الفصل الثاني

أخبرته بالفعل بأن لديها بضاعة وتريد منه مساعدتها.

فأجابها قائلاً :

- ماذا فعلتي؟ وكيف حصلت على تلك البضاعة؟

فقالت:

- أن ذلك الغبي لم يعلم بأنني تبعته وأعلم كل خطوة يخطوها، ولقد فعلت ذلك عن قصد فلقد تعبت من أن أكون خلف الستار وعلي أن أفعل شيء كي أنقذ ذاتي.

أخبرها بأنه سوف يرسل أحداً ما كي يأخذ منها تلك الأشياء .

في ذلك الوقت كان جاسر يرى ذلك الفيديو الذي قد أرسل بالفعل من أدهم عندما قام بالملاحقة بالمرسل، فبعد دخول المرسل البيت بدقائق حضرت سيارة، ونزلت منها فتاة مسرعة، وخرج بعد ذلك المرسل ثم لحقت به الفتاة، وصعدت إلى السيارة، وغادرت على الفور.

هنا نظر جاسر إلى أدهم وقال:

-  أن اللغز مع تلك الفتاة التي خرجت.

فنظر أدهم وقال بتفحص للفيديو:

-  وكيف لك أن تتأكد أنها معها حل اللغز، فيمكن أن يكون شخصاً آخر بالداخل، قد أخذ ذلك الشيء.

قال له:

-  سوف نعلم كل شيء في وقتها، ولكنك عليك أن تتصل بأهله تخبرهم بأنني سوف اقتله،  إن لم أحصل على تلك البضاعة الخاصة بي.

وبالفعل قام أحدهم بمخاطبة والده، وأخبره تلك الرسالة.

في ذلك الوقت كانت قد تمكن التعب منها، وكانت قد غفت بالفعل، عندما وجدت باب غرفتها يفتح على مصرعه، فقامت على الفور وقالت:

-  ماذا حدث؟

فأخبرها والدها بانها عليها أن تستيقظ، وعليها أن تلحق أخيها، فإن لم يسترد ذلك الرجل بضاعته فسوف يقتله، وانه لا يعنيها أمر أخيها لذلك قامت بالنوم.

  نظرت له شهد بتهكم، وأخبرته بأن يعطيها ذلك الرقم الذي هاتفه، وأنها سوف تتصرف بالفعل حصلت على الهاتف وقامت بمحادثة شخصاً ما.

خرجت شهد فوجدت والدتها فنظرت لها بحزن، فقال أبيها:

- ماذا فعلتِ؟

أخبرته بأنها تنتظر الرد.

فقال بسخرية:

- أنك دائماً تفضلين ذاتك على الآخرين، ولا يهمك شأن أحد.

كانت شهد تعلم بأن والدها لم يحبها مثل أخيها، فخالد يعتبر كل شيء بالنسبة له، فنظرت لوالدتها التي كانت تنظر لها بابتسامة بسيطة.

هنا لم يكف أبيها عن التحدث حتى قالت والدتها:

-  يكفي ما تتحدث به، فهي منذ صغرها متفوقة ولكنك كنت تهتم بخالد، وتكافئه هو ولم تتحدث حتى عندما إلتحقت  بتلك الوظيفة التي يتمناها جميع من حولنا، لما تهنئها ولكن بداخلك كنت تتمنى أن يفوز خالد بتلك الوظيفة، ولقد تزوج تلك الحمقاء وأجبرت على تقبلها، ولكن يكفي فإبنتي لن تضحي بذاتها من أجل أحد ،فيكفي كل ما سبق وعليه أن يتحمل خطأه أو خطأ زوجته.

نظرت أسماء إلى والدة زوجها قائلة:

- ماذا تقصدين؟

فقال مراد والد شهد:

- فلتصمتي يا أمينه ويكفي ثرثره،  وعليكِ يا شهد أن    تنفيذيين ما وعدتي به .

قامت بأرتداء ملابسها وخرجت على الفور ولكن قبل أن تخرج، أخذت والدتها إلى غرفتها قائلة:

-  لا أعلم أن كنت سوف أعود أم لا، وأعلم أنك ليس بيدك شيئاً ، فلدي الكثير من الأموال التي حصلت عليها مكافأة من جهة عملي، بالإضافة إلي بعض المشغولات الذهبية التي كانت تأتي لي كهدية،فجميعها بداخل ذلك الصندوق،  فإن لم أعد فلتأخذينها ولكن تعيديني بأن لن تحصل زوجة أخي على قطعه منها.

أخبرتها والدتها أنها بالفعل سوف تحتفظ بذلك الصندوق لها، فإنها على يقين بأنها  سوف تعود إليها في يوم من الأيام، وأخبرتها بأن لا تخبر أحداً بما لديها من أموال أو مشغولات ذهبية.

خرجت والدتها وعادت لسرعة وأخرجت من حافظتها سلسلة وقامت بإعطاءها إياها، فتلك السلسلة قد أخذتها من والدتها، وقد علمت بأن جدتها اهدتها لوالدتها كي تكون في رعاية الله عند ارتدائها ولذلك قامت والدتها بإعطاءها إياها.

ابتسمت لها شهد وغادرت دون أن تنظر إلى أبيها ولا إلى زوجة أخيها، التي كانت تتبعها بتشفي،  وكانت سعيدة بما يحدث حولها فهي قد تخلصت منها وعليها أن تتخلص من والد زوجها ووالدته، فإنها قد دخلت إلى ذلك المنزل كي تحصل على كل ما فيه، ولقد استخدمت زوجها كأداه في الوصول لما تريد.

عندما غادرت شهد لم تعلم ماذا تفعل؟ ولكن قامت بمحادثة ذلك المرسال، الذي قد أحضر لها المعلومات وقالت له:

-  فلتخبر الجميع بأني في أجازة مفتوحة، لا أعلم متى سوف أعود.

فأراد معرفة ماذا سوف تفعل، فأخبرته بأنها سوف تذهب إلى شركة جاسر بذاتها، ولتعلم ماذا حدث؟

هنا لأول مرة يتحدث المرسال بشيء كانت تجهله، مما جعل شهد تستغرب وقالت له:

-  نعم لقد علمت عن تلك القصة من قبل، ولكن لا أعلم ماذا حدث؟ حسناً فلتخبرهم بتلك الأجازة، وأعدك بأنني سوف أتذكر ذلك الأمر.

بعدما أغلقت معه الهاتف شعرت بسخونة تسري في جسدها، رغم تساقط الأمطار من حولها، وكان الوقت قد أوشك على غروب الشمس، فقررت أن تجري تحت المطر، كي تتخلص من تلك الحرارة، وبالفعل كانت تجري وصوت ضربات قلبها يسمعها من يسير بجانبها، وكان الغضب تجاه والدها وزوجه أخيها وأخيها يفوق كل ذلك، حتى وصلت إلى ذلك المبنى، وعندما وصلت إليه أخبرت إحدى الأفراد بأنها تريد أن تقابل المسؤول عن تلك المبنى.

بينما كان جاسر مستلقي على سريره وجد رنين هاتفه يتصاعد وعندما أجاب على المتصل أخبره بأن هناك فتاة تريد أن تقابله، فقام بفتح الكاميرات كي يراها، ولكنه صعقه أحقاً تلك الفتاة قد جاءت إلى هنا بذاتها، ولذلك طلب منهم أن يسمحوا لها بالمرور وأخبر أدهم بأنه يريده.

في ذلك الوقت سمح لها الأمن بالدخول، وقام أحدهما بإيصاله إلى إحدى الغرف.

هنا كانت شهد تنظر حولها ولقد ظهر شبح الابتسامة على وجهها عندما وجدت أن الغرفة مليئة بكاميرات المراقبة.

في ذلك الوقت فتح الباب ووجدت مجموعة من الرجال المحملون بالأسلحة يدخلون ولكن ما لفت انتباهه ذلك الشخص الذي كان في منتصفهم، كان شاب وسيم ذو طلة ساحرة، ولقد فاقت على صوته وهو متحدثاً قائلاً :

- من أنت؟ وماذا تريدين؟

فقالت له:

- أنا شهد أخت خالد، وأريد أن أعلم ماذا فعل؟

نظر لها وقال:

-  ألم تخشي من القدوم إلي؟ وأنت تعلمين بقوة، ألم يخبرك والديكِ كيف أخذت أخيك من بيتهم؟

نظرت له بسخرية وقالت:

- علمت ولقد قدمت كي أعلم ماذا فعل؟

فقال لها:

- سوف أكون صريحاً معكِ، فإنني ليس لدي الكثير من الوقت للتحدث، فلقد سرق أخيك بضاعه بملايين الفلوس، وأنا أريد البضاعة أو ثمنها.

هنا نظرت له شهد وقالت:

-  هل لي أن أرى أخي .

بالفعل أمر أحدهما بأن يجلبه،  عندما أحضره شعرت بصدمة، فأخيها  قد أصابه الضعف، والدماء تسيل من جسده، كانت سوف تتهور ولكنها أحكمت التحكم في ذاتها.

كان كل ذلك تحت نظر جاسر، الذي شعر بالانتصار عليها، فعلى الرغم من أنها قوتها ولكنها قد خانها جسدها وعبر عن الشعور التي تخفيه.

شعرت شهد  بالغضب من ذاتها، فكيف لها أن ينتصر قلبها على عقلها، وتشعر بأخيها الذي لم يشعر بها من قبل، كما أنها شعرت بتعبير جسدها، فقالت لخالد كي تعيد توازن جسدها:

- هل أنت بخير.

نظر لها وقال:

-  أخبريه شهد بأنني لم آخذ شيء، أنا بالفعل لم أعرف شيء عن تلك البضاعة.

هنا شعرت شهد بصدق أخيها فقالت:

- أخي أن ذلك الشخص لا يتحدث لهو،  فإنه يريد بضاعة أو روحك في المقابل.

في ذلك الوقت تدخل ذلك الشاب قائلاً:

- عزيزتي نظراً لحضورك إلي هنا، فلقد وضعت خياراً ثالثاً.

فقالت له:

-  ما هو ذلك الخيار.

قال لها بجدية :

- أن تتزوجيني.

هنا نظر لها خالد بصدمة وقال:

-  لن يحدث ذلك الأمر كيف لها أن تتزوج من زعيم عصابة، فإن مهنتها..

هنا تدخلت شهد وقاطعته قائلة:

- وأنا قبلت ذلك العرض، فلقد وعدت أبي بأن أفديه مهما كان الثمن، ولذلك أعلن موافقتي.

هنا صرخ بها خالد قائلاً:

-  هل جننتي؟ ألا تعلمين من أنت؟

هنا قالت له شهد:

-  لقد وعدت والدي، وعلي أن أنفذ ذلك الوعد، ولتعلم أخي بأنني سوف أكون بخير.

هنا نظر لها جاسر وقام بالتصفيق قائلاً :

- يا لها من مسرحية جميلة،  وأنا سوف أكون رحيم بك، فسوف أجعل أخيك شاهد على عقد زواجنا.

هنا قام بإرسال أحدهما إلى أدهم، لكي يخبره بأن يأتي بمأذون الآن.

لما يمر وقت كثير حتى حضر المأذون، وكان على وجهه آثار رعب، وعندما جلس أخذ ينظر إلى جميع الأسلحة فقال بتوتر :

- أرجوكم فلتنتهوا مما تريدون، فعلي أن أرحل، فإن قلبي لا يستطيع أن يتحمل كل ذلك.

وبالفعل قام بعقد الزواج دون أن يرفع عينيه فلقد طلب من جاسر أن يملئ بياناته، ثم بعد ذلك شهد، وبعد الإنتهاء رحل على الفور.

نظر جاسر إلى خالد وقال بنبرة تهديد:

- فلتغادر الآن ولا أريد أن أرى وجهك في أي مكان أذهب إلي، وإلا سوف أقتلك ولن أتراجع.

نظر خالد إلى أخته بإنكسار وغادر على الفور.

بينما كانت أسماء تجلس أمام التلفاز، وجدت الباب يفتح ويدخل خالد، هنا صرخت وقالت بفرح:

- لقد عدت يا خالد.

هنا حضرت والدته ونظرت في إتجاه الباب وقالت:

-  أين أختك.

فقال لها بأنها قد جعلت ذاتها فدية مقابل حريته فلقد أخذها جاسر مقابل أن يسمح له بالخروج.

هنا صرخت به والدته، ولكن والده صرخ بها قائلاً :

- فلتصمتي.

هنا تدخلت أسماء بمكر وأخبرتهم بأن والدته كانت تريد أن لا يعود.

هنا لم تتمالك أمينه ذاتها وقالت:

-  فلتصمتي أيتها الحمقاء فإنك من فعلت كل ذلك، هل تعتقدين أنني لم أعلم بأنك قد قابلتي إحدى الافراد بداخل ذلك المنزل؟ وقد أخذت منه شيئاً وأخفيتيه في منزلك.

هنا نظر خالد إلى زوجته قائلاً:

-  أحقاً ما تخبرني به والدتي.

هنا نظرت أسماء وقالت:

-  بل إنها تكذب.

فقالت له أمينه:

-  فلتذهب إلى بيتك الآن ولتبحث به وسوف تجد ما أخبرك به، فإن زوجتك بالفعل قد قابلت أحدهما وأخذت منه شيئاً، وأنني بالفعل لم اسألها لأنك دائماً تخبرني بأني لا أتدخل في أمر لها، ولكن الأمر قد تعلق بأبنتي.

قال خالد:

-  حسناً فسوف أذهب إلى البيت، وأعلم أن كنتِ صادقة يا أمي أم لا.

بالفعل غادر وعاد محملاً  بحقيبة في يده، ونظره موجهة إلى أسماء قائلاً:

- فلتخبريني بشأن تلك الحقيبة.

فقالت بنبرة عالية:

-  نعم لقد حصلت عليها، وكنت أريد أن أعطيها لأحد كي أحصل على مبلغ من المال فيكفي ما عشته معك، كما أن أختك سوف تتعايش مع تلك البيئة، التي ذهبت إليها، فإنها دائماً صاحبة الحظ، وعليها أن تفرح لأنها سوف تحصل على ذلك الرجل بماله.

هنا قامت أمينة بصفعها على وجهها وقالت:

-  أن مكانة أبنتي التي حققتها تغنيها أن مال ذلك الفاسد، فإنه كنزاً ثمين من وجهة نظرك، أما أبنتي فهي جوهرة ثمينة، أغلى من كل شيء، فأنت تشعرين بالغيرة منها ولقد جاءت فرصة لك، لكي تتشفي غليلك منها،  ولكنك لا تعلمين بأن الله سوف يكون مع أبنتي ولن يخزلها أبداً، فيكفي بأن قلبي يدعو لها كل دقيقة.

هنا وجدوا خالد قد جلس على إحدى المقاعد قائلاً :

- لقد أضعت شهد بغبائي، فهي أفضل مني كما أنها قد وصلت إلى تلك المكانة التي حصلت عليها بمجهودها، ولقد أفسدت كل ما خططت إليه، فسوف أعيش مدى الحياة نادماً، حتى تعود مرة أخرى وسوف أفعل ما في وسعي، حتى لو كلفني الأمر حياتي.

هنا تدخل أبيه قائلاً:

-  لا لن أدعك تفعل ذلك، فهي قادرة على تخطي ذلك الأمر وحدها، وسوف أفتح لك إحدى المشروعات، كي يكن لك مصدر رزق، ولكن قبل كل ذلك يجب أن تتخلص من تلك الحمقاء، التي جلبت لكم المشاكل منذ قدومها إلى ذلك البيت.

هنا لم تتمالك أمينه ذاتها مرة أخرى وقالت:

-  أنك لا يعنيك أمر شهد كأنها ليس من صلبك، فهي من كانت تسهر بجانبك عندما تكون مريض، ولم يغفل لها جفن من أجلك، ولكنها قابلت كل ذلك بالجفاء والقسوة، فمتى قد ملئ قلبك بذلك.

أكمل خالد حديث والدته قائلاً :

- نعم فشهد كانت السند الحقيقي للجميع ، فأنا في كل خطوة اتحرك إليها أجلب المشاكل، حتى ارتباطي بتلك الحمقاء التي السبب فيما حدث اليوم، ولكن شهد كانت عكس ذلك كانت حينما تتطئ قدميها مكاناً تأتي بالسعادة والخير، فيكون ذلك هو العوض، فلقد عشقتها وكنت أخفى أن أصرح بحبي لها وإعجابي بشخصيتها، كي لا تصاب بالغرور ولكنني الآن أعترف بأنني قد أخطأت في حقها، وأتمنى أن تعود الليالي، كي أجعلها تشعر بأني سند حقيقي لها  ثم نظر إلى تلك الحمقاء قائلاً:

- أسماء أنت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي