تروما Mervat elbeltagy `بقلم

عرض

إكتمل التحديث وقعت الأعمال الأصلية Mervat elbeltagy

9عشرة ألف كلمة| 1المجموعة الكاملة| 643اجمالي النقرات

تردد صدى صراخه الغاضب بين الجدران وهو يهدر:
- «لن تتجرئي.. سأمحوكِ من على وجه الأرض.. سأدفنك حيّة لو اقتضى الأمر».
اهتزت ثقتها بنفسها أمام تهديده ولكنها ظلت متمسكة بأذناب شجاعتها:
- «أنت وأمثالك الذين ستفرون كالفئران الهاربة من السّفينة الغارقة، لقد ثار الشّعب ليتخلص منكم، تهديداتك لا أسمعها إلا كقرقعة طبل خاوٍ.. مجرد ضجيج لا أكثر».
صدمتها قهقهاته العالية، التي ظلت تعلو بالتدريج.. وضعت يديها على أذنيها حتى بدأ الكلام مرة أخرى، وقد غمس حروفه بنظرات محتقرة، وكأنها لا ترقى حتى لمرتبة حشرة أمامه:
- «أيتها المسكينة المثيرة للشفقة.. هل تصدقين فعلاً أن ثورتكم الغبيّة هذه قد تتسبب في أي خدش لأمثالي؟.. ما لم ولن تفهموه أبدًا أننا لسنا مجرد أشخاص يملكون سلطة، نحن قوى عظمى، أكبر بكثير من أن يتاح لخيالك الصّغير استيعابه، جذورنا ضاربة في أعماق هذا البلد كالسرطان.. هل سمعتِ عن علاج للسرطان؟
أنت وأمثالك من الرّعاع، اعتدتم العيش على بقايا موائدنا.. وبدونها ستموتون جوعًا.. بدوننا لن تجدوا قمامتنا لتقتاتوا منها.
لو تحققت أحلامكم الهزليّة في عالمكم الوهمي، وقضيتم علينا، لن يمر وقت طويل حتى تتوسلوا عودتنا، فقط لتُخرسوا صراخ بطونكم الخاوية، وهذه ليست تُرّهات كما يجول بذهنك القاصر.. بل الحقيقة الوحيدة التي تتعامون عنها يا حَمَلَة رايات الثّورة المجيدة، والرّبيع العربي.. كل من دخلوا السّجون بتهم مكللة بالعار سيخرجون رافعي الرّؤوس، وسيتم استقبالهم استقبال الفاتحين».
هزت رأسها بعينين ترفضان حتى ذرف الدّموع:
- «أنت كاذب.. سيقتص منكم الشّعب، كل من قتل، وسرق، ونهب، وتسبب بالأذى لشعب مصر، سيدفع الثّمن.. هذا هو العدل».
ردد بسخرية:
- «العدل؟!.. العدل ألّا يتطلع أمثالك خارج البالوعات التي تعيشون فيها.. مصائركم محكومة بأن تتناسلوا وتتوالدوا من بعضكم البعض، وإذا تطلع أحدكم لأعلى لا بد أن يقص عنقه، فكيف يتزاوج الأسياد من العبيد؟».
صرخت بهستيريا:
- «ليس باختيارنا، أنتم من حولتمونا إلى عبيد بطمعكم، وشرهكم اللامحدود للمال، والسلطة، والظلم.. بما لا يكفي لامتلاء كروشكم الكبيرة، التي مهما امتلأت، تصرخ مطالبة بالمزيد.. تكنزون أكثر من حاجاتكم، وكأنكم ستُخَلَّدون للأبد، حتى الأكفان بلا جيوب يا ثروت بيه».
زفر ساخطًا:
- «لأن أهدافكم دائمًا ساذجة وبسيطة، طموحاتكم تستقر أسفل أقدامكم، ستظلون كما أنتم دائمًا، تسكنون البالوعات كالحشرات والقوارض، أقصى أحلامكم سقف يظلل رؤوسكم، ولقمة جافة تسدون بها جوع بطونكم، وهذا هو الفرق بيننا وبينكم، نحن نسعى لنعيش حياتنا مرات ومرات، وأنتم تعيشونها مرة واحدة».
كان دورها لتسخر منه:
- «مرة واحدة تكفي القانعين يا ثروت بيه، هذا قدر الإنسان، ولا تنسَ أيضًا أنكم السّبب في اهتراء سقف طموحنا الذي تسخر منه.. ألم تقوّضوا أساس أطفالنا بتعليم ضامر، ورعاية صحيّة معدمة؟ ألم تهدموا بمعاولكم الظّالمة كل عقل مستنير يحاول انتشالنا من مستنقع الجهل والمرض الذي تصرون على إلقائنا فيه؟

حاول القراءة مجانا اضافة إلى رف الكتب اضافة إلى المفضلة