الكتاب الملعون.

قطرالندى`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-01-02ضع على الرف
  • 2.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

(الارتطام)

المطرلا يصدر صوتًا إلا إذا ارتطم بشيء، كذلك قلب كيفوك ارتطم بذلك البركان حتى أصدر ذلك الحب القوي.



هذه هي الليلة الأولى التي أفكر بها كيف سأجد والدي بشكل جدي، لم أعد أجرؤ على السؤال عنه منذ اختفائه، وها قد أصبحت بعمر الثامنة عشر، وليس لدي والد ولا سند إلا والدتي.



الحلم الذي لا ينفك دوماً ما يراودني؛ لأنه منذ وقت طويل وهو يداهم نومي بإستمرار، إنه نفس الحلم الذي أرى فيه ضوء خافت، وصوت بعيد المدى، إلا أن الصوت يداهم مسامع أذني كما تصدح في المساجد كلمة الله أكبر عاليا عند صلاة الفجر لتدك بالمصلين، وكما الكنائس تدق أجراسها للمصلين.



قلت بصوت مرتعش، وأنا لا أعلم إن كان هذا حقيقة أم خيال!

-أين أنت يا أبتِ؟

-أنني هنا، هنا أسمعك يا كيفو..

همست وقلت:
-لماذا؟ وابتلعت شهقة بكاء.

_حتى اسمي لا تكمله دوماً!

ثم اختفى صوته ولم أعد اسمعهُ.
فجأة شعرت بأحد ما يجذبني، ثم فتحت عيناي لأجد أنها أمي..

_ماذا هناك يا ابنتي؟

تظاهرت بالقوة كما هي عادتي وقلت:
_لا شيء يا أمي أنه نفس الحلم الذي يراودني لا تقلقي علي سأكون بخير.

_حسناً يا ابنتي اكملي نومك يا عزيزتي ولا تفكري بشيء.


أحزن كثيرا لحال أمي فهي تعمل في إحدى المطاعم القريبة من حينا، أما أنا فمشغولة بدراستي، أريد أن أصبح شيئاً تفتخر به والدتي على الأقل، أريد أن أقدم لها شيء يفرحها بعد كل الذي ضحت به لأجلي.


لم أعد أسأل والدتي عن أبي كثيراً؛ لأن في كل مرة اسألها عنه كانت تتهرب من الإجابة.


أصبح لدي هدف، ذاك الذي وضعته أمام عيناي ولن أتخلى عنه ما حييت، سأكمل دراستي وأنتهي منها.

سأظل أفعل ما بوسعي، لكي أجد والدي.
أظن أنه من المحتمل أن تدلني عليه أحلامي التي تراودني كل ليلة.

أريد أن أشعر بطيفه، أريد أن أحظى بهدية منه تشعرني بالأمان.
ربما تدلني إليه إحدى أحلامي، التي أراها يومياً.
أريد أن أشعر بوجوده حولي، وأن أحصل على هدية مميزة منه.


إنه عيد ميلادي، وأصبحت اليوم بعمر الاثنان والعشرين عاماً، آهٍ كم تغيرت وأصبحت جدية وباردة عن ذي قبل!


احتفل الجميع بمولدي للمرة الثانية والعشرين، وفي كل عام أطلب هدية واحدة من والدتي، وهي أن أعرف شيء عن والدي.

بعد ما ولدت أنا، أين اختفى؟!
وأين هو الآن؟!

رغم الكره الذي أضمره بداخلي لجميع الرجال الكاذبين، إلا أنني أشعر بعدم الاكتفاء بدونه، وأريد أن أعلم أي شيء عنه.


اجتمع الشباب الثلاثة "رولين ورحيل وكرم" كي يحتفلوا بعيد ميلاد صديقتهم الثاني والعشرون.

قالت رحيل لهم:
-اليوم يوم عطلة لماذا طلبتم أن نجتمع!؟

فأجابها كرم مندهشا:
-ألا تعرفين!؟

-لا، لا أعلم هل هناك شيء مهم اليوم!؟


اندهش كرم لعدم معرفة رحيل سبب اجتماعهم، وعاد يتكلم مجددًا.

اسكتته رولين قائلة:
-هل يمكن أن تسكت يا كرم؟


فردت عليها رحيل:
-هلا أخبرتني ماذا هناك؟

أجابتها رولين دون أن تطيل عليها:
-لا يوجد شيء يقلق يا عزيزتي رحيل.


وأضافت مبتسمة:
-ولكن هذا اليوم عيد مولد صديقتنا كيفوك.
آه لقد نسيت أنا آسفة يا رولين.
ردت عليها رولين متفهمة:
-لا عليك يا عزيزتي هذا شيء طبيعي كلنا قد ننسى.


قال كرم مقاطعاً لهما:
-لنقم بِمفاجئتها يا أصدقاء، ونقوم بدعوة البروفيسور أصلان، والآنسة تولين أيضاً.


فقالت له رولين:
-لا أعتقد أن هذا سيريح كيفوك، فهي لا تحب المفاجأت، ولا تحب أن يأتي أحد دون استئذان لمنزلها.
لن ندعو أحداً فقط الآنسة تولين، والبرفيسور أصلان.


أجابته رحيل:
-لا أعتقد هذا سيفرحها، لنفرح نحن معها فقط.
يا كرم لا تأتي بالمصائب علينا.


ضحك الجميع لمعرفة عقلها الصعب القاسي، بعدها اتفقوا، ووضعوا خطة لمفأجئتها.


ولكنّ كل هذه الأيام لا تحلو بنظرها، ولا حتى شمعات مولدها التي تنير الأجواء تستطيع إنارة العتمة التي تجتاح قلبها.

شيء وحيد يمكنه أن يمحوا كل هذا الظلام، يمكنه أن يدخل الحياة لقلبها وعقلها من جديد، إنه الحب.
أشخاص معينين هم فقط من ينقذونها من كل عتمة هي بها.


في اليوم التالي؛ جاءت رولين إلى منزل كيفوك وقرعت الجرس.

فتحت لها الوالدة سارة ورحبت بها:
_وطئت أهلا وسهلا، فمرحباً بكِ

وضعت رولين يدها على فم والدة كيفوك، لكي لا تصدر صوتاً.
ثم أخبرتها أنها هنا لكي تفاجئ كيفوك بتزيين المنزل لعيد الميلاد.

ففهمت سارة، وأشارت لها بنعم، فهي ستفعل كل ما يسعد ابنتها العزيزة كيفوك.

وأخبرتها أن كيفوك ليست هنا لذلك لن تعرف شيء الآن.

بدأت رولين ووالدة كيفوك بتزين المنزل كله دون أن تشعر كيفوك بشيء، فهي ترتاد في هذا اليوم، منذ الصباح مكتبة قريبة من الحي الذي تسكن به، لتقرأ من الكتب ما تحب، حتى تشعر بالقرب من والدها البروفيسور "عباد".


كان والدي من أشهر الكتاب في زمنه، كان يدرس في إحدى أكبر الجامعات، وكان صديق البروفيسور أصلان.



لا أعلم عنه الكثير من الأمورلكنه كان كاتب مشهور، وبروفيسور في إحدى جامعات نيويورك، وكنت أعلم بأن صديقه المعلم الذي تابع معي منذ عامي الأول، البروفيسور أصلان..


في أسعد لحظات حياتي أتذكر والدي، فأنا مررت بطفولة بشعة جداً، وحظيت بوالدة دون والد، لا محبین، ولا عائلة دافئة.

لا أتذكر أنني لعبت حتى التعب أو ركضت حتى سقطت في نوم عمیق، أو أكلت الأشياء التي أحبها، أو حتى شاهدت أقرب الرسوم المتحركة إلى قلبي.

فلم يكن لدى والدتي المال الكافي؛ أو الوقت من أجل هذه الرفاهيات، رغم أنني أعلم أنها ضروريات في حياة أي طفل.


ولم أكن ممتلئة بالسعادة التي تحلم بها أي فتاة. فالذكرى المريرة دائما ما تنغص علي أسعد أوقاتي.

لا ألبث أن أتذكر أنني قد تربيت دون أب، تركني عند والدتي، ولم أنشأ في عائلة جيدة تكنزالأموال، فقط كنت غنية في الذكاء والسمعة الطيبة.


لا أحداً معي من أقاربي سوى أمي، هي من وقفت معي خطوة بخطوة حتى وصلت لهذا العمر، وأنا مكتملة بوجود والدتي التي كانت لي أب وأخ وأم وكل شيء.

حضر الجميع إلى المنزل ولكن كيفوك لم تأتِ بعد!

ارتدت كلا من رولين ورحيل الفساتين الجميلة الراقية، وكرم أحضر في يده القيثارة؛ كي يعزف فور دخول الآنسة كيفوك للمنزل.


والبروفيسور أصلان، والآنسة تولين كانا متحمسين للغاية لرؤية ابتسامة الفتاة المتعصبة، ووالدتها كانت تنظر من نوافذ المنزل كي تلمح ظلها لتعطي الجميع إنذاروصولها.

عودتي للمنزل في عيد مولدي من كل عام يفتح الجراح في قلبي من جديد ويذكرني بوالدي.


في هذه الليلة

أتذكر أنني سهرت سنين طويلة، وأنا أبكي على أوراق كتبي، وأنا أدرس لأحقق أحد أهم أحلامي، لأجعل في النهاية حلم والدتي" سارة" يتحقق، لتكون فخورة بي لتراني كما تتمنى.

كانت أول الخيبات أن الحياة لم تهبني والداً، وهو لم يكن إلى جانبي، ولا أعلم عنه شيء.


وكلما جئت لسؤال والدتي، كانت تتهرب من تلك الأسئلة التي لا يوجد لها جواب!

عشت بحياتي أقسى السقطات، وأكثر الطعنات إيلاما، و أكثر الخيانات التي غيرتني وجعلت مني أنضج، وكلما مر علي ميلاد جديد في كل سنة أتقطع شوقا لوالدي.


أسكنت في روحي مزيجاً من السعادة والحزن، خليط غريب من لحظات الأمل والاستسلام، كلما خطر في بالي أن أترك البحث وراء اسم والدي وكيف كان.


أتمنى أن أكون كائنً ممتلئ بالحب، وأشعر أيضاً ببعض من الخوف ومن الحب.

ولكنني فقدت الرغبة في الثقة بمن حولي، ومع ذلك لازلت أريد أن أجد شخصا أضع ثقتي كلها به، ليساعدني؛ لكي أرى والدي ولو لمرة واحدة، مرة واحدة فقط.



هكذا أنا ليس لي جانب واحد غير مهموم، تغيرت، ولازالت مفاجئات الحياة تغيرني للأسوأ، ومع ذلك مضطرة لتذكير نفسي بأجمل ما فيني كي أستم، ومضطرة إلى أن أجمع بعضاً من الثقة، لأن الكثير من الأجوبة التي انتظرها تتمحور حول الثقة.

نفذ الصبرمن قلبي، ولكنني أحاول أن أكون أنا حتى في أسوأ أيامي!


وأنا في طريق عودتي للمنزل لم أرى إنارة المنزل مشتعلة، من الممكن أن تكون والدتي نائمة، فأخبرت نفسي بأنني سأدخل دون أن أصدر صوتًا.

وأخيراً قد وصلت إلى عتبة المنزل بخفة، فتحت باب المنزل حانية رأسي أميل بقدمي يمنة، ويسرةً.

فتحت باب المنزل رويداً رويداً؛ كي لا تستيقظ والدتي وتراني عائدة في هذا الوقت المتأخرمن الليل.

وفجأة اشتعلت الأضواء حولي في المنزل.

فاندهشت من المفاجأة الجميلة، التي تم تجهيزها من أجلي، وبرغم الحزن الذي يعتلي قلبي إلا أنني فرحت، وضحكت لهم كي لا أشعرهم بعدم الأمان لحالتي.


تفاجئت!! لأنهم قاموا بمفاجئتي؛ لأنني لا أحب المفاجأت!
ولكن مثل كل مرة اتفاجئ لمفاجئتهم لي من كل عام يمر بمولدي.

لكن الحفلة سارت بشكل جيد، دون أن أعكر صفو مزاجهم، وبما أنني رأيت ضحكة والدتي فبدأت بالضحك معهم والاحتفال.
لم يكن يوجد الكثير من الأشخاص بالحفلة.

فقط كان أستاذي أصلان وأستاذتي تولين الجميلة
وأصدقائي الثلاث، ووالدتي العزيزة.

سارت الحفلة بشكل جميل ورائع، لعبنا وضحكنا واستمتعنا.
حاولوا أصدقائي تحسين مزاجي، وأنا كنت منسجمة معهم.

بعد انتهاء الاحتفال ذهب الجميع إلى منازلهم، بقيت أنا ووالدتي، فطلبت من والدتي أن تذهب لتنام.
قلت لها:
-سأنظف المنزل وبعدها سأصعد لأنام يا أمي.


رفضت والدتي ما قلته لها؛ لكنني اقنعتها بأن تذهب وأنني سأكون بخير إذا رأيتها مرتاحة البال، وبخير أيضا.


قوية صلبة رغم الحزن الذي يعتلي جبيني، أعلم بأن أمي لا تشعر بالإطمئنان تجاهي وترثى لحالي، ولكني أحاول جاهدة بألا أشعرها بالحزنالذي أشعرأنا.

انتهيت من ترتيب المنزل كله دون أن أشعر بالتعب، قلبي فقط من تعب وعقلي مبعثر التفكير.

صعدت للطابق العلوي كي ألقي نظرة على والدتي؛ دخلت إلى غرفتها ورأيتها غارقة في النوم، اقتربت منها قبلت جبينها، ووضعت الغطاء عليها، لكي لا تشعربالبرد، ثم أطفأت أنوارغرفتها وأغلقت الباب وأنا خارجة.



بعدها دخلت إلى غرفتي، ورميت بثقل جسدي المنهك على السرير، حتى أنني لم أرتدي ملابس النوم، وبقيت على حالي.

ألقيت جسدي على سريري وأنا أتقلب يمين ويسار وتارة أنظر لسقف غرفتي المتهالك وأنا أقول:
_ماذا سأفعل؟
ولدت على هذه الدنيا وحالنا هكذا، لا أقوى على قول شيءسوى الحمد لله، الأفكار لا تغادر جمجمتي.

أغمضت عيناي وجفوني تعاني قلة النوم، يهجرني النوم كلما جئت باحثة عليه، وضعت موسيقى هادئة ثم تهيأت روحي لتنام بسلام.

استيقظت متعبة الجسد لا أعلم ما بي، بعدها نزلت إلى غرفة المعيشة حيث تجلس أمي.

قلت لها:
-صباح الخير يا أمي.

_أهلا كيفوك حبيبتي، صباح الخير.

-ما بالك أراك متعبة الوجه هكذا!؟
ما حالك هذا يا ابنتي؟
-لا، لا شيء يا أمي، فقط تأخرت بالنوم ليلة أمس.
إذا كنتي متعبة لا تذهبي إذاً للجامعة يا ابنتي!

-لا تقلقي عليْ فأنا بخير، لدي محاضرة مهمة اليوم، سيعطيها لنا البروفيسور أصلان.




_ارتدي ملابس ثقيلة؛ لأن الطقس ممطر وبارد في الخارج.


_حسنا يا أمي كما تشائين سأفعل كل ما تقوليه لي يا أجمل أم أراها في هذا الكون.

لأول مرة أرى البهجة بعيني والدتي كما لم أراها من ذي قبل ابتهجت روحها لكلامي لها.


(نيويورك)

جامعة الأبحاث العلمية إنه المكان الذي أدرس به.

أنا الفتاة ذات البشرة البيضاء، التي تحتوي حبيبات نمش لونها بندقي فاتح، وشعري بني متوسط الطول، طويلة ونحيلة الجسد.

ذكية ذكاء جمًا ولدّي تميز ملحوظ في أبحاثي وتعليمي الدراسي.


معروفة بذكائي بين جميع الطلاب، والبرفيسور "أصلان" يقدر ذكائي كثيراً، ويصقل لي موهبتي غم معرفتي القليلة أاتجاه معرفته لي، بالرغم من ظروفي الصعبة إلا أنني أحاول جاهدة أن أكون عند حسن ظن والدتي وأستاذي أصلان.


أعيش دون عمل، فوالدتي فقط من تعينني في المصاريف، وتعمل في مطعم قريب من منزلنا قرب الحي الذي نعيش به.


لدي أصدقاء ثلاثة:كرم، ورحيل، ورولين، أطمح أن أكون بروفيسورة أبحاث في المستقبل.


لا أفكر بشيء سوى دراستي ووالدتي، وأن انتهي من أعباء فرط التفكير الزائد الذي أعاني منه.


(المعرفة الغامضة)


في اليوم التاسع من أغسطس ذهبت للجامعة؛ لكي أحضر محاضرة، للبرفيسور "أصلان" فكان جسدي متعب كأنني كنت أصارع أحدهم قبل ليلة.


دخلت للجامعة ومنذ دخولي بذلك اليوم شعرت بدوار في رأسي أمسكت يدي صديقتي رولين.

-قالت رولين بقلق:
-هل أنت بخير، كيفوك؟

أومت برأسي؛ بمعنى بنعم.

-أذهبي إلى المنزل كي تأخذي قسطاً من الراحة أراك متعبة يا كيفوك.

_لا بأس، لا يوجد شيء مهم.


دخلت أنا و رولين للمحاضرة، فكان هناك كرم نائم على أحد مقاعد القاعة.

فهززت برأسي لرحيل التي كانت تجلس بجواره في إشارة ما به!؟

-لقد كان في الحانة ليلة أمس، ورأسه يؤلمه من كثرة تناوله للكحول.



فرفعت رولين يدها ممازحة لكرم.
وقالت:
_لماذا تشرب؟ وأنت تعلم أنه يوجد لدينا بحث علمي مهم اليوم!؟

بقي كلامها معلق في الهواء دون إجابة.

عيناي تبحث عن أحدهم، كأنني أعلم بأن أحدهم سيدخل قلبي اليوم، ليس للقاعة بل سيدخل قلبي.

حينها دخل البروفيسور "أصلان" ومعه شاب وسيم مغوار الجسد عريض الأكتاف قدمه تحط بركان أينما يطأ، انبهرت الفتيات بوسامته الرائعة، كأنها الياقوت والمرجان بنظرهن.

وبينما الجميع ينظر إليه بإندهاش لوسامته الخلاقة!!

لم أعطيه أنا أي اهتمام ولا حتى نظرة واحدة.

لم أعيره أي اهتمام، فأقتربت خطوات البروفيسور" أصلان" نحو الطلاب المتواجدين في القاعة، ونادى البروفيسور باسمي؛ ليعرفني على الشاب الجديد الذي سيدخل معي بحث علمي جديد للجامعة.


اقتربت خطوة واحدة اتجاه البروفيسور، من ثم قلت له:
-هل نبدأ؟!

دون أن ألقي التحية على أحد.

فقال لي:
-سنبدأ بعدما تتعرفين على هذا الشاب، لقد أتى إلى جامعتنا لكي يكون أحد طلابي.

قلت له بلا مبالاة:
_ أهلًا وسهلًا، لكن ما شأني أنا؟!

وجه الشاب نظرة إلي وهو يقول:
-مرحباً "كيفوك" قد سمعت عنك الكثير في هذه الجامعة.

أردف قائلا:
_اسمي آيتان.



تبادلت أنا وآيتان التحية، وكانت أفكاري مشوشة تجاهه، كأنني أعرفه منذُ آلاف السنين.

قاطع أصلان نظراتنا لبعض من ثم قال:
-هيا اجلسوا في امكانكم كي نعطي مثال عن البحث الذي ستقدمونه لي في الغد.




تحدثت مع نفسي قائلة بصوت مسموع:
_لماذا ينظر لي بتلك الطريقة؟!



سمعته يقول:
_آسف.
لكن قاطع كلام صوت الدكتور أصلان وقد بدأت المحاضرة.
المحاضرة بدأت والسيد كرم نائم، دون أن يشعر أحداً بوجودهُ!


تلك النظرات النارية ألقت سهانها في قلبي: ، سألت نفسي محتارة:
-ما به يناظرني من جديد؟!


قاطع البروفيسور أحاديث عقولنا ونظراتنا، وطلب مني أنا وآيتان ايجاد حل لإحدى الأبحاث الأخيرة التي قام ، بها مع الآنسة تولين.


وقفت في منتصف القاعة، توجهت الأنظار إلي وأنا أقول: ل.

_سأطلب منك طلب سيدي,لا أريد أن يكون بحثي مشترك مع الطالب الجديد.، أتمنى أن ترجح لي طالب آخر.ل الجديد ا رأيت آيتان يضحك باستهزاء ثم قال:
-ومن يريد أن يتشارك مع فتاةمثلكِ!

سرعان ما تدخل السيد أصلان
وقال لنا:
_ليس لديكم حرية الاختيار، اختيار الشريك للبحث مسؤوليتي، وقت بلغتكم بمن سيكون ضمن البحث، انتهى النقاش عند هذا الحد، بالتوفيق لكم يا أبنائي.


صمت الجميع بعد سماع تلك الكلمات من البروفيسور، لكن عيوننا بقيت تتكلم وتفصح بالكثير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي