فُندق الياقوت

نيجور`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-06ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

*رواية فُندق الياقوت*
"الفصل الأول"
البارت الأول




لا أعرف طعمًا للنوم بالليل، أشعُر بخوف وعدم الطمأنينة، أنام صباحًا عندما الشمس تطلُع، ويستيقظ كُل الناس، وقتُها أشعُر بأمان، بوجود الناس وأصواتهم حولي، خائفة من أن يُصيب عائلتي مكروه، أقوم مفزوعة دائمًا، لا أنعم بنومٍ هانئ.

كان هذا آخر ما كتبتهُ *'نهر'* الحالمة الوحيدة في عالمها أغلقت دفتر مُذكراتِها وقامت تغتسل وتتوضأ وبعدها قامت لِتُصلي قيام الليل بما أنها مازالت مُستيقظة ولم يراودُها طعم النوم المُريح، كانت تُصلي وتبكي من فرط الفقر في حالِها، تخاف ليس لها أحد، تشعُر بالفقد بعد وفاتهم، تسكُن مع والدتها وأختها الصغيرة
كانت تدعي وتقول بِروح عذّبتها الدنيا
_يارب يا عليم بحالي وبفقر نفسي، اشتاق للطمأنينة والنوم أفتقدهُ كمن تفتقد طِفلها، أريد أن أنام وأُغمض عيني براحة لساعة واحدة، لا اعرف معنى للنغزات الدائمة في قلبي، أشعُر أن أصابتني جلطة قلبية من شعور حاد مزّق روحي، الله أنت أعلم بضعفي، صابرة يارب ارحم ضعف قلبي، قويني يا قوي، أنت ملجأي وحبيبي...
وغَفت من كثرة البكاء نعم نامت أخيرًا أخذت جولة صغيرة في دوامة النوم لبِضع دقائق،
استيقظت على آذان الفجر فقد نامت لـِ خمسة عشر دقيقة فقط، حمدت الله، وصلّت ثم جلست تتأمل بهدوء تام كأنها لم تقيم عاصفة بداخلها ليلًا، نعم هي لن تتخلىٰ عن أحلامها الصباحية اليوم وكل يوم...

استيقظت والدتها من النوم لِتُحضّر الإفطار ودخلت الغُرفة لتوقظ ابنتها 'نهر'
وجدتها جالسة في أحد أرجاء الغُرفة يتغلغلها نور الشمس وهو يتسرب من الثقوب في الغرفة
نظرت الأم بحسرة على ابنتها هي لن تكُفَ عن أحلامها هذه وقامت بمناداتها كي تفيق من أحلام يقظتها..
_نهر أفيقي لا تنجرفي في الأحلام والخيال وبعد ذلك يتدمر قلبك عندما لا يحدث شئ...
أجابت نهر بثقة بالنفس بعدما استمدت الطاقة من ضوء الشمس الصباحي
_لا يا أمي لا تقلقي بشأني، أنا أعلم ما أفعله
ردت الأم
_أنني راضية عليكِ يا ابنتي،
وظلت تدعو لها بالصلاح

جاءت نهر لتتناول الإفطار مع والدتها وأختها الصغيرة وبعدما انتهت خرجت من المنزل تشق طريقها لحيثُ تعمل...

وصلت لذاك الفندق اليومي بالنسبة لها، ورأتهُ كم طلتهُ مُبهرة ومنظره جذاب يأخذ عينيك في جولة تسبحُ فيها حول العالم فكان الفندق نصفه من الزجاج والنصف الآخر مائل كشلال من المياة الزرقاء فحتمًا ما بداخله متفجرات من السحر الآخذ
أنهت نهر تخيلاتها في الفندق وانطلقت لعملها في النادي بجانب الفندق فهي تعمل كمعالجة فيزيائية لإصابات اللاعبين....

في الجهة المقابلة لغرفتها كان في حديقة النادي يقف بِطلته الساحرة يرتدي هوت شورت ابيض وتي شيرت وردي فاتح يلعب كرة السلة مع نفسه ويقذفها عدة مرات رأته نهر أنه وحده وجلست تشاهده وهي مبتسمة ولكن في هذه المرة اِلتوت عُنقه وصرخ بشدة فَفُزعت الجالسة تراقبه، وقامت مسرعة ولكن أوقفها صوته يقول
_يبدو أنني حُسِدت وأحدهم عينهُ عليّ

ضحكت نهر والتفتت لنرى هل يتحدث مع أحد أم لا نظرت يمينًا ويسارًا لم ترى أحدًا، وأسرعت إليه لتُسعفه وعندما وصلت إليه توترت من هيئته وقالت بتوتر
_دعني أساعدك سيدي

نظر لها بحاجب مرفوع
_من أنتِ لتساعديني؟!
ردت هي
_ أنا المعالجة هنا في النادي، هيا قُم معي

كاد يُجيبها بعدما لوى رقبته ليُعدَّلها ولكن زادت حالته سوء

فزعرت نهر من صرخته وقالت
_سأُساعدك لوي الرقبة في هذه الحالة خطير لا ينفع في بعض الأحيان، سيحتاج فقط للتدليك والضغط على أماكن التشنج العضلي
رد هو بنصف عين
_حسنًا هذا عملُكِ تصرفي إذًا
وقام معها وعندما وصلوا لغرفة العلاج الطبيعي الملحِقة بمكتبها جلس على الكرسي ووضع قدم فوق الأخرى وقال هو بتكبر واضح
_هيا فلتفعلي
تعجبت هي من فِعلته ولكن لم تُبالي وأتت بالكريم وارتدت قفازات، وقامت بتوزيعه في يديها
وتنحنحت بحرج عندما رأته ممدد على الشيزلونج
_فتلجلس كي أعالجك
رد هو بعدم مبالاة
_انا مُرتاح هكذا
اغتاظت نهر من رده
_ لن أعرف أن أؤدي عملي هكذا سيدي
نفخ هو بضيق وعدّلَ من وضعيتهُ
وقبل أن تضع الكريم على رقبته أغمضت عيناها وارتجفت قليلا لتُهدأ من روعِها، في كل مرة تلمس يداها شاب قلبها يخفق بشدة من كثرة الخوف ووجها يكسوه الحُمرة عندما تُعالجه، تحدثت في عقلها أنها تؤدي عملها فقط وليست في ماراثون تُحارب، أنهت عملها وتنحنحت وقالت
_ فرغت سيد .....
أجاب هو بإستغراب
_ أنا لستُ سيدًا أترين أننا في قسم العبيد
ضحكت نهر بإستفاضة وبدأت تتلاشى الحُمرة من وجهها ويعود للون الوردي الفاتح ليزيدها فِتنة

فأجاب هو لإفهامها
_فقط قولي لي هلال، اسمي هو "هلال سيف الدين"

ابتسمت وأماءت برأسها
_طبعًا سيد هلال

نظر هو ببسمة صامتة ولم يتحدث
عندما رأتهُ نهر صامت ومبتسم نظرت أرضًا
تنحنح هو وذهب



.......................................................

في حي من الأحياء السكنية بداخل شقة من الشقق كانت تُجهز نفسها للذهاب للجامعة في السابعة صباحًا، كانت ستذهب لولا أوقفها صوته الحنون قائًلا

_انتظري يا فاتن ستذهين لمحاضراتك...

أجابت فاتن قائلة
_نعم يا أبي اليوم شاق وطويل، ولـٰكن لا بأس كله يهون لأجل الهدف ال.......

قال الأب
_خُذي هذا المال لو احتجتي لشئ و...

قبل أن تأخذهم، فُزعت فاتن من صرخة مدوية من الغُرفة
اتسعت عين فاتن من الصراخ هي ومن سواها وصوتها الذي يهلع منه القلب ظهرت امرأة في العقد الأربعين ولكن وجهها يكسوه الحقد والانتقام
وجهت حديثها لمحمود السمري والد فاتن
_لما تُعطيها كل هذا المال؟! هي تعمل وتصرف على نفسها المال من حقنا وحق اولادي هات، وسلبت منه المال ودخلت الغرفة كأنها لم تفعل شئ توًا
نظر محمود بحزن لابنته فاتن بقلة حيلة وهدهد على ظهرها وقال
_سامحيني يا ابنتي، الحق عليّ في كل شئ

ابتسمت فاتن قائلة
_لا عليك يا أبي، سأذهب أنا كي لا أتأخر وأنت ارتح قليلاً
ودعت أبيها بعدما دعا لها بالتوفيق والنجاح

خرجت فاتن من تلك الشقة لتشق طريقها لجامعتها
ولكن عندما وصلت ونظرت إليها ولعيون كل مار فعلت شيء لم تتوقعه من نفسها عندما رأت.......





.................................................








أنهت نهر عملها مُبكرًا اليوم عن كل يوم وانطلقت تودع فندق أحلامها لأخر يوم في الأسبوع لم تملَّ ولا تكلَّ من رؤيته
وقالت

_وداعًا يا فندق القلب، سأراك يوم السبت؛ فالجمعة أجازتي سأشتاق لك ولبحورك هذه

وقبل أن تذهب من أمامه لمحها هذا الجالس الذي يراقب شاشات الكاميرا المصنوعة من الكريستال الثمين،
استغرب هو من وجود هذه الفتاة التي كانت تُحدق بالفندق كمن ستأكلهُ كوجبة شهية
ظلَّ يُراقبها حتى فرغت من جولة مشاهدتها ورحلت

شك الجالس وراء شاشات الكاميرا أنها تنوى على شئ ما أو فتاة لعوب
زاور الشك قلبهُ وأخذ يراجع شاشات الكاميرا الأيام الماضية ووجدت أنها تقف في نفس الميعاد تنظر بإعجاب وبلاهة كمن سُلّبَ منها عقلها وقرّب الصورة من الشاشة؛ فرأى شيئًا لم يتوقع رؤيته وأخذ يحطم كل شئ أمامه ويصرخ
_كيف؟! كيف لها أن تفعل هذا بي؟!!!




من هذه؟!
ومن المُراقب هذا؟!
ما توقعاتكم للفصول القادمة؟


أراكم على نور.
*نيّجور حاتم*.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي