كحلةالعيون

ليلى و الذئب`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-11-26ضع على الرف
  • 2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1 الى المغرب

| قبل ثمانية أشهر |

| روما ، ايطاليا |

في حديقة الجامعة الشاسعة.....يكسوها لنن العشب الأخضر و الطلبة موزعون على مختلف الاتجاهات....بالضبط في ذلك المقعد المستظل بظل بظل احد الشجرات الموجودة هناك....

كان يجلس على المقعد مجموعة من الشباب و الفتيات يتبادلون الأحاديث في مختلف المواضيع المتنوعة....بعد دقائق من الحديث سمع جميع من كانو هناك صوت شاب يركض باتجاههم بينما يصرخ مرددا

" لقد وافق....لقد وافق "

وقف الجميع باستغراب من كلام ماثياس و ركضه بهذه الطريقة....و انتظروه إلى أن وصل بينهم و صرخ بأعلى صوته

" لقد وافق مازن على السفر من أجل المشروع الجامعي "

صرخ الجميع بفرح و رفعوا ماثيلس إلى السماء بفرح....فكان رفض مازن فكرة السفر إلى المغرب و الشيء الوحيد الذي يعترضهم من السفر إلى المغرب....قاموا بتنزيل ماثياس و هنا قفزت احد الفتيات المدعوة بريبيكا

" لحسن الحظ مازن ايضا مسافر معنا حقا كانت سوف تكون الرحلة مملة بدونه حقا شكرا ماثياس "

التفت ماثياس إلى الناحية الأخرى و همس

" الجميع يعلم انك السبب الرئيسي لرفض مازن الذهاب "

استدار و ابتسم لها تلك الإبتسامة الصفراء و نبس

" لا توجد مشكلة مشكلة عزيزتي ريبيكا هذا واجب "

قلب ماثياس اعينه بملل بعدما استدار إلى الناحية الأخرى و همس بينه و بين نفسه

" لا اعلم كيف يمكنني أن اخرجك من هذه الرحلة "

رفع بصره و لوح لذلك الذي كان قادما باتجاههم...فابتسم له الأخر و لوح له هو الثاني...كان شابا طويل القامة.....مفتول العضلات.....اشقر الشعر....ذو أعين خضراء.....يرتدي نظرات طبية....ما زادته الا وسامة و وسامة....كان يبدوا هادئا فكانت تزين ملامحه ابتسامة لطيفة تبرز الغمازتين المتواجدتين فب كلا وجنتيه

اقترب منهم مازن بهدوء و صافحهم و هنا قفز لوكاس قائلا بحماس

" حسنا حسنا يا رفاق الأن علينا أن نحدد موعد الرحلة و لنجعلها أطول من الرحلات السابقة فهذا ليس بلدا عاديا و هذه أول مرة لنا نزور فيها أفريقيا "

ابتسم مازن من الحماس الواضح على وجوه الجميع من هذه الرحلة....فنبس بهدوء و لا تزال الإبتسامة على وجهه

" لا اعلم لماذا انتم جميعا متحمسون هكذا لكن على العموم علينا أن نجهز لهذه الرحلة جيدا....و دعونا نسافر بعد اسبوع كي يتاح للجميع الوقت الكافي لتجهيز اغراضهم "

ابتسم لهم مرة أخرى و استقام من مكانه بعد أن رن هاتفه و قال

" هيا علي الذهاب الأن فالوالدة تنادي....هيا و تذكروا كل شيء فنحن سوف نسافر لقارة أخرى لا يخبرني احد منكم انه نسي شيء مهما بعد أن نصل إلى هناك "

وصل مازن إلى البيت و فور دخوله سمع والدته تردد الترانيم المسيحية...فاتجه إلى غرفته دون أن تراه و تقحمه في هذا الأمر....مازن شاب في منتصف العشرينات....بعيد عن دين والديه الذي هو المسيحية....يشعر دائما انه غير مقتنع بالعديد من الأشياء الموجودة في دينه و ان هذا الدين الذي يؤمن به والديه و يؤمن به محيطه بعيد عنه....

لهذا هو دائما ما يبحث بين الاديان و يستكشفها....لكنه كان دائما بعيدا عن دين البلد التي سوف يتجه اليها بعد اسبوع الاسلام في كل مرة كان يريد البحث يجد نفسه مترددا و خائفا رغم ان الكثير في جامعته و خصوصا طلاب الذي يبحثون دراسة الأديان يحدثونه انه دين مختلف....فور ان يقرأ المرء من القرآن يشعر بالراحة و الطمأنينة.....لكن مع ذلك هو لا يزال يشعر انه بحاجة الى ذلك الحافز الذي يدفعه لإستكشاف هذا الدين كي يروي تعطشه و يملأ الثغرة الموجودة داخل صدره

هكذا دخل الى غرفته و اخد حماما سريعا ثم ذهب و استلقا على سريره فهو متعب جدا بعد صباح طويل

| المملكة المغربية |

لنذهب الأن إلى قارة أخرى أفريقيا او كما يلقبها البعض القارة السمراء...بالضبط الى تلك الدولة التي تعتبر بوابة عبور بين أفريقيا و أوروبا....المملكة المغربية....بالضبط في شفشاون مدينة عرفت باللونين الأزرق و الابيض الذان يكتسحان المدينة و يمنحانها طابعا و منظرها جميلة يجذب الزوار و السياح لها....

في احد المنازل التقليدية.....و لنتعمق كثيرا في احد الغرف أمام سجادة الصلاة.....تجلس و تضم قدميها لها بينما تتمتم بين شفتيها بآيات من كتاب الله بصوت خافت جدا

ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (1) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (2) إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ (3) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (4) ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ (5) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (6)

اغلقت القرآن الكريم على سماعها صوت امها و هي تناديها باللهجة المغربية

" زهرة ااا زهرة....وا ديك البنت نوضي....واش ما نوياشي تنوضي تفتحي داك المحل تبيعي دوك الخبزات تسترزقي فيهم الله "

( زهرة....يا زهرة....أيهما الفتاة قومي من مكانك....ا لا تنوين فتح ذلك المحل و بيع الخبر كي تسترزقي الله فيهم )

ابتسمت زهرة و استقامة من مكانها ثم وضعت القرآن في مكانه و قامت بوضع السجادة في مكانها ايضا....ثم غيرت ثيابها و ارتدت جلابتها ثم وضعت نقابها على وجهها بعد أن لفت حجابها

نزلت زهرة الدرج و اتجهت نحو امها ثم قامت بمعانقتها بعد أن أنزلت النقاب عن وجهها سامحة لملامحها الجميلة بالظهور كانت جميلة الملامح ذات أعين كبيرة بنية اللون....حاجبين كثيفين و مرسومين بشكل جميل....رموش كثيفة ما شاء الله شفتين كرزيتي اللون و أنف صغير مع خدود مشدود كل من يراها يسمي بالله و يقول يا سبحان من سواها....زهرة زهرة كما منحها الله الجمال و كانت جميلة من الداخل ايضا....فكما احسن الله خَلْقَهَا احسن خُلُقَهَا....و هذا بشهادة القريب و البعيد

يتيمة الاب منذ صغرها ربتها امها و عمها الذي يزورهم بين الحين و الأخر....هي الأخت الوسطى و لديها شقيقتين الكبرى و هي نسيمة متزوجة و تعيش في العاصمة الرباط....بينما الصغرى هي ياقوت و تدرس في سنة البكالوريا.....

زهرة فتاة مثقفة تتحدث أربع لغات فهي تتحدث العربية و تتقن اللغة الفرنسية ثم الاسبانية و ختاما فهي تتحدث الانجليزية بكل طلاقة إضافة على ذلك فهي تتحدث بالامازيغية بكل طلاقة و خفة و ذلك شيء عائد لأصول امها الامازيغية....

منذ أن تخرجت زهرة من الجامعة و هي تبيع الخبز في احد محلات والدها السابقة....امها تقوم بعجنه في الصباح الباكر و هي تذهب لبيعه و هي معروفة في الحي بأدبها و أخلاقها و عفتها....منذ ان كانت طفلة

خرجت زهرة من البيت بعد ان اعادت نقابها على وجهها و ودعت والدتها و اختها الصغرى ياقوت....و حملت الخبز ثم اتجهت نحو محلها الصغير الذي كان يبعد عن البيت فقط ببضعت مترات....

بدأت ببيع الخبز و كل من يأتي ليشتري يلقبها ب ✨️ كحلة العيون ✨️ و ذلك عائد للون اعينها الذي يميل الى الأسود احيانا....بعد م،ة من العمل و بعد ان انهت كمية الخبز التي احضرتها......قامت الأخيرة بإغلاق محلها و عادت ادراجها نحو منزلها

فور ان دخلت إلى فناء البيت ظهر الاستغراب على وجهها و أنزلت نقابها بعد أن وجدت اختها الكبرى نسيمة تجلس في البهو بينما تشتكي لأمها و الغضب واضح على ملامحها....

لم تقل زهرة شيء فهي فهمت ان اختها متخاصمة مع زوجها و اتت لتشتكي....قذهبت الأخيرة إلى غرفتها و غيرت ثيابها إلى ثيب بيت مريحة ثم عادت و جلست أمام نسيمة بعد أن إشارة لأمها لالة تافوكت كي تتركهما لوحدهما و هذا ما حدث....

فور ان خرجت والدتهما من البهو حتى تحدثت زهرة

" اش واقع ا ديك اه "

( ماذا حدث )

نظرت لها نسيمة بتردد ثم نسمة

" والو غا جيت نشوفكم....واش ما نحقيش تاني نجي نشوفكم "

( لا شيء فقط اتيت لزيارتكم....ا لم يعد من حقي المجيء لزيارتكم )

نظرت لها زهرة و حركت رأسها ثم نبست

" لا حاشا ا نسيمة باب دارنا ديمة مفتوح ليك هاذي دار باك ما يمنعك عليها حد....بصح ا نسيمة ماما رباتنا على اننا ما نكدبوشايت على بعضياتنا و انا عارفاك مخاصمة مع راجلك....و راه باينة في عينيك ا البهلة "

( لا لا يا نسيمة باب البيت دائما مفتوح لك فهذا منزل والدك و ليس من حق أحد ان يمنعك عنه.....لكن يا نسيمة امي ربتنا على ان لا نكذب بيننا و انا اعلم انك متخاصمة مع زوجك....و هذا الشيء يظهر من اعينك يا غبية )

نظرت لها نسيمة ثم نبست بسرعة

" و لا و لا ا زهرة راه مكان والو غا تناقشنا و صافي "

( لا لا يا زهرة لا يوجد شيء مجرد نقاش بسيط هذا ما في الامر "

حركت لها زهرة رأسها ثم اردفت

" نسيمة ختي راه انا ختك انا كتابك و سرك عاودي لي ما عرفتي شايت يكون عندي الحل "

( نسيمة اختي انا اختك انا كتابة و سرك احك لي ما حدث لا تعلمين يمكن أن يكون الحل عندي و اساعدك )

نظرت نسيمة مطولا ثم انفجرت و هي تحك لأختها

" ا ختي ا ختي واه راه مراد عرض على مو سيمانة تجي تجلس عندها و انا عييت يا ختي كل مرة جاية لعندنا صافي تمشي لعند بناتها شوية راه حتى انا عندي ولادي و خاصني نتحمل مسؤوليتهم "

( يا اختِ مراد دعا والدته للقدوم و انا تعبت في كل مرة تأتي عندنا يكفي فل تذهب عند بناتها انا تعبت لدي اطفالي و علي تحمل مسؤوليتهم هذا كثير علي )

نبست زهرة موجهة سؤالا لها

" نسيمة كون جات عندك مي غادي تفرحي بيها او لا لا "

( نسيمة لو زارتك امي لفرحتي بها ام لا )

_" غادي نفرح هاذي راها ميمتي لي زارتني ماشي البراني راه هذاك هو النهار لكبير "

( طبعا سوف افرح تلك امي التي زارتني و ليس الغريب ذلك هو اسعد يوم )

حركت زهرة رأسها ثم نبست بهدوء

" ها لي قلنا ايوا ا نسيمة كيما نتي كتفرحي بميمتك حتى مراد كيفرح بميمتو راه هاديك مو لي حملت بيه تسع شهور و هي لي رضعاتو و كبراتو و قراتو و سهرات معاه في الليالي لي مرض فيهم هي لي فرحت لفرحوا و حزنت لقرحوا و انا لي عارفة عجوزتك مرا مليحة و مولات خير و خيرها سابق و واجب عليك تفرحي بيها ا الحمقة راه هاديك في مقام مك و كيما تتفرحي بمك واجب عليك تفرحي بيها و تكبري بيها هاكذا رباتنا ماما ياك او لا لا و لا تنسي الجنة تحت أقدام الأمهات و انت ايضا ام يا نسيمة و عليك ان تفهمي تصرف زوجك "

( ها قد ظهر الحل اذن فكما انت تفرحين بزيارة والدتي لك مراد ايضا يفرح بزيارة والدته له تلك امه التي حملت به في بطنها تسعة أشهر و ارضعته و ربته و درسته.....سهرت معه في ليالي مرضه هي التي فرحا لفرحه و حزنت لقرحه و انا اعلم ان حماتك إمرأة جيدة و تعاملك كابنتها فهذا يعني أن من الواجب عليك ان تفرحي بها كما تفرحين بوالدتك تلك في مقام امك و مثلما تفرحين بأمك عليك ان تفرحي لزيارتها و تظهري لها ان اختيارها لك لم يكن خطأنا هكذا ربتنا امنا و لا تنسي ان الطنة تحت أقدام الأمهات يا نسيمة و انت ايضا ام و عليك ان تفهمي تصرف زوجك )

" و لكن يا زهرة "

نظرت لها زهرة بصرامة و نبست

" ما كاين لا لكن لا ولكن جمعي عليا خناينك و دوزي راجلك راه جاي رجعي لدار راجلك "

( دون نقاش امسحي دموعك هذه و قومي زوجك سوف يكون في الطريق لأخدك عودي لبيت زوجك )

و فعلا لم تنهي زهرة كلامها فقد كانت والدتها تناديها بصوت عال قائلة

" زهرة زهرة تغطاس راه راجل ختك جا "

( زهرة ارتدي نقابك فزوج اختك قد وصل )

ابتسمت زهرة لأختها و استاقمت من مكانها و ذهبت إلى غرفتها صلت صلاتها و جلست أمام النافدة المطلة على القمر ثم قالت

" يا سيدي ربي ديما ميمتي تتقول ليا انا زهري مختلف على زهر البنات واش حتى انا غا يكون عندي راجل بحال مراد لي يبغيني و يصوني او زهري غير غير على البنات كيفما كانت تتقول ميمتي واش غا نكون انا هي الزهرة د قلبه او لا قلبو غا يكون عامر و انا مبززيني عليه يا ربي انا ما بغيت والو بغيت غا لي يتقي الله و عارف يفرق بين الحلال و الحرام و ما يظلم مسكين ما ياكل مال اليتيم لي يفرحني و يفرح ليا ميمتي "

( يا الله امي دائما ما تخبرني ان حظي مختلف عن عن حظ البنات....هل سوف يكون نصيبي مثل اخت و يكون لي رجل مثل مراد يحبني و يصونني او ان حظي مختلف كما قالت امي....هل سوف أكون أنا هي زهرة قلبه ام ان في قلبه زهرة غيري و هو فقط مجبر على الزواج بي....يا الله انا لا اريد شيء سوى ان يكون متقيا ربه يعرف بين الحلال و الحرام و لا يظلم مسكين و لا يأكل مال يتيم....اريد من يسعدني و يسعد امي )

نظرت للقمر طويلا و هي تسمع قهقهات اختها و زوجها اللذان قررا المبيت و السفر صباحا....و هكذا و بعد دقائق خلصت زهرة إلى النوم

| بعد اسبوع |

|مطار الرباط الدولي |

نزل من طائرة رحلته مع أصدقائه و خرج من المطار بعد أن اخد الجميع حقائبهم....و فور ان وطأت اقدامه المملكة قابلت وجهه نسمة هواء باردة مع رائحة زهور عطرة فابتسم و فتح اعينه ثم نبس

" ها أنا قد وصلت يا مغرب....المملكة المغربية لنستكشفك اذن "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي