الفصل الثاني عشر

في غرفة روان كانت منهمكة في البكاء بسبب ظنها ان بلال يخونها وقطع بكاءها صوت مسدج فتحت الهاتف وكان المسدج من مصدر مجهول الهوايه وعندما رات محتواها  ظهرت علامات الاستغراب المختلطة بملامح الخوف علي وجهها لدرجة توقف ذهنها عن التفكير وانفزعت عندما سمعت صوت طرق علي غرفتها

روان بخضه : مين

نوران من الخارج : انا نوران

روان اتنهدت وقفلت الهاتف ومسحت دموعها : ادخلي يا نوري

نوران : بتعملي اي هنا وسيباني

روان : مفيش جسمي مكسر عاوزه انام

نوران : يوه عليكي يا روان تنامي اي محمد جاي وهنحدد معاد للخطوبه الا هي خطوبتي انا وانتي

روان : مبروك يا روحي هتلبسي اي

نوران : بصي اي رايك ف الفستان ده هلبسه دلوقت واقابله بيه

روان : جميل هيبقا تحفه عليكي

نوران : طب افرد شعري ولا المه

روان : مش عارفه بصي هو تقريبا الرجاله بتحب الشعر المفرود

نوران بخبث : مش كل الرجاله زي بلال

روان : قومي يا بت من هنا انا غلطانه

نوران بضحك : خلاص هفرده ماشي وانتي

روان : بصراحه مش مرتاحه لمحمد ده

نوران : ليه يا روان انتي بتكسري خاطري ليه

روان بتنهيده : بتحبي يجد يا نوران

نوران : هو في حد بيحب حد بهزار

روان : انا اختك وخايفه عليكي مش يمكن اتسرعتي

نوران سرحت بابتسامه : حتي لو خدت وقتي فكرتي مش هتتغير

روان وهي تنظر لها بابتسامه : هيييح انه الحب يا شقيقتي
انتبهت نوران لرنين هاتفها

نوران علي مهل  : قومي اجهزي بقا يله تيك كير

روان بشبه ابتسامه : اوكيه

في غرفه نوران وضعت فستانها برفق علي فراشها وردت علي الهاتف الذي كان لا يتوقف عن الرن والمتصل هو صخر نظرت الي اسمه بسعادة متحمسه لتحكي له وتخبره بخطبتها فأتها صوته الرجولي

صخر : عمله اي

نوران : زعلانه منك

صخر : ليه هو انا عملت حاجه

نوران : اه وانت عارف عملت اي الايام الا فاتت كنت اما اجي اتكلم معاك في الكليه مش تديني فرصه وتقفل عليا الكلام وتمشي وتسبني وكل ما اجي اقولك عاوزك تقولي مش فاضي وابص الاقيك روحت وقفت مع البنات

صخر : يااه دانتي شايله ومعبيه مني بقا

نوران بغيظ  : بصراحه كنت ناويه مش اعرفك تاني

صخر بتوعد : اعمليها كده وانا اوريكي الا عمرك ما شوفتيه مني

نوران بطفوله: هنسي صداقتنا وهعملك كأي طالب عندي  بس كده

صخر : طالب ! طالب اي يا بت انتي اتهبلتي دانا لو اتجوزت هجيب عيال قدك يا بت

ابتسم نوران علي طريقته وتصنعت الجديه : ايوه عشان تتجاهلني كويس

صخر : وانا الا متصل اصالحك ملكيش في الطيب نصيب

نوران : بعد اي مخلاص كنت عاوزاك فحوار بس طلعت الصحوبيه من ام ربع جنيه

صخر : حوار اي

نوران بخجل : امم فاكر دكتور محمد الا كنت عرفتك عليه

صخر بقلق  دب في قلبه : ماله

نوران بمرح : جاي يتقدملي انهارده هيبيععع

وقعت جملتها كالصاعقه علي قلب صخر الذي يختنق ويختنق يصرخ يطلب الهواء يستنزف اواخر قطرات دمائه ووكل نبضه تنبض كطعنة سيف تصيب روحه قال بصوت مختنق حزين : بجد مبروك

نوران لاحظت تغيره : مال صوتك انت تعبان

صخر شعر بتوهان وغصه في قلبه : مفيش صدعت فجاءه هقفل دلوقت عشان ف الشركه

نوران : طب ابقي طمني عليك

صخر بضحكة وجع : طبعا
قفلت نوران معاه وانشغل بالها عليه كثيرا ولكن تناست ذلك سريعا وارتسم شبح الابتسامه ع وجها حسن تذكرت سارق قلبها ومجئه اليوم لخطبتها
..................................
جاء المساء والجميع يجهز ويستعد لمقابلته كانت روان ونوران يجهزون ويرتدون الفساتين وكل منهما منشغل بالها بشئ خاص فكانت روان تفكر تلك الرساله ونوران تفكر في صخر الذي شعرت بحزنه وتعبه وحزنت لانه لم يكن في خطبتها ولكن سعادتها بمحمد وقربهم من بعض جعلتهاا تتجاهل صخر تماما بالاخير هو مجرد صديق

روان : كده تمام بقيتي زي القمر

نوران وهي تنظر في المرأه : بجد شكلي حلو

دخلت فاطمه عليهم  : بسم الله مشاء الله  اي القمرات دول

جريوا اليها الفتيات بضحك وخجل  : الحلاوه حلوتك يا فطوم اي الجمال ده

فاطمه باستنكار  : حلاوتي انا برضو

نوران : شكلي حلو يا خالتو

فاطمه : قمر يا روح خالتو المه تعالي معايا تحت في المطبخ لان اول ما يطلب الشربات تطلعي بيه

روان : هييح اشمعنا انا متعماليش كده

نوران بسخريه ضاحكه : حاضر هبقا اخليكي تدي بلال الكوبايه بتاعته


دخلت فرح عليهم وهي ترتدي فستان ابيض لامع وكان يظهرذراعيها لانه بدون اكمام مقفول من عند الصدر قصير يصل الي ركبتيها

فرح بضجر  : حد يقفلي السوسته

روان : الله حتي انتي يا مفعوصه طالعه زي القمر

فرح بسعادة : وانتو كمان فساتنكو جميله

اخذت فاطمه نوران ونزلوا الي المطبخ حتي يجهزوا ما تبقي من تجهيزات صغيرة

فرح : اقفلي ليا انتي السوسته يا روان اخلصي

روان وهي تتجه الي الحمام متجاهله فرح : لا لا انا مش فاضيالك خدي الباب في ايدك عشان البس

فرح بعصبيه شديدةً : تصدقي انك بارده

وخرجت من الغرفه بعصبيه ولم ترا امامها شئ فخبطت في كتف ادهم العريض اثناء سيرة في الطرقه توقفت ووضعدت يداها علي وجهها الذي ارتطم بكتفه بقوة وظلت تتأوه

فرح بتألك : ااااه وشي

ادهم : مش تاخدي بالك
ثم نظر لها في صمت يتأمل جمالها فكانت مثل الملائكه ولكن سرعان ما غضب عندما راي ان الفستان بدون اكمام

فرح : انت الا تاخد بالك ماشي زي الحيطه

ادهم نظر لها بضيق :  وبعدين في لسانك الا عاوزه قصه ده

فرح بمرح : سيبك انت من لساني اي رايك في الفستان

ادهم نظر نظرة كامله عليها : زي الزفت

فرح بصدمه حزينه : ليه

ادهم زقها من كتفها : يله يا به غيري الارف ده

فرح نظرة له باعتراض  : الارف ! طيب ماشي ملكش دعوه بقا

ادهم بتحدي ونظرة مخيفه: مهو ماشي روحي غيريه

فرح وهي تتلاشي نظرته المرعبه : انا مش مغيره حاجه انا هروح لماما تعملي سوستة الفستان

ادهم بخبث : خلاص براحتك

فرح بكبرياء  : مهو براحتي فعلا

ادهم : طب انا هقفلهالك عشان عمتو مشغوله في المطبخ مع نوران

فرح صدمت من جملته واستعجبت نن جراءته في طلبه با له من وقح نظرت بخجل واحمرت وجنتيها

ادهم : انتي مكسوفه مني ولا اي

فرح بتوتر  : لا اقفلها

ادارت فرح وجهها واصبح ظهرها مقابل وجه ادهم اقترب منها ببطء واغمض عينه يشتم رائحتها واخذ نفس عميق يحمل انفاسها وزفره ببطء ومد يديه امسك بجرار سحبتها التي كان طولها يبلغ 10 سم في اول ظهرها وبدل ان يغلقها بل انزلها لاسفل بقوه حتي مزق فستانها .

فرح تنظر له بصدمه من فعلته وبكاء هستيري وقهر علي الفستان الذي مزقه وازاد بكاؤها حرجها من ظهور جسمها امامه   الا هذا الحد وقح ؟

فرح بغضب ودموع : انت مجنون ازاي تعمل كده

ادهم ببرود : ده مش فستان يتلبس وعيب حد يشوفك بيه

فرح بدموع وقهر : الفستان لي جاكت انت مفكرني هنزل بيه كده

ادهم بصدمه : مش هو كده

فرح بعصبيه: لا طبعا لاني محترمه ومتربيه مش زي ما انت فاكر

ادهم بعصبيه : انا مفكرتش فيكي حاجه انا كل الا جه فبالي ان محدش يشوفك كده

انهمرت فرح في البكاء وذهبت مسرعة الي غرفتها بينما واقف ادهم يلعن نفسه بندم علي غباءه الذي احزن صغيرته وجرحها هكذا كان سوف يذهب اليها ولكن رن هاتفها فجاوب علي المتصل

ادهم : الو يا صخر 

صخر بصوت مختنق علي حافة  البكاء : انت فين يا ادهم

ادهم بقلق شديد لاول مره يسمع نبرته  هكذا : مالك يا صخر في اي 

صخر وقد فرت دمعه هاربه من عينيه واختتق صوته  وازداد ضيق صدره علي قلبه  : هتتخطب

ادهم بصدمه : هي مين دي

صخر ببؤس : فاتنتي  وستظل فاتنتي ولو كانت لغيري

ادهم مسك خصلات شعره دليلا علي نفاذ صبره وضيقه الشديد فقد سئم من كثرة المصائب التي تقع عليهم : انت بتكلم جد عرفت ازاي

صخر : هي قالتلي كانت فرحانه اووي يا ادهم فرحانه وانا بموووت حاسس بطلوع روح حاسس ان قلبي عمال يضيق يضيق لما هموت

ادهم بحزن شديد علي صديقه : اهدي يا صخر عشان خاطري صخر تعالي عندي دلوقت حالا

صخر : لا اجي فين

ادهم برجاء : صخر عشان خاطري تعالي انا مش هعرف اجيلك لان في عندنا ضيوف مهمه وانا مش هعرف اسيبهم

صخر بنبرة برود متصنعه : عادي خليك معاهم انا كويس

ادهم بعصبيه : لا متقولش كويس انا حاسس بيك ياما قولتلك كلمها قولها وانت ساكت

صخر بألم : غلطان واديني بتحاسب ااااه يا ادهم حاسس اني بتحرق

ادهم برجاء : يا صخر تعالي لو ليا ذره غلاوه عندك متقعدش لو حدك انا مش قادر ومش هعرف ابقي كويس غير لما اشوفك

صخر : مهو مينفعش هيبقا شكلي وحش اووي

ادهم باعتراض  : ملكش دعوه هستناك هبعتلك العنوان

صخر بتنهيده كلها وجع : طيب

قفل ادهم مع صديقه وهو يدعو الله ان يكون بخير وارسل اليه العنوان في رساله الكترونيه  وسمع صوت جرس الباب معلن عن وصل عريس نوران تنهد بأسي وحزن ومسك قلبه فقد ألمه علي صديقه بقوة  حاول تهدئة نفسه ونزل يقف مع بلال ليستقبل الضيف الصادم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي