الفصل الخامس

نظر إليها و قال إنها عوالم خفية. فكل بعدا أرض و على كل أرض سكان و هؤلاء السكن مخلوقات من مخلوقات الله  .
ستعرفين كل شيء في وقته. و تعلمي كل شيء بحساب .

إذا أحتجتي رعد و أنتِ على أرضك . نادي يا رعد يا رعد  .
ليحضر رعد  .

يلتف نور تلك الرياح الشديدة مرة أخرى لتحملها إلى أرض الأنس .
و بعد كل هذا و كل ما مرت به يقول لها كفيل إنها البداية فحسب  .
ترى ماذا سيحدث و ما هو الذي ينتظرني  . أخذت تفكر .
و لكن تقول لنفسها و ماذا سيحدث أكثر مما حدث .
لقد سفرت إلى البعد الأخر قبلت الجن و المارد رومان .
رايت أرواح و أجساد. كانت صديقتي المقربة هي من سلطت عليا هذا المارد ..
تكمل نور حياتها و هي لا تترك مصحفها من يدها و لا تترك القرآن قط .
فكا قال لها كفيل  . إن القرآن هو سلاحك و سيفك يا نور.

جلست نور لتفكر فهذا النسب و السلسال الغريب .
أبنة سيف ؟ !
يا ربي يا له من أمرا غريب جدا .
أن يكون في شيء من عالم نوراني . غير بشري
عالم روحاني شفاف غير مرئي . بعد أخر . أرض أخرى .

تتحدث نور مع نفسها فما يسمى بالمنولوج النفسي قائلة  :
و رغم كل ما مررتي به يا نور و كل ما رأيته أمام عينيكِ
من أرواح و أشكال مختلفة غريبة. قبلتي جني
و حربتي مارد أزرق .
و سفرتي لبعد أخر .
و رغم كل هذا أكذب ما رأيت أنه لأغرب من الخيال و الاساطير
لا و الشيء الأكثر غرابة من كل هذا أنني لا أشعر بالخوف .
أو الرعب مما رأيت كأنني حقا معتادة على هذا .
كأنه شيء عادي . و من الأمر الطبيعي أن أمر به .
أتمنى أن أرى هذا السيف. أبي الذي يتكلمون عنه كفيل و نوركرطجان .
هذا البطل الفارس ذو القوة الخارقة .
من سلسال أبي .
تكرر نور كلمة كفيل قائلة .
( لا يولد إلا حفيد واحد كل خمسين عاما ) و أنتِ هي هي نور.
و نحن لا نترك من منا .
و أثناء حديث نور مع نفسها  .
ترى طيف غريب أمام عينيها فلا تدري ما هذا .
لتقترب منه أكثر فأكثر  . لتجده جدها حسين .
و هو أبو والدها.  فزعت نور و قالت كيف ؟ !
من أنت ؟ !
يبتسم لها الطيب ثم يختفي تمام.
لم تفهم نور ماذا يحدث . و لماذا جاءت روح جدها .
فإنه حي يرزق. و جاءت أمام عينها دون الحلم. 
أ هذا معقول ؟ !
و في أثناء حديثها الداخلي. يرن هاتف أبيها ليأتي له خبر وفاة
أبيه الذي يتجاوز من العمر ٨٠ عاما .
فإنه شيخا كبير في السن. 

يتوجه أبو نور إلى غرفتها و يقول لها . أن جدها قد توفه الله.
و يجب أن نذهب حالا .
أصفر لون نور و أمتلىء في عقلها التفكير و في قلبها الرعب.
لماذا رأيت روح جدي و لماذا جاءت لي ؟ !
هل هناك سرا غريب . يحول بينه و بين وفاته ؟ !

أ وصل بي الأمر أن أرى أرواح الموتى .
و النايمين و من أصابهم الغيبوبة .
أنه حقا بعدا أخر .
ذهبت نور مع ولدها إلى جدها .
و لما وصلوا تجده على السرير يقترب أبها منه أكثر فأكثر
و يزيح الغطاء عن وجهه .
فتفزع نور و تزداد ضربات قلبها و تشعر أن هناك أمرا غريب.
على عكس وفاة جدها صاحب ٨٠ عاما .
فإنه رجلا كبيرا في العمر و هذا أمرا طبيعي .
و لكن هناك أمرا أخر غير طبيعي يحدث هنا .
كل هذا و كل ما نسمعه ما هو إلا منولوج نفسي في داخل نور .
فتقف نور لتسأل نفسها و كل شخص من حولها يقوم بعمله .
و أبيها .
كأنها ليست منهم و لم تأتي معهم.
وقفت بمفردها بعيد . لتسأل نفسها لماذا شعرت هذا الشعور الغريب ؟ !
لماذا أشعر أن هناك أمرا مخفي غير طبيعي و غير واضح .

و لكن لم تعرف ما هو هذا الشعور ؟
و بعد ألانتهاء من كل شيء .
ذهبوا إلى منازلهم و في صباح اليوم التالي.  نسمع طرق الباب
و نسمعه بقوة شديدة ..
تقوم السيدة ضحى و هي أم نور و السيد خالد و هو أبو نور .
مفزوعين من النوم ليعرفوا من الطارق . و من يطرق على الباب بهذا الشكل الغريب المفزع. 
تنهض نور من نومها و كأن هناك أحد يطرق على رأسها بحديدة كبيرة.
و تخرج مسرعة.  ماذا يا أبي من يطرق الباب بهذا الشكل .
يفتح خالد الباب .و لكن الأمر أكثر غرابة .  أنه لا يوجد أحد .
يا ويلي . من هناك يقول الأب في غضب .
تنظر نور إلى الباب و تعرف أن هي المقصودة.

و بمجرد أن يغلق الاب الباب.  و لم يتعدى الوقت الثانية تقريبا .
إذ نسمع ضرب قوي على الباب مرة أخرى.

تفزع الام  و تشعر بالرعب و أخذت تقرأ القرآن .
و تحضن أبنتها نور و من الواضح أنها كانت تحاول أن تهدء بنتها .
التي لم تكترس لشيء أصلاً فهي تعرف من الطارق .
و تعرف أنها المقصودة .
و عندما فتح الأب الباب إذ برياح قوية جدا تدخل إلى المنزل و تتجه إلى نور. 
لترتف الستار و تغلق الشبابيك و تفتح بقوة كبيرة .
و يهتز أثاث البيت .
تصرخ الأم من الرعب . يحاول خالد أخذ زوجته و أبنته
و الخروج من المنزل و لكن كلما.  أقترب للخروج .
ليجدوا أمامهم حيز مغلق يمنعهم من الخروج .

تصرخ الأم و تبكي . و تقول أيات من القرآن
و يقف الأب و يأخذ أبنته بين أحضانه ليحميها .
و لكن تخرج نور من بين أحضان أبيها
و تقف وسط الغرفة و تنادي قائلة .
أعرف يا جد ما تريد فلتهدء روحك و تستكن .
سأفعل كل ما في وسعي .
و بعد تلك الكلمات. تتوقف هذه الرياح و تهدء
و يرجع كل شيء مكانه كأن أمرا لم يكن .

ينظروا الأب و الأم إلى نور أبنتهم و يقولوا لها ماذا حدث يا أبنتي . ما هذا الذي قلتيه.
و جدك من ؟ !
و كيف حدث هذا ؟ !
تنظر إليهم نور و تقول لا تخاف يا أبي . و هل أحد يخاف من أبيه ؟ !
لا تقلقي يا أمي كل شيء سيكون على ما يرام .

يقف الأب و تتسع مقلة عينيه و يرتجف و يقول
ماذا تعنين تلك الجملة يا نور ؟ !
هل أحد يخاف من أبيه ؟

لا يهم أن تعرف الآن يا أبي ما معني تلك الجملة و لكن المهم
أن لا تقلقوا.  فهناك بعدا لا نعرفه و لكنه يعرفنا .
أترككم الآن لتذهبوا إلى النوم .
تصبحون على خير . أشعر بنعاس الشديد .

توقفي هنا يا نور . أ كل ما حدث هذا و لم تشعري بالخوف
و ستخلدين إلى النوم و كأن شيء لم يكن ؟ !

ترد نور . نعم . لأنه جدي يا أبي .

ماذا ماذا ؟ ؟ !
يشعر الأب و الأم بالرعب لا بل قد أتسعت مقلة عينهما .
و أرتجفت أجسدهما من تلك الجملة. .
و جف ماء فمهما خوفا .

ليكمل الأب و هو مرتعب قائلا ؛ و كيف عرفتي أنه جدك ؟ !
يردد الاب تلك الجملة و هو يصرخ منفعلا 
كيف أصلا فإنه قد مات البارحة ؟ !

ترد نور و هي مبتسمة هادئة تتكلم بشكل بسيط عادي .
كأنه أمرا طبيعي و قد أعتادت عليه.  و لماذا أخاف ؟
قائلة :
. أسمع يا أبي إن جدي يطلب الحق .
و إنه لأمر طبيعي .
يرد الأب و ما معنى كلامك هذا ؟ !
تجيبه نور . أسمع يا أبي
موتة جدي ليست موتة عادية أبدا

يقف الأب و قد أكله القلق و التوتر و أخذ يصبب عرقا من كل جسده و وجهه خوفا . فقد صدم صدمة قوية .

يبتلع أنفاسه قاءلا . و كيف عرفتي هذا يا نور ؟ ؟ !
ردي بسرعة ؟
ليمسك نور من كتفيها و يحركها بقوة و يقول لها .
أ تعرفين ماذا حدث أ تعرفين ماذا حدث ؟ !

ترد نور ماذا بك يا أبي ؟ !
يستنكر الأب قولها ماذا بي ؟

الشرطة تشك في هذا الأمر و تحقق في كل مكان و أنتي تقولي لي ماذا بي ؟
كيف عرفتي هذا يا نور ؟

و عندما بدأت نور أن تتحدث و تخبر والدها بكل شيء .
أنقطعت الأضواء و بدأت تنغلق و تنير  . و فجأة يختفي أبها و أمها من أمام عينيها ثم ترجع الاضواء مرة أخرى .

نور واقفة لا تعرف ماذا حدث . تنادي أمي أبي .
و تبحث عنهم في كل غرفة لتجدهم نايمين في غرفة نومهم .

و تحاول الأقتراب منهم للأطمءان  عليهم . تهمس نور في خوف
أمي أبي .
يستيقظان هما الأثنين . ليقول الأب ماذا يا نور ماذا بك عزيزتي ؟ !
هل أنتي بخير يا أبنتي ؟
ترد نور في تلعثم نعم نعم أنا بخير .
فقط كنت أطمئن عليكما تصبحان على خير .
يرد الأب . و أنتي بخير عزيزتي .
ترجع نور إلى غرفتها لا تعرف ماذا حدث ؟ !

أخذت تسأل نفسها . و أثناء هذا الوقت
نجد ضوء ينبعث من فراغ ليحضر برق . و هو جدها الأصغر .
يلقي السلام . قاءلا السلام على أهل السلام يا أبنتي .

ترد نور و هي مبتسمة و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
أهلا بك يا جد في أرضنا .
لقد جئت لكِ برسالة عزيزتي .
تفضل .
لا تقلقي نحن من فعلنا كل تلك الجبلة . و أرجعنا أمك و أباك إلى السرير و هم ناءيمن كأنه لم يكن شيء و لن يتذكروا ما حدث .
تستعجب نور و هي تقول . و لماذا كل ما حدث يا جد برق ؟ !
ليرد برق . أسمعي أبنتي  هذا سر بينك و بيننا فلا يجب أن يعرفه أي أحد و إلا ستختفي تلك القوة . لذا أحذري يا نور

أو على الأقل لا يجب أن يعرفوا في هذا الوقت .

و لا تنسي هناك من الرموز ما تثير العقل يا نور فانتبهي .

تحاول نور أن تسأل برق عن الشك الذي ينتبها أو الشعور المُلح
عليها إتجه جدها البشري .
و لكن يرد برق . يجب عليكِ أن تعرفي بمفردكِ و أن تفكِ كل لغز دون مساعدة .
و ثم يختفي تماما .

تستعجب نور  مما حدث. وتقولي يا لها من قصة طويلة
و معركة  قوية ..


قد تتسأل الآن عزيزي القاريء عما حدث لنغم و الساحر و المارد رومان الازرق .
- المشهد الثاني -
تشتعل النيران في كل أركان مكان الساحر .
و تختفي نغم و الساحر بطليموس الفاسد .
و أصبحوا أثرا للمارد رومان. فقد أخذهم إلى مملكة الجن
الذي هو مالكها. 
هذا المكان الغريب و تلك الأرض العجيبة .
لتجد نغم أثيرة في مكان ليس به سماء  و لا شمس و لا ضوء .
كأنه خندق تحت الأرض ليس به ضوء و لا شيء.

لترى نفسها نائمة في خندق مغلق مع الساحر بطليموس  .
تفزع نغم و تصرخ قاءلا أين أنا أنا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي