ألم الحب

Adelgad`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-28ضع على الرف
  • 24.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

ألم الحب الجزء الأول

بطلنا هو ياسين
عمره 35 سنة
شاب جميل مش شرط جميل كا شكل لكن ملامحه كمان فعلا كانت ملفتة كثيرا
لكن هو شخصيته ذاتها كانت جميلة ، مرح جدا و محبوب فى وسط اصدقائه .. خريج كليه سياحة وفنادق وكان كل الاشغال اللى بيشتغلها مرتبطة بمجال دراسته سواء كانت فى مطاعم او فنادق او حتى كافيهات
كان يمتلك حضور وشخصية قوية وكاريزما سواء فى عمله و فى منزلهم بين أسرته ، و حاليا سوف اقوم ب تعريفكم على تلك الأسرة
اسرة ياسين كانت عبارة عن والده استاذ رفعت و عمره 75 سنة ليس صغير و لكنه يتمتع ب صحة جيدة نوعا ما ف هو يحافظ على ممارسة الرياضة ب شكل مستمر ، أما اخوات ياسين ف لديه ثلاثة إخوة و هم ، "نغم" و متزوجة و لديها ولد يسمى "مازن" و يلقبونه ب "ميزو" .. و أخته الثانية تسمى "سمية" و هي أيضا متزوجة و لكنها مازالت في بداية حياتها الزوجية و لم يريد الله لها ب الانجاب بعد .. زوجها يتمتع ب الالتزام الديني و الالتحاء و هي أيضا منتقبة .. و اخر اخت لديه و هي الصغيرة تسمى "ريم" ، ريم لا يوجد اي شخص في حياتها ف هي لا زالت تعيش ب مفردها في المنزل مع ياسين أخيها و رفعت ابيها و لكنها تعتبر وحيدة لأن ياسين دائما يكون خارج المنزل سواء كان في العمل أو كان يقضي وقت مع اصدقائه أو غارقا في النوم ، و ذلك لأنها يريد دائما أن يظهر شخصيته القوية و الغير مرحة في المنزل حتى يحافظ على وضعه و شخصيته بين اخواته لانه يعتبر اصغر من نغم و سمية و لكنه اكبر من ريم ، و بالطبع بحكم سن والدهم ف كان لا يفعل شيء سوى الجلوس امام التلفاز بعد ممارسته الرياضة في غرفته في الصباح و بعد ذلك ينزل و يذهب ل مقابلة اصدقائه المسنين للجلوس معهم في المقهى ..

كانت ريم قليلة الخروج من المنزل حتى أنها كنت تخجل من زيارة اخواتها المتزوجين و ذلك ب الإضافة إلى غيرة ياسين المفرطة على اخواته حتى المتزوجين كان يغار عليهم كثيرا و كانوا الثلاث فتيات يهابون وجوده بينهم رغم أنه أصغر منهم و لكنه كان مسيطر تماما و كانوا يحترمونه إلى أقصى حد و كانوا يرتعبون من ردود أفعاله عند العصبية ف ياسين رغم أنه شخص مرح و لكنه عصبي كثيرا و حين يخرج عن شعوره لا احد يقدر أن يوقفه .. و لكن ب الفعل ياسين من وقت بلوغه السن التي بدأ أن يستوعب فيه أنه اخ راجل واحد ل ثلاثة فتيات ليس لديهم أي أحد من بعد ربنا سبحانه و تعالى و هو يخاف عليهم أكثر من أي شيء في الحياة و رغم أنه لم يكن ملتزم أخلاقيا خارج المنزل لكنه عندما يصل الأمر إلى اخواته ف كل شيء يتحول تماما ، لا يسمح لهم ب الخروج من المنزل غير للضرورة و ممنوع منعا باتا أن يتعاملوا مع اي رجل خارج منزلهم ف الرجل الوحيد التي يسمح لهم ب التعامل معه بعد منه هو أبيهم فقط ب الإضافة إلى ثيابهم المحتشمة و هما ثلاثتهم قمة في الأخلاق و كأن الله عز و چل لا يريد أن يعاقبه على أفعاله في اخواته التي ليس لهم أي ذنب في سلوكه الغير معتدل .. كان ياسين يقف ل اي شخص يتعدى حدوده معهم و يأتي إليهم ب حقوقهم من اي شخص ايا كان هو مين ف هو سند ب معنى الكلمة ، و لكن لا نريد أن ننكر أن ياسين طوال عمره و هو سند ل كل من حوله حتى من لا يعرفهم و لكن علاقاته النسائية كانت هي اسوء شيء في ياسين و لكنه خلال تلك المسيرة الغير مشرفة في العلاقات النسائية ولا مرة أجبر اي فتاة على اي شيء خاطئ و لم يفعل أي شيء من الكبائر ف هو أقصى ما يفعله أن يتنزه أو يحادثه في الهاتف و يتحدثون في اشياء عادية و لكنه لم يكمل مع اي واحدة من تلك الفتيات .. و بالرغم من خوف ياسين على اخواته و عدم سماحه ل اي شخص ب أن يأتي عليهم إلا أنه لم يكن يسمح لأي منهم أن تأتي على زوجها أو تغضبه في اي شيء ، و بالطبع ريم هي التي كان ينطبق عليها الجزء الأكبر من الغيرة و التحكم أن لأنها الوحيدة التي لم تكن مسؤولة من اي رجل آخر غير أخيها و ابيها ف هي لما تتزوج أو ترتبط بعد .. ف كانت دائما تقضي يومها ما بين التلفاز و الهاتف و تصفح الفيس بوك و لكنها لم يكن مسموح إليها أن تعلق على اي شيء ولا أن تفسح مجال للتحدث مع اي شخص غريب حتى لو كانت فتاة مثلها .. كانت دائما تشعر و كأن ياسين يعد عليها النفس التي تتنفسه من شدة غيرته و خوفه عليها بالرغم من حياته اللي كان عايشها بره المنزل ب الطول و العرض ، و لكن بالنسبة ل ريم ف كانت متأقلمة على خصال و طباع اخيها و مثل ما كانت تخاف منه و تقدر وجوده ف هي أيضا كانت تحبه كثيرا و كانت متقمصة شخصية مامته التي توافاها الله ب المرض الخبيث منذ عدة سنوات .. و بعدما تعرفنا على أسرة ياسين الصغيرة ، هيا بنا نذهب الى احداث قصتنا ..

ياسين كان مشهور في الكلية و خصوصا بين الفتيات ب صاحب العيون الجذابة و الملامح البسيطة و الجميلة في ذات الوقت ، ياسين يهتم ب مظهره و نظافته الشخصية كثيرا ل درجة أن أصدقائه كانوا يعلموا ب وصوله الكلية من قبل أن يروه من رائحة عطره الذكية ، و بعد ارتباط ياسين ب اغلب فتيات الجامعة ف لم يتأثر جديا و لم تتحرك مشاعره سوى ل فتاة واحدة فقط ، نستطيع أن نقول انها الفتاة الوحيدة التي احبها ياسين من كل قلبه للدرجة التي جعلته يتغير كليا ، كانت تلك الفتاة تسمى "ليلى" ، هي فتاة عادية جدا ، بدينة قليلا و قمحاوية اللون ذات عيونه واسعة و رموش طويلة ملامحها كانت طفولية بعض الشيء و جميلة و لكنها ليس جميلة ب الشكل الملفت للنظر و خصوصا لشاب مثل ياسين ينجذب الى كل ما هو جميل و ملفت و لكن ذلك لا يمنع من أن كل فتاة و لديها جمالها الخاص التي يميزها عن غيرها سواء كان شكل أو صفات أو أسلوب أو أشياء من ذلك القبيل ف هي هبة يهبنا الله سبحانه و تعالى اياها .. و كان الشيء التي يميز ليلى في عيون ياسين هو أسلوبها و طريقة تفكيرها و اخلاقها التي لم تتأثر ب ما كانت تراه حولها من فتيات كثير كانوا مثلها ، ليلى كانت متحفظة و تحافظ على نفسها كثيرا و لم تترك أي شخص أن يتخطى حدوده معها ف كل من كانت تتعامل معه كانت تتعامل معه في حدود الزمالة ليس اكثر و كانت لم تترك أي مجال ل اي شخص أن يحاول تغير تلك الحدود ف كانوا الجميع يحبونها و يحترمونها و لكن نظرة ياسين إليها كانت مختلفة تماما رغم أنه كان دائما يرسم ل فتاة أحلامه صورة بعيدة كل البعد عن شخصية ليلى و ملامحها و مستواها و كل شيء .. ليلى كانت فتاة هادئة و كانت عاقلة و رازينة ولا يستطيع أحد الايقاع بها ب سهولة و ايضا و كانت أكثر فترة صعبة على ياسين هي الفترة التي كان يحاول فيها إقناع ليلى للانضمام إلى مجموعة أصدقاءه و لكن في تلك الفترة و على ما استطاع أن يقنعها ب ذلك كانت جذبت انتباه ياسين ل درجة أن إحساسه بها صار مختلف ، و لكن ياسين رغم انتهاء دراسته و مرور عدة سنوات على تخرجه إلا أنه لم يقتنع قط ب فكرة الزواج و الارتباط الرسمي و الاستقرار ف هو يحب أن يكون كا الطير يعيش حر دون قيود و كان دائما يصف نفسه و حياته و هو يقول .. "انا طير مكانه في السما و في اي مكان يحب يكون فيه و مستحيل يحب أنه يعيش جوا قفص" .. ليلى كانت تعلم ب علاقات ياسين المتعددة و كان ده من اكتر الأسباب اللي بيخليها تحرص جدا على حدودها بينها و بينه ، ب رغم ملاحظتها الشديدة ل اختلاف معاملة ياسين معاها عن أي فتاة أخرى ، لكن هي لم تكن تحب أن تندرج أسفل ذلك البند السخيف التي يصنف به ياسين جميع الفتيات ، و ذلك لم يكن تصنع منها لاصطياد عريس أو الايقاع ب ياسين في شباكها و لكن ليلى ب الفعل كانت فتاة تحب أن تحافظ على نفسها و ان تكون مميزة و رغم انتقاد كثير من من حولها ل وزنها الزائد ف هي كانت تتمتع ب ثقة كبيرة في نفسها لأنها كانت تمتلك العديد من الصفات الجميلة مثل هدؤها و احترامها و حدودها في التعامل مع زملائها رغم أنها لم تكن ملتزمة دينيا ب الشكل الكافي و لكنها كانت تعلم الصح من الخطأ و تحاول دائما أن تكون أفضل مما كانت عليه في السابق ب أن تطور ذاتها .. كانت تتحدث في حدود المسموح به يعني لم تحاول مطلقا أن تكون محط اهتمام أو الفات ل من حولها ، و من المؤكد أنه يوجد فتيات أكثر منها التزاما و لكن انتساب لفئة الفتيات التي هي منهم ف هي من أكثرهم تحفظا و احتراما .. و خلال فترة الدراسة لم تسمح ل اي حديث بينها و بين ياسين يجعله أن يضع مسمى ل علاقتهم سوى أنها علاقة زمالة ليس إلا ، و بالطبع ذلك الشيء كان يثير جنون ياسين .. ياسين كان متفوق في دراسته و الأربع سنوات مروا دون إعادة اي سنة منهم أو أنه يطلع ب مادة واحدة ، ياسين كان يحب مجال دراسته كثيرا و بالرغم من لهوه طوال السنة إلا أنه قبل ابتداء امتحاناته ب فترة قليلة كان يحبس نفسه في غرفته و لم يخرج منها سوى على الامتحان .. بالنسبة ل مستوى أسرته المادي ف كان ميسور كثيرا ب معنى أنه كان فوق المتوسط ب قليل .. انتهى ياسين من دراسته و خرج من الكلية و هو محتفظ ب 7 من اصدقائه و كانوا جميعهم شباب و الفتاة الوحيدة التي بينهم هي ليلى فقط .. و من بعد التخرج اختلفت العلاقة بينهم تماما ..

و ذات ليلة كانت ليلى جالسة في غرفتها ب مفردها ل تجد هاتفها يرن ب رقم ياسين ل ترد عليه

ليلى : اهلا اهلا
ياسين : ايه يا ليلى هانم فينك كده من يوم حفلة التخرج و محدش شافك ولا سمع صوتك ، خلاص كده يعني هي الكلية بس اللي كانت بيننا يعني ؟
ليلى ب حدة : ايه كانت بيننا دي ؟! و هو احنا كان فيه حاجة اصلا تخلينا نتعامل مع بعض غير الكلية
واهى خلصت خلاص ، و الحاجة التانية اللى ممكن تخلينا نرجع نتعامل تانى مع بعض هي أننا لو هنشتغل فى نفس المكان مثلا
ياسين : ده ايه كمية الذوق و الصراحة اللي في كلامك دي ، انا هعديها و اسميهالك صراحة عشان انت الهزار بيضايقك بس لكن هي ليها اسم تاني خالص الحقيقة
ليلى : نعم يعني هو انت قصدك أن أنا قليلة الذوق ! ماشي شكرا يا عم ، ها بقى خير اللهم اجعله خير ايه اللي فكر جنابك بيا اؤمر ؟!
ياسين : ياله ي عليا و على سنيني ، يا بنتي هو انا اتكلمت ولا نطقت حتى عشان تقولي أن انا قصدي انك قليلة الذوق يا حول الله يارب ، و بعدين بقى مش اي كلمة اقولها تطلعيلها ديل كده و تمسكيها ضدي ، متقفيليش على الواحدة كده يا آنسة ليلى الله يسترك ، و ياريت بقى تسمعي الكلمتين اللي انا اصلا متصل عشان اقولهم و اللي قاعد بحضرلك فيهم بقالي اربع سنين ، عشان عايزك تسمعيهم ب تركيز كده و تفكري فيهم كويس اووي و بعدين تبقي تردي عليا
ليلى : كلمتين بتحضرهم بقالك اربع سنين !! خييير يارب انا بدأت اقلق ، ده انت مشروع تخرجك ماخدتش فيه الفترة دي ، بس ماشي قول الكلمتين انا بسمعك اهو
ياسين : بصي يا آنسة ليلى ، انا و انتي كنا مع بعض في الكلية ل مدة أربع سنين كاملين ، اي نعم انتي طلعتي روحي على ما تعطفتي و تكرمتي عليا و قبلتي انك تعتبريني زميل ليكي
ليلى : ما هو كل ده كان بسبب سمعتك اللي مسمعة في الكلية كلها يا استاذ روميو ، و بعدين ايه المقدمة الطويلة العريضة دي كلها ؟! ما تنجز يا عم
ياسين : يا بنت الناس اسكتي بقى شوية خليني اجمع اللي هقوله ، بصي يا ليلى انا للاسف الشديد كده و عشان انا غاوي مرمطة و تعب قلب شكلي كده يعني و الله اعلم .. شكلي بحبك .. بصي انا قاصد اني اعترف لك ب مشاعري دي بعد ما اتخرجنا ب فترة رغم ان أنا متأكد من مشاعري دي فترة كبيرة جدا ، بس انا محبيتش انك تحسي يعني أن انا بقولك كده عشان اعمل زي ما عملت مع اي بنت زمان و عشان متخافيش مني و تبعدي يعني و متتعامليش معايا خالص أو تفهميني غلط و تفتكري اني برسم عليكي بقى و كده و الكلام الحلو ده اللي كنت معروف بيه ايام الكلية للاسف ، انا قررت اني اقول لك دلوقتي عشان عارف انك حتى لو رفضتي ف احنا بنسبة كبيرة جدا مش هنتقابل تاني و عارف برضه انك ممكن مترديش عليا تاني .. لكن بصراحة أنا مكنتش هقدر اسكت اكتر من كده و كان لازم اعترفلك انك حد مختلف تماما في كل حاجة بالنسبالي ، و معرفش ليه انتي بالذات اللي حسيت ناحيتها الاحساس ده يعني اكيد كان فيه بنات كتير محترمين من ضمن البنات اللي انا عرفتهم يعني اكيد مش كلهم كانوا منفتحيش و مش حاطين حدود و كده ، بس بصراحة انتي البنت الوحيدة اللي قدرت تشدني ليها ، بصي انا مش هعملك من البحر طحينة و اقولك اني بتاع جواز و استقرار و اني جاهز اني اتقدملك دلوقتي قبل كمان شوية ، انا كده هبقى فعلا بكدب عليكي و بقولك اي كلام وخلاص .. صدقيني انا لو رحت قولت ل ابويا اني قررت اتجوز في اقل من شهر هنكون في بيتنا و هيكون احسن بيت في الدنيا و مش هيكون ناقصنا اي حاجة .. لكن انا مش عايز اعتمد على بابا ولا حابب انى ابداء حياتى من غير ما احس انى تعبت علشانها و عشان الإنسانة اللي هتشاركني فيها .. و علشان كده محتاج ان انا اللي اعمل اللى يخلينى ادخل بيتكم وانا اد كل كلمة هقولها واى اتفاق هتفقه مع باباكى .. انا مش عارف بقولك كده ازاى ولا عارف ازاى انا بتكلم فى موضوع الجواز ده اصلا لان ده عمره ما كان من ضمن مخططاتى اساسا ولا من الحاجات حتى اللى كنت بفكر فيها فى خيالى .. لكن انتى الوحيدة اللى خلتينى افكر جديا في اني اتخلى عن كل حاجة انا بحبها و متعود عليها مقابل انك انتى توافقى على حبي ليكى وانك توعدينى انك تستنى معايا شوية بس لحد ما اقدر اكون جاهز لخطوة زى دى ، بصى لو المكالمة دى اتعادت من الاول انا مش عارف هعرف اقول الكلام اللى قولتهولك ده تانى ولا لاء فحاولى الله يخليكى متناقشنيش فيه ولا تخلينى اعيد اى جمله اتقالت لكن غير كده اتكلمى فى اى حاجة .. اتفضلي انا سامعك

و لكن للاسف لم يسمع ياسين ما كان ينتظر سمعاه ، لم يسمع صوت ليلى من الأساس ، ف كل ما قد سمعه هو صوت صافرة غلق الخط في وجهه .. و تلك المكالمة هي نقطة بداية تحول حياة ياسين إلى 180 درجة ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي