الفصل التاسع
عند محمد ونوران بعدما هرولت نوران الي السياره لحق بها وركب معاها قبل ان تقودها نظر لها واحتلت عينه وميض غاضب اصاب قلبها رجفة و
نظرت له نوران ببرائه واسف
محمد رافعا حاجبيه باستنكار : والله بجد !؟
نوران نظرت للاسفل بخجل
محمد بحده : اياكي تعمليها تاني ولا صوتك ده يعلي فاهمه
نوران بحزن : حاضر
محمد بضيق : مهو مش تبقي غلطانه وتتقمصي
نوران ببرود : انا متقمصتش
محمد : طب عيني فعينك كده
رفعت عيناها البريئه برموشها الكثيفه ونظرت في عينه وراي الدموع اجهشت في عيناها وهرولت بالسقوط علي وجنتيها فرفع انامله يمسح دموعها وقال بصوت هادي
محمد : عرفيني مالك طيب
نوران بدموع واعادت رأسها الي الخلف تسندها : بحلم احلام وحشه اووي من زمان بس زمان كنت مش فاهمه يعني وبطنش مش بهتم اما كبرت استغربت الحلم مبيتغيرش وبيخنقني وبصحي مفزوعه
محمد : محاولتيش تروحي لدكتور مثلا
نوران : فكرت كتير بس حسيت ان هكون بافور بس اتضح ان الموضوع كبير مش محتاج افوره
محمد : ليه قولتي كده
نوران : وانا ماشيه جه فخيالي الكابوس وحسيت بخنقه رهيبه زي ما يكون فعلا حقيقه وكل ما يجي فبالي ابقي حاسه بضيق في صدري وتأنيب ضمير
محمد : طب يا نوران لازم نشوف دكتور
نوران نظرت له ودموعها تتساقط : حاسه اني بقيت مريضه نفسيه بجد بقيت اخاف انام
محمد مازحا : اششش بس يا هبله عارف كل ده حصلك ليه عشان قومتي وسبتيني بس
نوران كحت بخجل
محمد : ايوه كحي كحي بتتهربي مني
نوران : انت فجاءتني وانا اتخضيت
محمد : اي الا يخض فكده بحبك ومش تقولي احنا لسه عارفين بعض انتي عاقله ومدركه كويس ان الحب لا ليه وقت ولا معاد
نوران بضحك : اصلا انا مش هقول وقت ولا الهبل ده لان انا كمان حبيتك
ابتسم محمد ابتسامه عريضه ظهرت جمال اسنانه : الله اكبر يا ناااس
نوران احمرت وجنتيها من الخجل : بس بقا عشان خاطري مش قادره والله
محمد : طب طب خلاص هتموتي ولا اي بس انا فرحااان اووي
نوران بخجل : وانا كمان ومش متخيله روان هتعمل اي
محمد : روان دي كارثه مش هتصدق اصلا
نوران : ايوه وهتصيح سنين
محمد : مش مهم المهم اني فرحان عاوز ازعق واقول للدنيا كلها
نوران بضحك : لا اعقل عيب احنا ناس لينا سمعتنا يا استاذ
نوران مكمله حديثها : انت مش المفروض تكون في مكتبك دلوقت
محمد : اه عندي قواضي كتيرر اووي ومأجلها
نوران : لا بس انا مبحبش الكسل وعدم المسئوليه روح شوف شغلك وانا
محمد : عندك حق انا هسيبك تروحي بس بشرط تروحي وتخبري البيت عندك ان في عريس قمر وعنيه ملونه جاي بتقدم
نوران بتوتر وخجل : اي ده مش للدرجادي بالسرعه دي
محمد بزهق : انتي تاني تاني
نوران : احمم ماشي هقولهم
في مكتب بلال كان يجلس ويخطط في اعماله ويرسم الديكورات ومنهمكا بها بتركيز حتي تكون النتيجة جيدا فهو يعشق ان يكون عمله مظبوط بأجمل وجه ولكن دخلت عليه وقاطعت تركيزه
سما : السلام عليكم
بلال بابتسامه مجامله : وعليكم السلام اهلا اتفضلي
سما : اخبارك اي
بلال : الحمد لله خلاص انا يعتبر بفنش التصاميم والديكورات بتاعه الفيلا
سما بدلع : خد وقتك يا بشمهندس انا مش مستعجله
بلال : ازاي بقا مش نفسك تشوفي الفيلاا متشطبه وتقعدي فيها
سما بحزن وتقرب كرسيها بجانب كرسيه : ما انا هقعد فيها لوحدي ماليش حد
حك بلال راسه بيديه : اهاا اكيد مسيرك تلاقي حد يكمل معاكي حياتك ويوافقك معاه
سما وهي تنظر له : يعني انت شايف كده يا بشمهندس
بلال بجديه : ومش شايف غير كده
سما وهي تقترب منه اكثر : بس الحياه صعبه اووي وانا بنت ووحيده والناس بقت وحشه والمجتمع بيكره المطلقين يرضيك كده
في سياره ادهم تجلس فرح بتوتر تنتظره ونظرات من النافذه راته ياتي عليها سرحت في هيئته وخصلات شعره الناعمه تأملت ملامحه الغامضة فاقت من شرودها عندما وجدته يفتح باب السياره ركب ادهم وسند برأسه علي مقدمه السياره بتعب وصوت انفاسه تصل لاذونها تعجبت وشعرت بالقلق والخوف عليه فاقتربت منه قليلا ومدت يداها تلمس كتفيه وتقول بصوت خافق
فرح : ا د هم
ادهم بتعب : عاوزه اي
فرح : ادهم انت كويس اي الا حصل
ادهم اعتدل وفك اول زراير قميصه حتي يهداء من انفاسه ووضع يده علي قلبه ويترجاه الا يخفق خفقان الاموات يتوسله بأن يكمل معه
ادهم : حسابك معايا اسود الا نقذك مني اني تعبان دلوقت
فرح بدموع : والله العظيم ده كداب انا بكرهو اووي حسبي الله ونعم الوكيل انا مش كده يا ادهم
ادهم : اخرسي يا فرح تعرفي تخرسي عارفه لو بلال اخوكي عرف هيعمل اي
فرح ببكاء : لا بالله عليك والله انا كنت معجبه بيه وبكلمه بأدب وعمري ما اعمل حاجه غلط
ادهم بنرفزه : مجرد كلامك معاه غلط وقوفك معاه غلط صحبيتك ليه غلط ولا انتي بتستعبطي
نظرت فرح للاسفل وسقطت دموعها : انا اسفه والله ما عنت عاوزه اكلمه تاني والله ما هعمل كده تاني
نظر ادهم علي منظرها المثير للشفقه وقال في نفسه : كفايه يا ادهم كل شويه تذل في انفاسها متنساش انها صغيره برضو بدل ما تفهمها وتوعيها عمال تذل فيها غلطت وعرفت غلطها كفايه
ادهم : كفايه عياط يا فرح انا مش هقول لحد واتمني تكوني اتعلمتي من غلطك ومتكررش تاني
فرح بكسره ودموع لا تتوقف : حاضر
نظر لها ادهم وزفر بضيق : طب زعلانه ليه دلوقت انا ناقص
انفتحت فرح في البكاء وشهقاتها تعلو : انا مدايقه من نفسي اووي وزعلانه
ادهم بتعب وعرق يتصبب علي جبينه: الا حصل حصل المهم تتعلمي من غلطتك واه مش هتروحي غير علي الا متحانات وتذكري ف البيت فاهمه
فرح وهي تمسح دموعها وتنتبه له : ادهم انت تعبان حاسس بأيه
سند ادهم براسه بتعب : مفيش مفيش من العصبيه مش اكتر
فرح بدموع : انا اسفه بس انت اي الا جابك بس
ادهم : جاي لقضايه يا وش الفقر
فرح بكت : انا مش فقر انت الا شكلك تعبان ومخبي
قاد ادهم السياره ولم يرد عليها وظل يسبح ربه لينجيه من نوبته بينما هي تنظر له بدموع ومتاكده بان هناك ما يخفيه ذلك الادهم
فرح بدموع : احنا رايحين فين
ادهم بنرفزه : كفاايه زفت عياط وكلام صدعتيني مش كفايه كل ده من مصايبك
فرح انتفضت من صوته الحاد وتنظر لوجه بتأمل الذي شحب وشعرت بغصه في قلبها نتيجه لخوفها ان يصيبه مكروه
في مكتب بلال كان يجلس ويضع رأسه بين يديه بحيره يفكر في تلك الملعونه التي تشاغله
بلال : وبعدين بقا متشغلش دماغك انت بس خلص لها الفيلا وهتروح لحالها وبعدين ممكن بتكلم عادي
فاق من تفكيره عندما سمع صوت خبط علي مكتبه رفع رأسه وقام منتفضا وذهب اليها
بلال : ايه بس الا طلعك وانتي تعبانه
روان تنظر له بابتسامه : جيت عشان اشوفك اديقت ولا اي
مسك بلال يداها وجلس وجعلها تجلس بجانبه
بلال : تعرفي انك جيتي فوقتك اصلي كنت مدايق واما شوفتك فرحت
روان باندفاع وقليل من الحده : مين دايقك قول وانا
قاطعها بلال بوضع اصبعه الابهام علي شفتيها وقال : اششششششش اهدي وسرح في عيناها السودويه وبادلته النظر في عينه بهيام واختلطت اشعة الحب باعينهم
روان بتوهان : مين دايقك
بلال بهدوء وابتسامته التي تذوب قلب روان : محدش ده ضعط شغل بس متخفيش
روان : اممممم اوكييه
بلال : تقدري تقوليلي بقا اي الشياكه دي وكنتي ماشيه كده في الشارع لوحدك
روان : لا مش لوحدي طبعا
بلال بغضب : نعمم يا روح امك اومال مع مين
روان وهي تضع يداها علي اذونها : اتقي ربنا تعبانه مش مستحمله صوتك دهه
بلال : مين كان معاكي يا بت
روان : يعم جتك نيله اقصد مع خيالي يخربيت الايترول معاك يا بلال
ضحك بلال : ما انتي الا غاويه تعملي روشه
قامت روان : انا غلطانه اي الا جابني وقومني من علي سريري وسبت ليموني وتليفوني ومسلسللاتي ومذاكرتي
بلال بمقاطعه : باااااااااس يخربيت راديووو
بلال مكملا حديثه : طب مش تقوليلي جايه ليه وداخله مكتب البشمهندس بلال من غير ما تخبطي
روان بسخريه : اتلهي
بلال : لهو اما يلهفك روان احترمي نفسك معايا انتي بتخبطي بقالك كتير وانا ساكت
روان باستغراب : في اي يا بلال انا بهزر
بلال بنرفزة : دي مش طريقه هزار
روان : اومال دي طريقه اي
بلال : معرفش واسلوبك ده متكلميش معايا بيه تاني
روان : خفي صياح يا بلال انا بهزر
بلال نظر لها بتحدي : طب يا روان ولو هزرتي بالطريقه دي تاني هتشوفي رد فعل هيزعلك
روان نظرت له بزهول : لا ده في حاجه فعقلك بجد انا ماشيه
كانت تهم بالذهاب اوقفها صوته الحاد وهو يتادي اسمها توقفت وشعرت بأن الدماء انسحبت من جسدها اثر فزعه عليها القوي
بلال : رواااان
روان : نعم انت بتحد معايا براحه عليا عشان انا بخاف ماشي
بلال اقترب منها ومسكها من ذراعها : يا بنتيييي انا عصبي وخايف عليكي من عصبيتي مش تدايقيني
حاولت روان كثيرا ان تنفض يداها من مسكه بلال وفشلت لقوتها الضعيفه امام قوته فبكت حينما راي بكاءها فزع وانتفض بعيدا عنها وترك يداها بينما هي انفجرت باكيه عاد اليها بعدما اطلق تنهيده قويه
بلال وهو يزيل يداها عن عيناها الذي تضعها علي بكاءها : اشش انا اسف حقك عليا بس والله غصب عني مدايق من حاجه وطلعت فيكي هي اول مره ولا اي
روان : انا جايه عشان اشوفك ونازله وانا تعبانه عشان افرحك تقوم تعاملني كده
بلال بتركيز : تفرحيني !
روان : اه منا جايه عشان اقولك انا موافقه نتجوز بس انت طينتها
بلال بسعادة وحماس: اييه قولتي اي عيدي تاني ورحمه ملك عيدي تاني
روان وهي تخبطه بقوه في يده : بحبك وعاوزه اتجوزك يا غبيييي
ضمها بلال بقوه وبادلته روان العناق بحب وحملها وظل يدور بها هكذا عبر بلال عن فرحته بينما هي اقل ما يقال عنها سعيدة
في احدي السجون بالقاهره يجلس رجل ويبدو عليه كبر السن وعجز السنين يرتسم علي وجه
محمد بحزن وكسره : عامل اي يا بابا
سليم بإبتسامه يخفي بها حزنه عن ابنه : انا كويس يا حبيبي انت اخبارك اي
محمد : متحاولش تداري يا بابا عليا داريت عليا سنين ومش مسامح نفسي ابداا 9 سنين وانت قاعد هنا وسط قاتلين القتله والحراميه وانا معرفش حاجه ااه يا بابا انت مش حاسس بيا
سليم : حاسس يا حبيبي بس انا الا اصريت انك متعرفش
محمد بغل مكبوت : ليه ليه يا بابا علي الاقل كنت جيت ليك من بدري
سليم : خلاص يا محمد انا شكلي هموت هنا انا اتعودت علي العيشه
محمد بغضب : انت بتقول اي يا بابا انت هتخرج من هنا وقريب انت عاوز تقعد كمان 10 سنين هنا يا بابا انا مبنمش انا بموت كل يوم وانت هنا
سليم بحزن : حقك عليا اعمل اي بس قولت لسلمي تاخد بالها كويس وهي بتكلمني
محمد : انت كمان مش كنت عاوزني اعرف يا بابا ربنا يسامحك يا بابا بجد انا بجد مخنوق
سليم : انا مبسوط طول ما انت بخير صدقني انا م فارقه معايا سجن من دنيا هطلع لمين قولي كده ملك ماتت وسابت اثر عميق اووي فيا
محمد وهو يكور قبضه يده بغضب : متجبش سيرتها هي السبب في كل ده مش عارف اقول ربنا يرحمها ولا يجحمها
سليم بدفاع : ملك ملهاش ذنب فحاجه
محمد : اومال مين ميين المذنب فكل ده
سليم : قدام الناس كلها انا لكن ربنا واحده عالم ان مش انا اقتلها ازاي يانااس وهي روحي وقلبي ودنيتي دانا لغايه دلوقت فراقها وجعني حياتي كلها هما السنين الا عشتهم مع ملك
محمد : يعني مكنتش بتحب ماما الله يرحمها
سليم : امك كانت اميره وبنت اصول
محمد : بس بس خلاص واضح انك محبتش غير ملك طب يا بابا ارجوك ساعدني باي حاجه انا شغال علي القضيه وعاوز اقدم النقد
سليم : اساعدك ازاي
محمد : عاوز اعرف هي ملك قبل ما تموت كانت تعبانه صح
سليم : ايوه ملك كان عندها دمور في الرقه
محمد : طب والطب الشرعي قال انها ماتت اثر اختناق حاد ليه ميكنش ده مثلا عشان مرضها ليه بفعل فاعل
سليم : كان في اثار ايدين علي رقبتها وللاسف دي كانت ايدي لاني اما دخلت عليها اتخضيت قربت منها وفضلت امسك رقبتها واحركها واقيس نبضها كنت في صدمه مش مصدق انها سابتني دخلت عليا نوران شافتني كده قامت مصرخه وفكرتني بعمل حاجه فيها واما لقت ملك ماتت فضل تصوت وتعيط وتقول قتلت ماما انا انفضت بخضه كنت فعالم موازي ان ملكً سابتني كان البيت اتلم والخدم وابو ملك وعمها وانا في مش حاسس بلحواليا كانت نوران قالت ان انا الا قتلتها
محمد بعنف : وازاي يصدقوا عيله صغيره وازاي يشكوا فيك
سليم : نوران مكنتش صغيره كان عندها 15سنه يعني قدام القانون ناضجه كانوا فحاله الشك كلهم لان محدش منهم كان يعرفني غير ملك واما الطب قال ان بصماتي علي رقبتها الحوار اتثبت عليا
محمد : مدفعتش عن نفسك ليه يا بابا ليه متكلمتش
سليم : قولتلك كنت فحاله صدمه والمحامي الا كان معايا ضعيف مش زيك يا حبيبي مشاء الله
محمد نظر بشرود : نوران الانصاري
نظرت له نوران ببرائه واسف
محمد رافعا حاجبيه باستنكار : والله بجد !؟
نوران نظرت للاسفل بخجل
محمد بحده : اياكي تعمليها تاني ولا صوتك ده يعلي فاهمه
نوران بحزن : حاضر
محمد بضيق : مهو مش تبقي غلطانه وتتقمصي
نوران ببرود : انا متقمصتش
محمد : طب عيني فعينك كده
رفعت عيناها البريئه برموشها الكثيفه ونظرت في عينه وراي الدموع اجهشت في عيناها وهرولت بالسقوط علي وجنتيها فرفع انامله يمسح دموعها وقال بصوت هادي
محمد : عرفيني مالك طيب
نوران بدموع واعادت رأسها الي الخلف تسندها : بحلم احلام وحشه اووي من زمان بس زمان كنت مش فاهمه يعني وبطنش مش بهتم اما كبرت استغربت الحلم مبيتغيرش وبيخنقني وبصحي مفزوعه
محمد : محاولتيش تروحي لدكتور مثلا
نوران : فكرت كتير بس حسيت ان هكون بافور بس اتضح ان الموضوع كبير مش محتاج افوره
محمد : ليه قولتي كده
نوران : وانا ماشيه جه فخيالي الكابوس وحسيت بخنقه رهيبه زي ما يكون فعلا حقيقه وكل ما يجي فبالي ابقي حاسه بضيق في صدري وتأنيب ضمير
محمد : طب يا نوران لازم نشوف دكتور
نوران نظرت له ودموعها تتساقط : حاسه اني بقيت مريضه نفسيه بجد بقيت اخاف انام
محمد مازحا : اششش بس يا هبله عارف كل ده حصلك ليه عشان قومتي وسبتيني بس
نوران كحت بخجل
محمد : ايوه كحي كحي بتتهربي مني
نوران : انت فجاءتني وانا اتخضيت
محمد : اي الا يخض فكده بحبك ومش تقولي احنا لسه عارفين بعض انتي عاقله ومدركه كويس ان الحب لا ليه وقت ولا معاد
نوران بضحك : اصلا انا مش هقول وقت ولا الهبل ده لان انا كمان حبيتك
ابتسم محمد ابتسامه عريضه ظهرت جمال اسنانه : الله اكبر يا ناااس
نوران احمرت وجنتيها من الخجل : بس بقا عشان خاطري مش قادره والله
محمد : طب طب خلاص هتموتي ولا اي بس انا فرحااان اووي
نوران بخجل : وانا كمان ومش متخيله روان هتعمل اي
محمد : روان دي كارثه مش هتصدق اصلا
نوران : ايوه وهتصيح سنين
محمد : مش مهم المهم اني فرحان عاوز ازعق واقول للدنيا كلها
نوران بضحك : لا اعقل عيب احنا ناس لينا سمعتنا يا استاذ
نوران مكمله حديثها : انت مش المفروض تكون في مكتبك دلوقت
محمد : اه عندي قواضي كتيرر اووي ومأجلها
نوران : لا بس انا مبحبش الكسل وعدم المسئوليه روح شوف شغلك وانا
محمد : عندك حق انا هسيبك تروحي بس بشرط تروحي وتخبري البيت عندك ان في عريس قمر وعنيه ملونه جاي بتقدم
نوران بتوتر وخجل : اي ده مش للدرجادي بالسرعه دي
محمد بزهق : انتي تاني تاني
نوران : احمم ماشي هقولهم
في مكتب بلال كان يجلس ويخطط في اعماله ويرسم الديكورات ومنهمكا بها بتركيز حتي تكون النتيجة جيدا فهو يعشق ان يكون عمله مظبوط بأجمل وجه ولكن دخلت عليه وقاطعت تركيزه
سما : السلام عليكم
بلال بابتسامه مجامله : وعليكم السلام اهلا اتفضلي
سما : اخبارك اي
بلال : الحمد لله خلاص انا يعتبر بفنش التصاميم والديكورات بتاعه الفيلا
سما بدلع : خد وقتك يا بشمهندس انا مش مستعجله
بلال : ازاي بقا مش نفسك تشوفي الفيلاا متشطبه وتقعدي فيها
سما بحزن وتقرب كرسيها بجانب كرسيه : ما انا هقعد فيها لوحدي ماليش حد
حك بلال راسه بيديه : اهاا اكيد مسيرك تلاقي حد يكمل معاكي حياتك ويوافقك معاه
سما وهي تنظر له : يعني انت شايف كده يا بشمهندس
بلال بجديه : ومش شايف غير كده
سما وهي تقترب منه اكثر : بس الحياه صعبه اووي وانا بنت ووحيده والناس بقت وحشه والمجتمع بيكره المطلقين يرضيك كده
في سياره ادهم تجلس فرح بتوتر تنتظره ونظرات من النافذه راته ياتي عليها سرحت في هيئته وخصلات شعره الناعمه تأملت ملامحه الغامضة فاقت من شرودها عندما وجدته يفتح باب السياره ركب ادهم وسند برأسه علي مقدمه السياره بتعب وصوت انفاسه تصل لاذونها تعجبت وشعرت بالقلق والخوف عليه فاقتربت منه قليلا ومدت يداها تلمس كتفيه وتقول بصوت خافق
فرح : ا د هم
ادهم بتعب : عاوزه اي
فرح : ادهم انت كويس اي الا حصل
ادهم اعتدل وفك اول زراير قميصه حتي يهداء من انفاسه ووضع يده علي قلبه ويترجاه الا يخفق خفقان الاموات يتوسله بأن يكمل معه
ادهم : حسابك معايا اسود الا نقذك مني اني تعبان دلوقت
فرح بدموع : والله العظيم ده كداب انا بكرهو اووي حسبي الله ونعم الوكيل انا مش كده يا ادهم
ادهم : اخرسي يا فرح تعرفي تخرسي عارفه لو بلال اخوكي عرف هيعمل اي
فرح ببكاء : لا بالله عليك والله انا كنت معجبه بيه وبكلمه بأدب وعمري ما اعمل حاجه غلط
ادهم بنرفزه : مجرد كلامك معاه غلط وقوفك معاه غلط صحبيتك ليه غلط ولا انتي بتستعبطي
نظرت فرح للاسفل وسقطت دموعها : انا اسفه والله ما عنت عاوزه اكلمه تاني والله ما هعمل كده تاني
نظر ادهم علي منظرها المثير للشفقه وقال في نفسه : كفايه يا ادهم كل شويه تذل في انفاسها متنساش انها صغيره برضو بدل ما تفهمها وتوعيها عمال تذل فيها غلطت وعرفت غلطها كفايه
ادهم : كفايه عياط يا فرح انا مش هقول لحد واتمني تكوني اتعلمتي من غلطك ومتكررش تاني
فرح بكسره ودموع لا تتوقف : حاضر
نظر لها ادهم وزفر بضيق : طب زعلانه ليه دلوقت انا ناقص
انفتحت فرح في البكاء وشهقاتها تعلو : انا مدايقه من نفسي اووي وزعلانه
ادهم بتعب وعرق يتصبب علي جبينه: الا حصل حصل المهم تتعلمي من غلطتك واه مش هتروحي غير علي الا متحانات وتذكري ف البيت فاهمه
فرح وهي تمسح دموعها وتنتبه له : ادهم انت تعبان حاسس بأيه
سند ادهم براسه بتعب : مفيش مفيش من العصبيه مش اكتر
فرح بدموع : انا اسفه بس انت اي الا جابك بس
ادهم : جاي لقضايه يا وش الفقر
فرح بكت : انا مش فقر انت الا شكلك تعبان ومخبي
قاد ادهم السياره ولم يرد عليها وظل يسبح ربه لينجيه من نوبته بينما هي تنظر له بدموع ومتاكده بان هناك ما يخفيه ذلك الادهم
فرح بدموع : احنا رايحين فين
ادهم بنرفزه : كفاايه زفت عياط وكلام صدعتيني مش كفايه كل ده من مصايبك
فرح انتفضت من صوته الحاد وتنظر لوجه بتأمل الذي شحب وشعرت بغصه في قلبها نتيجه لخوفها ان يصيبه مكروه
في مكتب بلال كان يجلس ويضع رأسه بين يديه بحيره يفكر في تلك الملعونه التي تشاغله
بلال : وبعدين بقا متشغلش دماغك انت بس خلص لها الفيلا وهتروح لحالها وبعدين ممكن بتكلم عادي
فاق من تفكيره عندما سمع صوت خبط علي مكتبه رفع رأسه وقام منتفضا وذهب اليها
بلال : ايه بس الا طلعك وانتي تعبانه
روان تنظر له بابتسامه : جيت عشان اشوفك اديقت ولا اي
مسك بلال يداها وجلس وجعلها تجلس بجانبه
بلال : تعرفي انك جيتي فوقتك اصلي كنت مدايق واما شوفتك فرحت
روان باندفاع وقليل من الحده : مين دايقك قول وانا
قاطعها بلال بوضع اصبعه الابهام علي شفتيها وقال : اششششششش اهدي وسرح في عيناها السودويه وبادلته النظر في عينه بهيام واختلطت اشعة الحب باعينهم
روان بتوهان : مين دايقك
بلال بهدوء وابتسامته التي تذوب قلب روان : محدش ده ضعط شغل بس متخفيش
روان : اممممم اوكييه
بلال : تقدري تقوليلي بقا اي الشياكه دي وكنتي ماشيه كده في الشارع لوحدك
روان : لا مش لوحدي طبعا
بلال بغضب : نعمم يا روح امك اومال مع مين
روان وهي تضع يداها علي اذونها : اتقي ربنا تعبانه مش مستحمله صوتك دهه
بلال : مين كان معاكي يا بت
روان : يعم جتك نيله اقصد مع خيالي يخربيت الايترول معاك يا بلال
ضحك بلال : ما انتي الا غاويه تعملي روشه
قامت روان : انا غلطانه اي الا جابني وقومني من علي سريري وسبت ليموني وتليفوني ومسلسللاتي ومذاكرتي
بلال بمقاطعه : باااااااااس يخربيت راديووو
بلال مكملا حديثه : طب مش تقوليلي جايه ليه وداخله مكتب البشمهندس بلال من غير ما تخبطي
روان بسخريه : اتلهي
بلال : لهو اما يلهفك روان احترمي نفسك معايا انتي بتخبطي بقالك كتير وانا ساكت
روان باستغراب : في اي يا بلال انا بهزر
بلال بنرفزة : دي مش طريقه هزار
روان : اومال دي طريقه اي
بلال : معرفش واسلوبك ده متكلميش معايا بيه تاني
روان : خفي صياح يا بلال انا بهزر
بلال نظر لها بتحدي : طب يا روان ولو هزرتي بالطريقه دي تاني هتشوفي رد فعل هيزعلك
روان نظرت له بزهول : لا ده في حاجه فعقلك بجد انا ماشيه
كانت تهم بالذهاب اوقفها صوته الحاد وهو يتادي اسمها توقفت وشعرت بأن الدماء انسحبت من جسدها اثر فزعه عليها القوي
بلال : رواااان
روان : نعم انت بتحد معايا براحه عليا عشان انا بخاف ماشي
بلال اقترب منها ومسكها من ذراعها : يا بنتيييي انا عصبي وخايف عليكي من عصبيتي مش تدايقيني
حاولت روان كثيرا ان تنفض يداها من مسكه بلال وفشلت لقوتها الضعيفه امام قوته فبكت حينما راي بكاءها فزع وانتفض بعيدا عنها وترك يداها بينما هي انفجرت باكيه عاد اليها بعدما اطلق تنهيده قويه
بلال وهو يزيل يداها عن عيناها الذي تضعها علي بكاءها : اشش انا اسف حقك عليا بس والله غصب عني مدايق من حاجه وطلعت فيكي هي اول مره ولا اي
روان : انا جايه عشان اشوفك ونازله وانا تعبانه عشان افرحك تقوم تعاملني كده
بلال بتركيز : تفرحيني !
روان : اه منا جايه عشان اقولك انا موافقه نتجوز بس انت طينتها
بلال بسعادة وحماس: اييه قولتي اي عيدي تاني ورحمه ملك عيدي تاني
روان وهي تخبطه بقوه في يده : بحبك وعاوزه اتجوزك يا غبيييي
ضمها بلال بقوه وبادلته روان العناق بحب وحملها وظل يدور بها هكذا عبر بلال عن فرحته بينما هي اقل ما يقال عنها سعيدة
في احدي السجون بالقاهره يجلس رجل ويبدو عليه كبر السن وعجز السنين يرتسم علي وجه
محمد بحزن وكسره : عامل اي يا بابا
سليم بإبتسامه يخفي بها حزنه عن ابنه : انا كويس يا حبيبي انت اخبارك اي
محمد : متحاولش تداري يا بابا عليا داريت عليا سنين ومش مسامح نفسي ابداا 9 سنين وانت قاعد هنا وسط قاتلين القتله والحراميه وانا معرفش حاجه ااه يا بابا انت مش حاسس بيا
سليم : حاسس يا حبيبي بس انا الا اصريت انك متعرفش
محمد بغل مكبوت : ليه ليه يا بابا علي الاقل كنت جيت ليك من بدري
سليم : خلاص يا محمد انا شكلي هموت هنا انا اتعودت علي العيشه
محمد بغضب : انت بتقول اي يا بابا انت هتخرج من هنا وقريب انت عاوز تقعد كمان 10 سنين هنا يا بابا انا مبنمش انا بموت كل يوم وانت هنا
سليم بحزن : حقك عليا اعمل اي بس قولت لسلمي تاخد بالها كويس وهي بتكلمني
محمد : انت كمان مش كنت عاوزني اعرف يا بابا ربنا يسامحك يا بابا بجد انا بجد مخنوق
سليم : انا مبسوط طول ما انت بخير صدقني انا م فارقه معايا سجن من دنيا هطلع لمين قولي كده ملك ماتت وسابت اثر عميق اووي فيا
محمد وهو يكور قبضه يده بغضب : متجبش سيرتها هي السبب في كل ده مش عارف اقول ربنا يرحمها ولا يجحمها
سليم بدفاع : ملك ملهاش ذنب فحاجه
محمد : اومال مين ميين المذنب فكل ده
سليم : قدام الناس كلها انا لكن ربنا واحده عالم ان مش انا اقتلها ازاي يانااس وهي روحي وقلبي ودنيتي دانا لغايه دلوقت فراقها وجعني حياتي كلها هما السنين الا عشتهم مع ملك
محمد : يعني مكنتش بتحب ماما الله يرحمها
سليم : امك كانت اميره وبنت اصول
محمد : بس بس خلاص واضح انك محبتش غير ملك طب يا بابا ارجوك ساعدني باي حاجه انا شغال علي القضيه وعاوز اقدم النقد
سليم : اساعدك ازاي
محمد : عاوز اعرف هي ملك قبل ما تموت كانت تعبانه صح
سليم : ايوه ملك كان عندها دمور في الرقه
محمد : طب والطب الشرعي قال انها ماتت اثر اختناق حاد ليه ميكنش ده مثلا عشان مرضها ليه بفعل فاعل
سليم : كان في اثار ايدين علي رقبتها وللاسف دي كانت ايدي لاني اما دخلت عليها اتخضيت قربت منها وفضلت امسك رقبتها واحركها واقيس نبضها كنت في صدمه مش مصدق انها سابتني دخلت عليا نوران شافتني كده قامت مصرخه وفكرتني بعمل حاجه فيها واما لقت ملك ماتت فضل تصوت وتعيط وتقول قتلت ماما انا انفضت بخضه كنت فعالم موازي ان ملكً سابتني كان البيت اتلم والخدم وابو ملك وعمها وانا في مش حاسس بلحواليا كانت نوران قالت ان انا الا قتلتها
محمد بعنف : وازاي يصدقوا عيله صغيره وازاي يشكوا فيك
سليم : نوران مكنتش صغيره كان عندها 15سنه يعني قدام القانون ناضجه كانوا فحاله الشك كلهم لان محدش منهم كان يعرفني غير ملك واما الطب قال ان بصماتي علي رقبتها الحوار اتثبت عليا
محمد : مدفعتش عن نفسك ليه يا بابا ليه متكلمتش
سليم : قولتلك كنت فحاله صدمه والمحامي الا كان معايا ضعيف مش زيك يا حبيبي مشاء الله
محمد نظر بشرود : نوران الانصاري