زهرة الشتاء تفتحي

Rofe`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-07-03ضع على الرف
  • 687

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"زقزقة العصافير جميلة لكنها مزعجة
في صباح يومٍ ثلجيٍ يأمرك بالخلود إلى
النوم، مزعجة مثلي تمامًا"
by me


_______________

صوت ضحكات الفتيات إخطلت مع صوتِ تكسر الأغصان تحت أقدامهن في ساحة المدرسة حيث كان الشتاء يطرق الأبواب فتنحى الخريف جانبًا مفسحًا له المجال ، جلست مع زميلاتها في الصف و
صديقتها المقربة يتبادلن أطراف
الحديث ولكنها كالعادة سرحت فجأة و
إنتقل بصرها للسماء ترى الغيوم وهي
تتسابق أيهما تسير أسرع من الأخرى ثم
سألت إحداهنَّ مخاطبةً إياها

: ماذا ستفعلين بعد المدرسة اليوم يا
زهرة ؟ بما أنه ليس لدينا أيةُ إختبارات أو واجباتٍ كثيرة؟

كان ذلك سؤال فضوليًا إلى طالبة
مجتهدة ، همّت بفتح فاهها حتى تتكلم لكن سبقتها صديقتها المقربة مردفة
بلا مبالاة

: هل ستمطر اليوم؟

نظرت التي سألت إلى الغيوم في السماء حيث إحتضنت سحابة بيضاء كبيرة عدة
غيمات كأم تضم أطفالها بعد غياب
طويل ثم نقلت بصرها لإيملي وقالت

: نعم ، ربما لكن ما علاقة هذا بما كنت
بسؤالي لازلت لا أفهم

مضغت الطعام الذي بفمها و قالت بعد أن إبتلعته
:هذا يعني أن "مرهفة الإحساس زهرة"
ستخرج للسير تحت المطر في جوٍ شاعري ملهم ثم ستذهب إلى مقهى الحي و تجلس على طاولتها نااااااه ممل

قلبت عيناها عند قولها _ممل_ فمدت
زهرة قدمها تلكزها وهي تصيح
كالدجاجة التي تمت سرقة بيضاتها

: إيمي كفي عن ذلك تعلمين أني لا أحب أن يسخر مني أحدٌ ما

همهمت الأخرى و كأنها تحدِّث طفلًا
صغيرًا يحدثها عن شدة حزنه لموت
دودته الصغيرة ،ثمَّ شابكت زهرة يداها و كأنها تمثل مشهدًا تراجيديًا في إحدى
المسرحيات العاطفية و أكملت بنبرة
عاشقةٍ تتغنى بجمال معشوقها

: السير تحت قطرات الغيث رائع و كأنك
تحتضنين شخصًا عزيزًا غاب طويلًا كما أن ذلك يساعدني على ابتكار افكار جديدة
لرواياتي أسميه الإلهام

حشرت إيميلي بعض المارشميلو بفاه
زهرة و هي تقول بنزق
: حسنًا حسنًا أعتذر سموّ الكاتبة
لن أكرر ذلك لكن إصمتي من فضلك


1:45 BM

سارت في الطريق تركل الحصى الصغيرة
بعد انتهاء دوام المدرسة بينما تفكر في خططٍ ليومها تنشأ جدولًا وهميًا في
عقلها و بينما هي تسير رفعت رأسها
بعد أن إلتقط أنفها رائحة عطرٍ رجوليٍ
فواح لا يستخدمه أحدٌ في الحي
نظرت لهُ متعجبةً من أمره شابٌ أبيض
البشرة طويل البنية وسيم بمعنى الكلمة
لم تره من قبل في هذا الحي لا بل في
حياتها بأكملها.
إلتقت أعينهما و بدا كأنه إنفجار جرمٍ
سماوي ،
جرمٌ سماويٌ رمادي اللون إحتضن جرمًا سماويًا أخضر اللون بعناق ساحق جعل
الزمن يتوقف للحظات بدت كالدهر
لهما .
شعرٌ أسود طويل ربط بذيل حصان، قوامٌ ممشوق و جسد صغير مع عيونٌ كعيون
القطط و قامة قصيرة
ترتدي الزي المدرسي و تمسك بأطراف
الكم بينما تميل برأسها متعجبةً من
رؤيته بدت كقطة أتى زائرٌ جديد لمنزل
من يرعاها

ثم سار كل واحد منهما بطريقه بينما
يكمل حديثه مع نفسه حتى وصلت زهرة منزلها الذي يقابل منزل ذلك الشاب
ألقت نظرة أخيرة علّها تعرفه فوجدت أنّ الآخر ينظر لها مما جعلها تتوتر و تدلف سريعًا لمنزلها هي ليست معتادة على
لقاء أشخاص غريبين عنها أو حتى تلقي
النظرات منهم .

بعد وقت طويل قررت الغيوم أخيرًا أن
تطلق سراح تلك القطرات المحبّبة
فإنتشرت رائحة المطر عندما تعانق مع
ذرات التراب المنثورة على الأرض ، في
أثناء ذلك كانت قد انهت دراستها و
أنهت أشغالها المنزلية التي و كلتها
والدتها بها ،
إرتسمت إبتسامة عريضة على محياها
حالما رأت أولى قطرات المطر تعانق
الأرض بشوق و حنين ، و هاقد حان وقت
السير تحت قطرات الغيث والذهاب إلى مقهاها المفضل
و بعد إلحاحٍ طويل _ كالعادة_ وافقت
والدتها على خروجها شريطة ألا تتأخر
في العودة،
خرجت زهرة وعلى وجهها رُسمت
إيماءات السعادة  أغلقت باب منزلها و وضعت يديها داخل جيوب المعطف و هي تغمض عيناها تستنشق رائحة الشتاء، و عندما فتحت عيناها رأت ذلك الشاب
الذي رأته عند عودتها من المدرسة
يفعل ذات الشيء الذي كانت تفعله
فهزت كتفيها و لم تكترث له فكما قلنا سابقًا هي لا تحب الأشخاص الغرباء
عنها لذلك قررت أن تكمل يومها مثل
باقي الأيام

ولكن هل فعلًا سيحدث ذلك أم أنّ القدر قد حاك شيئًا ما جعله مختلفًا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي