الفصل الأول

الفصل الأول

"ياقبيحة الوجه ..ياقبيحة الوجه ..ياقبيحة الوجه"

جملة تعاد على مسمعها وتتكرر تكاد تصم آذانها .. تلحقها باصرار كأنها وحش مفترس .

تسير والظلام من حولها كسحابة سوداء تظللها، ثوبها المهترئ يكشف جسدها ..حافية القدمين شعرها أشعث .تلك الجملة الملعونة ..تدفعها أمامها كالسيد يدفع عبيده أمامه بقسوة

(ياقبيحة الوجه).

تهينها كأنها زوجة أب قاسية
أسرعت خطواتها تهرب من صداها المزعج..دموعها على وجنتيها كحبات الندى ..مازالت تطاردها بعنف .

(ياقبيحة الوجه).

تتردد..ترن في أذنيها وتعلو كالطنين، وضعت يديها على آذنها حتى تتخلص منها.

وتحولت خطواتها الى ركض .

تركض ،وتركض ، لتنزلق قدميها
وتسقط في بئر كان مغطى بأعشاب.
تسقط
وتسقط
وتسقط
حتى غابت هي في غيبوبة ...ولم تشعر بمدى سقوطها ..فقد ظنت أنها سقطت في بئر الموت ولن تعود للحياة مرة أخرى.

لحظات مرت لا تعلم كم عددها، قد تكون دقائق، أو ساعات ، فتحت( ليساء) عيونها على ظلام حالك فاغمضتها مرة أخرى وقد هجم عليها الخوف فأرعد أوصالها، أنفاسها تعلو وتهبط في اضطراب، تسأل نفسها:
-أين أنا؟؛ هل مت؟؛
رفعت يدها بعفوية الى وجهها تتحسسه ، لمست جبهتها العريضة، وأنفها الأفطس، ووجنتيها البارزتين، ثم انتقلت الى شفتيها الغليظتين وانزلقت يدها الى صدرها لتشعر بأنفاسها المتهدجة ..إنها أذن مازالت على قيد الحياة .
-ولكن أين أنا؟؛
سؤال دار بداخلها، فتحت عيونها مرة أخرى على ذلك السواد المخيف، فأغلقتهم سريعا وبدأت تلملم أجزاءها تشعر بالآلام في كل أنحاء جسدها، رياح باردة اخترقته اهي، رياح المكان حولها.. أم رياح الخوف الذي بدأ يزحف كثعبان يبخ سمه في قلبها، احتضنت ذاتها وبدأت أوصالها ترتعش، فصبت على الخوف دموع الاستغاثة بالله لعله يسكن ، تناجي الله كعادتها كلما وقعت في مأزق فتلجأ اليه وتشكو حالها له:
-أيا ربي ولا رب لي سواك، لقد سقطت في بئر ليس له قرار، السواد من حولي كشبح يريد أن يزهق روحي، وكأني في قبر دفنت فيه وأنا اتنفس، فأنر قلبي بنور الحفظ، وأبعث لي من ينقذني ياالله.
تذكرت دعاء سيدنا يوسف عندما وقع في الجب فأخذت تردده:

- اللهم يا مؤنس كل غريب، ويا صاحب كل وحيد، ويا ملجأ كل خائف، ويا كاشف كل كربة ويا عالم كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، ويا حاضر كل ملإ.. يا حي يا قيوم أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي، حتى لا يكون لي هم ولا شغل غيرك، وأن تجعل لي من أمر فرجا ومخرجا، إنك على كل شيء قدير.

ظلت تردد هذا الدعاء الذي تعلمته من أبيها، وإذ بها تسمع حسيسا كأن شئ يقترب منها، فيزداد خوفها وتتوتر ااعصابها، وترتفع دقات قلبها وكأنها دقات طبول، تتمتم بآيات الله تقرأ الفاتحة والمعوذتين، وآية الكرسي حروفها سريعة مرتبكة، مقطعة، فيضاء المكان فجأة من حولها على صرختها، تجد كائنات غريبة تقترب منها، ترى كائنا على شكل مربع له عينان، وأنف، وفم، خرج من جانبيه يدين، يمشي على رجلين في يده عصى كالشعاع،وبجواره كائن آخر على شكل دائرة له نفس مواصفات الأول، وكائن ثالث على شكل مثلث يشبه الكائنان الأولين، خوفها غلب دهشتها، أرادت أن تزحف للخلف ولكنها لم تستطيع، الخوف قيدها وأخرس لسانها أوصالها ترتعش، واطرافها تجمدت، وكل ذرة فيها يدب فيها الخوف كأنه ذبذبات باردة مؤلمة.
تكلمت الثلاث كائنات في صوت واحد وكأن أصواتهن أتت من كوكب آخر ، صوت مذبذب كأن انسان ألي يتحدث:
-لااااااا..تخااااااافيييي فنحن، أتينا لأنقاذك ..نحن رسل الأخلاق الحسنة، لا نهب الا لنجدة ذوي الأخلاق الكريمة.
يداها ترتعشان وهي تضمهما إلى صدرها، تحاول أن تستجدي الكلمات من داخل حنجرتها، فقالت بعد جهد عميق كلمات خرجت متعتعة:
-أاااريد أأن أخرج من هنا..أريد العودة إلى بيتي.
تكلموا الكائنات في صوت واحد:
-سوف تخرجين ولكن عليك أن تمرين من الأبواب الخمسة..هل توافقين؟
نظرت لهم بدهشة وسألتهم بعيون متعجبة وصوت يملؤه التوتر:
-أي أبواب تلك؟؛ وكيف سأمر منها؟؛

-أنها أبواب ستجعلك تعبرين ذلك الظلام، ويعيدك الى بيتك، ثقي بنا ولا تخافي.
قالوا ذلك بابتسامة مليئة بالطمأنينة

شردت لحظات قالت فيها لنفسها:
ماذا سيحدث لي أكثر من هذا؟ وماذا سيضير إن عبرت تلك الأبواب التي يتحدثون عنها؟ ولتكن ما تكون، المهم أن اخرج من هذا الظلام الدامس الذي كاد أن يخنقني، يبدو من حديثهم الصدق.. لأنهم لو كانوا يريدون أن يؤذونني لكانوا قضوا عليا على الفور، ولم يظهروا لي ويقدموا لي المساعدة .
رددت يااارب كثيرا ثم نظرت لهم وقالت وهي تهز رأسها وعيناها متوجسة خيفة منهم:
-موااافقة .
تقدم ذو الوجه مثلث وقال بعد أن تقدم خطوة:
- أذا دعينا نعرفكي على أنفسنا .. أنا أسمي ( بوت)
وقف بمحازته ذو الوجه المربع وقال وهو يشير على نفسه:
-وأنا أسمي (ديمتري).
ثم تقدم الثالث واصطف بجانبهما وقال:
-وأنا أكون (كيتو).
قال بوت بابتسامة جعلت فمه يتسع:
-عندما سمعنا سقوطك الذي يصحبه صريخك
علمنا أن هناك انسان قد وقع في الجب.
أكمل ديمتري وكأنه حان دوره للكلام:
نظرنا إليك وجدناك مغشيا عليك وكعادتنا نجري على كل شخص يسقط في الجب اختبار الأيمان.

ضيقت ليساء عيناها بتعجب فقالت:
-اختبار الأيمان؟؛ لما؟ ولماذا؟؛

أجابها( كيتو)
-حتى نرى إن كان يستحق أن ننقذه أم لا.. وعندئذ، نصوب أشعتنا على جبهته لنقيس درجة إيمانه، وإذا كانت درجة إيمانه عالية، نهم لإنقاذه فورا..وهذا ماحدث معك.

تسللت بعض الطمأنينة إليها وانحسر الخوف بعض الشيء فأردفت وهي تبتسم لهم:
-مرحبا بكم.
وفي صوت واحد قالوا:
-أذا هلمي معنا وثقي بنا سوف نساعدك ونكون بجانبك في الوقت المناسب.

وجدتهم يسلطون عليها أشعتهم فخرجت منها ضوء أخضر غمر جسدها بأكمله أغمضت عينيها على الفور، وصدت تلك الأشعة بذراعها، دقائق ورفعوا عنها تلك الأشعة، ظلت تتحسس جسدها وهي مبهورة الأنفاس تنظر لهم تارة ولجسدها تارة كأنهم تسألهم ماذا فعلوا بها؟؛
وكأنهم قرأوا ما يدور بخاطرها فقالوا لهم:
- ذلك الضوء الذي غمر جسدك هي أشعة تزيل عنك أي آلام وتمنحك قوة ..اﻵن تستطيعين أن تنهضي وتسيري خلفنا.

لقد شعرت فعلا بقوة سرت في جسدها وكأنها سحر اخترقها.
الظلام حولها يفرد بساطه والخوف يدب في جسدها كدبيب النمل فقالت باضطراب:
-لكني لا أرى شيئا
قالوا لها وهم يسيرون أمامها:
-لا تخافي سوف تسييرين على نور أشعتنا.

وأشرق المكان على نور عصييهم فنهضت ليساء بصعوبة عبرت باطن البئر الى نفق ضيق تمشي بخطوات جبانة بطيئة وكأن تحت قدميها عقارب تلسعها ارادت أن تستند على حائطه بيديها ولكنها تراجعت على الفور تأملت الحائط وبدى لها على شكل قطعة حلوى مصنوعة من الطين محشو بمخلفات الأرض مليئ بالشقوق فخافت أن يكون بها حشرات لادغة..عرض النفق نصف متر وارتفاعه مترا مما جعلها تسير فيه وهي منحنية، كان طويلا مما جعلها تشعر بألم في ظهرها نتج عن تقوسه، تحسست موضع الألم بيدها وهي تقول بتأوه بعد أن توقفت:
-لقد تعبت وظهري يؤلمني ألا يوجد نهاية؟
قال كيتو:
-تحملي قليلا لقد شرفنا على الأقتراب.

زفرت بسئم وواصلت السيير خلفهم تعثر خطواتها حصى الأرض القاسية..نصف ساعة وهي تمشي منحنية حتى شعرت بأعياء شديد، واشتدا ألم ظهرها.. وأخيرا أشار لها بوت بالتوقف وهو يقول:
-لقد وصلنا.
أرادت أن تستقيم ولكنها لم تستطيع فالآلام حالت دون ذلك فظلت تتأوه وهي تغمض عينيها من فرط الوجع، وقد وضعت يدها على موضع الألم وأردفت بصوات واهن:
-لا أستطيع أن أستقيم..ظهري يؤلمني بشدة

-لا تقلقي سوف تشعرين بتحسن بعد قليل.

قالوا ذلك وهم يسلطون أشعتهم على موضع الألم..دقائق وشعرت به قد أختفى ..كأنه لم يكون..استقامت وهي تنظر لهم بتعجب وقالت لهم:
-شكرا لكم.
قالوا وهم يشيرون بعصييهم على باب كأنه ظهرا للتو.
هذا أول باب سوف تعبرينه.
نسيت أمر الألم ونظرت للباب الذي يشيرون عليه فوجدته كأنه نحت من الصخر بارزا نوعا ما، في وسطه دائرة منقوشا عليها حروفا غريبا لم تفقهها من قبل، ظلت تنظر له بانبهار وأنفاسها بداخل صدرها تعلو وتهبط بتعجب وقالت لهم وعينها مازالت مثبتة على الباب:
-كيف لي أن أفتح هذا الباب الضخم كأنه حائط قد من صخرة عملاقة.
تقدم كيتو خطوة وأشار بعصاه على النقوش التي في الدائرة وقال لها:
-أنظري الى تلك النقوش وثبت عيناك عليها هي مفتاح الباب.
نظرت له ثم لتلك النقوش بزهول كأنها غير مستوعبة ..كيف لتلك النقوش أن تكون مفتاحا للباب؟
تكلم ديمتري:
-ثقي بنا.. ونفذي كلامنا بحذافيره ولا تجادلي حتى لا تضيع فرصتك في النجاة، فبعد دقائق سيختفي الباب إن لم تحاولي فتحه وبسرعة ستبقين في هذا البئر الى مالا نهاية وسنضطر نحن للأختفاء.
كلامه اقلقها وجعل قلبها ينبض بخوف فاذدردت ريقها بتوتر وأومئت برأسها بتفهم وطاعة..ثم التفتت بناظرها الى الباب وركزت عيونها على تلك النقوش جيدا ، كانت الحروف عبارة عن دوائر صغيرة تتبعها خطوطا حمراء ثم منحنيات ثم نقاط مضيئة تتساءل بداخلها:
-ما هذه النقوش وهل هذه حروفا ..بأي لغة كتبت؟ ؛
اقترب حجباها في عدم فهم ..وتسلل اليأس الى قلبها فنطقت بسأم :
-يا ااااااالله أدركني ماذا سأفعل؟؛

وكان من عادتها إن ضاقت عليها الدنيا لأمر داهمها تنطق الشهادتين فقالت وهي تمسح جبهتها بتوتر
لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين..أشهد أن لا أله الا الله وأن محمد رسول الله.
وكأن بنطقها للشهادة بداخلها قفزت تلك النقوش واهتزت، وتلملمت، وتشابكت بعضها ببعض، وتحولت لجملة مفهومة وكانت هي الشهادة.
"لا إله الا الله محمد رسول الله"
فانفرجت أسارير ليساء وأضاء وجهها بسعادة، وقالت بلهفة من وجد النجاة وهي تشير على تلك النقوش بيديها ونظرت لبوت وكيتو وديمتري بعيون فرحة منتصرة:
-تتلك النقوش تغيرت وتشااابكت وظهرت لي وقرأتها...اااانها
" لا إله الا الله ..محمد رسول الله"
وما إن نطقت الشهادة بصوت مسموع حتى تزلزل الباب وأصدر صريرا عاليا، وكان ينزاح شيئا ..فشيئا جعلها تتراجع للوراء وهي غارقة حتى أخمص قدميها في زهول عجيب، ترى الحائط يتحرك والنقوش قد اختفت وتراب كثير ينساب على الباب كأن زلزال يحدث سوف يهد النفق عليها ويجعله ينطبق على رأسها، وضعت يدها على قلبها عله يهدأ
فسمعتهم يقولون لها:
-هدئي من روعك فقد فعلتها وانفتح الباب مبارك لك.. هنيهه و تهدأ الأمور .


وبالفعل هدأت الاجواء من حولها واحتل الصمت المكان، ومازال قلبها ينبض بحدة شعرت أن ساقيها ترتعش كأن ريح شديدة تهزها، تنظر للباب الذي انفتح وكأنه خلق منذ قديم الأزل من بداية الكون تلهث بشدة عيناها زائغة ما بين الباب وبين الكائنات ماذا تفعل بعد ذلك؟ وكيف ستعبر بساقيها الخائرتان؟.
-هيا لندخل.
قالوا ذلك بوت ، وديمتري، وكيتو وهم يشيرون لها بالدخول.
فتتأمل الباب بتوجس عيونها شاخصة وأنفاسها متهدجة، وأطرافها مرتعشة تضم يديها الى صدرها تلملم بهما شتاتها، وروحها المسافرة الى بلاد التعجب والأنبهار، وتتساءل في نفسها ترى ماذا سأجد خلف الباب؟

ظل جسدها جامد لحظات تتأمل الباب بعيون زائغة، وقلب ينبض بجنون، تخيفها رياح المجهول، وألف سؤال وسؤال يهجمون على عقلها، ماذا ستجد بعد أن تعبر الباب.

-هيا
قالوها وهم يشيرون لها بالدخول عبر فتحة الباب.
فانتبهت ليساء ونظرت لهم بعيون خائفة وقد أردفت:
-هه..أنا خائفة
-لا تخافي نحن معك.
رفعت قدمها اليمنى بتردد.. سمت الله ودخلت ، وفور دخولها انغلق الباب وتحول الى حائط
كأنه لم يكون.. رعشة لا ارادية أصابت جسدها جعل كتفيها تهتزان وزادت أنفاسها، احتواها ديمتري بصوت هادئ وقال:
-لا تلتفت خلفك هيا استمري في السير وبأنفاسا مبهورة ونظرات تثير للشفقة قالت:
-ححاضر
نظرت حولها فلم تجد الا فضاء مظلم كأنها خارج الكرة الأرضية، ولكنها تسير على قدميها، لم تتبين اين هي بالظبط ثم ظهر فجأة أمامها ثلاثة طرق ..طريقان عن اليمين وعن الشمال متعرجين بطريقة صعبة يشبهان عبة المتاهة، وطريق في المنتصف وهو ممتد باستقامة.. سمعتهم يقولوا لها:
-عليكي أن تختاري أي طريق ستسلكينه فالطريق الصحيح هو طريق الوصول للباب الثاني، تبادلت نظرات حائرة بينهم وبين الطرق، وأي طريق تختار؟؛ تزدرد ريقها بحيرة وتلعن اللحظة التي سقطت فيها في البئر، ترتدد أنفاسا يائسة بداخلها، تمسد جبهتها بيدها، وتنظر للطرق تحاول أن تهتدي السبيلا،
وفي ومضة للذكريات، تذكرت كلمات أبيها لها عندما كانا يتحدثان يوما وقال لها:
-أن أيسر الطرق للوصول هو الطريق المستقيم

فابتسمت وكأنها تبتسم أبتسامة شكر لأبيها ﻻنه أنقذها .. ثم نظرت لبوت ، وكيتو وديمتري وقالت لهم:
-سوف أختار الطريق المس..........
وفجأة تقطع كلماتها فلم تجدهم أمامها فظلت تدور حول نفسها بانزعاج، وتبحث عنهم بعيون ملتاعة وتنادي عليهم بصوت يملؤه الجزع:
-بووت..كيتوووو.. ديمتري أين أنتم؟
ولم تتلقى أي اجابة ولم ترى سوى الظلام الحالك يلفها، الا تلك الطرق التي تضاء امامها وتهتز ،جعلتها تتراجع الى الوراء في حيرة وخوف، ترى ماذا تفعل؟ انتابها التوتر،
وساقها الخوف نحو الطريق المستقيم وجدت نفسها تركض عليه بسرعة ..كأن أشباح تطاردها، تلهث بأنفاس مقطوعة، تبكي بتشجنج، تشعر أن الظلام كأن أحد يجري خلفها، حتى أوقفها ضوء غمر عينيها، حجبته بذراعها فنظرت فوجدت مصدره يصدر من عصيان بوت، وكيتو،وديمتري، يقولون لها وهم يقفزون بفرحة، يرفعون عصييهم نحو السماء تصدر منها أشعة بألوان مختلفة مبهجة يتخللها اضواء ملونة تبعث في النفس البهجة والفرحة:
- توقفي يافتاة..مرحا ..مرحا لقد فعلتها
ركعت على قدميها وأخفت وجهها بين كفيها تبكي وقالت بعتاب:
-لماذا تركتوني وحدي؟
تكلم بوت:
-كان لابد لنا أن نتقدمك طالما عرفت الطريق.
قال كيتو:
-لقد قلنا لك لا تخافي وسنكون معك في الوقت المناسب، فلماذا البكاء.
نظرت له وقالت بنهنه:
-لقد خفت
قال ديمتري:
-هيا انهضي واتبعينا حتى نكمل طريقنا.. أم أنك لا تريدين العودة لبيتك.
قالت وهي تكفكف دموعها وتتنفس بعمق:
-حاضر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي