رغم أنف الانتقام

مارى نبيل`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-12ضع على الرف
  • 2.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كانت الساعة تدق الثانية بعد منتصف الليل في هذا الكوخ المتواجد في هذا المكان الذي لا تعلم موقعه، كانت تنزل بهدوء على تلك الدرجات الخشبية متوجهة  للباب وكل ما تتمناه في تلك اللحظة أن تجده غير مغلق وصلت اخيرا لهذا الباب وهى تتلفت حولها بخوف، ومن ثم أمسكت بمقبض الباب وإدارته بهدوء.

علت أبتسامة الإنتصار وجهها، ومن ثم فتحت الباب بهدوء أيضا وخرجت اخيرا.

لم يكن لديها فرصة لأن تأخذ نفسا عميقا قبل أن تركض بكل ما أوتي لها من قوة حيث كان هدفها أن تصل إلى باب السور بأي شكل.

كانت تعلم جيدا أن هذا  السور بعيد عن مرمى البصر ولكنها عندما أرادت أن تهرب لم تكن لتتخيل أنه بعيد كل هذا البعد.

ظلت تركض وتركض إلى أن شعرت أن أنفاسها ستتوقف، فلقد كانت صوت أنفاسها عالية ممتزجة مع صوت دقات قلبها التي تصدر طنينا في أذنها.

وقفت قليلا فلقد شعرت أن قلبها سيتوقف من المجهود والقلق والتوتر.

ولكنها سمعت صوت خلفها لتنظر بفزع ولكنها لم تجد شئ سوا تلك الأشجار الحمقاء، لتهرع بالركض مجددا ، ولكنها لم تكمل دقائق وشعرت بأن أرجلها تكاد لا تحملها فقررت أن تكمل الطريق الذي يشبه المسافة بين الأرض والسماء مشيا وليس ركضا.

فى حقيقه الامر أقل ما يقال عنها انها ستموت من الهلع فالظلام دامس حولها وتلك المنطقة الزراعية وأشجارها المرتفعة فى هذا الظلام تشبه الأشباح.

وخوفها من أن تجد مراد أمامها هو أكثر ما كان يبث الرعب في قلبها، لا تعلم ما سيفعل بها إذا لم تستطيع الهروب.

بدأت فى الإسراع أكثر عندما سمعت هذا الصوت ورائها مجددا كانت تتحرك بأقصى سرعة لديها، وتتلفت حولها، وقفت مجددا فهي لا تستطيع الركض أكثر من ذلك، ظلت تتحرك إلى أن وصلت لهذا السور وبدأت فى تسلق الباب وخاصتا أنه به اجزاء حديدية بارزة.

لقد كان التسلق أصعب مما تتخيل وشعرت بأن يدها جرحت من جزء معدني بارز بالباب.

كادت قدمها تنزلق عدة مرات ولكنها كانت تتشبث بيدها فأرجلها ترتعش لربما بسبب الركض أصبحت عضلات أرجلها مجهدة حد أنها لن تستطيع حملها.

وصلت اخيرا لقمة الباب وقبل أن تلتف لتنزل من الجهة الأخرى نظرت لتجد المنطقة ظلام دامس والطريق صحراوي خالي من الحياة.

يالله انها منطقة حقا مهجورة وللأسف أنتبهت لشجرتين أحدهم على يمين الباب والأخرى على يسار الباب مربوط بكل شجرة كلبان ضخمان أي ان تحت هذا الباب أربعة من كلاب ضخمة.

بدأ أحدهم بالأستيقاظ لينظر لها ويبدأ فى النباح عليها بشدة ليستيقظ باقي الكلاب ويبدؤن بالنباح عليها.

نزلت دموعها من هول الموقف، فبعد كل هذا المنطقة مهجورة و الطريق صحراوى خالي من الحياة  والأسوء أنه يوجد كلاب اسفل الباب كما قال لها.

كانت ممسكة بالباب التي تسلقته وهى تفكر أنها لن تستطيع الهروب، كانت تشعر أن قلبها يتوقف عن العمل ويعود ليدق مجدداً من كثرة الهلع فيكفي صوت الكلاب التي تتمني من أعماقها ام لا تصل لمراد حتى لا يستيقظ.

وكان تساؤلها الأهم الأن (ماذا سيحدث إذا عادت وأكتشف مراد محاولة هروبها ماذا سيفعل بها؟).

بدأت دموعها بالنزول وحاولت أن تنزل لتنزلق قدمها للخلف فقدت تحكمها في الإمساك بالباب من الاعلي فكادت ان تقع ولكن قبل أن تنزل للأرض وجدت من يمسكها من خصرها ليمنع وقوعها.

أنه ليس إلا مراد نظرت فى عيونه التى كانت بها نظرة مظلمة مخيفة وهو ممسكاً به حاولت أن تفلت نفسها ليترك خصرها ويمسك بكتفها بتملك حاولت أن تفك يدها من يده التى رفعتها قبل أن تقع على الارض وتنظر له وتبدأ فى البكاء كالاطفال.

كانت نظرته أقل ما يقال عنها انها مرعبة، ولأول مرة تنزل دموعها أمامه أنها فى مأزق على ما تعتقد، هل سيقتلها بتلك النظرة التى فى عيونه ولكن أنها تثق رغم كل شئ أنه يحبها وأنه يريدها زوجة له
كانت تحاول أن تهدأ نفسها وهى تنظر فى عيونه بتلك الأفكار.

أما مراد ففي حقيقة الأمر لا يعلم كيف يتصرف معها يريد أن يضربها ويعنفها، ولكن قلبه لا يطاوعه ولكن على الأقل سيروضها.

بدأت تشعر بالرعب وخصوصا ان من الواضح أن الاحبال التي تقيد الكلاب طويلة بحيث أصبحوا يدفعون الباب من الخارج وزاد نباحهم.

ظل ينظر لها لمدة دقيقة ثم فعل ما لا يتوقعه عقل لقد أخرج مفاتيح من جيب بنطاله وشدد على كتفها بأصابعه ومن ثم سحبها واقترب من باب السور ومازال ممسكا بكتفها، لقدكانت عيناه مظلمة مخيفة.

فتح مراد البوابة لترتعب وتشد يدها من بين يديه بكل ما أوتي لها من قوة و زاد هلعها قوة لتستطيع ان تفلت منه ولكنها رجعت للخلف من الهلع لتقع فى الارض، لقد كانت تلك الكلاب مقيدة فى شجرتين بجانب الباب من الخارج ولكن تلك الأحبال المقيدين بها طويلة ليدخلوا لداخل السور  ولكنهم مازالوا مقيدين.

لقد كانت مرتعبة من منظر تلك الكلاب المتوحشة التى تنبح عليها نظرت لمراد بأستفهام وقلق وعيون دامية من البكاء لماذا فتح البوابة هل سيترك الحبل لتلك الكلاب لتهجم عليها.

ألتف لها مراد ليقف بين تلك الكلاب التى تنبح عليها
كانت عيناه مخيفة وبصوت جاد لأقصى الحدود
- لكي حرية الاختيار الأن يا أما أن تخرجي وسط تلك الكلاب للخارج وأعدك انكي وقتها لن تعبري منهم وهناك جزء في جسدك سليم، وأن نجوتي وقتها ستكونين في تلك الصحراء، أو( ومن ثم تكلم بطريقة اقل ما يقال عنها مرعبة) أن تنالي عقاب على يد مراد عاصم السويدى.

وبعد عدة ساعات كانت تجلس في تلك الحجرة منهارة من البكاء لا تعلم كيف له أن يعاقبها بهذا الشكل كانت تلعن يوم لقائهما، وقلبها الذي أحبه الم يكفيه ما فعله بوالدها ليكمل ما يفعل الأن.

عودة بالزمن لعدة أشهر:
فى هذا  القصر  الخاص بعائلة عاصم السويدي صاحب إحدى أكبر شركات الإستثمار، هذا القصر الذي فقد سيدته منذ أكثر من عشرة سنوات، وبالتحديد فى الجناح الخاص بأبن عاصم السويدي.

مراد عاصم السويدي الذي عشق والدته حد الموت وأخذها منه الموت، تلك السيدة التي توفت بسبب الغدر.

كانت تدق السادسة صباحا عندما أستيقظ مراد مستعدا للنزول لعمله، فتح أعينه لينظر لساعة موضوعة على منضدة جانب الفراش الوثير.

فلقد كانت دقات عقارب الساعة هى الصوت الوحيد الذي يدق من حوله مع تلك الأفكار التي تدق عقله، هذا العقل المنظم الذي يسعى دائما لهدف واحد وهو الفوز بصفقاته.

دخل لحجرة تغير ملابسه ليرتدي قميصا ابيض وبنطال أسود ويرتدى ساعته يضع العطر المفضل لديه فهو يعشق العطور ذات الرائحة النفاذة ثم ينظر لنفسه فى المرأة بثقة.

أبتسم لنفسه إبتسامة ساخرة فاليوم بالنسبة له سيكون يوم مختلف بتفاصيله فهو يعلم جيداً أن تلك الصفقة سيحصل عليها.

لربما أكثر ما يجعله يشعر بالسعادة هو الفوز بصفقات رابحة، لقد كبر على يد والده الذي يعشق عمله ولكن في حقيقة الأمر والده مختلف عنه في طريقة حصوله على صفقاته.

ينزل للحديقة أخذا معه هاتفه حيث يجد أبيه يجلس ويتناول فطوره كعادته مبكرا.

أبتسم بحزن عندما تذكر كيف كانت والدته تفضل الافطار صباحاً في الحديقة كيف كان يركض حولها، وكيف كانت تحاول جاهدة أن يجلس ليتناول فطوره.

أخذ نفسا عميقا فهو يعلم جيدا أن وراء موت والدته سرا سيعرفه يوما ولم يكن يعرف أن هذا السر سيقلب حياته رأسا على عقب

جلس أمام والده مبتسماً محاولا أن لا يظهر ما بداخله من حزن لن يزول الا إذا علم الحقيقة التي يخفيها عاصم السويدي عنه.
- صباح الخير يا أبي.
- صباح الخير، لما استيقظت باكرا عن ميعادك اليوم؟
- لربما لأنني قررت أن اتناول فطوري معك.

أبتسم عاصم له ومن ثم هدهد على كتفه بمحبة وهو يقول:
- أتعلم يابني انت حقا اهم ما أملك في تلك الحياة، لذا اهتم لتمتلك ابنا يوما يكون سندا لك مثلما انت سندا لي.

- هكذا إذن! هل لديك عروس لي؟

ضحك عاصم وقال بصوت يشوبه الجدية:
- بني انت تعلم جيدا أنني علمتك مجال الاقتصاد فقط لتمتلك حياة وظيفية ناجحه وليس لتتملكك الصفقات والمشاريع.

- حسنا يا عزيزي ولكنك تعلم ان شغفي فيما أفعل.
- أعلم ولكن ما لا انت تعلمه أن هناك الكثير في الحياة قد يستحق الشغف أكثر من صفقاتك.

- حسنا، لربما انت على حق ولكنني لم أجد تلك الأشياء الكثيرة حتى الآن.

غمز له مراد مشاكسا، ثم أكمل:
- هيا لنأكل حتي استطيع أن أغادر مبكراً فأنت تعلم اليوم سأحصل على تلك الصفقة الرائعة.

وقام بعد أن قبل رأسه وغادر، لقد كان مراد متعلق بوالده بشدة وخصوصاً بعد موت والدته.

يتذكر جيدا يوم رحيلها لقد كان والده مكسور للغاية ولكنه يثق أن هذا الانكسار ليس لموت أمه فقط ولكن هناك سر اكبر من ذلك، قد كان يتذكر هذا اليوم بتفاصيله كيف كان يحاول أن يتماسك رغم صغر سنه.

حاول أن ينفض تلك الذكريات المؤلمة خارج عقله وهو يغادر حديقة القصر.

فلابد أن يستعد لحصاد نتيجة تلاعبه اليوم للحصول على صفقة كما اسماها.

دخل مراد إلى شركته ثم إلى مكتبه ليهاتف إحدى العاملين في الشركة لتجهيز غرفه الإجتماعات.

لقد كانت هذه الصفقه تخص شراء إحدى قطع الأراضي مساحتها مئة  فدان فى منطقة سياحية
أراد مراد هذه الأرض بشدة ليقوم ببيعها لمستثمر أجنبي بعدة أضعاف الثمن الذى سيدفعه.

ولأنه يهوى التلاعب للحصول على ما يريد فلقد أدخل منافسه فى شراء هذه القطعة من الأرض فى مأذق مالي حتى لايستطيع شراؤها.

فلقد أتفق مع إحدى المسؤولين فى الجمارك على تعطيل شحنة لهذا المنافس ستخسره عشرات الملايين بتأخيرها.

دخل مراد غرفة الإجتماعات ليوقع على شراء الأرض بدون أي عناء.

لقد كان والده ينظر له نظره لم يفهمها مراد، خرجوا من حجرة للاجتماعات ليدخل مراد مكتب أبيه.

- ماذا بك؟ اين مباركة والدي؟
- على أي شئ تريدني أن ابارك لك؟
- عن تلك الأرض التي حصلنا عليها وسنبيعها بعشرة أضعاف ثمن شرائنا لها.
- سأقول كلمة مبارك لك عندما تحصل على صفقاتك فقط لأنك مميز ولست لانك تتلاعب بطريقة لا تصح.

هز رأسه بلا مبالاة وقال:
- لا عليك انا اعلم جيدا ما أفعل وخاصتا أنني لم افعل شيئاً قد يحرم يوما.
- ما هذا الهراء الذي تقوله، هل تعتقد أنني لا اعلم ما فعلت مع المنافس اعلم جيداً انك تسببت في خسارته لملايين الجنيهات فقط لتعرقله عن دخوله كمنافس امامك.

- أبي هذا الرجل لدية الكثير من الأراضي في تلك المنطقة ولم يبني بها شيئا حتي الآن، هو فقط يستحوذ على الأراضي ولقد دخل هذه الصفقة فقط ليتحداني إذن ليحصد نتيجة تحديه لي. 

نظر له عاصم بيأس فهو متأكد أن مراد لن يغير من أسلوبه، وقال له:
- لن أدخل معك في جدال أعلم نهايته أتركني الأن يا مراد.

وقف مراد ورفع يديه بطريقة هزلية ومن ثم غادر مكتب والده، ليدخل  مكتبه ويهاتف صديقه رامز عدو مرات والغريب في الأمر انه لم يرد.

قرر أن يذهب لمكتبه ليطمئن عليه فهو لم يراه اليوم
ليخبره موظف استقبال المكتب الخاص برامز أن تم نقله لأحد المستشفيات القريبة لتعرضه لألم المفاجئ.

لم يصدق مراد ما يسمعه ليأخذ أسم المستشفى وعنوانها من الموظف  ويغادر الشركة سريعا ليطمئن على صديقه.

كان عقل مراد يتأمل من القلق  لأن رامز ليس فقط صديق بالنسبة له بل هو بمثابة أخ.

بينما كانت تجلس تلك الطبيبة ريم فى مكتبها بأحدى المستشفيات التى يمتلكها والدها لم تفكر يوما أن تتعالى على إحدى العاملين فى المستشفى من أطباء حتى عمال النظافة ولقد كانت تمارس مهنتها بكل حب وأمانه.

لن تكن محبوبة فقط لجمالها أو لوجهها الذي يتسم بالبراءة ولكن لاخلاصها ولكونها من اشطر الأطباء في المستشفي.

دخلت إحدى الممرضات لتخبرها أن إحدى الأصدقاء لمريض يفتعل مشكلة، عبست بوجهها فهي لا تفضل الخوض في اي مشاكل.

فى حقيقه الامر أنه مراد ولم يكن ليفتعل أي مشكلة الا عندما وجد ما يستحق لذلك عندما دخل لغرفة صديقه ووجده يتألم بشدة.
- ماذا بك يا رامز ؟
- أعاني من مغص كلوي منذ أكثر من ساعة ولم يتوقف.
- ما هذا الهراء؟

وغادر الحجرة غاضبا ليمسك بأول ممرضة يراها ومن ثم انتهرها بشدة وقال لها:
- احضري لي طبيبة حالا، اريد أن أرى المسئول عن المهزلة التي تحدث هنا.

ابتلعت الممرضة غصة في حلقها بعدما صرخ بها:
- اتسمعيني؟

لقد كانت هيئته تدل على كونه إحدى رجال الأعمال مما زاد قلق الممرضة فهرولت لريم.

كانت ريم تتحرك بقلق ما الذي يدعو لأفتعال مشكلة، أنها تعمل منذ سنتان.

دخلت ريم حجرة رامز لتجد مراد أمامها يقف وهو متحفز لأفتعال مشكلة، نظرت في إتجاه الشخص الذي أشارت الممرضة له، لتشعر بأنقباض في قلبها فعلى مايبدو أنه شخص يستطيع افتعال المشاكل فيبدو عليه الثقة ولربما عيناه الزرقاء الحادة جعلت قلبها يزداد انقباض، ولكنها تكلمت بثبات قائلة:
- نعم، لما تفتعل مشكلة؟

كان مراد يجلس بجانب رامز عندما سمع وقع حذاء نسائي على الأرض لينظر في إتجاه الصوت ليرى تلك التي تدخل من باب الحجرة.

أنها أشبه بملاك يرتدي زي الأطباء، ملامحها الملائكية شفتاها الكرزية وخصلات شعرها التي تلتف حولها شريطة بنية تتماشى مع الخصلات الكستنائية.

لقد قرأ عيناها في لحظات فهي يبدو عليها التوتر تحاول إخفائه في خطوات ثابتة ولكن هيهات فهو مراد عاصم السويدي الذي يستطيع قرأة الأعين في لحظات.

فاق من شروده على صوتها الممتلئ بالثقة، ليحاول أن يبادلها تلك الثقة بأن يظهر في عيناه الجد والذي يتنافي مع تأمله لها.

- من الطبيعي أن تكون هناك مشكلة عندما يتألم صديقي لأكثر من ساعة ولم يهتم أحدا لأمره، هذا يسمي إهمال.

نظرت ريم لمراد ببرود ثم نظرت لرامز لتسأله:
- أخبرني استاذ رامز هل نحن لم نهتم بك؟

أبتسم رامز رغم الالم وقال:
- لم أقل ذلك.

لينظر له مراد رافعا إحدى حاجبيه:
- ألم تخبرني انك لأكثر من ساعة تشعر بالألم؟

أكملت ريم كلامها مع رامز معتبرة مراد غير موجود:
- أخبرني رجاءا، هل انت تم حقنك بمضادات للتقصلات ام لا؟

بأستسلام مضحك:
- بالفعل قد أخذت.
- حسنا، انت تعاني من مغص كلوي شديد ولقد تم تعليق محلول به مضاد التقلصات ومسكن أيضا وانا لا استطيع ان أعطي لك أي عقار آخر قد يتسبب في أذى للكليتين الأن.

اخذت نفسا عميقا واكملت:
- كل ما أستطيع فعله أن أتابع التحاليل لمعرفة سبب التعب المفاجئ.

ثم نظرت لمراد بأستنكار بعد أن ألتفت له وقالت:
- يمكنك أن تخبرني الان ما مشكلتك؟

لم يستطع مراد أن يتكلم فلقد تفاجئ بشخصيتها القوية ولباقتها رغم أنها يبدو عليها انها رقيقة للغاية.

فرفع كتفه بطريقة هزلية وهز رأسه بأستنكار:
- لا أعلم
ما يجب أن أقول ولكن من المتضح أنه هناك سوء تفاهم.
- حسنا، يجب أن تفهم الأمور جيداً في المرة المقبلة ولا تغضب على الممرضات لأن ببساطة هم لا يعملون لديك.

ثم نظرت لرامز:
- أتمني أن تتعافي يا سيد رامز.

وجهت كلامها لممرضة:
- ممنوع دخول أي زيارات لأستاذ رامز فهو يحتاج إلى الراحة.

وغادرت الحجرة لتشير الممرضة لمراد بيدها بما يعنى أنه يجب أن يغادر الحجرة.

كانت نظرته لها وهي تغادر كفيلة بجعل قلبها ينقبض فمن الواضح من عيناه الحادة المتأملة لها أنه لديه ردا على طريقتها.

دخلت ريم مكتبها لتكمل الإطلاع على بعد التقارير، لقد كانت لأول مرة تشعر بمثل هذا التوتر المبالغ به لا تعلم ما أذا كان السبب أنها قلقت من افتعال مشكلة ام لأنها تتذكر تلك العيون الحادة.

لتفاجئ بطرق أحدهم على باب مكتبها ودخول مراد وعلى وجهه تعبير لم تفهمه.

تتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي