المطلقة

زهرةالريحان`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-09-05ضع على الرف
  • 1.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

الفصل الاول

ذات يوم أشرقت شمس يوماً جديد، يوم تتمنى وترجو بطلتنا أن يمر وينتهي دون حدوث أي مشاكل، دون أن ترى نظرة واحدة تجرحها، دون أن تستمع كلمة تجعلها تشعر بالألم و تدمر حياتها، دون أن يستهزأ بها أحد ويقلل منها لأنها ليس لها دخل في الحصول على لقب مطلقة.

لقد حصلت على حريتها و تحرير ذاتها، و تركته ذلك القاسي حاد الطباع، تركت تلك الحياة التي تتسم بالبشاعة، التى لا تتسم بالمودة والرحمة، فلقد حصلت على حريتها بعد معاناة وأيام صعبة على أحد يتقبلها، فهي قد حصلت على اللقب كأنه ختم يلاحقها في كل مكان، بالإضافة إلي الكثير من الكلمات المصاحبة لذلك اللفظ ( لا ينفع، لا يصح، ما سوف يتفوه به الناس)
لقد عانت شريفة بطلة روايتنا منذ اليوم الذي حصلت به على حريتها، حتى من أقرب شخصاً لها كانت تعتقده سنداً لها فلقد خذلها أخيها عبد الرحمن، حينما قال لها:
- أنك مطلقة وجميع تصرفاتك محسوبة عليكي، حتى خروجك يحسب عليكي.
مما جعلها تشعر بالانهيار وتظل ليلتها تبكي والدموع تسيل على خديها، لقد كان الكلام جارح لها لأنها تعلم بأنه ليس من بابا الخوف عليها، بل بسبب ما تفوه به أحدى الجيران التى تقطن في ذات المنطقة.
فهي لم تجيب على حديثه ولم تدافع عن ذاتها بل كانت للدموع تعلم طريقها في النزول، فهي لم توضح لها ما سبب تأخرها، بكل ما فعلته هو الدخول لغرفتها بخطوات ملئ بالألم والحسرة، حتى وصلت إلى
سريرها وغفت وأثر الدموع مازالت على وجهها.

لم يمر وقتاً كثيراً حتى سمعت صوت أخيها داخل غرفتها يعتذر لها قبل خروجه للعمل وقال بأبتسامة ملىء بالحب:

- صباح الخير

فأجابته شريفة بارتباك عندما سمعت صوته:
- صباح النور.

قرب منها وجلس بجانبها، وأحاطها بذراعته وقام بسحبها إلي صدره بحنان وقال معتذراً:
- أسف.
عاد وكرر أعتذراه : بجد أسف

رفعت وجهها وبإبتسامة صافية :
- لقد قبلت اعتذارك، وكأن لم يحدث شيء.

قال عبد الرحمن بتنهيدة طويلة مملؤة بالتعب :

- بل حدث واعترف بأني كنت سخيف معاكي، فعلى الرغم من أنك أختي الكبيره ولكن أيضاً فأنا أخيك وأشعر عليكي بالخوف من حديث الغير، كما أغير عليكى من نسمة هواء طليقة.

نظرت له بغضب مصطنع وقامت بضربه بمزاح على كف ايده قائلة :
- من التى كبيرة؟ فلقد سامحت في حديثك جميعه ماعدا ذلك اللفظ، كما أنني اكبر منك بدقائق فتلك الدقائق كافية بأن أكون أكبر منك؟ هل تجهل بأننا تؤام.

ضحك بصوت عالي ومال كي يخطف قبله من خدها وتركها وقام بالرحيل ولكن قبل أن يرحل، نظر لها وقال:

- لا لم أجهل ذلك الأمر، ولكن الحقيقة أنك أكبر مني وتركها ورحل لأنه قد تأخر على جهة عمله.

شريفه بطيبه دعت له بنفساً راضية مسامحة إياه :

- ربنا معك ولتصحبك السلامة في طريقك.

خرج عبد الرحمن ودخلت والدتها بإبتسامة بشوشة على وجهها قائلة:

-  صباح الخير عزيزتي.

فأجابتها شريفة وهي تنهض من فراشها بأبتسامة صافية:

-  صباح النور يا أمي.

نظرت لها والدتها قائلة :

-  أتمنى أن يكون أخيك قد استطاع أن يصالحك وأتمنى أن لا تكوني مازلتي تحملين في قلبك شيء له، فأنك تعلمين أنه ذات طابع خاص فهو يعنف الذي أمامه، ثم يعود كي يصالحه، وأيضاً تعلمين بأنك أغلى شيء بالنسبة له.

نظرت إلى والدتها وقالت:

-  لا تقلقي أمي فهو أخي ولن أستطيع أن أشعر تجاه بأي حزن كما أنه تؤامي نصفي الآخر، فأن شعر بشيء أشعر به أنا أيضاً، كما أنه قد قدم لي منذ بكير كي يعتذر لي، فكل ذلك يمحو أي حزن بداخلي.

ربطت والدتها على كتفها وقالت بحنان:

- ربنا يديمكم في حياة بعض يا ابنتي، ثم قالت مشجعة إياها:

-  لقد هاتفتك صديقتك سميحة أكثر من مرة بالليل، لكي تأكد عليكي ذلك الموعد وكنت أبلغها بأنك مازلتي نائمة، فهل سوف تذهبين معها؟

أصدرت شريفة تنهيدة طويلة وقالت:

-  لن أخرج اليوم.
فقالت لها والدتها بأسى:

-  لماذا يا ابنتي؟ ألم تخبريني أنك غير حزينة لما فعله أخيك معكي، فلتذهبي معها ولتتمتعي بوقتك، كما أن صديقتك قد أقترب موعد زفافها، ويجب أن تكوني معها في تجهيزات ما ينقصها، كما أنها كانت تلازمك أثناء تجهيزات زواجك من قبل، وكان محمود يطلب منها أنها تخرج معك.
صمتت والدتها لأنها تيقنت بخطأها، فلقد ذكرتها بطليقها، وقامت بالإعتذار لها عما تفوهت له.
نظرت لها شريفة بلا مبالاة قائلة لها:

-  لا داعي للأسف، كما أن ذلك الموضوع قد أغلق نهائي، فأنه صفحة سوداء. وقد أغلقتها.
فقالت لها والدتها:
-  بل لقد كنت تحبيه، فلا تكذبين على.

نظرت لوالدتها وقالت بأسى:

-  كنت في ذلك الوقت صغيرة، لا أعلم عن الدنيا شيء، كما كنت يستطيع أي فرد اللهو بي بكلمتين فأننا طفلة قد بلغت السادسة عشر من عمري.
فقالت لها والدتها:
-  ولكنه كان يعشقك.

نظرت لها وقالت:
-  لقد كان ذلك الحب دماراً لي.
فأخبرتها والداتها بأنه ظل لآخر لحظة متمسك بها، فلو تستطيع أن تسامحه..

قطعت كلام والدتها بسخرية قائلة:

-  على أي شيء أسامحه، فلقد رفض أن أكمل دراستي، وحرمني من كليتي، وأجبرني أن أظل في المنزل، كي اخدم والدته حتى أنها قامت بأتهامي بعدم الإنجاب بسبب تأخر الإنجاب عامين وقالت أن العيب مني، كنت استمع ليلاً ونهاراً لكلامهم الذي كان يجرحني، وكنت أحدث ذاتي أن أتحمل، وأن لا أبالي فأنها إمرأة كبيرة في السن ومثل والدتي، ولكن أن أعلم أنها تخطط كي تزوجه من ابنة أخيها وهو يسير خلفها، وهو يعتقد أن تأخر الإنجاب مني رغم أننا قد مر على زواجنا سنتين ونصف، فلقد كانت تلك المدة صعبة عليا من سمع كلام معنف لي، وكلام لا يستحمله أحد عندما علمت بأنني لم أحمل من أول شهر، حتى أخذت في التحدث بأنها تريد احفاد كثيرة، لأن محمود وحيداً لها، وأنها تريد حفيد يحمل أسمه، كأنني لا ارغب في الإنجاب منه.

قالت لها والدتها:

-  ولكن أنه مازال حتى الآن دون زواج.

قالت بغضب :
-  لا يعنيني أن كان تزوج أو لا، كما يكفي ضغط علي كي أرجع له، لأن ذلك مستحيل.
وكانت بقية الحديث بداخلها بأنه السبب في حديث الناس عنها في كل مرة تخرج ولكنها فضلت أن تحتفظ بذلك لذاتها.
على الرغم من أن والدتها تعلم بأن محمود شخصاً قاسياً ، ولا يحزن أحد على رحيله، فلقد قاست أبنتها مع والدته التي كانت تتسم بالقوة والتحكم وهو ضعيف أمامها، فهي تخشى على ابنتها من حديث الناس، ونظراتهم للمطلقة.

فقالت لابنتها:
-  سوف أكف عن الحديث، وهيا فلتذهبي كي ترتدي ملابسك ولتذهبي مع صديقتك، التي أخبرتني بأنها سوف تمر عليكي بعد قليل.
وبينما كانوا يتحدثون سمعوا صوت رنين الباب فذهبت والدتها تفتح قائلة:

-  فلتنتظر قليلاً أيها الطارق فأنا قادمة كي افتح لك.
فتحت والدة شريفة الباب فوجدت سميحة صديقتها وهي تبتسم بسعادة قائلة:
-  أين شريفة يا أمي؟ هل مازالت لم تستعد للخروج معي.
أستقبلتها والدة شريفة بترحاب شديدة وأدخلتها، وهى تشير إلى غرفة شريفة قائلة:

-  أنها بالداخل فلتدخلي لها وتحاولي أن تقنعيها أن تذهب معكي.

شعرت سميحة باليأس قائلة:
-  كيف أقنعها وهى لم ترتدي ملابسها حتى الآن.

والدة شريفة:
-  لقد نهرها أخيها بسبب..
قطعتها سميحة قائلة:

-   هي ليس لها ذنب، فأنا السبب في ذلك التأخير، بسبب الخياطة.
قاطعتها والدة شريفة قائلة:
-  أنت او هي أو الخياطة سبب ذلك التأخير في كلتا الحالات قد نهرها أخيها، ولكنه اعتذر لها قبل الخروج للعمل، ورغم ذلك هى رافضة الخروج.

قالت سميحة وقد عاد لها حماسها:

-  إذن فلتتركيني معها خمسة دقائق وسوف أخرج بها.

أسرعت سميحة إلى غرفة شريفة فقالت لها والدتها:
-  أنه بالغرفة فسوف أترككم معاً وباركت لها وتمنت لها الخير.
(سميحة وشريفة أصدقاء، فلقد جمعتهم مدرسة واحدة، ونفس المقعد ولكن شريفة تزوجت وسميحة أكملت علامها، وألتحقت بالعمل وقامت بمساعدة ذاتها في مصاريف زواجها نظراً لظروف المعيشة، ولقد انفصلت شريفة ولكن مازالت سميحة تجهز بيت الزوجية)

وبالفعل استطاعت سميحة أقناع شريفة وخرجوا معاً وأيديهم متشبكة والسعادة تملئ قلوبهم، والإبتسامة تزين وجوههم.

شعرت والدة شريفة بالسعادة بمجرد أن شاهدت شريفة و السعادة تشع منهم ودعت للاثنان بدوام السعادة، وكيف لا تدعي لهم، وسميحة الوحيدة القادرة على إخراج أبنتها مما هي في.

أخذتها سميحة ودخلوا إحدى المولات الكبرى، ولم يتركوا شيء إلا وقد أشترتها سميحة من كثرة سعادتها، وقامت بإنفاق كل المال الذي معها ولم يتبقى معها شيء لكي تعود إلى البيت.

طمئنتها شريفة قائلة لها أن لاتقلق، فسوف تدفع هى ثمن المواصلات.

كانت سميحة ممسكة بإحدى العلب فقالت بإبتسامة:
-  هذا سوف يليق عليكي فهذه هدية مني.

فأجابتها شريفة بأنها عروسة وأن تأخذ تلك الهدية، كي تضعها مع تجهيزاتها وهى تتمنى لها السعادة والهنا.

لكن سميحة قالت وهى تعطيها العلبة:
-  لا فرق بيني وبينك فنحن شخص واحد.
فأجابتها الشريفة وهي تعيد لها العلبة، بأن تنتظر كي تعلم ماذا تحتوي العلبة لعلها شيء يخص العرائس فقط.
سميحه بإصرار بتمد ايدها بالعلبة: وأنا إيه وأنتي إيه امسكي انتي بس
فأخبرتها سميحة مازحة بأن كل العلب واحدة وكلها من اختيارها فلقد جابتها معها نظراً علمها بأنها ذات ذوق رفيع في اختيار الأشياء.

قالت شريفة وهي تضربها مازحة:
-  لقد علمت إذن لما
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي