المشعوذة والسحر الأسود

Fatma Elalfy`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-09ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

"الفصل الاول"
في غابة جنوب إيطاليا..
غابة كثيفة بالأشجار العملاقة التي علي هيئة أشباح تسمى تلك الغابة بغابة "الأشباح"
يوجد كوخ صغير بمنتصف الغابة تقطن به "المشعوذة جونجان"

سيدة في العقد الخامس من عمرها عربية الأصل، أتت إلي إيطاليا بعد هجرة عائلتها بسبب الحروب واتخذت تلك البلدة موطن لها وتزوجت من رجل ايطالي الجنسية وأصبحت من سكان تلك المنطقة التي تحولت بعد ذلك لخراب حل بالمدينة بسبب الحروب التي كانت بين البلاد في الوقت الراهن بعام ( 1940)

فقدت زوجها ومنزلها بتلك الحرب وأنجبت فتاة جميلة وطُردت من البلدة التي أصبحت كومة رماد، لم تجد ماؤه بتلك البلد التي هي غريبة عنها، وجدت قدميها تقودها إلي حيث الغابات المتطرفة أعلى الجبال، واتخذت من كوخ صغير منزل لها ولابنتها "تيا"
"التي تمتلك جمال والدتها الساحر، بشرة بيضاء وعينان بلون العسلي ممزوج بهالة خضراء وشعر غجري أشقر

وأنف مستقيم وشفتي منتفخة كحبات الكريز"
بعدما أستقلت جونجان تلك الغابة لم تجد طعام تطعم به صغيرتها،بحثت بالغابة كثيرا إلي أن وقعت عيناها علي شجرة ضخمة؛ عندما أقتربت من تلك الشجرة وجدتها علي هيئة "شبح" صعقت من هول ما رأت وفقدت وعيها ولم تفق إلا على صوت غليظ يستدعيها لتفيق وأسمها يتردد داخل الغابة بقوة.

فتحت عيناها بخوف وأرتجف جسدها وهي تجد الشجرة يخرج منها ماردًا ولم تجد مفرًا من الهروب أغمضت عيناها بقوة وعلمت بأنها النهاية
ولكن بعدما فتحت عيناها ببطئ وجدت المارد لم يعد موجود ووجدت طعام كثير لا تعلم من أين ولكن نهضت من مكانها وحملت الطعام بين كفيها وعادت

إلى حيث الكوخ لتطعم ابنتها، وظلت علي ذلك الحال لعدة أيام ولا تعلم من أين يظهر ذلك المارد ومتي يختفي ولكن لم يؤذيها هي وصغيرتها وظلت تتردد علي تلك الشجرة وعلمت بأن النبتة التي بغصونها خاصة بسحر أسود، وأستخدمته لمساعدتها الي أنها أصبحت مالكة للغابة وتأتي إليها الإناس لتساعدهم ومن هنا أطلقوا عليها المشعوذة ومنهم يقول الساحرة، وظلت تفعل السحر الاسود الي أن أصبح عمرها الآن خمسون عاماً..

عاشت تيا بتلك الغابة مع والدتها خمسة عشر عاماً، وفجأة أختفت "تيا" ولم تعد تعرف مكانها وعندما ظلت تبحث عنها عثرت على جثتها داخل الغابة المجاورة وفعلت تعويذة حولت كل الإناس اللذين يعشون بالغابة إلي ذئاب حزنا علي ما حدث لابنتها .
وأقسمت على تدميرها للأخذ بثأر ابنتها التي غادرت عالمها فجأة دون وداع.

ومن يومها هذا "جونجان" تتحكم بتلك الغابة والغابات المحيطة بها بالسحر الأسود التي تعمل به فقد وعدت فقيدتها بأنها ستهلك من أذاها وحرمها منها، ستحرق الاخضر واليابس ولن تجعلهم ينعمون بالراحة وقلبها يشتعل غضبًا..
عندما حل ظلام الليل الدامس جلست "جونار" تنظل للبلؤرة بعينان براقة يشع منها لهيب النار المشتعل الذي ينعكس وهتفت منادياه بصوت قوي اهتز علي أثره كل المحيطين بغاباتها من حيوانات وطيور وأشجار

-سمندر، سمندر..
أت إليها الخُفاش الأسود على الفور وظل يرفف بجناحي أمامها
هتفت بصوت غليظ قائلة:
-أذهب وتفقد غابة المستئذبين وأبحث عن "سادم" هل مازال متغيبًا أم عاد
أنطلق الخُفاش سريعاً للطيران بحثاً عن سادم الشاب الذي تحاول "جونار" أن تحوله لمستئذب مثل باقي الذئاب، فلم تفلح معه التعويذات التي فعلتها من أجله فقد فشلت جميع محاولاتها ولن تستسلم هذه المرة.
**
بالقاهرة..
أعلنت أحدى جامعات الطب بالاعلان عن منحة خاصة بالمتفوقين اللذين يستحقون تلك البعثة بأكمال دراسة الطب في جامعة "بافيا" بإيطاليا.
وقد حصلت ثلاث فتيات علي تلك المنحة بسبب تفوقهم الدراسي علي مدار أربعة أعوام ولذلك منحتهن

الجامعة السفر إلي إيطاليا لاستكمال دراستهن وتخرجهن من جامعة بافيا.
لم تصدق "جيرمين" بأنها حصلت علي منحة الدراسة بسبب ضيق حالتهم المادية فهي من أسرة متوسطة الحال ولكن عندما أخبرت بذلك الخبر لعائلتها غمرتهم السعادة من أجلها وأنه ستحصل علي الدكتوراة من جامعة إيطاليا.

جيرمين تبلغ من العمر عشرون عاماً تتميز ببشرة بيضاء وعينان بلون القهوة وروموش كثيفة وشعر أسود كاحل، بأنف صغير وفم معقود، من عائلة متوسطة وهي الابنة الوحيدة لوالديها
كانت الموافقة على سفرها صعب للغاية بعد إلحاحها الدائم وتحفذ والدها لتعليمها ومستقبلها وافقًا من أجل مستقبل أفضل.

أما عن "ماري"فهي من عائلة مرموقة وعند علم والديها بتلك البعثة لم يترددون في الموافقة
ماري من أسرة مسيحية كانت تمتلك مواصفات ساحرة كعارضات الأزياء العالمية بجسد ممشوق وطويلة القامة عينان بلون البحر الهائج مزيج من الازرق والرمادي، وشعر أشقر كسلاسل الذهب منسدلًا على ظهرها

وأنف مستقيم وثغرها منتفخ قليلا وذات غمزة بذقنها تزيد من جمالها.
هي الابنة الوسطة لعائلتها فتسبقها بعامين شقيقتها مريم وتصغرها شقيقتها ملاك التي لازالت بالثانوية العامة..

أما عن نيروز الفتاة الثالثة التى حصلت على تلك المنحة فهي يتيمة الأبوين وكانت تقطن بمنزل جدتها وعمها كان المتحكم بها ولذلك كانت البعثة طوق النجاة ليخلصها من تحكمات عمها وزوجته سليطة اللسان.

تمتلك نيروز وجة مستدير كالقمر بعيون كحيلة ورموش كثيفة وحاجبين معقودين دائما كأنها غاضبة ولكن لديها غمزات اعلى وجنتيها تبرزن عندما تبتسم ولكنها قليلة الضحك بسبب ما تتعرض له من عائلة والدها الراحل، وشعرها بني قصير وأنف مرفوع وفم صغير .
بدأت الفتيات في مرحلة الإستعداد للسفر وداخل كل منهما أمنية خاصة يريد تحقيقها.

**

اليوم المنتظر ودعن الفتيات عائلتهن وتوجهن إلي المطار وأستقلن بامكانهن داخل الطائرة ثم أقلعت الطائرة في السماء متجهة إلى مدينة إيطاليا الساحرة.
مر من الوقت ثلاث ساعات، تطلعت نيروز لهن وجدتهن يغطون بنوم عميق ولا يحملون هم الغد، زفرت أنفاسها بضيق وحاولت أشغال وقتها وهي تتصفح الصحف التي أمامها.

فجأة وبدون سابق إنذار أهتزت الطائرة ومال جناحيها واطلقت صفيرة الإنذار
هزت صديقتيها بقوة وهي تصرخ بهلع:
-هيا أستيقظُ لقد أنتهى أمرنا هنا
فتحت جيرمين عيناها بصدمة وقالت:
-لما كل هذا الصراخ

لطمت وجنتيها ثم قالت: ستحرق حثثنا على تلك الطائرة، لا أريد أن أموت محروقة واتتها نوبة رهاب وصراخ
جعلت كل من بالطائرة يشعر بالخوف والقلق
هتف الطيار وهو ممسك بالميكروفون قائلا بصوت هادئ لكي يجعلهم يهدئون:

-نرجُ الإلتزام بمقاعدكم، الطائرة بأمان كل ما حدث الوقود تسرب قليلا ولكن سنصل بأمان أرجُ عدم الصراخ التزمُ الصمت والهدوء
علت شهقاته وصرخت منفعلة:
-ما هذا الهراء نصمت كيف نصمت ونحن على مشارف الموت
عندما زاد هلعها وعلم مساعد الطيار بما يحدث ترك مكانه واستاذن الكابتن بإن يحل تلك المشكلة، وذهب الي حيث الفتاة التي لا تكف عن العويل والصراخ المفزع

-اعطاها كوب من الليمون وقال بصوت دافئ:
-أرجوكِ أهدئ لا داعي لكل هذا القلق، باقي نصف ساعة فقط وتهبط الطائرة في مطار "روما"
ولكن لم يكمل حديثة ليصدح صوت الكابتن بالطائرة وهو يخبرهم بضرورة الهبوط اضطرارياً الآن
بعدما رصد الخريطة علم بأنه سهبط بالطائرة على أحدى الغابات ولكن هذا أفضل لسلامة المواطنين..
**
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي