الفصل الربع

الفصل الربع
بقلم
#اية_احمد
*************
فتحت عينها وهي تنهض بنصفها العلوي وتمد يدها الي الامام لكي تحرك عضلات جسدها الكسله من اثر النوم،  نظرت بجورها لتجد تالا تنام على بطنها وكل يد في جهة،  ابتسمت عليها فهي اخذت طريقه نوم يوسف خالها،  وضعت عليها الغطاء واتجهت الى المرحاض،  وبعد ان انتهت خرجت وبدلت ملابسها الي فستان يصل الي بعد الركبه باللون الجملي وأسفله بنطال جينز ابيض وحجاب ابيض به بعض الورود،  أدت فريضتها ثم اتجهت إلى  النافذة وقامت بفتحها لتأتي تلك النسمة التي داعبت وجهها برقه،  اغمضت عينها وهي ترفع راسها الى الاعلى وتتنفس ذلك الهواء النقي،  فتحت عينها وهي تنزل راسها ببطء،  التفتت لتجد تلك العينين تنظر لها بطريقة لم تستطع ان تفسرها،  كان ينظر لها وهي ترفع راسها الى السماء وتلك الابتسامه الناعمه مرسومة على شفتيها برقة كصاحبتها تمام،  لا يصدق انها تلك الفتاة التي وقفت امامه بدون خوف فمن يراها يحسبها ملاك رقيقه هشه هداء جدا ولكنها ليست هكذا تلك القطط البرية التي وجهته بقوة وصلابة بالأمس،  والتي الآن متهمة في تلك القضية التي امسكها،  لا يعلم ما عليه ان يفعله ان قدم تلك المعلومات التي وصل لها الي اللواء سوف يطلب حضورها سوف تتورط في مركز المخابرات،  وهذا ما لا يريده ان يحدث،  التفتت له لتلتقي عينها بعينه وهو تنظر له وكأنها تحاول ان تفسر نظرته لها. 

ــــ  صباح الخير..... قالتها بصوتها الرقيق وهي تبتسم له،  لا يعلم ما حدث له وقتها كل ما فعله هو ان تلك الابتسامة ارتسمت علي وجهه وقال لها

ــــ  صباح النور.... اومأت له براسها ثم عادت الي الغرفه تركته في دوامه افكارة،  ماذا اوصلها لتلك المافيا،  ماذا فعلت لكي تكون وسط تلك المعركة،  أغمض عينيه ثم اخذ نفس طويل وعاد الى غرفته هو الآخر.....
  اما جوان التي أيقظت تالا وساعدتها على غسل وجهها واسنانها ثم البستها ملابسها واتجهت الى الأسفل،  كانت تسير وهي تنظر الى هاتفها لتجد الساعة التاسعة والنصف،  رفعت نظرها عندما سمعت صوت ضحكات تالا لتجدها تتجه إلى أيهم الذي رفعها بين يده وقبل خدها ثم اتجه الى الأسفل ولم يلتفت لها حتى،  سارت خلفه وهي لا تزل تنظر الى هاتفها وتقراء فيه باهتمام شديد،  القت التحيه علي الجميع وجلست اعادت نظرها الي الهاتف ثم رفعت نظرها الى تالا التي أخذتها رغد من ايهم،  اشرت لها أن تبقيها معها دقيقة،  وسرعان ما سمعت صوت اتي من هاتفا...

ــــ  اهلا دانيال ماذا حدث ما تلك الرسالة... دنيال انا لا يهمني ما تتحدث عنه، والآن بعد ساعه من الان اجمع رؤساء الاقسام في الشركة، هناك اجتماع طارئ وايضا مندوب السيد جاستن اريده ان يكون حاضرا في الاجتماع... لا يا دانيال لا تخبر يوسف بل امر هو مشغول هذه الايام انا سوف اتولى الامر،  كل ما عليك ان تصلني بشاشة العرض لكي تكون موجوده في الاجتماع.... ههههه حسنا لا باس اعلم ان الوضع اصبح صعب عليك كثيرا لذلك سوف اطلب من مايكل ان يرسل احد لكي يساعدك في ادارة الشركه الي ان اعود انا... ودعا...
اغلقت الهاتف ثم أبعدته عن اذنها وبدأت في البحث عن احد اخر...

ــــ  مرحبا ايتها المزعجه..... قلبت عينها بملل من ذلك الاحمق الذي لا يكف عن أزعجها...

ــــ  يا الهي لا اصدق انك تدير سلسلة شركات،  المهم، اريدك ان تذهب الى شركتي ولا تخبر يوسف بل امر لانه الان لا يستطيع أن يتابع الامر..

ــــ  لماذا ماذا حدث!!؟؟؟ 

ــــ  هناك أحد الفئران في شركتي،  لقد تسرب ملف السيد جاستين،  دانيال قال ان المعلومات خرجت من فرع الرئيسي لشركة وانا الان لست هناك وريدك ان تذهب الى هناك وامسك ذلك الفأر وتولي أمره...

ــــ  لا بأس سوف اذهب ولكن متى سوف تعدين...

ــــ  الي الان لا اعلم فا الامر يعتمد علي السيد يوسف والسيد الياس،  انت تعلم ان الياس الى الان لا يعلم اني اتيت الي مصر،،  اه وقسم سوف يقوم بجلدي...

ــــ  ههههه تستحقين ذلك انتي وذلك الاحمق قلت لكي لا تفعلي ذلك من دون علمه...

ــــ  وماذا كنت تريد ان افعل لقد اختفي منذ شهرين كاملين ولم استطع ان اصل له حتي يوسف،  لم يكن امامي خيار اخر،  علي كل حال انا سوف اعود قريبا، المهم الآن لا تخبر يوسف فهو لديه مشاكل بما تكفيه سنه الى الامام....

ــــ  لا بأس انتبهي الى نفسك وقبلي لي تلك الملاك الصغير ودعا...

ــــ  وداعا... اغلقت الهاتف مع مايكل ثم وضعت الهاتف على الطاولة وأخذت تالا ووضعتها في حضنها وهي تتناول الطعام،  نظر لها ايهم بطرف عينه،  كان يسمع الي كل ما تقوله ،  ويحاول ان يجمع معلومات اكثر عنها وعن ذلك ال يوسف الذي تتحدث عنه،  لا يعلم لما أشعر بنار في صدره عندما اتت في راسه  انه من الممكن أن يكون يوسف حبيبها،  اما جوان التي كانت تتحدث الي تالا وتضحك عليها ولم تنتبه له.... 

ــــ  في مشكله معاكي يا بنتي.... قالها محمد وهو ينظر الي جوان التي رفعت عينها وقالت

ــــ  لا يا عمو مفيش دي مجرد مشاكل شغل وحلها...

ــــ  انتي ويوسف مش بيشتغلوا مع بعض...

ــــ  احنا بنشتغل مع بعض فى الشركه الرئيسيه لها فروع وانا بدير فرع منها بل اضافه لدانيال ومايكل اما جو فهو الي بيدير الشركة الرئيسية،  فا الموضوع بيكون صعب عليه شوي،  عشان كده مش بحب ادخل في مشاكل فروع الشركه لو اقدر انا احلها بحلها وكذلك الأمر مع مايكل. دانيال...

ــــ  ربنا معاكو يا بنتي،  بس متخيلتش ان يوسف يكون بالقوة دي ليه اسمو في السواق...

ــــ  اسمو ايه في السوق يا عمي...  قالها فهد بفضول فردت جوان بفخر

ــــ  the monster الاقتصاد....

ــــ  او روعه وده خدو الذي.... قالها ادم باهتمام وهو ينظر الي جوان التي أجابت..

ــــ  عادي ده لقبو هناك لان في بداية الشركه بعد. موت بابا وبابا مهران،  الشركة وقعت لان كل الي كان في السوق كان يتمنون وقوعها ،  ده لاننا مسلمين،  بس بعد ما يوسف مسك الشركه كبرها وفتح منها فروع كتير،  فهما اطلقو عليه الوحش لانو شرقي ذي ما بيقولو،  اظن لان يوسف تقريبا دمر  شركات من اكبر الشركات وقتها لانهم كانو سبب في وقوع شركتنا في الاول....

ــــ  مشاء لله ويوسف ده عندو كام سنه يا حببتي... قالتها امل بفضول،  فقالت مع ابتسامه...

ــــ  خمسه وعشرين سنه يا طنط....

ــــ  مشاء الله ده لسه صغير اوي علي كل ده....

ــــ  يوسف مسك الشركه بعد ما كمل الثامن عشر يعني السن القانوني تقريبا،  انا كان عندي  ١٧سنه وقتها بضبط، بس انا كنت بساعده..... قالتها جوان بغرور  مصطنع جعل الجميع يضحك. عليها...

ــــ  وساعتها اذي يا ست جوان.... سألها جاسر وهو يبتسم لها لتقول جوان بحماسة وهي لا تدرك أنها تعطي المعلومات الي ذلك الذي يسجل كل ما تقوله..

ــــ  البرمجيات انا كنت مصممه برامج،  الصراحه كنت ممكن تقول كده هاكر في الحواسيب،  وكنت بدخل في الصفقات قبل نزولها واعرف عنها كل حاجه وده اللي كسبنا اول صفقه انا ويوسف و قدرنا نرجع  الشركه وبعدها بداء يوسف يستخدم ذكاءه في كسب الصفقات وحدة ورا التانية لحد ما بقت الشركه من اكبر الشركات في الدولة الامريكيه....

ــــ  طب وانتي ليه ما حولتيش تتواصل معانا يا جوان أو حتي عمي احمد.... سألها جاسر وهو ينظر لها بتمعن وهو يشعر حقا ان تلك الفتاه وراها شي،  شي كبير،  ومع ذلك يشعر براحة في قلبه تجاهها لا يستطيع ان يشك بها.

ــــ  في الحقيقه بابا كان خايف من  جدي يرفض انه يتواصل معها لان هو قالي ان جدي كان شديد اوى،   بعد كده هو مات،  أما أنا فحصلت ظروف كتير بعد موت بابا منعتني اني افكر اتواصل معاكو تاني..... قالتها جوان وهي تخفض نظرها بحزن شديد قد ظهر واضحا على وجهها الذي انكمش بالم،  اغمضت عينيها ثم رفعت تالا ووضعتها في حضن رغد وقالت بصوت هامس تحاول ان تظهر صوتها طبيعيا...." خليها معاكي هرجع دلوقتي.." أنهت جملتها ثم استأذنت ونهضت من مكانها خرج من الغرفه تحت نظر  الجميع وكذلك جمال ومحمد الذين كانوا ينظرون لها بعجز عن فعل شيء لها تنهد جمال ووضع يده على جبينه...

ــــ  هطلع اشوفها يا جمال... قالها محمد بقلق وهو ينظر الي شقيقه، نفي جمال برأسه وقال...

ــــ  هتعملها ايه يا محمد مش في ايدينا حاجه نقدر نعملها غير ندعيلها ربنا يصبرها علي الي هيا فين، احنا بنشيل زنب احمد يا محمد احمد الي سبناه ومحدش فينا فكر يقف جنبو لما واجه ابوك،  اتعذب ودلوقتي بنتو عيشه نفس العذاب واكتر

ــــ  انت بتتكلم على ايه يا بابا... قالها ايهم بفضول وهو ينظر إلي والده الذي وجه نظره قاتله له ثم نهض وخرج هو الآخر،  كان ينظر الى والده وهو يشعر ان هناك لغز خلف حزن تلك الفتاة وحزن والده عليها،  تراه ماذا حدث لها لكي يظهر ذلك الحزن والالم في وجهها،  ماذا عاشت؟،  ماذا حدث معها؟... كل تلك الاسئلة تدور في رأس أيهم الذي عقد العزم على ان يفك ذلك اللغز مهما كلفه  الأمر وقتها سوف يعرف ماهية هذا الشعور هل هو فضول اتجه حياته ام ان هناك شي اخر هو الا يعلمه بل لا يريد ان يعترف به وينهي  الأمر،  نهض بهدوء وخرج من الغرفه....

   أما في الخارج كانت تسير ذهابا وايابا في الحديقه،  توقفت فجأة وهي تضع يدها على وجهها،  تعالت شهقاتها بالم وهي تجلس مكانها عاي احد المقاعد  وتخفض راسها بالم،  تشعر بالاختناق،  بان روحها تتمزق من الألم،  الندم، يا الله ما أصعب الشعور بندم،  وهي الآن تواجه ذلك النوع من المشاعر التي تدمي القلب قبل الروح،  ليصبح الشخص منعدم  القلب والروح،  وهيا هي تلك الزهره الصغيره تدفن في التراب منذ ان بدأت في التفتح،  كان ينظر لها وهو يركب انهيارها،  وهناك عاصفة في قلبه،  ماذا حدث لها؟؟؟  .. هذا هو السؤال الذي كان يطرح نفسه الآن،  كان سوف يقترب منها عندما شعر بتفاقم وضعها وعلو صوت بكائها الذي علي بطريقة  تدمي القلب عليها،  لا يصدق أن تلك الدموع النابعة من قلب ممزق تخرج من فتاة لا تزال في ريعان شبابها،  نظر إلى والدها الذي اتجه لها بسرعه وهو يضمها بقوه الي حضنه....
   أما جمال الذي اتجه لها بسرعه وجلس بجوارها وسحبها الي حضنه وهو يضمها الي صدره،  ادمعت عينه عندما سمع صوت صرختها،  لا يستطيع ان يفعل لها شي،  مرر يده على ظهرها محاولة منه ان يواسيها علي تلك الفاجعة التي تعرضت لها...

ــــ  ادعيلها يا حبيبي ادعيها برحمه.... على صوت بكاها اكثر وهي تضرب بقبضة يدها على صدرها بقوه... وبصوت تعب من البكاء والالم وبروح ممزقه قالت

ــــ  انا.. السبب انا  الي قتلتها،  قتلتها،  بسببي،  يا ديما،  انا السبب انا اللي بعتك عننا ان الي خليت بنتك تتيتم بدري،  انا الي هخليت تالا تعيش نفس الي انا عشته، انا اللي المفروض اموت،  يا رب ليه ليه مختنيش انا ليه هيا،  اااة قلبي وجعني يا عمي وجعني اوي،  مش قادرة اتنفس... بكى عليها جمال الذي لا يستطيع فعل شيء لها...

ــــ  وحدي الله يا جوان،  ده قدرها يا بنتي عمرها كده....

ــــ  انا الي نهاية عمرها انا اللي وجعت قلبهم عليها،  لول الي عملتو كانت عايشه هيا،  هيا عمرها معملت حاجه غلط ولا زعلت حد منها،  وانا انا اللي قتلتها،  قتلتها،  قتلوها  بسبب خدوها مني خسرت امي لتاني امره،  بقيت يتيمة تاني ... بكت بوجع وهي تسند راسها علي صدر جمال وهي تتنفس بتعب وبدات في الارتخاء وكنها تحاول ان تتنفس،  نظر لها جمال بخوف،  وهو يحرك يده علي وجنتها وقال..

ــــ  جوان يا بنتي فوقي،  جوان مالك يا حببتي  ،  محمد محمد،  جوان.... قالها جمال عندما وجدها فقدت الوعي تمام، اتجه له ايهم بسرعه وجلس بجورها،  امسك يدها ووضع يده على مكان النبض ليجده ضعيفه.

ــــ  ضغطها واطي اوي يا بابا... ابعد يد والده عنها وحملها بسرعة واتجه إلى الداخل وخلفه  جمال الذي يكاد يموت من الخوف عليها،  وضعها علي السرير برقه شديده وهو ينظر الي ملامحها الباكية وتلك الدموع التي لا تزال على وجهها،  دخل جمال ومحمد وآمال والاخرين....

ــــ  اتصل بدكتور يا جاسر...  اومي له جاسر بسرعه وقام بل اتصل بطبيب العائله، التفت ايهم الي تالا التي تبكي وهي تمد يدها الي جوان لكي تذهب إليها،  اقتربت رغد من جوان ووضعت تالا بجورها،  لفت يدها الصغيره حول عنقها وهي تدفن وجهها في صدر جوان وتبكي...

ــــ  ا. اما..م. ي.. ا... كانت تهزها وهي تنظر لها بعينها المالئة بدموع،  مال ايهم واخذها وهو يحتضنها...

ــــ  اهدي يا قلبي هتصحي دلوقتي بس عياط.... وضعت تالا وجهها علي كتف ايهم،  في هذا الوقت وصل الطبيب إلى القصر،  بداء في فحص جوان ليجد ان ضغطها قد ارتفع جدا مسبب لها انهيار،  وصف لها بعض الادوية ثم رحل،  ظلت  رغد بل قرب من جوان وتالا التي غلبها النوم ونامت،  في منتصف الليل بدات جوان في التحرك بقوة وكأنها تركض خلف احد ما لتنهض وهي تصرخ ويدها التي امسكت جه القلب،  نظرت امامها وهي تتنفس بقوه والعرق يسقط من على جبينها،  نظرت حولها لتجد تالا التي تنام في سريرها بجوارها رغد،  وضعت يدها على رأسها وهي تشعر أنها سوف تنفجر،  نهضت من مكانها واتجهت إلى المرحاض وبدأت في غسل وجهها،  خرجت من المرحاض واتجهت إلى الشرفة وهي تنظر الي السماء التي كانت صافيه،  وتلك النجوم التي تلمع،  ابتسمت بالم عندما تذكرت كيف كانت تصدق ان الاشخاص الذين يموتون يصبحون نجوم في السماء...

ــــ  فاكرة لما كنت اقعد اكلم النجمه علي انها ماما زي ما بابا كان بيقولي،  انتي كنتي تقعدي معايا وتتكلمي ذي علىض الرغم من انك مكنتيش بتصديقي التخريف دي يا ديما،... بكت عينها وقالت بالم.... " عمري ما تخيلت اني  هقف واكلمك ذي ما كنت بكلم ماما،  متخيلتش انك هتبعدي اوي كده يا ديما،  انتي مرتاحه صح،  بس انامش مرتاحه،  عمري ما هرتاح ولا هحس بالفرحه وانا قلبي مكسور،  وانا بتعذب على فراقك،  يظهر اني هفضل كده لحد ما اجيلك يا قلبي  .... نزلت نظرها ثم اتجهت الى الغرفه مره اخره وهي تعود لنوم،  لم تشعر بذلك الذي استمع الي كل حرف تفوهت به،  لا تشعر بذلك الالم التي سببته في ذلك القلب الذي مال لها دون أراده منه،  تعلق بها كثيرا،  وهذا ما اتضح الي ذلك الذي وضع يده على قلبه وهو ينظر امامه بصدمه،  شعر بشي يتسلل من عينه،  مسح تلك الدموع وهو لا يزال مذهول من ما يحدث له،  هل يبكي،  يبكي من اجل فتاه لم يتعرف عليها الا منذ ايام،  اللعنة قلبه حقا يالمه،  وعينه تبكي عليها،  هل الى هذا الحد اثرت به ٠
دخل بسرعه وهو يغسل وجهه بقوه وينظر الى المرأة لكي يرى انعكاس صورته في المرآة...

ــــ  لا مستحيل،  مستحيل تحبها،  مش هتحب حد،  انت هتفضل ملكي انا،  مستحيل تحب حد،  بطل دق بطل بقي... قالها ايهم وهو يضرب يده علي صدره بقوه لكي يتوقف عن الخفقان من مجرد التفكير بها.

******
في مكان بعيد عن حرب ايهم،  في تلك الغرفة كانت تلك المرأة التي كانت ترتسم علي وجهها معالم الطيبه والحنان،  كانت تجلس على فراش متوسط الحجم في غرفة مطلية بلون الوردي وتلك الدمى التي في كل مكان،  كانت تمسك في يدها تلك الصورة التي تجمع اولادها الثلاثه معا،  نزلت دموع ام فقدت ابن من ابنائها،  ام شعرت بالم الفقدان والحزن علي أفراد عائلتها،  ام عانت بعد موت زوجها وسندها،  عن ام لا تستطيع ان تفعل شي لولدها الآخرين وهي ترهم متجهين الي التهلكه بأقدمهم،  افاقت على تلك اليد التي وضعت على كتفها،  التفت فوجدت والدها ورجالها بعد والده يقف امامها...

ــــ  تعالي يا امي... قالها يوسف بحنان وهو يساعدها على النهوض.. كانت تسير معه بهدوء ودون أن تتفوه بأي كلمة

ــــ  عايزعاوز انزل مصر يا يوسف.... نظر لها يوسف بصدمه من ما قالته...

ـــــ.......

************
تابع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي