دروغون (التنين الجامح)

AsmaElmasry`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-09-04ضع على الرف
  • 1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول نيد الشريف

ما هذا الاختناق الذي أشعر به؟ أين أنا ولما اشعر بجسدي متحجر كما لو نمت لآلاف الأعوام؟

لحظة! انا أتذكر بعض الأمور الآن، أتذكر والداي اللذان كانا قويين ويهابهما الجميع، أبي هو "فيجار" وأمي "ميراكسيس" ولكنهما ماتا منذ مئات الأعوام ولتسألوني من أنا؟ فسأخبركم بأنني "دروغون" التنين الجامح.

أنا الآن أجوب الممالك السبعة بحثا عن وطن جديد بعد أن قُتلت والدتي، ولم أكن أعني "ميراكسيس" التنين التي تركتني بيضة ظلت لمئات الأعوام لم تفقس، ولكنني أتكلم عن والدتي التي ظلت بجوار بيضتي حتى فقست وجئت للنور وظلت ترعاني وتحميني حتى اصبحت التنين الأكبر بالممالك السبع، إنها "دينيريس تارجيريان" التي ومن المفترض أن تكون الحاكمة الشرعية لتلك الممالك.

سأقص لكم قصتي من البداية حتى تفهموا ما أعنيه وتلتمسوا لي العذر عما فعلته نيران غضبي بمدنكم.

بدأت قصتي بيوم وضعت أمي ثلاث بيضات، ونحن معشر التنانين لا ننتظر حرارة جسد والدتنا لفقس البيض، ولكن ننتظر الشخص الموعود، تنين من الإنس يتلمس البيض فتفقس خصيصا له، ولا بد أن يكون ذو مواصفات خاصة ليس مجرد بشريا فالشرط الأول أن يكون من "آل تارجيريان" الذي تسري دماء التنانين بعروقهم، والشرط الثاني هو أن يكون هذا الشخص يستحق فعلا أن يفقس البيض لأجله حتى يصبح من راكبي التنانين.

ولكن ما حدث بتلك الفترة كان مرعب ومخيف فقد امتنعت الكثير من إناث التنانين عن وضع بيضات جديدة ومن كانت تضع بيضا رغما عنها يظل البيض أعوام وأعوام دون أن يفقس، وإن حدث وفقس بالصدفة أو بفعل تعاويذ الكهنة ظلت تلك التنانين بحجم صغير فلم تكبر أو حتى تطير ولم يتعد حجمها حجم كلب الصيد حتى.

أما عن بيضتي أنا فظلت بجوار الأخرتين أعوام وأعوام حتى أصبحنا بطي النسيان واستخدمنا التجار من مدينة "تارث" كآثار يبيعونها بأعلى الأثمان فقط من أجل الزينة والتباهي.

ولكن لا يحزنكم حالي فأنا وحتى ذلك الوقت لم أكن أشعر بشيئ ولا بدفئ أجساد "آل تارجيريان" حتى ذلك اليوم فقط الذي شعرت وأخيرا بميلاد تنين من البشر وتسري بعروقه دماءهم.

بالرغم من بُعد المسافة بيني وبين ذلك التنين ذو الدماء المختلطة إلا أنني شعرت به جيدا ولكني أعلم ان دماءه التي اختلطت بـ "آل ستارك" ستجعله أضعف من أن يجعل بيضتي تفقص أو أن أظل صغير الحجم كما حدث سابقا، لذا لم أحرك ساكنا وظللت كما انا بيضة متحجرة بعدة سنوات اخرى

وهنا جاءتني المفاجئة عندما شعرت بميلاد تنين آخر، كم أنا محظوظ ويبدو ان القدر أخيرا قد ابتسم لي فهذه المرة التنين البشري بدماء نقية غير مدنسة وتجري بعروقه دماء "آل تارجيريان" النقية فتهللت أساريري وبدأت بالتخطيط حتى أذهب له أو يأتيني هو ولكن ما لعنة المسافة الشاسعة التي بيننا، فما يفصلنا هو البحر الضيق ولكن لا ضرر من الإنتظار قليلا بعد حتى يكبر البشري ويستطيع القدوم لاقتناصي من أيدي تجار "تارث"

مرت الأعوام سريعا وحقا لم أشعر بها، عشرة أعوام وربما خمسة عشر، جل ما شعرت به هو موت الكثير من "آل تارجيريان" بحروب عرفت بحروب الممالك السبعة واستطاع احد الرعاع من منزل "باراثيون" يدعى "روبرت" بتوحيد الممالك السبعة ضد آخر ملوك "آل تارجيريان" "إيريس الثاني" أو من لقب بالملك المجنون نظرا لولعه بحرق ضحاياه وحتى رعاياه فلم يكن من الغريب أن يُقتل على يد أحد حراسه بل وحارسه الأمين "جيمي لانستر" أو من أُطلق عليه ذابح الملك.

بعد مرور خمسة عشر عاما على إبادة "آل تارجيريان"

Author P.O.V

بعد انتهاء الحرب وتحالف الممالك السبعة تحت راية "آل باراثيون" وزواجه من "سيرسي لانستر" لتدعيم قوته بالسلطة والجيش والمال عاشت البلاد في رخاء وهدوء نسبي بسبب ولاء حكام الشمال لقائدهم "نيد ستارك" وهو الصديق المقرب من الملك

ومن المعروف إن أراد أي ملك ضمان سلطته أن يستميل حكام الشمال لصالحه لمساحة مملكة الشمال الشاسعة والتي تعادل مساحة الممالك الست المتبقية، ولم يكن "روبرت باراثيون" يحتاج لبذل أي مجهود مع حكام الشمال بسبب ولاء "نيد ستارك" له

ولكنه عندما علم ببهروب فردين من أفراد "آل تارجيريان" ببدأ القلق يغزو قلببه من محاولتهما استعادة الحكم الشرعي للبلاد فقرر زيارة صديقه لأمرين هامين

استقبله "نيد ستارك" برحابة صدر وفور جلوسهم مع بقية الحاشية الملكية بدأ "روبرت" حديثه بغضب وكأن العالم قد تحطم فوق رأسه:

-لقد وصلتني أخبار بتواجد ابني "الملك المجنون" بمدينة "إيسوس" يساعدهما بعض الموليين لمنزلهم هناك ويوفروا لهما كل سبل الرخاء

شعر "نيد" بعدم اهمية ذلك الخبر وظهر ذلك على رده الغير مكترث:

-وإذا؟ ما قد يفعله الشاب "فيسيرس" الأبله او حتى تلك الطفلة التي ليس لها اهمية، لقد تم ابادة عائلتهما ولم يتبق سواهما وإن تواجد بعض الموالين فلن يستطع أحد منهم عبور البحر الضيق ومهاجمة أي من الممالك السبعة، فهما ليس لديهم جيش حتى

تجرح "روبرت" كأس الخمر بشراهة وهو يرمقه بنظرة خيبة أمل وهو يخبره:

-ما لا تعلمه يا عزيزي "نيد" أن هذا الأبله قد قدم تلك الطفلة كعروس "للكال دروغو" صاحب اكبر جيش بالعالم من الـ "دوثراكي" المتوحشون بطبعهم، فماذا ستفعل حيال ذلك؟

ظل "نيد" على حالة عدم الإكتراث وهو يخبر صديقه الملك"

-يبدو أنك متخوف اكثر من اللازم، فجيش "الدوثراكي" لن يعبر البحر الضيق أبدا، فهم راكبي الأحصنه وليس المراكب ولا يثقون بحسب عقيدتهم بركوب الخشب عن الحيوانات لذلك لا تقلق فلا يوجد أي تهديد هنا

هاج وغضب الملك من عدم إكتراث رفيقه بل وساعدة الأيمن ببعد ان قرر توليته لذلك المنصب عقب موت آخر مساعد له، فصاح به وهو يصر على أسنانه من الغضب:

-وإذا حدث واستطاعت تلك الطفلة التي لا تكترث بشأنها أن تنجب له طفلا، أصبح يحمل دماء التنين والحصان معا؟ ماذا انت بفاعل وقتها أيها العنيد "نيد ستارك"؟

تكلم الأخير بصوت جاد وهو يرمق البقية ممن يجلسون برفقتهما:

-إن حدث وأنجبت له وريث، وحدثت المعجزة بركوب قبائل "الدوثراكي" للسفن وأتت لشواطي "ويستروس" فستكون نهايتهم على تلك السفن هي مقبرتهم قبل أن تطأ أقدامهم رمال الشاطئ

تكلم أحد الحاضرين وهو كبير الجواسيس:

-برأيي أن نقطع الشك باليقين ونرسل لهما شخص ما ليقوم بالتخلص منهما فينتهي القلق قبل أن يبدأ

رمقه "نيد" بنظرة متضايقة وهو يسأله:

-هل ستقوم بقتل طفلة بريئة فقط لتقطع الشك باليقين؟

صرف "روبرت" الجميع ونظر لرفيق دربه واستهزأ به ساخرا:

-آه "نيد" لو تكن شريفا هكذا لربما أصبحت انت الملك والحاكم الفعلي للممالك السبعة

ضحك "نيد" وهو يعقب على حديثه الساخر بنفس السخرية:

-لتكن شاكرا إذا على شرفي هذا وإلا لأطحت بحكمك هذا أيها البدين، متى أصبحت بتلك البدانة؟

ضحكا الرفيقين ضحكات عالية وربت الملك على كتفه وهو يؤكد:

-إن حدث وأنجبت تلك الفتاة فحل للكال سأطيح برأسك هذا قبل أن تطأ اقدامهم لـ "ويستروس"


هدر به "روبرت":

-لا زلت تقول أنها طفلة، ما بالك لا تهتم بالأمر وكأنه لا يعينك بشيء، قريبا جدا ستتزوج تلك الطفلة من "الكال العظيم" وبعد وقت قصير ستنجب له فحل يسري بعروقه دماء التنين.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي