احكي يا شهر زاد Mervat elbeltagy `بقلم

عرض

إكتمل التحديث وقعت الأعمال الأصلية Mervat elbeltagy

2مائة ألف كلمة| 1المجموعة الكاملة| 2عشرة ألف نقرة

بعد ألف ليلة وليلة
..............
بلغني أيها الملك السعيد..
سلاما لقلبي من ليالي سرقت مني حتى دقاته..
ليالي أسليك فيها بحكاياتي، حتى عشقتني أحلامي..
من قسوتك كان هروبي،
سألتك خلاصي..هل تبيعني حياتي أشتريها بإخلاصي..
مقابل أن تبقيني معك أسيرة أحلامي
مولاي ومليكي...
قبل أن ينبلج نور الصباح ويصيح الديك الصياح
فتنوح النائحات بالنواح على درة شبابي المهدور
بسيف عبدك مسرور
اسمح لي بآخر حكاية؟، ربما فيها العبرة بخلاصي
فأنال رضاك بعد غدرك وسوء نواياك
احكي يا شهرزاد
مولاااااااااي
بصوت ملول كسول هتفت شهرزاد تنهي حكايتها:
" وهكذا يا مولاي عاشت أميرة النجوم مع ملك البحار سوياً في برزخ بين السماء والأرض في سعادة وحبور.. وأنجبا الكثير الكثير من البنات والبنون.. وعاشا في تبات ونبات حتى فرق بينهما مفرق الجماعات.. سبحان الحي الذي لا يموت..
صرخ بصوته الجهوري والكرى يداعب أجفانه:
" المزيد.. المزيد يا شهرزاد ..أتني بالمزيد من هذه الحكايات"
ارتبكت على غير عادتها:
" ولكن.. كانت هذه الحكاية الأخيرة في جعبتي يا مولاي... لقد قضيت ألف ليلة وليلة أحكي لك.. من الشرق والغرب، من السماء وما تحت الأرض.. وكل أبطال حكاياتي وجدوا سعادتهم مع قلوب دافئة أخلصت لهم الحب فأخلصوا لهم ومنحوهم متعة الحياة... وأنت ما زلت تطلب المزيد دون أن تسمح لنفسك بالعطاء ولو بالقليل".
"لقد أعطيتك أكثر بكثير مما أعطيت لجارية قبلك.. وما زلت تطالبين بالمزيد كأنه لم يكفك وجودك بصحبتي في هذه الليالي الألف عطية، يبدو أن سيف مسرور الذي ذبل نصله المشهور من عدم الاستعمال سيرتوي أخيراً بدمائك يا... جاريتي.. سأمهلك لليلة الغد فقط.. تبحثي في جعبتك عن حكايا.. إما تسري عني بالمزيد.. أو..."
وأشار على عنقه علامة الذبح مردفًا بصوت ناعس مستسلمًا لجبروت النوم:
" وإلا أسعدت سيافي المكدور... وأعدت له صيته المشهور.. باسمه مسرور"
تنهدت معيدة رأسها على وسادتها متمتمة:
" وكأنني أهتم.. هيا عد واذبح.. واهدر دماء العذارى ألوف.. فما لم تفعله بك ألف ليلة.. لن تفعله ليلة...هيا يا شهريار ماذا تنتظر... شهر..."
التفتت لتجده وقد استسلم لسلطان النوم.. زفرت بسخرية:
" هذا هو السلطان الذي لم يخضع لمشيئتك بعد.. يبدو أنني مقدر لي أن أعيش ليلة جديدة بعد الألف ليلة.. أخيراً آن لي أن أرتاح من أوجاع قلب يئس من قلب جبار يرفض الخضوع لسحر الحب...
غادرت جناحها فهبت الجواري بصحبتها.. رفعت يدها تمنعهم:
" لا أريد أحد معي..
" ولكن يا مولاتي
دمدمت بنبرة غاضبة:
" سأذهب بمفردي.. ولا أرغب أن يتبعني أي مخلوق وإلا أقسم أن آمر بإعدامه فوراً
تراجعت الجواري والحرس خطوة للخلف فتقدمت شهرزاد برأس مرفوع شامخ وخطوات متهادية ترفل بثوبها الحريري الطويل المرصع بجواهر نادرة لا تقدر بثمن.
ذهبت ترتاح أسفل تعريشة العنب التي تلهمها الهدوء وراحة البال...غرد الكروان الحبيب ابتسمت بنعاس ونسمات الفجر تداعب الكرى في عينيها...واستسلمت لنعاس عميق...عميق..عميق...

حاول القراءة مجانا اضافة إلى رف الكتب اضافة إلى المفضلة