الفصل الاول

الفصل الاول

استيقظت يقين صباحا من نومها بخمول شديد فهى السنة الاولى لها بكلية العلوم،ايقظت شقيقتها هى الأخرى التى كانت بجوارها على الفراش، حتى يتسنى لها الذهاب للمدرسة فى ثالثة اعدادى، وثلاث فتيات آخرييات واحدة
فى ثانية ابتدائى وفتاتان تؤامتان خمس سنوات لن يدلفا المدرسة بعد

نهضت لمار من فراشها وركضت الى الحمام واستدارت تخرج لها لسانها قائلة:

_هدخل قبلك يا يويو هيبه هييه

أبتسمت يقين على طفولية لمار رغم أنها فى الثالثة عشر من عمرها، الأ أنها لازالت تتصرف بطفولية كما العادة، نهضت هى الأخرى لتساعد والدتها فى اعداد الفطور، فوالدها اعتادا إن يفطر قبل ذهابه الى مصنع الاخشاب الذى يعمل به فراتبه بالكاد يكفى بشق الانفس ويعمل عاملا فى مترو الانفاق بعد إن ينتهى عمله فى المصنع

ذهبت يقين لوالدتها وجدتها تسخن الفول وتقلى طعمية اقتربت منها وقبلت يدها بحنان قائلة:

_صباح الورد يا ست قلبى الست ارزاق

أبتسمت الأم على شقاوة أبنتها الكبرى وراحت تطلب منها إن تذهب لوالدها لتوقظه، قبلتها يقين من وجنتيها قائلة:

_عيونى يا ست قلبى فرورة وهروح اصحيه ياروحى

ذهبت يقين لتوقظ والدها فالساعة السادسة والنصف الأن فتحت الغرفة ودلفت للداخل اشعلت اسطونتها كما العادة كل صباح قائلة:

_احمد يا حمادة اصحى يا حبيبى الساعة ستة ونصف

استفاق الحاج احمد الغازى من نومه على صوت أبنته المحبب لقلبه وراح يفتح ذراعيه لها، ليعانقها كما اعتاد فهو يستبشر بوجه يقين بكريته اللطيفة، أختفت يقين فى حضن محبوبها قائلة:

_بحبك اوى اوى يابابا حضن حضرتك اللى بيهون علي الدنيا هو مال حضنك مختلف المرة دى كدة ليه يا حبى أنا

ربت الأب على ظهر أبنته وضمها بقوة يراوده شعور غريب لكنه نحه جانبا قائلا:

_يلا يا غلباوية ارزاق هتقتلنا سوا يلا روحى اتوضى عشان نصلى كلنا سوا لمار خلصت روفيدا ورحيل لسة نايمين وزينة خليها تخلص عشان آخذها بطريقى بما انى المدرسة جنب المصنغ

أبتعدت يقين عنه وذهبت للخارج تيقظ الصغيرتين رحيل وروفيدا ليذهبان الروضة، بينما تساعدهم لتبديل ثيابهم

تنهدت وذهبت بغرفتهما وجدت الصغيرتين استيقظا يفركان بعينيهما ويهرولا ويتسابقا بمن سيدلف أولا الحمام
**
افترشت اسرة الحاج احمد الغازى جرائد على الارض ووضعان بها طعامهما،وبدأ بتسمية الله وكل منهما ياكل بهدوء تام حتى قطعت ارزاق ذاك الهدوء قائلة:

_اعملكم ايه على الغذاء يا حاج

تحدثت رحيل سريعا قائلة:

_محشى ورق عنب يا ماما

كادت ارزاق إن ترفض طلب أبنتها ليطالعها زوجها بحنان قائلا:

_اعمللها يا حاجة معلش خليها عليكى

أبتسمت ارزاق له لطالما تعلم حنانه تجاه بناته وخصوصا الصغيرتين روفيدا ورحيل لتؤمى براسها موافقة، وتنهى طعامها وتنهض من جلستها قائلة:

_يدوب اروح البس عبايتى والحق ورق العنب الطازة بعد كدة مبيبقاش حلو والناس بتسيب الناقضة بتاعت الخضار

تنفست بقوة وذهبت لغرفتها ترتدى عبايتها وتذهب للسوق للست ام رشاد تبتاع منها فهى اجمل سيدة تبيع ورق العنب ومشتاقته

ذهبا كل منهما وجههته، بينما استقلت يقين الحافلة التى ستقلها لكليتها،استقلت بالمقدمة ارخت رأسها على النافذة مفكرة بالعالم الجديد الذى ستدلفه بعد قلائل، تنهدت بثقل شديد لئلا تقابلها اشياء لا تقو على تحملها لطالما أخبرتها جهاد صديقتها بأن عالم الجامعة مختلف تمام عن المدرسة التى كان يدرسان بها، وهذا ما زاد مخاوفها، رغم أنها ليست من محبين السماع من تجارب الآخريين فربما ما يقولونه عكس الحقيقة

جهاد تكبرها بعام فهى التحقت بنفس الكلية فى عامها الثانى وهى من آخبرتها بذاك الحديث
**
استقل المهيب سيارته متجها الى محلات الخضار التى يملكها والده فى سوق العبور، حيث الحاج راغب الحفناوى من اكبر التجار فى سوق العبور، وهو يساعد والده فى ادارتها حتى لا يسلب من الغرباء، اشعل المذياع على اذاعة القران الكريم وظل ينصت للقران الكريم وخصيصا ذاك الشيخ الذى يقرأ القران ويحبه وبشدة

وفى طريقه اوقف السيارة امام آحدى عربات الفول والفلافل وترجلا منها ووقف امام العم حسن الشهير الذى لا يلاحق على طلبات الزبائن من ستة صباحا الى إن ينتهى طعامه، بمجرد إن راه العم حسن دعه بالجلوس طالبا من الصبى تنظيف الطاولة جيدآ

أبتسم المهيب فى وجهه وبادله الرجل الطيب أبتسامته لن تمضى عدات دقائق وجلب له طلبه الذى اعتادا على اكله يوميا، علا رنين هاتفه إجابه دون إن يعلم هوية المتصل فقد إجاب من سماعة الاذن خاصته

وجده عبدالرحمن المحاسب الخاص بالمحلات وصديقه من ايام الجامعة، تحدث المهيب بينما فمه ملطخ بالفول الذى يعشقه من يد العم حسن قائلا:

_صباح الورد يا بودا تعال كل معايا شوية فول من ايد عم حسن تحلف بحياتك والله وأنت بتاكلهم

أبتلع عبدالرحمن ريقة فهو أكثر ما يغريه بالحياة الطعام الشاهى بلل فمه قائلا:

_يابختك يا عم بقولك ايه هتجى امتى لإحسن اتصلت بالحاج راغب عشان ندفع مبلغ للحاج زين بتاع محصول الطماطم قالى اتصل بالمهيب عشان أنا تعبان شوية ومش جاى النهاردة

مسح المهيب فمه من بقايا الفول العالق به، وفكر قليلا قائلا:

_ازاى كنت ناسى امر الحاج زين خلاص لو اتصل بيك قوله المهيب هيحولك المبلغ على حسابك واعتذرله على تاخرنا عليه يابودا

_تمام يا كبير وبما أنك جريت ريقى على الصبح اعمل حسابى فى ثلاث شندوتشات فول وواحد بطاطس

أبتسم المهيب قائلا:

_يا سلام غالى والطلب رخيص يا بودا عيونى هجبلك وأنا جاى هجبلكم كلكم يلا سلام مش هتاخر عليك وحضرلى حسابات الشهر الجاى

أغلق المكالمة والتف للعم حسن قائلا:

_عمى حسن لفلى خمسين سندوتش مشكلين على ذوقك وثلاثة فول وواحد بطاطس لوحدهم

أشار العم حسن له بعيناه، وطلب من مساعده إن يستقبل هو الزبائن ليعد للمهيب بيه ما طلبه له، أؤما له مساعده،بينما باشر بعمل الشندوتشات اللى طلبها السيد المهيب الزبون الذى يتردد عليه يوميا لياكل، ويطلب نفس الطلب لعمال المساكين اللذين يعملان لديه

أنهى طعامه وظل عدة دقائق حتى انتهى العم حسن من لف الشندوتشات جميعها واكياس المخلل ووضعها بالاكياس واعطها له، ليخرج المهيب مبلغا من جيبه دون إن ينظر به اعطاه له وشكره ليدعى له الرجل بحفاوة شديدة لطالما كلما آتى يعطيه مبلغا من المال كمساعدة له.. فهو يعلم حكايته فقد حكاها له ذات مرة ومن حينها يساعده وهذه هى الصدقة المخفية اليد الشمال لا تعلم بما اعطته اليمين
**
أنهت يقين جميع محاضراتها وأنهكها التعب وبلغ منها مبلغه، استرخت قليلا بالمقاعد المتواجدة فى بهو الجامعة تنظر للمارة يمينا ويسارآ، حتى آتت فتاة وجلست لجوارها وعلى قسماتها الاجهاد الشديد قائلة بسرعة شديدة كمن تقود دراجة فى سباق لتفوز:

_معلش يا حبييتى هموت من اول يوم فحت وردم اومال بقية السنة هنعمل ايه معاكى جيداء فى اولى كلية علوم وبفكر اخرج منها وأنتى اسمك ايه

صافحتها يقين وأبتسمت بوجهها قائلة:

_يقين احمد الغازى

_اتشرفت بمعرفتك يا حبيبتى ممكن نبقى اصحاب بقى

هزت راسها موافقة دون إن تنبت ببنت شفة، بينما أستاذنت جيداء قائلة:

_معلش همشى بقى وهستناكى بكرة اكتبى رقمى عندك ورنى عليا لو فى حالة معرفتيش توصللى اتشرفت بيكى يا يقين

_الشرف ليا أنا يا جيداء خذى اكتبى رقمى عندك

تبادلا الفتاتان ارقام هواتفهم وذهبا كل منهم فى طريقة ليغادرا الجامعة بعد يوم شاق
**
انهى المهيب كل ما يفعله وتنقل بين المحلات ليرى سير العمل، دلف آحد المحلات وجد بنت صغيرة ممن يعملان فى قسم الخضروات التى يتم تجهيزها يوميا، عقد حاجبيه فكيف للصغيرة التى لا يتخطى عمرها العاشرة، تعمل العمل الشاق هذا، نادى عليها قائلا:

_تعالى يا حبيبتى

خشيت الصغيرة بأن يطردها وهى تحتاج للمال لتغطية علاج والدتها المريضة، فهى لديها التهابات فى النخاع الشوكى مما افقدها قدراتها على الحركة وبقت طريحة الفراش من يتولاها بغيابها خالتها

أقتربت منه وهى على وشك ذرف الدموع قائلة بتهذيب:

_نعم يا استاذ المهيب

كم أحب برائتها فهى تذكره أبنة شقيقته التى لن يراها سوى ثلاث مرات منذ ولدت، فهى تشبهها كثيرا حادثها بلطف قائلا:

_أنتى عندك كم سنة يا حبيبتى

إجابته سلمى قائلة:

_عشر سنين

_ياه صغيرة اوى بتشتغلى بقالك قد ايه معنا

_اول يوم النهاردة كنت شاغلة عند الحاج وائل الفيومى بقالى سنة

أندهش المهيب من عملها فى السن المبكر ذاك ليقول عاقدا حاجبيه:

_فين بابا بقى ليه بيخليكى تشتغلى ياسلمى

أجهشت سلمى بالبكاء حين تذكرت والدها الجاحد الذى تركهما وهاجر بلا عودة ظننا منه بأنه سيجلب المال ويعود، ولكنه كان نذل للحد الذى لا يطاق فهو سافر بعد ولادة سلمى بشهرين ولن يعود الى الأن قائلة:

_بابا اختار نفسه وعمل هجرة وقال هيجى ثانى باخذونا ولكنه مجاش مسافر من عشر سنين ماما كانت بتشتغل عليا لحد ما جالها من سنة التهابات فى النخاع الشوكى وبقت طريحة فراش وخالتو قاللتى انزلى اشتغلى عشان علاج ماما غالى وبتحتاج تروح لدكتور على طول

تاثر المهيب بقصتها وراح يناظرها كم هى بريئة تلك السلمى ربما لو كان تزوج من حبيبته الراحلة منذ عشر اعوام لكان لديهما طفلة من عمر سلمى الأن، مرر يده على حجابها وقال بدفء شديد:

_يلا عشان تروحى بيتكم

ترجاته سلمى وتوسلات إليه يتركها تعمل لتعالج والدتها، كم ألمه هالتها المترجية والمتوسلة وراح يهبط لمستواها اسرآ دموعه فى خندق وقال:

_يا حبيبتى متخفيش أنتى هتقعدى فى البيت مع ماما تراعيها وتراجعى المدرسة اللى اكيد سايباها وعمو المهيب هيوفرلك احتباحاتك أنتى وماما اتقفنا يا حبييتى أنتى صغيرة على البهدلة دى يلا روحى اغسلى ايدك ويلا عشان نمشى اوصلك البيت

ترددت سلمى كثيرآ وتمتمت بعزة نفس لطالما آخبرتها والدتها مرارآ وتكرارآ إن الإنسان لا يملك سوى عزة نفسه وكرامته ولا يملك شىء آخر، لتقول بتلعثم:

_خلينى اشتغل وخلاص يا عمو مهيب شكرا لحضرتك

زمجر المهيب بحدة مصتطعنة قائلا:

_يلا يا حبييتى اسمعى الكلام ياسلمى

أنصعت الصغيرة له ونفذت ما قاله، فهى كانت قد أنهكها العمل وبلغ منها مبلغه، والايام المنصرمة كانت خالتها لا تاتى لها تذاكر لأبنها بالثانوية العامة ، فذاك العرض لن ياتى من خالتها الملياردة فهى متزوجة من رجل صاحب محلات حلى، فهى من حثتها على العمل لتدبر مصاريف علاج والدتها المكلف، ولا تساعدهما بمليم واحد، تنهدت وراحت تتجهز لتعود لدفء والدتها الحنونة، فهى آمانها وسندها فى هذا العالم البائس
**
دلفت يقين الغرفة بعدما جهزت الطعام مع والدتها لينتظران والدها الذى يعود عند العاشرة من عمله فى مترو الانفاق فهو يتعب بالعملين ليوفر لهما احتياجتهما فقد عرضت عليه الكثير من المرات إن تعمل، ولكنه كان يرفض وبشدة عملها معللا بأنها لا يتركها تذهب للذئاب البشرية بقدميها

وإنها ستظل اميرة فى منزل والدها حتى يسلمها لعريسها بيده موصيا إياه إن يضع اميرته تاج على رأسه ويصونها، هكذا هى رسالته التى يتمنى تحقيقها قبل إن يموت وتنتقل روحه الى بارئها

وجدت الصغيرتين يتشاجران على الدفتر كل واحدة منهما تخبر الآخرى بأنه ملك لها، نظرا لانهما الاثنين بالاحمر ولا يفرقهما عن بعض، نهرتهما يقين قائلة بحدة:

_روفيدا يا زفتة كل يوم الموال المنيل دا قولت مية مرة خطوطكم مش واحدة قبل الخناق افتحى يا ست روفيدا وشوفى دماغك بقى

أبتعدا الصغيرتين عن بعضهم لتقترب منهما يقين وآخذت منهم الدفتر وفتحته لتجده خاصة رحيل، حذرت الصغيرة من فعل ذلك مرة آخرى قبل التاكد، وطالعتها بغضب جم قائلة:

_روفيدا عرفتى أنه بتاع رحيل مش بتاعك ثانى مرة هتبدوا الشجار قبل ما تتاكدوا هقول لماما والكلام ليكم انتوا كمان يا لمار أنتى وزينة يلا على المذاكرة واحفظوا اللى اخذتوه فى الحضانة وياويلكم لو سمعتكلم ولقيتكم مش حافظين انتوا فاهمين

هرولوا الصغيرتين وجلسا على فراشهم المشترك مع زينة، فهم يخشان يقين بشدة عند غضبها تنهدا الاثنين، وبدأ فى حفظ واجباتهم فهما يخشان عقاب شقيقتهما الكبرى اعطتهما نظرة محذرة وباشرت فى مذاكرتها هى الأخرى فالدكتورة لن ترحمهما منذ اليوم الاول، تلعن ذاتها على ذاك اليوم الذى دلفت به تلك الكلية اللعينة
**
حضرت جيداء العشاء لعائلتها ليتعشيان معا، فشقيقها قد هاتفهما وأخبرهما بعدم مجئيه اليوم للمنزل، نادى محمد على شقيقته قائلا:

_جيداء هموت من الجوع يا حبييتى

تمتمت جيداء بصوت خفيض، تشعر بأن محمد شقيقها رغم ضعف جسده، الأ أنه يملك شهية أسد، ابتسمت على تشبيها لتاتى والدتها إليها قائلة:

_خلصتى يا جوجو ولالا بابا هياخذ علاجه وينام مش أنتى عارفاه تعبان من الصبح

اعدت جيداء صينية عشاء فخامة لوالدها لعلمها بانه لا ياتى لياكل معهما تلك المرة، فهو يمر بوعكة صحية شديدة تلك الإيام، اعطت جيداء لوالدتها صينية العشاء خاصة والدها وطالبتها الأ تتاخر ليتعشيان معا، اؤمات والدتها ورحلت، بينما اكملت جيداء ما كانت تفعله قبل قليل فأسرعت حتى لا يبتلعها شقيقها فهو فى الخامسة عشر من عمره، ياكل الطعام بشراسة تخشى يوما إن يبتلعهما جميعا
**
الساعة الواحدة ظهرا

استغلت الست ارزاق عدم وجود الفتيات وزوجها ونظفت الشقة، فهى منذ عدات ايام تنوى إن تنظفها وتتراجع فى اللحظة الأخيرة بسبب الصغيرتين روفيدا ورحيل، فهما مهما نظفت فيحولان الشقة للسرك، مما يضطرها للصراخ بوجههما وتود ولو ضربتهما على شقاوتهما تلك، فيردعها احمد عن فعل ذلك، معللا بأنهما صغارآ وتبتسم وتتركهما لطالما هو من آمر بذلك

عصقت شعرها كحكة وربطت منديل من ذا الذى كان يرتدونه قديما، وباشرت فى التنظيف مقررة بأنها لا تطهو شىء اليوم وسياكلان بطاطس محمرة ومكرونة بالخضار الذى يحبها زوجها والفتيات، ظلت حائرة بماذا تبدأ، لتستقر على غرفة الفتيات أولا، وتدلف غرفتهما وبقية الشقة تباعا، قبل إن تدلف الغرفة كما قررت

قرع الجرس لتأفأف من الزائر الذى سياتيهم فى تلك اللحظات التى قررت بها تنظيف الشقة، دعت ربها الأ تكون ام إبراهيم جارتهما بالمنزل المجاور، هرولت حين شعرت من يقرع الجرس سيقتلعه من شدة قرعه، وهو الثانى الذى تضعه بعد إن عطل الاول واضطرا ليبدلوه.. بينهما الاثنين اربع شهور فقط، فتحت الباب لتجدها ام إبراهيم فقد صعقت من هيئة وجهها فقد كان احمر وعلامات يد زوجها مرتسمة لتشكل خريطة العالم شهقت قائلة:

_ضربك ثانى ولا ايه يا بهيرة يااختى

بكت بهيرة بقهر شديد وراحت تجالس قبالتها قائلة:

_ايوة ضربنى علقة عشان قوللته ام حياة بتجبلك المحل قام طحنى ياختى والله يابختك ابو يقين بيصونك وبيحبك ولا سمعنا يوم مد ايده عليكى دائما جوزى يجى يقولى اتعلمى من الحريم ابو يقين مبيقوليش على الست ارزاق الا ست قلبه هى دى الحريم ولا بلاش دائما يقارن بينى وبينك ياختى ياريت ربع حظك راجل بيصونك وبيحطك فى عينه رافض يشغل بناته مش عرفة اللى بيشغل إبراهيم وطلعه من المدرسة وطلع دنيا هى كمان بتشتغل فى محل ملابس وطالع عين اهلها يا كبد امها وبياخذ منها الفلوس ناس ليها حظوظ وناس لبها عرفة مش عارفة ليه مكنتش شوفت احمد قبل ما اتجوز عرفة الزفت يلا اهى حظوظ يارب بقى اخلص منه والله اروح لاحمد يتجوزنى جوزك دا ما يتسبش خالص لقطة سامحينى ياختى انفعلت من قهرتى من رجل الكنبة دا

تشدقت ارزاق بما تفوهت به بهيرة وراحت تطالعها غير مصدقة وقبل إن تجيبها، علا رنين الهاتف المنزلى، نهضت من مكانها لتجيب وليتها لن تفعل...
**
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي