قلوب مقيدة

مريم الشبراوي`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-09-02ضع على الرف
  • 3.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

في غابة مليئة بالاشجار التي يوجد خلفها منزل متوسط بسيط لا يغلبه الثراء تجلس فتاة ذات ملامح جميلة ساطعة ولكن تعيسة يغالبها الحزن في عيناها يبدوا علي هيئتها وثيابها الغير مرتبة حالة الحزن وفقدان الشغف وهي تعد الطعام للسبع رجال اتي احدهم إليها في خجل مبالغ فيه وابتسامته الخجولة لا تفارقه
قائلا " لماذا انتي حزينة اليوم للغاية سنو وايت أخبريني "

نظرت له بيأس : اوه خجلان لقد تملك الحزن قلبي منذ فقدت الامير

خجلان بتساؤل ونظرة مسلط في الارض ووجه يلتهب حمرة : و إذا لم يعود جميلتي عليكي الحياة

نظرت لهيئته ببسمة منقمة : ينتابني التوتر من هيئتك خجلان

التفت الي الجهة الاخري : عذرًا انه طبعي ولكن لا تتركي الامر مازحه ماذا ستفعلين يا اميرتي

سنو وايت بشرود في النافذة المطلة علي الغابه : اميرتي ! لقد اشتقت لتلك بنبرته

نظر لها خجلان في بؤس وتركها في هيام عشقها اصابه الحزن و في ظل شرودها العميق جاء احدهم الذي يبدو عليه الحكمه والاتزان يمتلك ملامح رجولية وسيمة يدعي فهمان
قال بثبات مربع اليدين " سنأكل اليوم حريق طعام الحب سنو وايت "

انتبهت سريعا لصوته مرتبكة وحركة الطعام قبل حرقة ونجحت في الامر ورفعت نظرها له بأسف

فهمان : اهدائي انا لست غضبان لتلك الربكة والخوف

سنو وايت : لا بأس كان خوفي علي الطعام فهمان شكرًا نبهتني

فهمان بجمود : انا والرجال ذاهبون الي العمل

سنو وايت : لماذا يبدو عليك الضيق مني ؟

فهمان : انصتي إلي تريد ان تبقي عمرك تبكي علي شخص اخذه الزمان اتريدي؟

سنو وايت ببكاء : انتم لا تشعرون بي منذ ان اصبحتم رجال حتي انتَ فهمان

فهمان بحنو حيث اذابت دموعها حدته : ارجوكي لا تبكي ارهقتني دموعك

سنو وايت بثقة : الامير سيعود قلبي يري انه علي قيد الحياة فهمان

فهمان بحكمة : إذًا تعايشي وكأنه في الطريق إليكِ

انصاعت لاوامره بطاعة : امرك فهمان

فهمان ممازحاً : إن لم اجد الطعام بعد العمل الشاق سأسلط عليكي غضبان

ضحكت سنو وايت معلقه : يا له من رجل قاسي حقًا دائما يصرخ في وجهي بحده

فهمان بضحكة لا تزيده الا وسامة : لا تحزني منه هو معانا جميعا هكذا

سنو وايت بخجل : انا فتاة رقيقة انتم رجال اقوياء

فهمان : ولكن لن يستدعي الامر بكاءك انه لا يريد هكذا اخبرني ذلك ليلة امس

سنو وايت بعبوس : إذا لماذا يوبخني

ضحك فهمان مودعاً إياها : لانه غضبان اراكي لاحقا انهم بانتظاري


قامت با توديعهم ببسمة منقمة من النافذه ودعت لهم من قلبها ظلت تحضر في الطعام وهي تدندن وحولها العصافير يدندنون معه في حب وحيوانات الغابة مندمجون معاها في سعاده مستمتعون بصوتها العذب المتناغم

اثناء ذلك اتت امراة مرتديه معطف اسود يغطي راسها وباقي جسدها فزعت الحيوانات وهرولت الي حجرتها بينما تلاحقت انفاس سنو وايت اثر اضطرابها

المرآة بقهقهة : اهدائ هذه انا

تنفست سنو وايت ببطء : اصابني الهلع منكِ يا خالة

ذهبت سنو وايت وفتحت لها الباب وادخلتها واعدت لها شراب ذكي تحتسيه وجلست برفقتها في ود

سنو وايت : اوه لو تعلمي لقد اعادتي جميع ذكرياتي

المراة بضحك : لقد تذكرتي الامير و زوجة ابيكي الشريرة والتفاحة المسمومه

سنو وايت بحزن : هكذا تمامًا يا خالة

المرآة : منذ زمن حين التقيت بكي في غابة الجنوب وانا احبك من كل قلبي ابنتي

سنو وات بتوجس وملامح حزينة : إذًا ساعديني واريحِ قلبي

المرأة بتفهم : اخبرتك قبل حين معرفة مكان الامير المفقود خارج عن سيطرة العصا السحري ملكي

سنو وايت انفتحت باكية ودفنت وجهها بين كفيها تمتم من بين شهقاتها : اه يا ربي لماذا انتي قوية لقد جعلتي من الاقزام رجال شباب واصبحو ذو قامة وجسد ممشوق

ضمتها الخالة بحنو : ليس بيدي انها قوانين عصاتي ليس لدي ذنب ابنتي

مسحت دموعها بيأس : اعلم يا خالة ولكنَ قلبي متيم بالعشق تقهره اليالي في غيابه

الخالة : تعايشي وكأنه في الطريق إليكِ الامير لن يترك حبه هباءا

سنو وايت : اخبرني فهمان هكذا اليوم لا ادري من دونهم كيف كانت حياتي

الخالة شردت في الامر الذي جاءت لها من اجله : ابنتي انصتي إلي اشعر بالخوف من قلوبهم

سنو وايت بعدم استيعاب : ماذا ! لا افهمكِ

الخالة بتوضيح : اخشي ان يعشقك احدهم ابنتي انتِ

تلقت الكلمات واحتلت ملامحها الخوف والقلق من تلك الفكره وقالت بنفي ترفض ما ينتاب رأسها : لا لا لا اريد ذلك ارجوكي لا تزيدي قلبي ألمًا

الخالة بحنو : انتِ غير مدركة لجمالك الفاتن ايعقل ان لا تأثر قلوبهم وانتِ معهم في منزل واحد

سنو وايت : إذًا اعديهم شيوخًا

ضحكت الخالة : يا لكِ من عفوية برأيك حين ذلك لا يحبوكِ

سنو وايت : نعم انهم الان رجال

نظرت لها الخالة بامتنان لنقاء قلبها وفطرتها وخبرتها القليلة عن الحياة هي فقط تعيش بقلبها الطفولي في غابة مليئة بالحكايات والاساطير

سنو وايت : لما تلك النظره ؟!

الخالة بحكمة : القلوب سنو وايت لا يتحكم به سحر او عمر ابنتي

وقفت في حيرة وقالت باندفاع : كفي هم لا يحبوني كعشق كفي كفي ارجوكي لا اتحمل

الخالة همت تقبلها بحنو حتي تذهب : لا تقلقي سيعود الامير قريبًا وتبتعد كل الظنون

سنو وايت : اجلسي تحضري الطعام معانا الرجال علي موعد

الخالة باعترض وهي متجه الي خارج المنزل : لا يجب ان اذهب قبل غروب الشمس وداعا ابنتي

سنو وايت مودعه : اراكي لاحقا خالة

عادت لتكمل الطعام وافكارها لا ترحمها تراودها بقسوة .
بينما في مكان اخر داخل قصر كبير من يراه يري الحياة بمنطار اسود من هيئته الكئيبه المخيفه داخل ذلك القصر غرفة في الجناح الجنوبي تشبه الزنزانة الخفية عن الانظار يجلس شاب أرضًا يبدو عليه التعب ثيابه مبهدلة خصلاته مبعثره يضع راسه بين يدية مخيم عليه الحرن يجر اذيال الخيبة يحدث نفسه مواسيا

" اتحرر وينجيني ربي وأتي اليك اميرتي ادري كم هو حزين قلبك الان يا جميلتي لا تغيبي عن بالي ولا يخفق قلبي الا لذكراكِ ساظل احاول حتي ألقاكِ وإن لم نلتقي سانتظرك ليوم الحشر متيم بكِ انا وإن ارهقني الهجر "

بينما في وسط الغابة يعمل الرجال بمجهود شاق وحين دق ساعة انتهاء العمل تجمعوا السبع للعوده الي المنزل ولكن اوقفهم فهمان يريد ان يخبرهم عن شئ

غضبان وهو مقتضبًا الحاجبين : ماذا ! اريد الذهاب

خجلان ببسمة اخجلت وجنتية : اذا الامر يخص اميرتنا فاذني محبة

نعسان بكسل وهو يتثاوب : اري الفراش امام عيني يغازلني اريد النوم

عطسان بتنبيه : هي اصمتوا اخبرنا سريعا قبل رائحة الرحيق تحتل شعيرات انفي فضلا اسرع

فهمان مسك خصلات شعره بضجر من ثرثرتهم : ويحكم لقد سئمت من الغباء حقا

فرحان وهو يقهقه : لا تحزن لا تحزن كون طويل البال هيا اخبرنا تغمرني السعادة

فهمان : ويجب علينا إسعاد اميرتنا الحزينه

غضبان مربعا يديه بعبوس : نذهب إليها بالزهور مفرغين نحن لنفكر في سعادة فتاة

عطسان باعتراض : لا ارجوكم الا الزهور

خجلان : أهدا عطسان لا تقلق اتمني من الله ان يهدء من غضبك غضبان إنها اميرتنا

وهنا نطق صغيرهم ولقبه الصامت حيث قليل الحديث : ازعجني شجاركم هيا لنذهب ونعد لها حفلة اليوم كما كنا من قبل

فرحان وهو يصفق بكفيه في سعادة : انها فكرة رائعة ننفذها

صاح الجميع في صوت واحد دلالة علي الموافقه إلا غضبان الذي لا يعجبه شئ ولكنه صار معهم مضطرًا
وعادوا الي المنزل وكانت علي نفس الحال الذي تركوها فيه احضرت لهم الطعام و جلسوا يتناولوا سويا ولكن كالعادة تتلقي كلمات الغضب من غضبان حيث قال معلقًا علي الطعام بتهكم

غضبان : تبا لكِ انه سئ مثل حزنك التي ملئتي المنزل بهِ يا لكِ من فتاة حمقاء

وقفت سنو وايت في صدمة وخرجت من طور هدوئها : لقد صمت علي توبيخك كثيرًا ولكن دعني اخبرك انك حقا لا تعلم معني الانسانيه
والاخلاق

وهمت واقفه بانتفاض وتركتهم وذهبت الي غرفتها وتغالبها دموعها اشبعت الارض
بينما ظل ينظر له الجميع في ضيق من تصرفه كان في نيتهم سعادتها بينما هو افسد كل شئ بغضبه الذي لا يسيطر عليه
هوت بهم جميعا واحمرت عيناه من الغضب : ارايتم كيف ردت ؟ يا لها من وقحة صفعة واحده تعيد لها عقلها كيف تتجرأ

فهمان نظر له باستنكار : اصبحت اشعر بالضجر منك انت المخطئ

قال الجميع : نعم اخطأت غضبان

الصامت ببرود : عليك إصلاح ما افسدته غضبان

غضبان : من الافضل ان تستمر في صمتك

نعسان وهو يتثاوب : هيا اصلحوها اتي موعد الحفل واريد النوم يا رفاق

خجلان متوسلا : ولو مرة حاول تمالك اعصابك

فهمان : حسنا انتهي الامر غضبان انت من تذهب وتحضرها

غضبان نظر لهم ببرود ورفض : لو ماتت باكية لن اصلح فتاة حمقاء

فهمان : سوف تصلحها لو ليس من اجلها لاجل رجولتك غضبان نحن رجال وهي فتاة رقيقة القلب لن تتحمل غضبك

فرحان : نعم غضبان هي لقد شعرت بالحزن حين رأيت دموعها وانا اعشق المرح فما بالك بقلبها الان

عطسان بحزن : يبدو انه محطم

نعسان : منكسرة حزينة

خجلان : وحيدة تعيسة

غضبان بحدة : كل منكم يضع لسانه في فمه اصبحتم جميعكم طيب القلب وانا الان القاسي

الصامت ومازال محتفظًا ببروده : هيا غضبان اذهب واصلحها ونحن في انتظارك

ذهب متهكما في غضب يصعد الي غرفتها وبداخله غضب جحيمي منها يود لو يكسر رأسها ولكنه لا ينكر انا بداخله نية ارضائها مقتنعًا بحديث فهمان انه خطأ في حق رجولته مدركًا ايضا مدي حزنها الان فهو يفهمها جيدا لم يري في رقة قلبها ولكن دائما غضبه يغلبه
وقف امام باب الغرفة واستمع صوت شهقاتها انبه ضميره واصابه الندم طرق الباب عدة طرقات ثم دخل وملامح الاقتضاب علي وجه بدالته النظر بضيق وحزن وغضب

رفع حاجبه : تودي تصفعيني كل هذه النظرات الغاضبه ماذا فعلت برايك تطاولت يدي عليكي لتغضبي هكذا

سنو وايت باندفاع : كنت سوف اقطعها لك

غضبان زفر بضيق : لا تختبري صبري

سنو وايت : بالاساس لم تمتلك اي صبر

غضبان تلاحقت انفاسه وصدره يعلو ويهبط : اصمتِ لا تكوني مشاكسه حمقاء انا امتلك من الغباء ما يكفي لكسر رأسك

سنو وايت تنهدت في حزن وتحررت دمعه ها به علي وجنتيها : لا اريد ان اتحدث معك اذهب

غضبان تنفس ببطء لكي يهدء : لن اذهب اخبروني ان لا أتي إلا بكِ

سنو وايت : اريد النوم

غضبان بتهكم : اظن انكِ جالستي نعسان لفترة

سنو وايت : لا شئ يخصك دعك من امري الذي لا يهمك اطلاقا

غضبان بتحذير : تحدثي بأدب أولآ ثانيًا من قال انه لا يهمني

سنو وايت نظرت له متسائلًه : أيهمك امري حقا؟!

غضبان بكبر : بالحقيقه اشعر بتأنيب الضمير فقط هيا ولا تبالغي في الامر

سنو وايت باعتراض : قولت لكَ اذهب لا اريد ان اجلس معك ابدا ما دمت تكرهني

اطال النظر في عيناها وتمني لو تدرك ماذا تحمل لها عيناه وقال بهيام : انتِ غبية إذا شعرت بكره مني لقد ارهقني قلبي عشقًا لكِ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي