متاهة العالم الخفي

DoniaSaber`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-28ضع على الرف
  • 40.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

قالوا ذات يوم أتبع المنطق حتى لا يختل عقلك، ولكن لولا الجنون لما وصلنا إلى هنا.

هدوء مريب يخيم الأرجاء، يجعل الجسد يرتعش قلقًا، الشتاء هادئ دائمًا بالبلدة، فالجميع داخل بيته والجو يزداد برودة بذلك الوقت من الليل، الشوارع فارغة، الجميع ينعم بالدفء داخل غرفهم عدا هذا المنزل القابع بأحد الحارات.
فهو نقيض جميع المنازل، نوافذه كلها مفتوحة وكأن أهله لا يشعرون بالبرد القارص أو يظنون أنهم بالربيع جاهلين عن تقلب الجو بلحظة..

ما من صوت غير تكات الساعة المعلقة بزاوية الحائط، فحيح هادئ كفحيح الأفاعي يدب الرعب في القلوب، همسات تجعل الأدرينالين ينضَحُ من داخلك كينبوع الماء، بعبعات أتية من داخل أحدى الغرف تدل على أن هناك من يلتهم وليمة شهية وحده، الغريب بالموضوع أن الوقت تخطى الثانية بعد منتصف الليل..

_عزيزتي أين أنتِ؟
صوت الزوج يقطع الصمت ويغطي على تكات الساعة، ليقترب من تلك الغرفة ممسك بالمقبض هم بفتحه، ولكن فزع وأبعد يدة فجأة من على المقبض بعدما شعر بحرارة المقبض وكإنها كانت على النار، صوت حركت الرياح كان عاليًا والستائر تتحرك؛ نظر حولة وهو يذكر الله متمتم بأيات صغيرة من القرأن..

_هل تسمعيني؟

قبض على المقبض وفتح الباب سريعًا، كاد أن يتحدث ولكن لجمته الصدمة وشهق بفزع بعدما تراجع للخلف عدة خطوات، فتح عيناه على مصراعيه غير مستوعب ما يراه، فالغرفة مليئة بريش أسود شبيه بريش طائر الغُراب، والأرضية ملطخة بالدماء، وقعت عيناه عليها تجلس بالزاوية ممسكة بقطعة لحم، والدماء خلدت أثرها على وجهها.. يداها مغطاه بالدماء وعيناها تنظر نحوه مباشرةً.

هز راسه فزعًا وهو يتراجع بخوف، فعيناها غير طبيعية قاتمة السواد وإبتسامتها واسعه، وكأن ما تفعله أمر طبيعي كتناول الحلوى أو الشوكلا، سرعان ما تعالت صوت ضحكاتها لتنتشر بجميع زوايا المنزل..

ضحكات عالية صاخبة غير عادية يقشعر لها الأبدان، وسط ذهوله بذلك الصوت الخارج منها، صرخ على غفله وهو يرى نفس ملتصق بالحائط وقدماه مرتفعه عن الأرضيه بل معلق بالحائط وهي تقف أمامه وشعرها الأسود إزداد لونه قتامة، أشعث ودماء بجميع أنحاء جسدها نظرت له ببتسامة شيطانيه..

أمالت رأسها لليسار قليلًا ثم رفعته قليلًا وهي مازالت ممسكه برقبته ومحكمة الغلق عليها، ولو أطالت الأمر لذهبت روح، فوجهه بدا لونه يميل للأزرق من الإختناق، يحرك يديه وقدميه مقاومًا لعله يفلت من قبضتة الضخمه غير مستوعب أنها تملك تلك القوة.

بدا بالسعال لتضحك ويخرج صوتها بنبرة غليظه بل نبرة أشبه بكائن غير عادي:

_لا تقترب وإلا سأقضي عليك.

حاول أن يخرج صوته، فما يسمعه ليس صوتها أبدًا يشعر وكأنه يعيش كابوس بالتأكيد ما به الأن هو كابوس مؤذي، أغمض عينيه متمني أن يفيق ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق.

شعر بنفسه يسقط على الأرض أثر تركها لرقبته، فوقع بقوة جعلت عظامه تصدر صوتًا، حاول إخراج صوته رغم عناد حنجرته ولكن لا فائدة، تحسس راسه بعدما شعر بألم كبير لا يستطيع تحملة نظر ليده بصدمه فالدماء تلطخ كفه بأكمله..

ينزف!
ماذا يحدث!
لما كل هذا يحدث معه بالأساس!؟
تساؤلات كثيرة دارت براسه وليس لديه وقت ليفكر بأي أجوبه فقد جأته الأجابة سريعًا.

_لا ترهق نفسك بالتفكير لمعرفت هوية ما يحدث معك.

_من تكوني؟

ضحكات ساخرة خرجت منها لترفع ذراعيها بطريقة تراجيديا:

_أنا هو عملك الأسود بالماضي والحاضر.

_ما علاقة زوجتي بالأمر؟ فهي ليس لها أي ذنب.

بدأت الأشياء تتحرك حوله الستائر تتطايل بقوة والهواء أصبح صوته أقوى، دب الرعب داخل نفسه حاول أن يتمالك أكثر فان كان ما يعيشه كابوس فعلية مواجهته وفهم الأمر برُمته.

بدأت ترتفع تدريجيًا فاردة ذراعيها تنظر لعينيه مباشرةً وشعرها يتطاير كالأفاعي بحركتها متوليًا، ملابسها ممزقه والدماء تلطخها بعشوائية شكلها كان مرعب للنظر وصوتها خشن لدرجة تثير الذعر بقلبك.

_ذنب زوجتك أنها أختارتك أنت.

_لا أفهم شيء، ما المطلوب مني؟
خرجت كلماته بصعوبة بالغه، يشعر وكأن حلقة قد جُف كصحراء خاليه من المياة أو بلدة لم يزوراها المطر منذُ أزل.

إقتربت فجاة منه ودنت من أذنيه ليشعر بسخونه أنفاسها تحرقه:

_روحك.

كاد أن ينطق برد ولكنها قطعت كلماته قبل أن تخرج من فمه ممسك بذراعه بيد من حديد تقبض عليها، جعلت بصرخ بأعلى صوته فقبضتها كادت أن تكسر يدة، شعر وكأنه بينه وبين الموت شعرة واحدة.

_أن لم تبتعد عن طريقي فلن تذق معني الراحه فأحذر غضبي.

أبعدت قبضتها من يده بعنف وتحركت مولية له ظهرها، تسير بخطوات هادئه بطيئة وكأنها تعد خطواتها خطوة تليها الأخرة فالتالية حتى وصلت لإحدى زوايا الغرفة وبالتحديد مكانها وقت دخوله عليها لتجلس مكانها وتأخذ وضع القرفصاء ممسكه بساقيها بعدما ثنتهم، هززات عنفيه وكلمات غير مفهومه خرجت منها جعلته ينظر لها بعدم فهم وفضول لحل لغز كلماتها رغم خوفه الشديد لما يحدث..

ومع كل كلمة غريبه تخرج من فمها يعلو صوت الرياح وكأنها على إتفاق مسبق معها، وفجأه وبدون أي سابق إنذار صرخت بصوتها كله:

_أخرح الأن من المنزل ولا تعد حتى تشرق الشمس.

نباح الكلاب أصبح أعلى وقريب جدًا من المنزل وكإنهم أتفقوا لتجمعوا حول منزله لتتسع إبتسامتها وتهز رأسها بجنون:
‏_أخرج فقد حضروا.

لا يعلم كيف تحركت قدماه لينفذ كلامها تاركًا المنزل وخرج من الباب فزع بمنظر الكلاب حول منزله فقد كان عددًا مهولًا مجتمع حول البيت منتظرين خروجه، إبتلع غصة مريرة داخلة، تيبثت قدماه مكانه ونباحهم يزداد وهو لا يعرف للحراك معنى حتى وإن أراد الفرار فجسدة يمانعه ويخذله، يريد الفرار والخلاص من لعنة اليوم..

ومع أول خطوة له خارج المنزل سقط على وجهه ليرى الهاوية حفرة كبيرة سوداء لا يرى كفة يده بها كل الؤشرات تدل على أنها النهاية وأن كانت تلك نهايته فلا داعي للمقاومه والمحاربة من أجل شيء مستحيل حدوثة.

جاوء لأخذة وهو جاهز لأي شيء فهذا مصيرة مهما فر هاربًا منه.

مع سقوطة بالحفرة السوداء مر شريط حياته أمامه تلك اللحظه التي بدا بها كل شيء، أغمض عينيه سابحًا بملكوت أخر ينقله ليوم ووقت مختلف تمامًا؛ رى نفسه شابًا مراهقًا بالسابعة عشر واقفًا أمام أحد البنايات العالية يلهث وأنفاسه تتعالى يبدوا عليه وكأنه كان في سباق مع الزمن أو سباق مع الريح راكضًا مسافة طويلة وبسرعه ليلحق شيء ما، يرتدي قميصًا بيج وبنطالًا أسود مع ساعه سودا وحذاء أسود متسخ وحلتة أصبحت رثه رغم محاولاته الكثيرة لهندمة نفسة، رأسة مرفوع للأعى ينظر لشرفة أحدي الشقق وكأنه ينتظر إطلالة أحدهم ولكن طال وقوفه كما إنتظارة.

. . . .

بتلك البناية وباحدى شققها ذات الذوق الرفيع والأثاث الفخم باب خشبي بالتحديد بتلك الغرفة، تجلس فتاة صغيرة بالخامسة عشر على أرضية غرفتها ممسكة بقلمها تحركه من حين لأخر بملل وعيناها على الأوراق والكتب المبعثرة أمامها، هزت راسها وهي تقذف بالقلم ليسقط فوق الكتب ثم تذمرت بضيق:

_أنا لا أفهم أي شيء والمواد صعبه وذلك المدرس لا يعرف للشرح أي معنى يظل طوال الوقت يردد المعلومات كالبغبغاء، يا الله متى ينتهي هذا العام وتأتي الأجازة.

وقفت واتجهت للكومود لتأخذ كوبها الفارغ تتركه في
المطبخ ثم تعود مجدداً ولكنها لم تجده! إختفي الكوب من فوق الكومود وكأنه لم يكن هنا من الاساس!

سمعت صوت أت من زاوية الغرفة وكأن أحد ينادي بأسمها صوت بعيدًا جدًا لكنه واضح، هزت راسها وتحركت متجاهله الأمر تقنع نفسها ربما لم تأتي بالكوب من الأساس أو..

_هل تسمعيني؟، أنا هنا حولك بل جوارك.. لا تحاولي تجاهل الأمر فكل تلك إشارات تثبت وجودي

وفي هذه اللحظه شعرت بالصوت يعود مجدداً هذة المرة كان أقرب وأعلى يجعل أذنها تؤلمها من قوته، أيضًا أحيت بأنفاس حاره تصطدم بعنقها من الخلف مع لمسات رقيقه وخشنه بذات الوقت علي طول ذراعها!

‏هزت رأسها حاولت ذكر بعض الأيات الصغيرة التي تحفظها ولكنها لم تستطع فثقل لسانها وكأن أحد يضغط عليه، واللمسات عادت مرة ثانية، شيء خفي يتحسس عنقها نزولًا لذراعها وخصرها اللمسات أصبحت أثقل فأثقل..

فحيح ساخن عند أذنها يهمس بخشونه وغلظه:

_لا مفر للهرب فأنا قدرك المحتوم.

حاولت الصراخ وقد فاض بها الكيل وهي تركض نحو الباب حتي تفتحه ولكن كان مود موصداً!، ولكن كيف وهي لم تفعلها ومتأكده أنه لم يفعلها أيضا والديها، أخذت تضرب الباب وتركل الباب مرات ومرات متتاليه بعنف، وصدرها يعلو ويهبط بسرعه وكأنها تصارع الموت تخبط علي الباب بصخب و هستيريا لا تعلم كيف لوالدتها وأختها الآ يسمعا تلك الجلبه.

_لا ترهقي نفسك، لن يسمعكِ أحد.
هتف بها الصوت مره أخرى لتتوقف مكانها تبتعد عن الباب وتلتف خلفها فجأه تنظر في جميع أنحاء الغرفة ثم أغمصت عينيها وهي تهز رأسها بهستريا:

_لا لا، كل ذلك خيالات لا وجود لأحد بالغرفة.

كررت جملتها ثلاث مرات متتاليه لتشعر بالأنفاس تبتعد رويدًا والحرارة التي شعرت بها بظهرها أختفت لتسمع الصوت يصدر من نفس الزاوية التي بدأ منها:

_يبدوا أن الوقت لم يحِن بعد، سأعود لكِ مجددًا.

هدوء لا أنفاس لا حرارة ولا حتى صوت، نظرت للكمود بصدمة عندما رأت الكوب مكانه لم يتحرك!

هزت راسها بعنف غير مستوعبه، أسرعت لتفتح الباب وصُدمت بأنه يفتح دون أي تقيد!!

تحركت بأتجاه المرحاض ووقفت لترفع أكمام منامتها لتغسل وجهها لعلها تفيق من أثر صدمتها ومدت أنمالها تفتح صنبور المياة، لتقف يداها في منتصف طريقها تشهق بصدمه وذعر وقد إتسعت عينيها برعب حين رأت بقعه حمراء اللون بيدها كالمتورمه في المكان التي شعرت به بلمسات أحدهم أخذت تتحس يدها وتلك البقعه بأعين مرتعشه.. لا تتذكر أنها إصتدمت بأي شيء لتظهر تلك البقعه!!

أتى الصوت مرة أخرى من خلفها تمامًا خشونته تجعلها ترتعش:

_لا تخافي فقد وددت أن أترك أثر لتتذكريني به دائمًا.

التفتت خلفها برعب تنظر لجميع أنحاء المرحاض وخرجت منه بسرعة تنتفض:

_من هناك؟ هل من أحدًا معي بالمنزل! أمي أين أنتِ لو كان كل هذا مقلبًا من مقالبكم أنتِ وأختى سأغضب كثيرًا فالأمر ليس مضحك أبدًا.

قالت كلماتها وهي تتحرك بأرجاء الشقة تبحث عن أمها وأختها لتسمع ضحكات عالية خشنه تفزع من يسمعها مشابهه لصوت الرعد بقوته.

أدارت جسدها بشكل دائري تبحث عن مصدر الصوت لتشعر بنفس الفحيح عند أذنها:

‏_يبدو أن الصغيرة نست أن أمها بالعمل وأختها ذهبت لدرسها، أنتِ هنا وحدك تمامًا.

_من أنت؟

قالتها بخوف وتوجس لتسمع الصوت يتحرك متجهه لغرفتها وعند نفس الزاوية يردد بخشونه وغلظة:

_ليس الأن، الأمر لم يأتي بعد.

أغمضت عينيها تذكر أيات الله بخوف واضعه يدها على صدرها تحاول تخدأت أنفاسها المتسارعه وكأنها كانت بحلبة مصارعه؛ هدأت الأجواء وسكن عقلها فجأه وبدون إرادتها فتحت عينيها مجدداً وهي لا زالت تقف مكانها ولكن هدأت حالتها تحاول التنفس وهي تلتف خلفها بتوجس تتمني من الله أن يكون ما حدث الأن مجرد وهم وأو خيالات بسبب كثرة سهرها أمام التلفاز..

. . . . .

نفس الصوت سمعه الشاب الواقف بالأسفل ولكن أشدّ غلظه وأشدّ قوة بعدما إرتفع صوت الرياح وتعالت أصوات الكلاب حوله، إلتفت بتوتر وخوف يتفحس المكان لا يفهم سبب نباح الكلام مرة واحدة وفجأه هكذا ومتى كان الجو يدل على تقلبة المفأجا فالشمس كانت موجودة وحارقة منذُ ثواني معدودة.

سمع صوتًا مرعب يتحدث عند أذنه يصدر صخبًا نسبيًا مع صوت حركت فروع الشجر:

_تحرك من هنا وعُد أدراجك ولا تاتي لها مرة أخرى فهي لن تكون لك مهما فعلت.

ألتفت خلفه بسرعه ليرى من المتكلم ولكن لا أثر لوحود أحدًا!

الأمر مريب ومرعب، والمرعب أكثر هي تلك النار المتأججه التي ظهرت فجأة من العدم أمامه مباشرةً نداءت عالية أتيه مع كل الجوانب تنادي بأسمه وكلمات غير مفهومه كالطلاسم.

حاول إستيعاب الموقف أو تداركه قائلًا:
_من أين أتت هذة النار؟!

نظر حوله ليجد الناس تتحرك بهدوء ونظراتها وملامحهم تبدو عاديه، لا خوف أو توتر وكأنهم لا يرون تلك النار المشتعله أمامه!

حاول الصراخ ليساعدة أحد فالنار حاوطته من كل مكان ولا أحد يسمع له صُمً بكمً لا يرون..

_لا تحاول فلا أحد منهم يسمعك أنت تحت سطوي.

سمع جملته وسرت رعشه بجسده بثقل تنقلت بجميع خلاياه حتي خلايا عقله الذي شُل من الصدمه..

تصلب جسده بدون إرادته وكأنه مكبل ولكن لم يمنع هذا إنتفاضتات بهستريا وصراخه المكتوم الذي اخذ يتعالي مع تعالى علو وهبوط صدرة، كأنها يحارب شيء ما لا يراه أحد محاولات بأسه بلا أي فائدة..

شعر بثقل لسانه فجأه حاول الصراخ كثيرًا ولكن لا يستطيع..

شاهد ظلًا أسود ضخم ذو عيون كبيرة حمراء كاحمرار النار من أسفله، يقف أمامه بالتحديد فوق النار المشتعلة..

أغمض عينيه بقوه وزادت إنتفاض جسده عندما شعر بصوته يقترب من وجهه وسخونه تقترب أكثر من رقبته الذي برزت عروقه وأخذت تنبض بعنف..

من يراه يقول أنها بحالة تشنجات وأنه مريض ويحتضر الأن!.

_لا تحاول الأقتراب منها أو محادثتها وإلا تخلصت منك بطريقة لن تحبها أبدًا.

صرخ بصوت عالي عندما وجد ذلك الظل يقذف به داخل النار وأصبحت النار تأكل جسده لا فرار، ظل يصرخ ويصرخ بلا توقف وضحكات ذلك الظل تتعالى مع علو صراخه وكأنه يستلذ من صراخه..

شهق فجأه وهو يشعر بيد أحد تلمسه، إنتفض ورفع راسه ليجد نفسه بمنزله وجسده أصبح أكثر بلوغة وأمه تقف أمامه:

_ما بك هل رأيت كابوسًا؟ سمعتك تصرخ وتستنجد! ماذا رأيت بنومك؟

رفع رأسه من على الوسادة وهو ينظر بجميع أنحاء غرفته يحاول فهم ما يحدث يشعر بالدوار والأفكار تتزاحم داخل راسه، حول نظراته لأمه الواقفة تنظر له بفضول تنتظر إجابته على أسئلتها..

حاول التكلم ولكن يبدو أن صراخه جعل حلقة أشبه بالصحراء الجافة مد يدة للكمود بجانب مخدعه والتقته وشربه دفعتة واحدة..

_ألن تجيب على أسئلتي؟

كاد يجيب وهو يحول نظراته لها، ولكنه صرخ بقوة وهو يرى نفس الظل واقفًا خلف والدته ينظر له بعينيه الأشبه بالنار الموقدة ليهز راسه بهستريا صارخًا بذعر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي