في ذمّــة عٓــاشِــق

Medinet_el_riweyet`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-30ضع على الرف
  • 1.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

طـوفان حٌزن

نظرت له بصدمة ..لا تستطيع تصديق أن حبه من البداية كان "كذبة" .. زواجه منها إنتقاما ليس حبا كما إدعى..تسللت الدموع من عيناها البندقية بإستسلام تام ناظرة له بألم ثم عتاب ثم كره .. ضربت كتفه بقبضتها بقوة كارهة ... حاقدة تشعر برغبة عارمة في قتله ...

مسحت دموعها بعنف ثم صرخت : فعلت كل هذا لتنتقم لأختك !!! عليك اللعنة ... ما ذنبي أنا ها ! .. هل أنا من اغتصبتها !!! تكلم..

أمسك خصرها بقوة بغضب  مقربا إياها لصدره و لم تعد تفصلهم سوى إنشات قليلة ...ثم نظر داخل عيناها بكل عنفوان رجل قائلا : كان عليكي أن تدفعي ثمن أفعال أخاكي .. هل ظن بهروبه بعد فعلته الشنيعة مع أختي ان أترك ثأري منه!! تكلمي ألم يهدم أخاكي حياة إنسانة بريئة كل همها أنها أحبته!!

ضغطت على اسنانها بقوة ثم بادلته النظرات قائلة بكره و حقد: لم يكن أخي رجلا عندما فعل هذا .. كذلك أنت .. الفرق بينك و بين أخي هو الفرق بين الملح و السكر كلاهما متشابهان في اللون لكن مختلفين كثيرا في الأدوار.. أنت و اخي متشابهان جدا لكن لكل منكم طريقة في إظهار قذارته.

دفعته بقوة ثم إستدارت تاركة إياه يحارب صراع عقله و قلبه بعد كلماتها الأخيرة .. لقد ألقت فتيل كلماتها لتشعل في قلبه النيران  .. هل أصبح شخص حقير كأخاها فعلا ! ما الفرق لقد دمر أخاه أخته و خدعها بإسم الحب وهرب .. فكان إنتقامه منه أن فعل نفس فعلت أخاها.. لا فرق بينه و بين أخاها فعليا .. ضرب قلبه بقوة صارخا : توقف أيها الأحمق عن النبض بتلك الطريقة المؤلمة ..

نزلت دموعه قائلا بيأس : لقد إنتقمت منها بذنب لم تقترفه .. يا الله .. لكنها زوجتي ..لم أذيها بقدر أذية أخاها لأختي ..

_____
أما هي فقد سارعت للحمام حتى تطلق العنان لنزول دموعها .. توقفت أمام المرآة تنظر لزينتها و مكياجها الذي غيرت الدموع شكله ..لم يفسد كل هذا جمال ملامحها الهادئة و تلك العينان البندقية الساحرة و خصلات شعرها الثائرة السوداء و تلك الشفاه الوردية المغرية ..ضربت المرآة بقبضة يدها صارخة بغضب عارم ثم صرخت باكية بعنف مبتعدة عن تلك القطع المكسورة من الزجاج ناظرة ليدها المملوئة بالدماء ..رفعت يدها تعدل شعرها بيديها الدامية حتى لطخت وجهها .. كانت تنظر للباب بملامح مصدومة تائهة بعد أن إستمعت لصوته الخائف وراء الباب .. وضعت كلتا يديها على أذناها متمتمة بضياع  : ليلة زفافي .. لم يحبني .. لم يحبني.. لقد كنت وسيلة إنتقام له...

لم تتحرك من مكانها قيد أنملة عندما أحست بكسر الباب .. شعرت به يهزها بصوت مرتعش قائلا : حياة.. ما هذه الدماء.. ماذا فعلتي .. 
هزها صارخا بعنف : هل حاولتي الإنتحار ..تكلمي .. هل حاولتي الإبتعاد عني ..

نظرت له بإرهاق ثم تمتمت بصوت واهن : أنت غير طبيعي .
أبعدت يده بصعوبة قائلة ببكاء : أنت مريض ..أنت حقير ماذا تريد مني ألم تأخذ ما اخذه أخي غصبا مني بالحب ها ..
صرخ بها رافعا يده قائلا: سأخذ روحه اقسم لك ..

ضحكت بقوة قائلة : لقد أخذت روحي أنا .. ألا تكفي ..
دفعته مشمئزة ليمسك يدها قائلا بهدوء : سأعقم يدك و ..
قاطعته ساخرة : عقم قلبك من الشر أولا ...

وضع يده على وجهه متأففا ثم خرج ليجدها تجمع ثيابها في حقيبة سفر كبيرة ..سارع بإتجاهها قائلا: ماذا تفعلين!!

تجاهلته ليمسكها من ذراعها قائلا : هل تنوين الخروج من بيت زوجك في الساعة 1 بعد منتصف الليل و في ليلة زفافك!! 

نزعت يدها قائلة بغضب: ماذا تريد بعد ها .. لقد مثلت دورك بإتقان سيد هارون ألم تدعي الحب في الايام الماضية حتى تتزوجني و تطلقني بعد ليلة زفافي حتى تجعل الناس تتكلم عن سمعتي .. ألم يكن هذا إنتقامك .. ألم تخبرني بنفسك عن خططك منذ قليل!  لن انسى أن الرجل الذي رأيته ملاك قد بان على حقيقته ..حقا نسيت أن الشيطان يوما كان ملاك..
إبتلع ريقه ثم أحاط وجهها بكلتا يديه قائلا بحزن : حياة .. الصغيرة ملاك اختي  ذات الثامنة عشر أغتصبت من قبل أخاكِ تحت ما يسمى الحب .. لقد خبأت الأمر عن عائلتها .. لقد ظنت بأحلامها الوردية تلك أن قصص الحب هي حقيقية .. لربما رأت في أخاك الأمان الوهمي الذي خلقه لها لتقع في حبه.. لقد أخبرتني انه اتصل عليها قائلا أن والدتك متعبة جدا ولا يستطيع أن يأتي لمقابلتها و انه يشعر برغبته في أن تكون بجانبه في وقت كهذا .. و من غباء أختي طلبت العنوان لتذهب لمصيرها المظلم بقدميها .. طبيعي لم يكن عنوان منزله .. لقد إستقبلها في بيته وضيفها كأس عصير كان قد إحتوى على تلك المادة المخدرة .. لم تشعر أختي بشيئا بعد ذلك غير ما اخبرتني عنه ..تخيلي انها تعيد سرد الاحداث كل يوم بهستيريا كانها لا تستوعب ما حصل .. تخيلي ماذا حدث لي عندما إتصلت بي تصرخ قائلة أنها ستقتل نفسها لقد كانت تهذي كالمجنون... لو لم اتتبع مكانها بالهاتف تخيلي كمية الضغط الذي عشته خوفا أن أخسرها.. حياة لقد كانت ممزقة الثياب يا حياة.. لقد دمرها .. لم تكن اختي من رأيتها في تلك الغرفة .. لقد كانت شبح فتاة مدمرة .. ضعيفة .. ممزقة القلب و الجسد ..

صرخت ذلك اليوم بغضب كزئير أسد مجروح .. هل إغتصبت اختي! ماذا حدث لصغيرتي! من اذى مدللتي الصغيرة ! حملتها للمستشفى وقد أخبرتني الطبيبة غاضبة أن هذه أثار إغتصاب وحشية و ستشتكي عني حتى لو كنت زوجها المغتصب كما دعتني .. لم أمسك نفسي وقد خارت قوايا و جلست على أرضيت المستشفى واضعا يدي على رأسي ابكي كطفل فقد والدته .. لم أشعر بالضعف في حياتي كما شعرت ذلك اليوم .. من يومها قررت الإنتقام منه وقتله و تعذيبه بأبشع الطريق التي قد تخطر على بالك يوما ..
كل يوم اشعر برغبة في قتلها هي الاخرى لغبائها لكن ما ذنبها إن أحبت بصدق ! في زمن اصبح الحب فيه تسلية ! و كيف يؤذي المحب من أحب!

نزلت دموعها مع كل كلمة يتفوه بها .. لتحتضنه بقوة شاهقة ببكاء و تعب قائلة : أنا أسفة لما شعرتم به بسبب أخي .. أنا اسفة .

إعتصر جسدها بين يديه مستنشقا عبير خصلات شعرها مغمضا عيناه بعنف متمتما : سامحيني أرجوك   صدقينني لست مثله .. لا ادري لكنني فعلت هذا حتى أشعر بالقليل من راحة البال .. حتى أشعر انني إنتقمت منه .. لم أفكر في أحاسيسك و مشاعرك...
أبعدها قليلا لينظر لعيناها قائلا : عندما قررت الإنتقام فيك لم أحسب حساب وقوعي في حبك ..

مسحت دموعه قائلة : هل حقا تحبني؟ لقد قلت أنك س..

وضع إصبعه على شفتيها قائلا : أحبك .. سننسى ما قيل ..لكننا لن ننسى ما حدث ..

رفعت حاجبها قائلة : ماذا تقصد!

نظر لها بنظرة غامضة مخيفة ثم قال : سيحاول الاتصال بك أخاك في الأيام القادمة  ستحاولين معرفة بأي مكان هو .. ستخبرينه أن والدتك متعبة جدا و يجب عليه ان يأتي مؤكد.. سيأتي أنا متأكد .. و أقسم لك أنني سأجعل منه غير قابل للحب أو لأي شئ ثاني ..

إبتلعت ريقه بخوف و إبتعدت عنه بقلق قائلة : لن يأتي .. أرجوك انت ت..

قاطعها مقتربا منها ببطئ قائلا ببرود : سيأتي و اقسم لك لو حاولتي أن تخبريه عن شئ أو عن من يكون زوجك حتى .. اقسم سأجعلك تشاهدين موت أفراد عائلتك الواحد تلو الآخر ..  وصدقينني يا حياة لست أمزح ..لقد أذيتم أغلى من في حياتي .. فلا تحاولي أن تفعلي عكس ما امرتك به ..

أومئت له بخوف ماسحة دموعها ليتركها قائلا بهدوء:  فتاة جيدة .. غيري ثيابك و تعالي لنأكل شيئا ..

أومئت له مجددا دون قول أي شئ لتجلس على السرير ناظرة لفستان زفافها في زاوية الغرفة بحزن .. نهضت لتغير ثيابها حتى تلتحق به خائفة من الأيام القادمة ...

________

توقفت على بعد مسافة قليلة منه تستمع لصوته الحنون قائلا : لما صغيرتي لا تأكل ها ! أنظري لم أكل أنا أيضا بعد إن كنت تريدين مني أن أتضور جوعا قلا تأكلي ..
ضحك قائلا : حسنا سأكل لكن اوعدينني أن تأكلي أنتي أيضا .. حسنا حبيبي إعتني بنفسك ..اها لا تقلقي سأعود قريبا ... الوداع صغيرتي

إلتفت ليجدها تنظر له بشرود ليقف أمامها ملوحا بيده أمام وجهها قائلا : حياة ..

نظرت له بهدوء ثم قالت : هل كنت تتحدث مع ملاك؟
أومئ لها بإرهاق ثم تمتم : أها ..

أطرقت رأسها بحزن ثم قالت : لم يكن أخي يحبني بهذه الطريقة ولا أبي حتى ..

قطب حاجبيه من كلامها قائلا : أي طريقة ..

ضحكت ثم مسحت دموعها قائلة بتوتر: أنا أسفة لقد إسترقت السمع لمحادثتكما .. لكنني لا أحمل نية سيئة صدقني ..أقصد أنا لا أحسدكما هل فهمت! يعني أنا ..

قاطعها مبتسما بحب ثم أحاط ذراعيها بثبات : أنتي زوجتي ..لما ستشعرين بالحسد ! طالما أنك على ذمتي فأنتي تخصينني أيضا.. لك في قلبي النصف ولها النصف .. فلا تشعري بالغيرة منها. فهي إبنتي الصغيرة و أختي المدللة أما أنتي فزوجتي و شريكة حياتي و لن تشاركك أخرى في هذه المكانة...

نبضات قلبها تلك هي نبضات عاشقة .. إقتربت منه لامعة العينين ثم قالت : أخشى أن حبي لك يزداد كل ثانية عن التي قبلها .. لا تجعل من قلبي يتألم مجددا .. خائفة من أن أحبك أكثر فتكسر قلبي ..

حملها بخفة ثم ضحك قائلا : لا تخافي يا صغيرتي لن أؤذيكي ماحييت ..

لفت كلتا ذراعيها حول عنقه ثم إبتسمت بحب متنهدة براحة..
__________

رمت الملعقة على الأرض صارخة : توقفي "دادا" أخبرتك أنني لن أكل شيئا .. دعيني و شأني ماذا تريدين مني !.. أتركيني أرجوكي

تنهدت فاطمة بحزن على حال هذه الفتاة ثم إقتربت منها ماسحة على خصلت شعرها لترتمي الأخرى في أحضانها تشهق بعنف : لقد كسر روحي يا دادا فاطمة .. ما ذنبي إن أحببته بكل جوارحي .. لقد أذى روحي و جسدي .. لما ترغبون في إبقائي على قيد الحياة ها ! كيف سأحيا بقية حياتي بعد ما حدث هذا ! دعوني أرجوكم أنا لا أستحق العيش .. انا فتاة سيئة ..أنا فتاة لا شرف لها ..

بكت فاطمة من كلماتها ثم حذرتها بغلظة و حزن قائلة : لا تقولي هذا .. شرفك هو أخلاقك و روحك النقية الطاهرة .. أنت فتاة خلوقة و جميلة و صغيرة .. فؤادك كفؤاد الطير .. لا تبتئسي يا صغيرة ..لعل ما حدث إبتلاء من الرب .. لقد تعاملتي بنية صافية لم تكوني راغبة في ما حدث .. لم يحصل بإرادتك فلا تقولي عن نفسك كلام كهذا ..أنتي فتاة نقية .. إرفعي رأسك و ثقي بنفسك و سيري بين الخلق متباهية بأخلاقك و روحك .. لا تتفوهي بهذه الكلمات مجددا يا صغيرة حتى بينك و بين نفسك.. لا تقللي من نفسك و تتوقعين من الناس إحترامك و تقديرك .. نظرة الناس لك لن تكون إلا عبر المرآة التي تعكسينها أنتي لهم ..

إبتسمت بين دموعها ثم قالت بصوت مرتجف : أنا أحبك ... لا تتركيني .. هل سأعود كما كنت !

إبتسمت لها الأخرى ماسحة دموعها قائلة : ستعودين .. أفضل من ما كنتي مرحة ..مشاكسة ..لطيفة .. روح البيت و سعادته..أنتي قوة أخاكي و قوتنا جميعا.. لا تضعفي حتى لا نضعف .. وجودك بجانبنا هو قوتنا يا صغيرة .. و تذكري أن هذه الحياة لا تستحق كل هذا الألم .. تخيلي أنها لا تساوي جناح بعوضة عند ربنا ..

إحتضنتها بقوة قائلة : أعدك أنني سأكون بخير في الأيام القادمة.. شكرا لوجودك بجانبي ..

______
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي