الواح جريس السبعة

Rahma El shaly`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-13ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

اليوم تغمر السعادة طلاب مدرسة سيراس الثانوية؛ لأن اليوم سيكون موعدهم مع أول رحلة استكشافية في قرية صغيرة معزولة بين الجبال.


تتميز تلك القرية بغرابة سكانها، من حيث شتى أشكال معيشتهم فيها، بداية من الشكل الخارجي المميز لبيوتهم إلى عاداتهم القديمة وأساطيرهم المقدسة.

في منزل آدم استعد أبناؤه الثلاثة لتلك المغامرة وهما " تورين " و"ليلى" و "تيام" ليلى وتورين من نفس العمر، تيام يكبرهم بسنة واحدة.


استيقظت تورين مبكرا عن الجميع وجهزت حقيبتها، ودفتر رسوماتها لتأخذه معها، ثم اجتمعت مع الجميع على الطاولة أثناء الإفطار.

بدأت بالحديث مع إخوتها عن الرحلة:

_ربما ستستغرق هذه الرحلة ثلاثة أيام، لا أرى أنهم وقت كافٍ لاستكشاف القرية لكم! أنا لا أريد التجول كثيرا هناك، فقط أريد مكان هادئ لأطلق العنان لأفكاري وأرسم.


ليلى كانت تلمع عيناها من الحماس عن الرحلة وبدت تتحدث وهي سعيدة:

_في اليوم الأول سيستكشف صديقنا جون القرية بأكملها، وسنكون بحوزته، كما تعرفين تورين مدى هوس جون بكل تلك الأشياء الغريبة لذلك سيسهل علينا مهمتنا.


نظر الأب إليهم قليلاً وبعدها نظر إليهم وهو يبتسم:

_ لقد وصلت الحافلة عليكم الرحيل الآن استمتعوا بتلك الرحلة وكونوا حذرين.

ودعوا أباهم وقبلوه، وودع تيام صوره والدته المعلقة على الحائط؛ لأن والدته توفت منذ أكثر من خمس سنوات في حادث سير.


قابلوا أصدقائهم في الحافلة، وبدأوا في تخطيط رحلتهم، وأثناء تجمعهم قاطعهم صديقهم جون وهو يحمل كتب كثيرة وبدأ يروي لهم ما حدث:

_لقد سهرت الليل بأكمله وأنا أجمع معلومات عن تلك القرية انصتوا ألان إلي، وجدت في كتاب الأساطير المقدسة لجدتي قصه كانت لتلك القرية عن أول سكان لها،
كانوا مجموعة من السحرة وكان زعيمهم حينها رجل حكيم ولكنه لم يجيد السحر مثلهم!

وقيل إنهم جميعا كان لهم مقر في تلك القرية، جُمع فيه سحر فريد من نوعه لا يعلم أحد قدرته أو مكانه حتى الآن!
ولكن من المحتمل أن أهل القرية يعلمون مكان المقر ولكن لا يريدون أن يعلمه أحد؛ لأنهم يعتقدون أنه مقر المؤسسين المقدسيين لتلك القرية.


نظرت ليلى إلى خريطة سير الرحلة المعلقة على الحافلة وقالت:
_في مخطط الرحلة مكتوب هنا أننا سنزور كهف سيزرو، هو موجود في الجبال المحيطة بالقرية ومكتوب أن جدران الكهف مليئة بكتابات من العصر الحجري.


لم يبالي جون لما قيل وسخر من التعليمات:

_ المسموح لنا هو كهف سيزرو وسنخيم في الجزء الغربي من القرية! أين المتعة في ذلك؟ حتى إنهم لم يسمحوا لنا بدخول أي من بيوت السحرة في القرية! لذلك لن نلتزم بمخطط الرحلة وسنستكشفها بمفردنا
.
كان الجميع يتشاركون الخطط والحديث.

ولكن تورين الوحيدة بينهم التي لم تبالي بكل هذا، وكانت شاردة في الطريق تتأمل كل ما حولها وترسمه؛ لأنها تحب الرسم منذ أن كانت في التاسعة من عمرها.


تنظر لكل ما حولها على أنه لوحة، ذلك الرجل العابس لوحة للغيوم في يوم ممطر، تلك الفتاة الجميلة وهي تبتسم تبدو أنها لوحة لحلول الربيع للأشجار بعد الخريف، كان العالم بالنسبة لتورين كأنه لوحات مرسومة كانت حالمة في عالم خاص بها الذي لم يشبه هذا العالم التي تعيش فيه أبدا.


استغرق الطريق النهار بأكمله حتى حل الليل عليهم ومازالو لم يصلوا لوجهتهم بعد.

جاء أستاذ إلياس المسؤول عن تلك الرحلة وقال لهم:

_ سنقضي في هذا المكان بعض الوقت من الليل ثم سنكمل رحلتنا.

نزل الطلاب من الحافلة ومنهم جون و تيام وليلى، ولكن تورين ظلت بالداخل كانت تريد أن تخلد للنوم حتى تصل لتلك القرية.

خلدت تورين إلى النوم وراودها حلم غريب "رأت أنها مقيده بحبل متصل بسبع أبواب جميعهم مغلقين، وعند كل باب منهم يجلس رجل يغطي وجهه كانت تورين تصرخ وتطلب النجدة، ولكن صوتها لم يكن مسموع! تلك الصرخات كأنها حبيسة بداخلها لا يسمعها أحد.


ثم آتي رجل آخر من خلفها وغطى عيناها، ثم شعرت تورين كأن يداها تحترق وهي تنجذب لباب من السبع أبواب ولكنها تقاوم كي لا تدخل هناك وبدأ الجميع بسحب الحبال لتدخل تورين إلى ذلك الباب وكلما اقتربت تورين من الأبواب تشعر كأن شيئا ما يخترق جسدها وتتألم بشدة".


استيقظت تورين وكان وجهها يتعرق بغزارة وكانت لا تستطع التنفس وتصرخ بصوت عالي: تيام أين أنت!
وبدأت تنادي على إخوتها بصوت عالي وهي تضع يداها على عيناها وتصرخ.


جاء الطلاب مسرعين على صوت تورين، ومنهم تيام وليلى وجون، صعد تيام إلى الحافلة واحتضن تورين وقبل رأسها، وبصوت منخفض كان يبث فيها الطمأنينة بقوله:

_تورين اهدئي انتي بخير ربما كان حلم سيئ أو ما شابه، أنا بجانبك لن يحدث شيء.


تجمع الطلاب حول تورين، ولكن كان هناك مجموعة منهم لا يحبون تورين؛ لأنهم يرونها غريبة الأطوار إلى حد كبير بسبب انطوائها وعدم اختلاطها بهم وأيضا بسبب رسوماتها الغير مفهومة.


أثناء تهدئة أخوه تورين لها ومعهم جون رأى أحد من الطلاب الكارهين لها دفتر رسوماتها ملقى على الأرض! أمسك به وبدأ يرى الرسمة التي لم تكملها تورين، وكانت عبارة عن بيت مظلم وفي كل أركانه يجلس كائنات غريبة بيضاء ومكتوب على جباههم كلمات غير مفهومة.


همس الطالب لزملائه وهو يبتسم بتعجرف قائلا:

ألم أخبركم سابقا أنها غريبة الأطوار ربما يسكنها شيطان والآن يريد الخروج منها وبدأ يضحك هو ومن معه بسخرية.

استمع تيام لحديثهم ثم قام من جانب تورين وتركها إلى ليلى تحتضنها، وبدأ بالشجار معهم وانهال عليهم بالضرب لحديثهم السيئ عن أخته.

حاول جون التدخل ولكنه لم يكن بتلك الشجاعة لمواجهتهم فذهب ليطلب استغاثة الأستاذ اليأس.


جاء الأستاذ اليأس وقام بتوبيخهم، وفض النزاع وطلب من جميع الطلاب النزول من الحافلة ما عدا ليلى وتورين، اطمئن الأستاذ اليأس على تورين ثم نزل من الحافلة مع باقي الطلاب.


كان وجه ليلى شاحب حينما رأت أختها خائفة وهي متشبثة بها، ولم تبالي لما حدث في الشجار كانت تخبئ وجهها في ليلى كي لا ترى شيئا.


أمسكت ليلى بيد تورين وبصوت يطغو عليه القلق قالت:
_ تورين ماذا حدث عزيزتي أخبريني.


أخبرتها تورين بذلك الحلم وفي تلك الأثناء قطعت ليلى حديثها وهي متعجبة وتشاور على يدها:

_ تورين انظري إلى يديك لا أعتقد أني رأيت هذا الوشم سابقا! ما هذا.

نظرت تورين إلى يديها وهي تتفحص معصمها ووجدت كلمتين لا تفهم ما معناهم! أو أي لغة هذه!


كانوا مطبوعين على يديها، بدي على تورين الخوف والرجفة! وهي تتذكر الحلم وترى يديها،ثم احتضنت ليلى بشده وظلت صامتة، و مغلقة عيناها كي لا ترى شيء.

حاولت ليلى تهدئتها:

_ لما هذا الخوف ربما أحد من أصدقائك تورين أراد أن يمزح معك قليلا فرسم تلك الكلمة على يديك وأنت نائمة.


انتهت تلك الليلة وأكمل الجميع رحلتهم، وأشرقت الشمس ليوم جديد وهو اليوم المنتظر لوصولهم إلى كهف سيزرو.

تحسنت تورين عن الأمس كثيرا وألتقى الطلاب بمرشد الكهف وهو "راشد" عرفه الأستاذ اليأس على جميع الطلاب وبدأ يسلم عليهم جميعهم.


حتى أتى لتورين وحينما مدت يدها لتسلم عليه صمت راشد فبدى على عيناه الذهول ونظر لها واتسعت عيناه فجأة: أوديس!!

لم تفهم تورين وتيام ما يقولوا وأبدى تيام تعجبه على ما قاله:

_أوديس ! ربما تقصد شخصا آخر أنها أختي تورين!

ابتعد عنهم راشد وذهب، ونظر إليهم من بعيد ثم أخرج هاتفه واتصل بأحدهم وقال:

_ الوقت قد حان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي