حب بين نيران

حكايات نونا`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-27ضع على الرف
  • 22.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

اعرفكم بنفسى
انا صاحبة الحكاية
اسمى هنا
بطل حكايتى غسان
شاب ميسور الحال
خريج كلية الطب
مدلل لدرجة اعجابه الشديد وثقته بنفسه المبالغ فيها
ليس له اى اخوة فهو ولد وحيد
يمتلك عيادة مشهورة فى منطقة راقية جدا
شخص قريب جدا للقلب
لا يتعامل معه احد وينساه او يشعر تجاهه بعدم القبول

رنا زميلة غسان فى الكلية
حالها كحال بنات كثيرة
معجبة للغاية بغسان
ولكن لأنانيتها اردات ان تتفوق على تلك البنات الكثيرات الائى كن ينسجن شباكهن حول غسان
ولذالك
ادركت كيفية الوصول لثغرات غسان
خاصة انه من اصحاب القلوب الرقيقة
ورأى فيها الانثى الضعيفة التى فى حاجة الى الاحتواء

اما انا
فحبيبته
وصديقته
وزميلته
واخته
ولكن كل هذه المسميات
لا تندرج سوى تحت مسمى واحد فقط للاسف
انا صديقة الطفولة

تخرجت من جامعة السياسة والاقتصاد
ومن هواة فن الرسم
اعمل فى شركة كبيرة
والدتى متوفية منذ فترة طويلة
اعيش مع والدى
للاسف من الشخصيات اللى بتأثر بسهولة جدا بالاشخاص اللى حواليا
وبتأثر جدا بمشاكلهم
وتأثيرها بيظهر على نفسيتى
ومش بقدر ابدا اتخلى عن حد فى مشكلة او انى ابخل على اى شخص ايا كان بالنسبالى ايه
انى اقدمله النصيحة
واحاول على قدر استطاعتى انى اقدم له المساعدة بأى شكل من الاشكال

سارة(صديقة طفولتى)

بنت جميلة جدا
ناعمة زى الاطفال
بريئة جدا
بتشتغل موظفى فى شركة مشهورة
تعيش مع والدتها واختها بعد زواج والدها باخرى وهروبه منهم منذ طفولتهم
ولكن مستواهم المادى ميسور
لأن والدتها من اسرة ميسورة جدا
معقدة نوعا ما من الرجال بسبب ما فعله والدها
ولكن هى صديقتى
وانا احبها فعلا

كانت دايما سارة تحكيلى عن شخص ترتبط بيه من وقت الدراسة الجامعية
دائما ما كانت تذكر مميزاته
التى شعرت من خلالها كم هو شخص مسؤول وصريح وواضح فى حبه لها
نعم لم اراه ولا مرة
وذالك لسبب معيشته فى بلد اخرى بعيدة عن البلد التى نعيش بها


احدى صدمات حياتى
عندما تقدم غسان لخطبة رنا
كم كان قلبى يتمزق فى تلك اللحظة التى سمعت فيها الخبر الصادم
كنت انزف من داخلى
ولكن كيف لى ان اظهر المى وجرحى وصدمتى
فغسان هو اخى وصديقى
ولذلك يجب ان اتعامل بطبيعتى معه
ولكن طبيعتى مع غسان كانت لا تروق لرنا
فهى على ثقة تامة من حبى لغسان

حذرتنى سارة كثيرا لأبتعد عن غسان
فهو فى حياتى كالنار فى الهشيم
ونفس ما تحمله سارة بداخلها من شكوك تجاه غسان
فهو ايضا فى اخر الفترات تعليقاته السلبية اصبحت كثيرة جدا على سارة

ولكن فى اكثر الاوقات العصيبة
وقعت سارة فى بعض الضغوط التى اضطرتنى للأنشغال بها


هنا.سارة بقولك ايه انا هتصل بيه واعرف منه ايه سبب البعد ده
مدام انتى بتقولى مفيش حاجة حصلت
يبقى على الاقل يكون فيه تفسير للأنفصال
مش يبعد كده بمنتهى السهولة بعد كل السنين دى

سارة بتوتر.بقولك ايه يا هنا
الموضوع ده اتقفل تماما
كفايا اوى اللى حصل بينى وبينه
الموضوع وصل معاه لدرجة المرض يا هنا
ده قرب يشك فى نفسه
دى مستحيل تكون مجرد غيرة
ده فعلا مرض

هنا.طيب احكيلى ايه اللى حصل وصلك للدرجة دى

سارة.ياستى مفيش حاجة
كنت مع كريم وشافنا واحنا واقفين مع بعض
فكر ان فيه بينى وبينه حاجة

(كريم زميل من ايام المدرسة لكن مش من الاشخاص اللى صحوبيتهم تستاهل اى خسارة)

هنا.تانى كريم يا سارة
هو انا كام مرة حذرتك منه
انتى فاكرة كريم ده ممكن توصلى معاه لأيه
يعنى تسيبى اللى ببيحبك
وبيخاف عليكي
علشان واحد مفيش فى دماغه غير التسلية والسفر
انتى للاسف يا سارة خسرتى اللى شاريكي علشان واحد مش هتاخدى منه غير التوتر والتخلي وبس

سارة.كفاية بقى يا هنا
وبعدين انا خلاص اتخنقت واه عاجبنى كريم
وحريته
وتفكيره
وزهقت من الغيرة والتحكمات
غير ان كريم
قرر انه يتقدملى
وانا اخدت قرارى بأنى هوافق على كريم



هنا بانفعال.نعم
واخدة قرارك
ومتفقين على كل حاجة كمان
اومال ليه زعلتى ان التانى فكر ان فيه بينك وبين كريم حاجة
طيب ما هى دى حقيقة
انتى طلعتى خاينة يا سارة

سابتها هنا ومشيت
على امل منها ان صاحبتها تراجع نفسها
وتفهم فين مصلحتها
لكن كانت مش عارفة ان اعتقادها ده كله هينزل على الفاضى

كريم.بكرة هنعمل حتة دين مفاجأة يا سارة

سارة بسعادة.ايه قولى

كريم.هبلغ كل اصحابنا اننا هنتخطب
انتى متخيلة رد فعلهم

سارة بابتسامة.يااااه اخيرا
انا فعلا عايزة اخلص من تدخلاتهم فى الموضوع ده

مر اسبوع على موقف هنا وسارة مع بعض
وفى يوم بعد شغلها
راحت على الكافيه اللى متعودين يتجمعوا فيه كلهم
وصلت هنا
وكان غسان موجود
سلمت عليه كعادتها
وقعدت على المقعد الخاص بها

هنا بغيرة.عامل ايه مع خطيبتك

غسان.نعم؟

هنا.فى ايه بقولك عامل ايه مع رنا

غسان.عادى
مش احسن حاجة يعنى

هنا.ليه كده فى ايه بس

غسان.مش عارفة اقولك ايه يا هنا
بس منتهى الاستغلال
بيستنزفونى على قدر استطاعتهم
طلبات
وخروجات
وهدايا
بقيت حاجة مبالغ فيها الحقيقة
يلا ما علينا بقى
سيبك منها
انتى عاملة ايه المهم

هنا.عادى لا جديد

دخلت سارة فى اللحظة دى
واضطروا يسكتوا
وقعدت على الكرسى بتاعها من غير ما تتكلم ولا تسلم

غسان.فى ايه مالك

طلعت سارة تليفونها من غير ما تتكلم
والدموع متجمعة فى عيونها
والكبرياء مانعها تنزل

غسان مسك التليفون من ايديها
وقرأ المسدج اللى عرف منها سبب حزن سارة

كريم.سارة
انا سافرت
وحبيت ابلغك انى سافرت مش علشان انتى تستاهلى انى ابلغك
انا بس بعتلك علشان اوصلك ان اللى انتى عملتيه فى الراجل اللى اشتراكى وحافظ عليكي
يخلينى اعمل فيكي اللى انا عملته ده
انا مقدرش اثق فيكى ولا ينفع تكونى شايلة اسمى
انتى اقل بكتير من انك تعيشى مع راجل محترم

غسان فى اللحظة دى
اتحول
وكأنه كان بيطلع كل ضيقته من رنا فى سارة

غسان بانفعال.انتى فاكرة انك هتصعبي عليا
انتى تستاهلى اللى هو كاتبهولك ده
لاء وتستاهلى اكتر منه كمان
علشان انتى رخصتى نفسك
وعملتى قيمة لحتة عيل مالهوش قيمة
هو عنده حق تخيلى
انتى خسرتى الراجل اللى خاف وحافظ عليكي
علشان واحد تانى
والتانى وراكى انك متستاهليش حتى انه يبلغك انه هيسيبك

هنا مسكت ايد سارة وهى بتبص لغسان علشان يسكت

هنا.خلاص يا غسان
قوم نروحها على البيت
مش وقت الكلام ده
مفيش داعى خاصة ان اللى حصل حصل
وكلامنا مش هيغير حاجة

غسان بضيق قام طلع على عربيته بعد ما دفع حساب المشروبات
واحنا قومنا بعده

سارة حضنتنى وبتعيط

هنا.خلاص يا سارة
عياطك مش هيفيد بحاجة
انتى ربنا رحمك انه بعد عنك شخص زى ده

خرجت هنا وسارة من الكافيه
ركبوا العربية مع غسان اللى انطلق في طريقه من غير ولا كلمة
لحد ما وصل سارة بيتها

كنت بفكر ليه يحصل كده
ليه الحب مؤذى للدرجة دى
يعنى سارة كانت مش حاسة بكريم ولا شايفاه قدامها
برغم انه حاول كتير جدا انه يوصلها حبه
بكل الطرق
توسلات
ودموع
وهدايا
ومفاجأت
كل الطرق اللى تخلى اى بنت مشاعرها تتحرك
كان بيسلكها كريم علشان يوقعها فى حبه
ويقنعها بأنه بيحبها
وبرغم كل اللى بيعمله
الا انى كنت مش برتاح له ابدا
كان شخص مبالغ فى تصرفاته لدرجة عدم الاقناع
وللاسف
ياريت توقعى فيه كان غلط
وكانت هى اللى طلعت صح
كان بالنسبالى هيكون افضل بكتير من صدمتها
اللى وصلتها لمرحلة الاكتئاب
اللى ابتديت احاول اساعدها بكل الطرق انها تخرج منه بأقل الخسائر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي