بين الماضي والمُستقبل

سيلا`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-09-11ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

١البداية

١_البداية

حيث انتَـهيت سَتكون البداية ، حيث اقِف الأن واجٌّـر امَلًا ثقِيلًا بوزن خيبَات الماضِي ؛ انها ضَريبة الحَياة! لَن تؤخَذ الحِكمة بِلا عذَاب !
_____________________
_

________________________

" ٧ يونيو _١٩٨٣ ، تمام الرابعة صباحًا"

" يجلس على أريكة غرفة نومه المُهترئه والتي أشترتها والدته له من الرجل الذي يمُر في الشوارع بالأثاث القديم مُقابل أسعار زهيدة نظرًا لفقرهم ، تطلع الى زوجته وهوّ ينفث دُخان ارجيلته بشهوة ، ناظرًا الى جسدها العاري المُغطى بالكدمات والدماء تسيل منه بإنتشاء واستماع عجيب.

بالأمس فقط أصبحت زوجته ، هوّ لم يكن يُحبها ولكن عندما علم بأمر حُب صديقه لها أصّر على أن يتزوجها بأسرع وقت وقد حدث ، قام والده بإقناع والدها بترك صديق أبنه والزواج بأبنه ، تذكر كيف أرضى غرائزه المريضة بأمتلاكها  ... حاولت الأمتناع والأبتعاد عنه ليأخذها قسرًا واغتـ ـصبها بأبشع طريقة قد كـ ـسرت روحها البريئة بالنسبة لسنها الذي لم يتجاوز السابع عشر بعد! .

كان يتذكر كل ما فعله بإنتشاء واستمتاع خصوصًا مع آهاتها التي تصدر كل فترة تنم عن آلامها ليتطلع اليها وهوّ يبتسم بخبث وقد شوّش دخان الأرجيلة عقله ليذهب إليها ويجذبها من خصلات شعرها حتى كادت أن تُقتلع  ليبصق على وجهها وهوّ يتحدث

_" وعملالي فيها شريفـ ـة ومش عارف اي ؟! ، قومي يلا زي الشاطرة كدة رصي الحجر كويس وأجهزي عشان بكرة جايبلك أصحابي عايزين يتكيفوا زيي!" .

انهى حديثه ببسمة مقيتة أشمئزت منها ليتابع من بين أسنانة الصفراء

_" وكله هيبقى بتمنه يا حلوة!!" .

الصدمة! ؛ الصدمة هيّ الشيء الوحيد الذي ارتسمت على ملامحها بوضوح ، ترفض التصديق كانت تظن أنه كابوس سينتهي بمُجرد الأستيقاظ، يأبى عقلها التصديق أن جميع أحلامُها هُدمت بفعل الرياح التي جاءت على صورة زواجها من ذلك الشخص المُقيت  ، ازدادت ضربات قلبها وهيّ تشعر أن نهايتها أقتربت، لتفقد قدرتها على التنفس بصورة صحيحة  وهيّ تسترجع السويعات القليلة الماضية من هدم أحلامها عندما أخبرها والدها أنها لن تستكمل تعليمها من المرحلة الثانوية إلى كُل ما تعرضت إليه من عُنف على يد والداها عندما رفضت بشدة الرضوخ لهم إلى زواجها من شبيه الرجال هذا! .

وعند ذلك الخاطر ازدادت ضربات قلبها بجنون،لتتشّوش الرؤية أمامها شيئًا فشيئًا لتفقد وعيها بإرادتها واستقبلت إحتضان الأرض لها بصدرٍ رحب! .

___________

_ تمام الخامسة صباحًا _

تجلس أمرأة في مُنتصف الثلاثينات على سجادة صلاتها تُناجي ربها وعيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع

_" يارب أبعد الأذى عن ولادي يارب وأبعد عنهم ولاد الحرام، يارب أحميهم وخليهُملي يارب مليش غيرهم في الدُنيا بعدك، يارب زينة بتي تسامحني يارب "   

أنهت صلاتها لتجد أن زوجها أيقظ أطفالهم الصغار ، أندفع الصغار للخارج وعلى أثرهم النُعاس لتقترب منهم بحنان وتفرك في شعرهم بحُب ثم نبست وهيّ تُقبلهم من وجنتيهم

_" يلا يا حبايبي أدخلوا أتوضوا وصلّوا عشان تفطروا قبل ما تروحوا الغيط مع أبوكوا "

أومأ لها الصِغار وذهبوا إلّا واحد لاحظت نظراته المُسلطة عليها بعتاب وحزن خفي، لتخطوا تجاهه بخطوات ثقيلة لتسأله

_" مالك يا حبيبي ، مروحتش تتوضى وتصلي زي أخواتك لي ؟!"

كان الفتى في الرابعة عشر من عُمره ويُدعى سعيد ، أجاب سعيد والدته بأدب وثبات

_" قعدوتنا من المدرسة وقُلنا ماشي ، طب وزينة؟! ، زينة كانت أزكى البنات وأحلاهم ياما كُل البنات كانت عايزة تتجّوز إلّا زينة كانت عايزة العلام تروحوا تجوَّزوها غصب ؟! ، ليه يامّا ؟! "

هربت من نظراته المُعاتبة لتنطق مُحاولةً تغيير مجرى الموضوع بنظرات زائغة

_" يلا يا سعيد روح أتوضى وصلي والموضوع دا متفتحهوش مع أبوك أحسن يُضربك ، أبعد عن كلام الكُبّار يا حبيبي "

فهم" سعيد" محاولتها في تغيير مجرى الموضوع ليتحدث بعدها وعيناه مُثبتتان عليها

_" ماشي يامّا براحتك! ، بس ربنا إسمه العدل مش بيرضى بغير العدل واللي عملتوه في أختي زينة هيتردلكوا بس هيبقى أضعاف "

_" أنت يا ولد أي اللي بتقوله دا يلا غور من هنا!"

صمت الفتى مُجبرًا بعد حديث والده ليرمقه بنظرة مستهزئة قبل أن يغادر ، لتقترب" حكيمة " من زوجها " نوفل " وهي قلقة بشدة لتردف

_" أنا خايفة قوي على زينة يا أبو عبدالله ، خايفة نكون ظلمناها باللي عملناه دا "

نظر لها بغيظ ليدفعها من كتفها بعُنف لتسقط على سجادة صلاتها الموضوعة على الأرضية الباردة ، ثم نبس

_" بقولك ايه متقرفينيش البت أتجوزت واحد يدلعها بدل ما تقولي علام وزفت هتفتحي السيرة دي تاني هفتح دماغك ، وبعدين حتى لو مش مرتاحة كفاية إن إحنا مرتاحين من الفلوس اللي هناخدها كُل شهر"

نظر لها ثم أكمل مُستهزئًا

_" ولو على ضميرك اللي وجعك ياختي هنرجع العيال يكملوا علامهم ولو إن أولى بالفلوس لا علام ولا زفت"

_____________________

_ تمام الساعة الخامسة والنصف صباحًا _

عاد" أحمد "  _ البالغ من العمر أربعة وأربعون عامًا_ إلى منزله بعد صلاة الفجر ليجد زوجته تأن من الألم وحولها بناتها الأربعة يبكون عليها، وزع نظراته عليهم بقلق شديد لينبس بعدها

_" مالك يا شويكار اي اللي تاعبك ؟! "

نظرت له وتلك المرة لم تستطع التحكم في آلامها لتصرخ

_" آه ، الحقني يا أحمد شكلي بولد "

ارتبك كثيرًا لينطق بعدها بتعلثم

_" طيب أستني هنادي على هنية الدّاية تيجي ، قوموا يابنات سخنوا مياة وسيبوا نجّات بس معاها"

حاول القيام من جوارها لتمسك يده وتقوم بعضه بشدة في محاولة منها لكتم صوت صريخها ، لينبس " أحمد " موجهًا كلامه لإحدى بناته

_" قومي يا زينب نادي على الدّاية ونادي سِتك  بهنىٰ وأستعجليهم قوليلهم أُمي بتولد "

نظرت له زوجته" شويكار " بحب لإهتمامه لتدمع عيناها لتنبس وهي تغمض عيناها من الألم

_" أنا الحكيمة لما كانت هنا قالتلي إن لما آجي أولد يا هيلحقوني أنا يا اللي في بطني ، خليهم يلحقوا اللي في بطني عشان دا واد يا أحمد وأنت نفسك واد ، بدل ما بيعايروك بيقولولك يا أبو البنات "

مسك يدها لينطق بعدها بما يجيش في نفسه

_" إنتِ مفكراني أتجوزتك عشان الواد ولا البت ولا اي ، أنا اتجوزتك عشان ربنا يجعل بينا مودة ورحمة مش عشان واد ولا بت "

فور انتهائه وجد والدته برفقة الدّاية على باب المنزل ليدلفوا ليخرج هوّ ويبدأو هم ، ظل يدعوا لها ، خرجت والدته بعد قليل وهي تطلق الزغاريد وتهللّ

_" واد يا " أحمد " المرادي واد شيل أبنك ياضنايا "

أحتضنه بسعادة بالغة ليُكبر في أذنه قبل أن يأخذه ويقول بلفّه لتعترض والدته

_" بس دا القُماش الجديد اللي أشتريته عشان الجلاليب "

لينطق والسعادة مُرتسمة على ملامحه بوضوح

_" مفيش حاجة تغلى على الغالي "


                 ____________________

* إنچوي يولاد

_ مُنتظرة آرائكم وتحليلاتكم ، سو وات مُتحمسة لرد فعلكم اللي مش موجود

الرواية بتنزل هنا وعلى أبلكيشن Doc reader



متنسوش تدخلوا جروب الفيس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي