المراهقات

Mohamed Gafer`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2022-05-26ضع على الرف
  • 1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

يوميات مراهقة الفصل الأول

أنا سارة وعمري 15 وأدرس في الصف الأول الثانوي ،يقولون عني مراهقة..لكنني لا أحب تلك الكلمة وما يقصدون بها؛ فأنا لست صغيرة ولست طائشة..أنا أعي ما أفعله جيدا، كرهت تلك الكلمة "مراهقة" ...لقد ضيعت مني تلك الكلمة الكثير من الأشياء المحببة لي، علي سبيل المثال: عندما أريد أن أذهب لقضاء بعض الوقت الممتع مع صديقتي في منزلها..كانت أمي دوما توبخني وتقول لي لا،وعندما أسألها عن السبب تقول لي؛ أنتما مراهقتان،ولا يجب أن تجلسا بمفرديكما في غرفة؛ فأنا لا أعلم ماذا تقولان وماذا تشاهدان وماذا تفعلان؛ لأنكما طائشتان ولا تعين ما تفعلن...إلخ
لقد كرهت حياتي،وتمنيت لو ظللت طفلة..ولم أكبر؛ لكانوا عاملوني كطفلة مدللة...لكن الآن، وبالرغم من أنني كبرت...فما زالوا يعاملونني كالأطفال،لكن بطريقة أخري
كانت أحلام يقظتي هي التي تهون علي حياتي وهمومي..
عندما كنت أحزن كنت أشرد في خيالي،فأنتقل إلي عالمي الخاص؛ حيث لا أحد مسئول عني..ولا أحد يقيد حريتي؛فأنا هناك حرة،سعيدة،في عالم من وحي خيالي..أستضيف فيه من أريد..وأطرد منه ما أريد.
لا يوجد في هذا العالم حزن ولا شقاء؛ بل توجد فقط السعادة والراحة...
وددت لو أستطيع أن أسكن في عالم خيالي للأبد،ولا أعود للعيش مع أسرتي ثانية.
كان يوجد شخص واحد يسكن معي في خيالي دوما، و لا يمكن أن أطرده كالبقية...كان فارس أحلامي.

لقد سمحت له بكل سرور أن يسكن خيالي،ويصبح البطل الأول في حكاياتي...حقا أنا أحبه وأتمني أن تمر الأيام سريعا ونتزوج.
نعم لقد حلمت به منذ نعومة أظافري، حتي الآن لا أحد يستطيع أن يأخذ مكانته في قلبي..ولا منزلته في خيالي،
إنه سليم!

كان زميلي في المرحلة الابتدائية،ولكن في المرحلةالإعدادية انفصلنا في دراستنا عن بعضنا البعض؛فقد ذهب لمدرسة أخري غير التي كنت أدرس بها.
لم أره من وقتها منذ حوالي 3أعوام أو أكثر، لكن تأكدت أنه سيكون معي في المدرسة الثانوية..لقد علمت هذا من أخته؛ فهي صديقتي المقربة..وهي تكبرني بعامين فقط.
مرت 3أعوام منذ آخر لقاء بيننا..
لكنني ما زلت أتذكر ملامحه، وكأنني رأيته بالأمس..
إنه جميل بل فائق الجمال!
مهذب،مجتهد،ويحب الجميع.
ما زلت أتذكر آخر حوار دار بيننا في المدرسة، وكان بعد انتهاء آخر اختبار لنا في الصف السادس الابتدائي...

Flash back
- مرحبا سارة...هل تريدين شيئا ؟
- أهلا بك سليم...كيف حالك؟
- أنا بخير،الحمد لله.
كنت لا أريد شيئا منه..ولا أعلم ماذا أقول له؛ لكني كنت أريد التحدث معه فحسب.
انتشلني من شرودي قائلا:
- هل أنت بخير يا سارة ؟
قلت متلعثمة:
- ن ععععم بخير
- هل تريدين شيئا؟
- نعم، وددت أن أودعك...فربما لا نلتقي مرة أخري.
لاح علي وجهه شبح ابتسامة قائلا:
- هل لا زلت تذكرين أول مرة بها تعرفنا علي بعضنا ؟
- نعم أتذكر، بالطبع يا سليم.
- كان يوما مميزا..وتحدثنا كثيرا، وقتها كنا في الصف الثاني الابتدائي؛ و في نهاية حوارنا أعطيتك هدية صغيرة..هل لا زلت تحتفظين بها معك يا سارة؟
- نعم..هذا القلم لا زال معي.
- سررت بذلك..هل يمكن أن أقول لك شيئا أخيرا؟
- تفضل
- أعدك عندما أكبر..سأتقدم لخطبتك.
- هل أنت جاد في حديثك أم تمزح؟
- أنا جاد في حديثي،ما رأيك؟
- رأيي في ماذا؟
- هل ستنتظرينني؛حتي أتقدم لخطبتك في المستقبل؟
شردت قليلا ثم قلت:
- نعم
- إذن إلي اللقاء يا فتاة أحلامي
- إلي اللقاء يا فارس أحلامي

عادت سارة إلي الواقع مرة أخري؛ بعد أن شردت في آخر حوار دار بينها وبين سليم منذ 3أعوام ..ثم قبضت بيديها علي القلم الذي أعطاه لها سليم منذ سنوات، واحتضنته بشوق؛ كأنها تحتضن سليم وليس القلم !
عادت سارة إلي الواقع مرة أخري؛ بعد أن شردت في آخر حوار دار بينها وبين سليم منذ 3أعوام ..ثم قبضت بيديها علي القلم الذي أعطاه لها سليم منذ سنوات، واحتضنته بشوق؛ كأنها تحتضن سليم وليس القلم !
يا الله..كم هو شعور جميل أن تتذكر المواقف أو الذكريات السعيدة..تشعر كأنك طائر يحلق في السماء بحرية..لكنها تظل ذكريات فقط..لا يمكننا استعادتها مرة أخري..فقط تظل ذكريات.

غدا، هو اليوم الأول لي في المدرسة الثانوية..و سألتقي بزميلات جديدات..أتمني أن أتعرف علي صديقة تشبهني في كل شئ، و تكون عونا لي علي الاجتهاد في دراستي.
كان لي صديقتين مقربتين في المرحلة الإعدادية، لكن تقلبات الحياة فارقتنا..فقد انتقلتا إلي مدرسة أخري بعيدة عني بعض الشئ؛ لكني لا زلت علي اتصال بهما.
إنها الحياة!
لا تدوم لأحد..لم أكن أتخيل أني سأنتقل للمرحلة الثانوية وأنا وحيدة بلا رفيقة تؤنسني، كم اشتقت لصديقاتي المقربتين.. آه!
نسيت أن أعرفكم بصديقاتي المقربتين..سلمي و يمني، وهما توأمتان، لكن لا يشبهان بعضهما البعض في أي شئ إطلاقا.
سلمي..فتاة جميلة المظهر،متوسطة القامة، نحيفة إلي حد ما، ملامحها طفولية وبريئة جدا..أما بالنسبة لسمات شخصيتها ؛ فهي فتاة طيبة القلب..رقيقة كالبسكويت الناعم، محتشمة في لباسها، حنونة جدا..لكن لا يغركم كل هذه الصفات الحسنة، فعندما تغضب لا يستطيع أحد كائن من كان هو أن يوقفها؛ فعندما تغضب تود أن تحطم أي شئ أمامها..لا أمزح، هي حتي تضع في حقيبة ظهرها أشياء معدنية صغيرة؛ احتياطيا ..إن غضبت فإنها تلجأ إلي تلك الأشياء المعدنية فتقوم بتكسيرها في الحال..حسنا دعكم منها الآن

يمني..فتاة جميلة المظهر،طويلة القامة، رشيقة، ملامحها هادئة و تنم عن حزن كامن..أما بالنسبة لسمات شخصيتها ؛فهي فتاة طيبة القلب..مرحة جدا وعفوية رغم حزنها الظاهر في عينها، محتشمة في لباسها، حنونة.. و بالتأكيد لا يغركم كل تلك الصفات الحسنة ؛ فعندما تبكي .. لا يستطيع أي أحد أن يوقفها عن البكاء..فقط تنفجر في البكاء بدون توقف لدقائق كثيرة، وترفض أن تتحدث في وقت بكائها مع أحد حتي أقرب الأقربين لها.. وتستخدم الكثير والكثير من المناديل الورقية لتجفيف دموعها؛ فحقيبة ظهرها تحتوي علي الكثير من المناديل الورقية؛ احتياطيا فربما تبكي في أي لحظة
وبالطبع..سلمي ويمني من أكثر الفتيات اجتهادا في دراستهما..ومن أقرب الفتيات لقلبي أيضا، يا إلهي! كم اشتقت لهما

إنها التاسعة مساء.. حسنا سأستعد للنوم الآن؛ فغدا يوم حافل..أول يوم دراسي،في أول عام لي في المرحلة الثانوية، بدون رفيقات..
لكن تعلمون..أجمل ما سيكون في اليوم؛ أنني سأري "سليم" أخيرا بعد غياب دام ل 3سنوات.. ما هذا لا أستطيع التوقف عن التفكير في الغد، ظلت الأفكار تدور في رأس سارة، لن تعرف بداية تلك الأفكار مهما حاولت، استسلمت أخيرا للنوم فمهما فكرت وخططت للغد فهي لن تخبئ النجوم ولن تطفئ وجه القمر !
أشرقت الشمس تكنس بقايا الليل، تنزع أدرانا علقت بثوب الصبح، فتنفس تائبا منيبا، وأنار كل شئ بنور الله، صفحة من ليل بهيم ولت تطوي ذنوبا غسلتها دموع التائبين ، نسمات الهواء تهمس شكرا لله علي ستره للخاطئين، فهو لم يفضحهم ولم ينزع الغطاء عنهم لأنه أراد أن يمهلهم ليتوبوا..إنه صباح مشرق !

استيقظت سارة في السادسة صباحا !
صباح الخير يا رفاق!
سأذهب الآن وآخذ حماما دافئا ثم أصلي الصبح و أعد نفسي ليوم دراسي حافل ☕
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي