت نصف كيلو لحم وغيرت الماء أيضا وكنست المكان جيدا وحرصت على غلق نافذة غرفته
حتى لا يتضرر من أشعة الشمس
تمتمت امي في جزع وخوف
غريب لماذا كل هذا النباح منه
نظرت لها في حيرة إن شغف أمي بالكلب يكاد يفوق أهتمامها بأمري أنا وشقيقتي لا تكاد تصحو من النوم حتى تسأل في لهفة
سليم هل أنجزت المهام الموكلة عليك
أنها لا تقصد واجباتي المدرسية أو تقصد فرك اسناني بالمعجون أو أداء فريضة صلاة أو تقصد نمت جيد أو أستيقظت مبكر لا هي فقط تسألني عن رعد
فأحيب ب نعم فتبتسم في سرور وتبدأ في تجهيز طلبات المنزل وما عليها من مهام
كانت نظرة أمي إلى أعلى المنزل مجرد لحظة تلا هذا صعودها لأعلى توقف الكلب عن النباح فور صعودها وحين عادت أمي بعد لحظات سألتني في أهتمام
هل لا تزال عمتك علوية هنا أو رحلت
أجبت في سرعة
لقد رحلت جلست مع جدتي أفنان خمسة عشر دقيقة فقط ثم عادت إلى منزلها
هزت أمي رأسها وتمتمت أن ربما هذا هو السبب ثم عادت إلى وضع صواني الغذاء في الفرن
حين عدت إلى غرفتي أنا يارا كانت ترسم بالقلم الرصاص أحب
كل ما تقوم يارا برسمه سألتها في أهتمام وحب
من هذى يا يارا
لم تقوم يارا بالرد على علمت أنها غاضبة بسبب عدم تصديق لها أعدت السؤال مرة ثانية ولكنها رفعت ذقنها في تحدي وعبوس ابتسمت وأنا أتوسل لها أن تصفح عني قسوتي عليها فلانت ملامحها وغفرت لي أجابت في سرعة
أنها عروستي القديمة التي شاهدتها هناك في الغرفة
نظرت إلى ما قامت يارا برسمه كانت ترسم وجه مكتنز مبطط عينان واسعتان شديدا السواد وأنف ضئيل لا يكاد يظهر وفم كبير والشعر عبارة عن جدائل مضفرة غير متساوية والساقين طويلتان نحيلتان واليدان قصيرتان ممتلئة
شعرت بسعادة داخلي وأنا اتذكر كلمات جدتي أفنان عن أبي كان يحب الرسم كثير أبي كان تاجر أقمشة وكان يحلو له في بعض الأوقات أن يرسم صور وجوه بعض الأشخاص ورثت يارا عنه هذى الموهبة يارا تصغرني بخمس سنوات كاملة همست لها
لكي أنال قبلة منها
صف لي كيف كانت ترقص عروستك الجميلة يا يارا
ولدهشتي قامت يارا بوضع الرسمه جانباً ثم وقفت على ساق واحدة وشرعت تدور وتلف حول ذاتها في رشاقة جعلتني أتعجب من قدرة الطفلة على أداء الحركة
فهمست لها
هذا يدعى رقص بالية
هزت يارا رأسها ولا أعلم هل فهمت كلماتي أو لا فهي صغيرة عمرها ست سنوات فقط لكنها قالت لي
هذا ما كانت تفعله عروستي هناك كانت ترقص هكذا
كنت قد ءاويت إلى فراشي مبكر وكذلك أمي وجدتي لهذا لم يشعر أحد بخطواتها وهي تتسلل وتعبر الردهة لتقف أمام غرفة المؤن كان الضوء المنبعث من الغرفة قوي وكذلك الموسيقي غريب لماذا أسمع هذا العزف حين أقترب فقط من الغرفة لماذا لا استمع له وأنا في أي مكان في المنزل رغم أن الصوت قوي وواضح والنغمات المنبعثة رائعة وجميلة نظرت بنصف وجهي في الحاجز الضيق الذي يفصل الباب عن الحائط كانت هناك أيضا عينان تراقباني في أهتمام ثم ما لبثت أن شاهدت ست أعين تراقبني وأنا أبحث عن عروستي حتى كاد اليأس أن يتسلل مني وأعود أدراجي وأمضي إلى فراشي و أستسلم للنوم لكنها ظهرت فجأة ولا أعرف كيف أصبحت أمام وجهي ونظرت لي يبدو أنها تعرفت على مما أثار سعادتي
وشعرت أن العروسة تتذكر كل. الأوقات التي مضيناها سويا
وكيف كنت اصطحبها في كل مكان تلك العروسة التي قامت أمي بصنعها لي منذ سنوات قبل أن يأتي لي أبي بعروسة بلاستيك فأستغنيت عن هذا
لقد اقتربت العروسة مني أكثر وأكثر وأكثر حتى أصبحت وجهي في وجهها فقط يفصلنا الباب الخشبي
نظرت إلى ملابسي ثم إلى عنقي
همست لها
أريد استعادتك سوف نلعب معا وسوف نرقص أيضا
ثم تراجعت فجأة إلى الخلف ونظرت الأعين حولها التي دارت حولها في خطوط طولية سريعة وأحدثن طنين منخفض مثل طنين النحل
جذبت خيوط بيضاء من أعلى واهنة ولدهشتي سمعت صك قفل الباب وهو يفتح وبعدها أنفتخ الباب على مصراعيه نظرت إلى الغرفة الكبيرة كانت خالية فارغة من كل شئ نظرت إلى عروستي ومددت يدي أحاول أن أمسك بها لكنها هزت رأسها وخطت خطوة إلى الداخل فخططت خلفها ولا أعلم كيف اتسعت الغرفة هكذا أصبحت طريق طويل نسير فيه نحن الاثنين فقط يفصلنا خطوتين ولكنني غير قادرة على الإمساك بها إلى أن توقفت العروسة وشاهدت نهر جاري على ضفافه حشائش خضراء ويتقافز أسماك ملونة متعددة الأشكال في أعلاه ولدهشتي قفزت العروسة في الماء نظرت إلى موقع قفزها كانت تنظر لي من تحت الماء لم تغوص لأسفل ولم يحركها الماء يمين او يسار كانت ثابتة في مكانها والجهة الأخرى من النهر جلست عجوز ذات رداء أسود ووجه نحيف عينان حمراء بلون الدم شعرها أخضر يكاد يكون مثل لون الحشائش تضع قدميها في الماء بلا مبالاة والماء يبلل نصف ردائها
نظرت لها في توسل
خالتي أريد لعبتي لقد قفزت لعبتي في الماء
كررت النداء بدأ العجوز لم تستمع لي لهذا لم تجب شعرت بعجزي وقلة حيلتي نظرت حولي كان الطريق قد بدأ يظلم وارتفعت الحشائش الخضراء فجأة شرعت في البكاء حين تسلل لي شعور بالخوف والقلق أردت أن أخرج من الغرفة ولكن هذى ليست الغرفة أنها بلدة لا يوجد بها غير هذى السيدة العجوز امرأة لا أعرفها ولا أعرف كيف أعود إلى المنزل وكيف تحولت الغرفة إلى بلد آخر
نظرت إلى الماء وهمست إلى العروسة التي تنظر لي من تحت صفحة الماء الرقراق
أريد العودة
ولكن عين العروسة الجاحظة تنظر لي بلا حراك ترفض أن تطفو على الماء لتأخذ يدي وتدلني على الطريق
شعرت بالخوف يزداد في قلبي يزيد من نبضاته يهز أوصالي ارتعشت قدمي ويدي وشعرت ب شعري رأسي يقف فجأة كان هناك أحد يجذب شعري
وصرخت في فزع .أمي
ثم تذكرت عقابها فأبدلت الصراخ عليها بمن يمد لي يد العون
في قوة وفي صوت عال صرخت
سليم أنقذني أرجوك سليم
نظرت لي العجوز نظرة تهديد ووعيد ثم أخرجت لسانها الذي كان يشبه لسان الثعبان مشقوق نصفين ونطقت بضع كلمات غير مفهومة في صوت قوي مرعب شعرت معه بأرتجاح يهز ما حولي
تي ياروخ يا شم الوعل
تلا هذا صرخة قوية واستمعت بوضوح لصوت نباح الكلب صوت رعد قبل أن تغلق الرؤية أمامي وأشاهد قطع سوداء
كانت جدتي أفنان أول من سمعت صراخي واتجهت صوب الغرفةوهي تنادى
يارا لا تخافي حبيبتي انا هنا يا بنت الغالي
حملتني جدتي رغم كوني عبء عليها فأسرع لها سليم ليحمل جسدي عنها وهو ينظر في الغرفة المفتوحة في ضيق
ثم ءاتت أمي في ذعر من أعلى
كانت قد أتجهت اولا إلى أعلى لكي تستكشف أمر رعد الكلب ولماذا ينبح ليلا ثم عادت مسرعة إلينا وهي تنظر إلى الغرفة أغلقت بابها في سرعة وأحكمت وضع القفل جيد ثم سألتني
هل أنت من فتحت باب الغرفة
صرخت جدتي أفنان
لا وقت لمثل هذا البنت ليست بخير أظنها شئ خيال مظلم
زفرت امي في ضيق وتابعت
كم مرة القيت عليكم أوامر الأ تقتربوا من الغرفة لا فائدة لا تسمعون الكلام لماذا فعلت الطفلة هذا وفي الليل
مطت جدتي شفتيها في استهزاء
تغلقين على دقيقك وخبزك وسكرك بالقفل وتسألين لماذا يذهب أطفالك هناك شحيحة اليد منذ تزوجك أبني أكيد الطفلة ذهبت تبحث عن أكل اعرفك جيدا تتركين اطفالك بلا عشاء إذا رغبت طفلة في لقمة وجب عليها تقديم طلب عفو من بنت ال
بترت الجدة عبارتها وهي تنظر لسليم ثم نظر إلى وجه يارا شديد الصفار وصاحت بها
تبا لك يا ثريا والف تب لن ترتاحي الإ حين نهلك،جزاء سوء فعلك وقبح تصرفك
زفرت أمي في ضيق لم تستطع أن ترد على جدتي بكلمة واحدة أحترام وتقدير وخوف أيضا ونظرت لي قائلة
أجلب عطر من غرفتي لشقيقتك
ولكن جدتي قالت بلهجة آمرة وحادة وحاسمة أيضا لا تقبل المناقشة
أذهب ب شقيقتك إلى غرفتي هيا يا سليم بسرعة
اطعت جدتي دون أن أنظر إلى وجه امي المكفهر احتضنت جدتي شقيقتي يارا ووضعت يد على جبينها قرأت عليها سورة الفلق فأنتفض جسد يارا قرأت ثانية سورة الإخلاص فتصبب جسد شقيقتي من العرق همست جدتي في لهجة آمرة وهي تشير لأعلى
سليم فوق خزانة ملابسي يوجد كيس تمر أجلبه لي
وضعت التمر في يد جدتي أمسكت به ووضعته على فم يارا في رفق مررت يدها على جسدها همست في أذن شقيقتي
لا تخافي جدتك هنا يا صغيرتي الغول مات كل شئ بخير يا حبيبتي
إن تكرر هذا الأمر ثانية سوف تتعرضون لعقاب قاس جدا وحاد
ومضاعف أيضا
أمي ثريا لها أوامر صارمة في ما يخص غرفة المؤؤن في البيت تعطيها حيز من الاهتمام ضعف الاهتمام الذي يطلبه منزلنا لا تسمح لأحد منا بالاقتراب منها لأي سبب من الأسباب لا تقبل أي عذر منا لماذا كنا بجوار الغرفة هي فقط الموكلة بنظافتها والدخول لها والخروج منها تكاد تكون غرفة محرمة علينا جميعا
تضع على بابها قفل كبير ذهبي اللون غير قابل للكسر يكاد يكون فولاذي لا يفتح أبداً إذا دققت عليه فقط مفتاح أمي هو من يفك قيد القفل ويسمح بدخول الغرفة المحرمة تحتفظ امي بالمفتاح في مكان سري ولا يطلع أحد على هذا المكان. تحذيرات أمي النارية المتوعدة لنا إذا أخطئنا بشأن الغرفة جعلتني أنا وسليم ننفذ أمر أمي بالنهاية هي غرفة خاصة بأشولة ارز وأشولة سكر وأشولة دقيق ويوجد بها عدد من العاب خاصة بي عروستي القديمة المصنوعة من القماش رداء زفاف أبيض قصير كانت أبتاعه أبي لي في سن الرابعة وحقائب جلدية مدرسية قديمة تخصني أنا وسليم شقيقي الأكبر لا زلت أذكر هذا اليوم مطبوع في ذاكرتي رغم مرور الزمن عليها ولكن هذا اليوم كان أكثر ما صادفت من رعب في عمري كله
كنت الهو مع سليم في غرفتي
يمرر لي الكرة في أرتفاع متوسط لكل منا وأتلفقها بدوري
وهو يشاكسني ببضع كلمات
ثم رفع يده في قوة لتطير الكرة عابرة غرفتي واخترق الردهة الطويلة في سرعة ثم تهبط
وتستقركرتي الملونة في اتجاه الغرفة المحرمة علينا وأستقرت عند الباب والتصقت به شهقت في خوف ورعب حين شاهدت وجهتها الأخيرة نظر سليم إلى باب المطبخ وهتف لي
يارا أذهبي وأحضري الكرة في سرعة وسوف أظل هنا أراقب أمي لا تتأخري
كنت خائفة جدا أقترب من الغرفة عقاب أمي شديد هي لن تغفر لنا شيئن أن تقترب من الغرفة أو نغفل عن إطعام رعد الكلب كنت افكر أن أرفض كلام سليم وأقتراحه أن أذهب أنا ولكن وقوفه بالقرب من المطبخ وأنشغال أمي اعطاني دفعة جعلت بعض من الأمان يتسلل لي لا بأس هي مجرد دقيقة واحدة سألتقط الكرة وأعود مسرعة كرة ملعونة كنا نلهو منذ دقائق فأختارت أن تتمرد عن غرفتنا وأنطلقت للخارج لتستقر عند باب العقاب لمست بيدي الكرة في هدوء تشبثت بها وأبتسمت نظرت إلى سليم الذي أشار لي أن أتم مهمتي وأعود مسرعة ولكن صوت موسيقي هادئ ونور قوي يتسلل من عقب الباب جعلني انظر عبر العقب لأشاهد عروستي القديمة المصنوعة من القماش تنهض في سرعة وتدور حول ذاتها كانت ترقص على أنغام الموسيقي في تناغم ودقة متناهية جعلني أطيل النظر لها سمعت خرير ماء خلف الباب تعجبت ودارت عيناي أحاول أن أنظر من الحيز الضيق في الغرفة من أين يأتي مصدر الصوت ولكن محاولاتي باءت بالفشل أن الحيز لا يسمح لي الإ برؤية العروسة القديمة فقط
دفعت الباب بيدي الصغيرة تأرجح قليلا خيل لي أنه سوف يفتح وسوف أدخل ولكن القفل عاق الأمر جذبني شقيقي في حدة وجرني خلفه وهو يكاد يغرز إصابعه في ذراعي من الغيظ قال لي بصوت حاد
هل جننت يا يارا خمس دقائق كاملة وأنت أمام الغرفة إذا كانت امك خرجت فجأة و شاهدت الأمر كنا سننال عصى على الأقدام أو يتم ربطنا في الفراش طوال الليل أو ننال صفعات على الوجه
أغلقت الباب في هدوء ثم صرحت له
سليم لقد شاهدت ما في الغرفة
نظر لي في استهزاء
وأنا أيضا شاهدت مكرونة وسكر وزيت ودقيق وأكوام شاي
هزژت رأسي في نفي وقلت
لا ل قد شاهدت عروستي القماش القديمة ترقص هناك
نظر لي سليم لحظة ثم انفجر ضاحكاً
يارا أنت صاحبة خيال واسع خصب حقا تصلحين لكتابة قصص أطفال مع من كانت ترقص العروسة لا تخبريني أنها كانت ترقص مع لعبتي القديمة التي على هيئة مازنجر
نظرت له في غضب وتابعت
أنا لا اكذب ما شاهدته كان حقيقي تعال معي الآن لكي تشاهد
وضع سليم يده على فمه قائلا
شش هل أنت مجنونة هذى المرة أفلتنا من العقاب ما ظنك ب شأن المرة الثانية سوف تقيم علينا أمي حفلة عذاب أهدئي وأصمتي وإياك أن تخبري أمك بأي كلمة هل فهمت
لم أرد كنت خانقة على شقيقي الأكبر وخائفة أيضا من أمي وكرهت تلك الطريقة التي يعاملني بها وحين سألني سليم أن نكمل اللعب واللهو رفضت
هز كتفه في لا مبالاة ثم جاء نداء أمي الصارخ عليه
سليم أنت لم تطعم رعد بعد ستنال عقاب شديد
ولكن سليم أسرع الخطى نحو المطبخ حيث توجد أمي. وقال وهو يدافع عن ذاته
أطعمته صباح فور أن استيقظت نصف كيلو لحم وغيرت الماء أيضا وكنست المكان جيدا وحرصت على غلق نافذة غرفته
حتى لا يتضرر من أشعة الشمس
تمتمت امي في جزع وخوف
غريب لماذا كل هذا النباح منه
نظرت لها في حيرة إن شغف أمي بالكلب يكاد يفوق أهتمامها بأمري أنا وشقيقتي لا تكاد تصحو من النوم حتى تسأل في لهفة
سليم هل أنجزت المهام الموكلة عليك
أنها لا تقصد واجباتي المدرسية أو تقصد فرك اسناني بالمعجون أو أداء فريضة صلاة أو تقصد نمت جيد أو أستيقظت مبكر لا هي فقط تسألني عن رعد
فأحيب ب نعم فتبتسم في سرور وتبدأ في تجهيز طلبات المنزل وما عليها من مهام
كانت نظرة أمي إلى أعلى المنزل مجرد لحظة تلا هذا صعودها لأعلى توقف الكلب عن النباح فور صعودها وحين عادت أمي بعد لحظات سألتني في أهتمام
هل لا تزال عمتك علوية هنا أو رحلت
أجبت في سرعة
لقد رحلت جلست مع جدتي أفنان خمسة عشر دقيقة فقط ثم عادت إلى منزلها
هزت أمي رأسها وتمتمت أن ربما هذا هو السبب ثم عادت إلى وضع صواني الغذاء في الفرن
حين عدت إلى غرفتي أنا يارا كانت ترسم بالقلم الرصاص أحب
كل ما تقوم يارا برسمه سألتها في أهتمام وحب
من هذى يا يارا
لم تقوم يارا بالرد على علمت أنها غاضبة بسبب عدم تصديق لها أعدت السؤال مرة ثانية ولكنها رفعت ذقنها في تحدي وعبوس ابتسمت وأنا أتوسل لها أن تصفح عني قسوتي عليها فلانت ملامحها وغفرت لي أجابت في سرعة
أنها عروستي القديمة التي شاهدتها هناك في الغرفة
نظرت إلى ما قامت يارا برسمه كانت ترسم وجه مكتنز مبطط عينان واسعتان شديدا السواد وأنف ضئيل لا يكاد يظهر وفم كبير والشعر عبارة عن جدائل مضفرة غير متساوية والساقين طويلتان نحيلتان واليدان قصيرتان ممتلئة
شعرت بسعادة داخلي وأنا اتذكر كلمات جدتي أفنان عن أبي كان يحب الرسم كثير أبي كان تاجر أقمشة وكان يحلو له في بعض الأوقات أن يرسم صور وجوه بعض الأشخاص ورثت يارا عنه هذى الموهبة يارا تصغرني بخمس سنوات كاملة همست لها
لكي أنال قبلة منها
صف لي كيف كانت ترقص عروستك الجميلة يا يارا
ولدهشتي قامت يارا بوضع الرسمه جانباً ثم وقفت على ساق واحدة وشرعت تدور وتلف حول ذاتها في رشاقة جعلتني أتعجب من قدرة الطفلة على أداء الحركة
فهمست لها
هذا يدعى رقص بالية
هزت يارا رأسها ولا أعلم هل فهمت كلماتي أو لا فهي صغيرة عمرها ست سنوات فقط لكنها قالت لي
هذا ما كانت تفعله عروستي هناك كانت ترقص هكذا
كنت قد ءاويت إلى فراشي مبكر وكذلك أمي وجدتي لهذا لم يشعر أحد بخطواتها وهي تتسلل وتعبر الردهة لتقف أمام غرفة المؤن كان الضوء المنبعث من الغرفة قوي وكذلك الموسيقي غريب لماذا أسمع هذا العزف حين أقترب فقط من الغرفة لماذا لا استمع له وأنا في أي مكان في المنزل رغم أن الصوت قوي وواضح والنغمات المنبعثة رائعة وجميلة نظرت بنصف وجهي في الحاجز الضيق الذي يفصل الباب عن الحائط كانت هناك أيضا عينان تراقباني في أهتمام ثم ما لبثت أن شاهدت ست أعين تراقبني وأنا أبحث عن عروستي حتى كاد اليأس أن يتسلل مني وأعود أدراجي وأمضي إلى فراشي و أستسلم للنوم لكنها ظهرت فجأة ولا أعرف كيف أصبحت أمام وجهي ونظرت لي يبدو أنها تعرفت على مما أثار سعادتي
وشعرت أن العروسة تتذكر كل. الأوقات التي مضيناها سويا
وكيف كنت اصطحبها في كل مكان تلك العروسة التي قامت أمي بصنعها لي منذ سنوات قبل أن يأتي لي أبي بعروسة بلاستيك فأستغنيت عن هذا
لقد اقتربت العروسة مني أكثر وأكثر وأكثر حتى أصبحت وجهي في وجهها فقط يفصلنا الباب الخشبي
نظرت إلى ملابسي ثم إلى عنقي
همست لها
أريد استعادتك سوف نلعب معا وسوف نرقص أيضا
ثم تراجعت فجأة إلى الخلف ونظرت الأعين حولها التي دارت حولها في خطوط طولية سريعة وأحدثن طنين منخفض مثل طنين النحل
جذبت خيوط بيضاء من أعلى واهنة ولدهشتي سمعت صك قفل الباب وهو يفتح وبعدها أنفتخ الباب على مصراعيه نظرت إلى الغرفة الكبيرة كانت خالية فارغة من كل شئ نظرت إلى عروستي ومددت يدي أحاول أن أمسك بها لكنها هزت رأسها وخطت خطوة إلى الداخل فخططت خلفها ولا أعلم كيف اتسعت الغرفة هكذا أصبحت طريق طويل نسير فيه نحن الاثنين فقط يفصلنا خطوتين ولكنني غير قادرة على الإمساك بها إلى أن توقفت العروسة وشاهدت نهر جاري على ضفافه حشائش خضراء ويتقافز أسماك ملونة متعددة الأشكال في أعلاه ولدهشتي قفزت العروسة في الماء نظرت إلى موقع قفزها كانت تنظر لي من تحت الماء لم تغوص لأسفل ولم يحركها الماء يمين او يسار كانت ثابتة في مكانها والجهة الأخرى من النهر جلست عجوز ذات رداء أسود ووجه نحيف عينان حمراء بلون الدم شعرها أخضر يكاد يكون مثل لون الحشائش تضع قدميها في الماء بلا مبالاة والماء يبلل نصف ردائها
نظرت لها في توسل
خالتي أريد لعبتي لقد قفزت لعبتي في الماء
كررت النداء بدأ العجوز لم تستمع لي لهذا لم تجب شعرت بعجزي وقلة حيلتي نظرت حولي كان الطريق قد بدأ يظلم وارتفعت الحشائش الخضراء فجأة شرعت في البكاء حين تسلل لي شعور بالخوف والقلق أردت أن أخرج من الغرفة ولكن هذى ليست الغرفة أنها بلدة لا يوجد بها غير هذى السيدة العجوز امرأة لا أعرفها ولا أعرف كيف أعود إلى المنزل وكيف تحولت الغرفة إلى بلد آخر
نظرت إلى الماء وهمست إلى العروسة التي تنظر لي من تحت صفحة الماء الرقراق
أريد العودة
ولكن عين العروسة الجاحظة تنظر لي بلا حراك ترفض أن تطفو على الماء لتأخذ يدي وتدلني على الطريق
شعرت بالخوف يزداد في قلبي يزيد من نبضاته يهز أوصالي ارتعشت قدمي ويدي وشعرت ب شعري رأسي يقف فجأة كان هناك أحد يجذب شعري
وصرخت في فزع .أمي
ثم تذكرت عقابها فأبدلت الصراخ عليها بمن يمد لي يد العون
في قوة وفي صوت عال صرخت
سليم أنقذني أرجوك سليم
نظرت لي العجوز نظرة تهديد ووعيد ثم أخرجت لسانها الذي كان يشبه لسان الثعبان مشقوق نصفين ونطقت بضع كلمات غير مفهومة في صوت قوي مرعب شعرت معه بأرتجاح يهز ما حولي
تي ياروخ يا شم الوعل
تلا هذا صرخة قوية واستمعت بوضوح لصوت نباح الكلب صوت رعد قبل أن تغلق الرؤية أمامي وأشاهد قطع سوداء
كانت جدتي أفنان أول من سمعت صراخي واتجهت صوب الغرفةوهي تنادى
يارا لا تخافي حبيبتي انا هنا يا بنت الغالي
حملتني جدتي رغم كوني عبء عليها فأسرع لها سليم ليحمل جسدي عنها وهو ينظر في الغرفة المفتوحة في ضيق
ثم ءاتت أمي في ذعر من أعلى
كانت قد أتجهت اولا إلى أعلى لكي تستكشف أمر رعد الكلب ولماذا ينبح ليلا ثم عادت مسرعة إلينا وهي تنظر إلى الغرفة أغلقت بابها في سرعة وأحكمت وضع القفل جيد ثم سألتني
هل أنت من فتحت باب الغرفة
صرخت جدتي أفنان
لا وقت لمثل هذا البنت ليست بخير أظنها شئ خيال مظلم
زفرت امي في ضيق وتابعت
كم مرة القيت عليكم أوامر الأ تقتربوا من الغرفة لا فائدة لا تسمعون الكلام لماذا فعلت الطفلة هذا وفي الليل
مطت جدتي شفتيها في استهزاء
تغلقين على دقيقك وخبزك وسكرك بالقفل وتسألين لماذا يذهب أطفالك هناك شحيحة اليد منذ تزوجك أبني أكيد الطفلة ذهبت تبحث عن أكل اعرفك جيدا تتركين اطفالك بلا عشاء إذا رغبت طفلة في لقمة وجب عليها تقديم طلب عفو من بنت ال
بترت الجدة عبارتها وهي تنظر لسليم ثم نظر إلى وجه يارا شديد الصفار وصاحت بها
تبا لك يا ثريا والف تب لن ترتاحي الإ حين نهلك،جزاء سوء فعلك وقبح تصرفك
زفرت أمي في ضيق لم تستطع أن ترد على جدتي بكلمة واحدة أحترام وتقدير وخوف أيضا ونظرت لي قائلة
أجلب عطر من غرفتي لشقيقتك
ولكن جدتي قالت بلهجة آمرة وحادة وحاسمة أيضا لا تقبل المناقشة
أذهب ب شقيقتك إلى غرفتي هيا يا سليم بسرعة
اطعت جدتي دون أن أنظر إلى وجه امي المكفهر احتضنت جدتي شقيقتي يارا ووضعت يد على جبينها قرأت عليها سورة الفلق فأنتفض جسد يارا قرأت ثانية سورة الإخلاص فتصبب جسد شقيقتي من العرق همست جدتي في لهجة آمرة وهي تشير لأعلى
سليم فوق خزانة ملابسي يوجد كيس تمر أجلبه لي
وضعت التمر في يد جدتي أمسكت به ووضعته على فم يارا في رفق مررت يدها على جسدها همست في أذن شقيقتي
لا تخافي جدتك هنا يا صغيرتي الغول مات كل شئ بخير يا حبيبتي