الفصلال4

الفصل ال4

(وفي مكتب فخم للغايه صباح اليوم التالي في شركه عابد الجراح كان يجلس بعينان تتطاير منها النيران وامامه مدير الحسابات يرتعد بخوف فالجميع يعلم من هو عابد الجراح الشهير بالجزار وما مدى غضبه وسطوته ان اراد ان ينتقم من احد..

راضي: والله عابد باشا الارقام اللي وصلت للمراجعه قبل ما نقدمها للمناقصه هي نفسها الارقام اللي اتبعتت من عند حضرتك من اللابتوب الشخصى بتاعك..

عابد بغضب: راضي اتكلم كلام معقول.. انت عايز تفهمني ايه بالظبط.. ازاي يخطر في بالك ان صفقه مهمه زي دي اقدم لها المبلغ التافه ده مستحيل تكون دي الارقام اللي انا جهزتهالكم ثم اني لسه ما بعتش اصلا الفايل اللي فيه الثمن للمراجعه ايه اللابتوب بتاعي ركبوه العفاريت وانا ما اعرفش؟؟ ولا في حد دخل مكتبي من ورايا؟؟؟

راضي بخوف: يا عابد باشا انا مش مضطر اكذب على حضرتك ده احنا عشره سنين.. ممكن حضرتك تفتح اللابتوب بتاعك وتتاكد من كلامي بنفسك سعادتك.

( نظر عابد لراضي نظره تحمل الكثير وكانه يقول له ويلك ان لم اجد ما تتحدث عنه.. وقام بفتح جهازه الخاص لينصعق من صحه كلام راضي.. لينظر لراضي مره اخرى نظره تعني اهرب الان ليخرج راضي مسرعا من المكتب ليعتدل عابد في مكانه مجريا اتصال هاتفي قائلا..

عابد: الو.... ايوه جه الوقت نفذ الخطه البديله اللي اتفقنا عليها.... لا.. لا معلش انا حاولت انى العب بنظافه معاه بس هو بيحب اللعب الوسخ خليه يشرب بقى... اه عارف ان هو كده مش هتقوم له قومه ثانيه مش مهم عشان يتربى كويس ويعرف هو كان واقف قصاد مين..... تمام نفذ وانا هقابلك بالليل نسهر سوا شويه يلا سلام.

( اغلق عابد الهاتف ليتلقى اتصال اخر من انين ابنته ليجيب فورا قائلا بحب..

عابد: الو ايه يا حبيبه بابا عامله ايه.

انين: الحمد لله يا بابا انا كويسه بس كنت عايزه حضرتك في موضوع مهم جدا وشخصي.

عابد بمزاح: مهم جدا.. وشخصي.. ايه ناويه تفرحي بابا بيكي ولا ايه هههههه.

انين: لا هو شخصى اه ومهم جدا بس مش للدرجه دي انا عاوزاك في موضوع تاني خالص وبجد موضوع مهم ولازم نتكلم فيه وبسرعه..

عابد بقلق: موضوع ايه المهم ده اللي انت عاوزاني فيه انتى كده قلقتيني.. انا هاجيلك حالا..

( وهناك لدى عاصف كان قد استيقظ من النوم مبكرا ودخل ليطمئن على والدته ليجلس جوارها قائلا بحب..

عاصف: ماما... يا نسايم... اصحي بقى بلاش دلع عشان تفطري يلا.

نسايم: امممم صباح الخير يا حبيبي.. حالا هقوم اجهزلك الفطار اهو.

(ليقول لها عاصف متصنع الغضب فهو يعلم ماذا فعلت بعد ذهابه ولم تستمع لكلامه الذي قاله قبل ان يغادر ولذلك يشعر بالغضب منها ولكن لا يستطيع ان يظهر هذا لها فهيا كل ما يملك هي وحياه ليقول.

عاصف: بلا حبيبي بلا فطار... انا زعلان منك يا نسايم ما تكلمينيش تاني ابدا.. دي عامله تعمليها بذمتك وانتى في السن ده تعملي عامله زي دي.

نسايم باستغراب: يا خرابي زعلان مني مره واحده.. وما اكلمكش وفي السن ده؟؟؟ ليه عملت ايه؟؟

عاصف موضحا: بقى مش عارفه عملتى ايه؟؟ تبقي في السن ده وتكذبي يا نسايم وانتى زي القمر كده ويوم ما تكذبي.. تكذبي على مين عليا انا؟؟؟ يا دوب اخرج وانا منبه عليكى تخشي تنامي وترتاحي ومدخلك الاوضه بايدي ارجع الاقيكى تعبانه وكنتر مدوره الغساله كمان!!! ده كلام..

( فور ما ان انتهى عاصف من حديثه حتى قالت نسايم بتذكر لما كانت تفعل..

نسايم: اااااه الغسيل يا لهوي ده زمانه كمكم انا هقوم اخلصه بسرعه مش هاخد وقت.. وهعمل لك الفطار قبل اي حاجه.

(حينها ظفر عاصف بغضب حقيقي ولكن بطريقه مسرحيه يتحدث بطريقه نسائيه يشد في اطراف شعره الطويل قائلا..

عاصف: يا لهوي ياني منك يا نسايم يا اختي... اقولك ارتاحي تقوليلي غسيل... حطيت صوابعي منك في الشق وكشفت راسي ودعيت عليكى.. طب والنبي ما حد غاسل الغسيل ده غيرى... يعنى ايه مش هعرف اغسل حتتين هدوم... و اديني حلفت وهطبخ كمان وابقي كسري يمينى بقى اصل انا ما ليش كلمه..

(مين اللى قلد عاصف اعترفوا)
يا شوية عيال كل حاجه تقلدوها

(ضحكت نسايم بصوتها كله على هذا الابن المحب الذي رغم ما يمر به من صعاب الا انه لا يزال يهون عليها احوال الدنيا لتقول له بضحك..

نسايم: ما تعمليش في نفسك كده يا اختي هههههه بس مش عيب العظمه دي كلها تقف في المطبخ تغسل وتطبخ كمان.. لا كده كثير كثير عليا..

( عاصف وهو يرفع احد حاجبيه قائلا بثقه واضعا يديه في خصره..

عاصف: وحياتك وتعصر وتنشر كمان.. العظمه لله يا نسومه ده انا سبع صنايع والبخت ضايع اه والنبى.. هو انتى مستقله بيا ولا ايه.. يلا انا هقوم اصحي البنت لجمعتها على ما تصحصحي كده.

نسايم: طيب يا حبيبي ربنا يعينك ويبعتلك الخير يا رب ويرزقك بحق جلاله..

(خرج عاصف متوجها لغرفه شقيقته فوجدها لا تزال نائمه كعادتها فقام بفتح النافذه لتتقلب هي فوق الفراش بتزمر معترضه على ما فعل ليقول لها..

عاصف: لا بقولك ايه وحياه امك بلا اممم بلا ااااه.. اخلصي وقومي عشان تروحي جامعتك لان ورايا غسيل وطبيخ مش فاضيلك انا اليوم كله..

(اعتدلت حياه مسرعه عند ذكر عاصف لما سيقوم به وهي غير مصدقه لما استمعت له اذانها لتضحك قائله..

حياه: هههههعع نعم غسيل وايه يا اختي طبيخ ايه اللي جرى في الدنيا يا عاصفه..

عاصف: العاصفه يا اختي احيانا بتبقى نسمه صيف بس ما تاخدوش على كده ده هو يوم دلع وخلاص... قومي يلا الفطار جاهز افطري مع ماما وانزلي جامعتك على طول ومش عايز ناهية قلب.

( انتفضت حياه واقفه حينما اتى عاصف على ذكر والدتها فهي قد تذكرت الان ما حدث بالامس لتقول له..

حياه: ماما... ماما جرى لها ايه يا عاصف امبارح طمني..

عاصف: لا لا اهدي كده اليوم لسه في اوله وكفايه اللي حصل امبارح ماما زي الفل الحمد لله..

حياه: بجد يا عاصف امال كان في دكتور هنا ليه امبارح.

عاصف: ده عشان يطمني عليها مش اكثر لانى حسيت ان هي تعبانه شويه و وشها اصفر وبس والحمد لله طمني عليها وقال ما فيهاش اي حاجه... اهدي بقى ويلا عشان تروحي جامعتك يا استاذه

حياه: لا يا عاصف انا مش هروح انا امبارح قلتلك قرارى الاخير... هي مش مصاريف وخلاص..

عاصف بجديه: طظ فيكى و فى قرارك الاخير يا خالتى... وهو انا اشتكيت لجنابك يا ست حياه ولا منقص عليكى حاجه وبعدين الموضوع بتاع العيال ده خلاص امجد حلهولي امبارح بدل ما انا اروح واتهور وامد ايدي على حد واروح في داهيه وانت تتفصلي.

حياه: امجد ده مين؟؟ اللي كان معاك انت وفريد هنا امبارح.؟؟

عاصف: ايوه يا ستي راح للعميد الصبح وخلص كل حاجه معاه ما حدش هيضايقك هناك ثاني ابدا

حياه: كتر خيره والله.. بس يا عاصف برده انا.....

عاصف: بلا برده بلا بتاع انا بره دقايق و الاقيكى جاهزه وجايه والا ما لكيش اخ فاهمه ولا مش فاهمه..

( وهناك بالفيلا الخاصه بعابد الجراح كانت تحضيرات الحفل تقام على قدما وساق وروما وماجده لا يتوانوا عن الطلبات المستمره لهذا ولذاك فكان المنزل اشبه بخليه النحل...
الجميع يعمل والجميع يتحرك حتى هبطت انين بطلتها المسيره للجدل المعتاده لتتوجه روما لها مسرعه تقول بهدوء غير طبيعتها..

روما: على فين كده صباح الخير هي ليلى ما قالتلكيش على الحفله ولا نست..

انين: لا ابدا ما نستش قالتلي و مش هتقولى ليه يعني... وقالتلي كمان على الصفحه الجديده اللي انتى بتفكري تفتحيها معايا..

روما: طيب ايه رايك؟؟ ايه هتيجي ولا لا؟؟ لو جيتي هبقى مبسوطه وانتى كمان هتنبسطي

انين: اكيد جايه ده كلام. ده حتى الحفله في بيتي يعني وبعدين ينفع ارفضلك طلب برده ده انت تامري يا روما..

( ظفرت روما براحه لنطق انين اسمها بشكل صحيح فكم تشعر بالضيق والغضب عندما تقول عنها مبرومه لتكمل قائله..

روما: الحمد لله كويس انك وافقتي ده حتى اونكل عابد ماما قالتله يجي بدري النهارده وهنعملهاله مفاجاه علشان عيد ميلاده النهارده يعني زي ما انتى عارفه... وهينبسط لما يشوفنا كلنا موجودين..

انين: ايوه عارفه ان النهارده عيد ميلاد بابا.. وما تقلقيش انا رايحه مشوار سريع كده وراجعه مش هتاخر واول ما اجي هجهز وابقى موجوده على الميعاد بالضبط..

( اتت ماجده مسرعه تنظر لانين من بعيد بقرف وغضب لترسم ابتسامه واسعه فوق شفتيها قبل ان تتقدم منهم تدخل في الحديث وهي تبتسم بزيف قائله.

ماجده: كويس انكم اتفقتوا يا بنات ربنا يهديكم يا رب وتعقلوا بقى.

انين بسخريه: اه هنعقل ان شاء الله.. يا رب... طيب انا هروح بقى واسيبكم تكملوا التحضيرات بعد اذنكم..

(خرجت انين ووقتها تحولت ملامحهم للحقد فجاه لتقول ماجده بغل..

ماجده: تفتكري خطتك هتنجح ولا هنروح في داهيه كلنا..

روما: هتنجح وهتشوفي والداهيه دي هتاخدها هي مش احنا..

(ولدى عاصف كان قد قام بالفعل بتجهيز الافطار لوالدته و لحياه وخرجت حياه وهي مستعده لجماعتها اطمئنت على والدتها وقبلت عاصف وتوجهت للجامعه بحماس حينها اعطى عاصفه الدواء لوالدته وادخلها غرفتها لترتاح قليلا... وبدا بالفعل في غسيل الملابس والطهو ليدخل بعد قليل الى الشرفه (البلكونه) ليقوم بنشر الملابس لتجف.. كان يقف مرتديا فانيلا كت سوداء على بنطال من نفس اللون بيتي ليثير الفوضى في قلوب النساء التي كانوا يتابعونه باعينهم.... حتى تجرات تلك الوقحه والتي تسكن بالمنزل المقابل له بالضبط لتقول له بحب وميوعه..

ام سيد: خلي عنك يا سي عاصف... كنت ابعتهم اغسلهم انا بعيوني يا سيد الناس..

عاصف بسخريه: لا يا اختي خلي عينيكى مكانهم.. انا بعمل حاجتي بنفسي خليكى في حالك يا ام سيد..

ام سيد: ما انت حالي يا سي عاصف والنبي عيب الابهه دي كلها تقف تنشر وتغسل..

( ضاق عاصف زرعا من نظراتها فهو لا يحب تلك الاشياء فنفخ بضيق قائلا..

عاصف: ايه يا وليه الاباحه دي ما تلمى روحك ايه معندكيش راجل يشكمك... طب والنبي لا انا ندهلك جوزك... يا ابو سيد... انت يا راجل يا اللي اسمك ابو سيد. انت يا راجل يا لوح .

(خرج ابو سيد مسرعا على نداء عاصف لترتعد ام سيد خوفا ليقول ابو سيد..

ابو سيد: ايوه.. صباح الخير يا عاصف يا ابني. خير في حاجه ولا ايه الست الوالده تمام..

عاصف: اه في حاجه... خلي مراتك تدخل جوه عشان الحاجه بعافيه شويه وانا بغسل مكانها..

ابو سيد: لا اله الا الله.. الف سلامه عليها يا ابني بس هي ام سيد عملت ايه يعني..

عاصف: بتعاكسني وبتقولي هات اغسل مكانك.. وعماله تبص لي نظرات تحمل الكثير من الوقاحه... وانت فاهم يا ابو سيد انت راجل كبير ومش محتاج اوضحلك.. ينفع كده..

ام سيد برعب: ابدا يا اخويا ده بيكدب عليك ده انا حتى... ده انا..

ابو سيد: ده انتى ايه يا وليه يا ناقصه... قدامي... و ديني لا اربيك من اول وجديد الربايه اللي ابوكي معرفش يربيها لك ابو سيد هيربيهالك...

عاصف: براحه يا ابو سيد... عاهه مستديمه على خفيف كده

(قام ابو سيد بسحب زوجته من شعرها بعنف للداخل بينما استمع عاصف لصوت ضحكات صاخبه من الاسفل لينظر ليجد فريد يجلس اسفل شرفته ليقول..

فريد: قلبك قاسي اوي انت يا عصوفه.. ههههههه كده لبست الست يا راجل دي معجبه بيك وبالفانله الكات..

عاصف بغيظ: معجبه.؟؟ انت هنا من امتى يا حيوان.

فريد: انا هنا من ساعه (انت حالي يا سي عاصف) ههههه الست كانت حبه تخدم بس تقوم تعمل فيها كده ما انت اللي مولعها باللي انت لابسه ده..

عاصف: ليه شايفني لابس قميص نوم كده كده شفتيشي غور استناني على الكافيه لحد ما اخلص الغسيل واطفي على الاكل واجيلك.

فريد بصدمه: احيييه هو انت بتطبخ كمان هههههه ده خبر الموسم يا ناااااس العاصفه بيغسل وبيطبخ ومعلق مشابك في صدره ده ناقص تقول حبيبي قرب بص وبص بص طب ايه رايك بقى انا قاعد هنا لحد ما تخلص يمكن يبقى في خناقه ثانيه وتحتاجني انا احجز ولا حاجه.

( قال فريد كلماته وجلس مره اخرى فوق الكرسي اسفل شرفه عاصف ليقوم عاصف باخذ ماء الغسيل وسكبه بالكامل فوق راس فريد ليصرخ فريد واقفا ينفض الماء عنه قائلا بغضب..

فريد: الله يخرب بيتك لبيت معرفتك.. كده بهدلت الطقم اللي حيلتي انا كنت هروح معاك بيه اعمل ايه انا دلوقتي..

عاصف: قلتلك 100 مره ابقى استحمى قبل ما تخرج.. كده احسن النظافه حلوه.. اترزع هخلص وانزلك على طول.

فريد: الله يقطعك يا شيخ يا ريتني مشيت اعمل ايه انا دلوقتي بالمنظر اللي انا فيه ده.. ده انا دولابي كله ثلاث قمصان وبنطلون الله يحرقك عيل فقر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي