الفصل الحادي عشر

كانت نيراز في عالم آخر فقد كان عقلها مشغول بالتفكير في شمس الدين هي الأخري فلقد رأته عندما وصل إلي قصرها ولكن لم تظهرنفسها له , مشاعر متضاربة تريد أن تقتص لنفسها منه..
ببطء رأته يتقدم نحوها بأول الأمر لم تكن تدري أحقا هو من يتجه إليها أم أنها تتخيل هذا من كثرة ما تفكر به ولكن تيقنت بأنه حقيقي لما وقف أمامها في جمود ظاهر ومسيطرا علي تعابير وجهه
شمس الدين: لم أكن أعلم أننا سنتقابل مرة أخري وبتلك السرعة .
وقفت نيراز بثبات وحيته ،أنحنت قليلا : شرفت قصرنا بزيارتك جلالة الملك ، استأذن منك وأدارات ظهرها له وكانت ستذهب ولكن أوقفها صوته الذي ظهر الغضب عليه : أعتقد أن سموك لم تتعلمي الأداب الملكية بعد ، لم تردي عليا و تذهبين دون أن تعيري كلامي أي إهتمام أنا ملك ولست من حاشيتك
استدارات له ونظرت بتحدي : لقد علمني أبي الملك عزيز جيدا ، علمني لدرجة أنني تحاملت علي نفسي ووقفت لتحيتك رغم ما رغم ما اقترفته في حقي ،انا أعلم أنك ملك ولكن ما يمنعني عنك ليس كونك الملك ولكن لأنك ضيفنا ونحن لا نغدر بضيفا مثلما تفعلون بمملكتك.
. شمس الدين وقد استشعر الإهانة من كلامها : نحن نفدي من لجأ إلينا بروحنا ولكنك تحايلتي علي الجميع في قصري وأولهم أنا ، من البداية لو
أخبرتيني بحقيقة شخصك لكنا أستضفناك بمنتهي الإحترام ولكنت أنا من أوصلك لقصرك بنفسي.
نيراز : الأن أنت تبرر لنفسك ما حدث ، أنا لم أتجاوز في حق أحد عندما كنت بقصرك لم أكن أتجسس عليكم أو أحتال كما تردد ، لم أشأ أساساً منذ البداية أن اتواجد بقصرك , أنت من أخذتني معك لهذا القصر وأنا كنت غائبة عن الوعي لم أكن أعلم أنك الملك حينها مثلما لم تكن تعلم أنني الأميرة .
نيراز : والآن ايها الملك العظيم أتمني لك إقامة متميزة في قصري واتمني ألا اراك من جديد ، ليلة سعيدة
غادرت نيراز بعد أن قذفت كلماتها في وجه شمس الدين الذي كان يقف أمامها دون أن ينطق .
وصلت لجناحها غاضبة: يقول لي أنني المذنبة ويلومني يعتقد أنني حمقاء لأصدق كلماته هذا المحتال ، أتمني أن يغادر في أقرب وقت وحتي يرحل لن احدثه أبدا .
شمس الدين هو الآخر كان يغلي من الداخل فبكل مرة يحاول أن تهدأ الأمور بينهما ينتهي نقاشهم بكلمات حادة من أحدهم للآخر .
مر يوما علي تلك المشادة بينهم لم تخرج نيراز بعيدا عن جناحها أو حديقتها الصغيرة التي يطل عليها جناحها كانت تتجنب مقابلته, اما شمس الدين أنهي ما جاء من أجله حتي أنه قرر الرحيل من قصر الملك عزيز قبل الموعد المقرر لمغادرته .
دعاه الملك عزيز كي يبقي وقتا أطول في القصر ولكنه كان عازما علي الرحيل , ودعه الملك عزيز وأيضا الملكة زهرة فلقد أجبته وأعجبت به وأيضا الأمراء الذين رافقوه حتي وخرج من الغابة الحدودية .
كانت نيراز بجناحها حينما غادر شمس الدين القصر , لم تعلم لما كانت متضايقة وغاضبة حتي لأبسط الأشياء ولكنها حاولت تجنب الحديث مع أي أحد حتي دخلت عليها سعدية .ز
سعديه : مولاتي , لماذا لم تخرجي لرؤية موكب الملك شمس الدين وهو يغادر القصر لم أري بحياتي موكبا مثل هذا كان ينبغي عليكي أن تكوني حاضرة ؟
نيراز وهي تحاول عدم الإهتمام للأمر : ولماذا أخرج ؟ لأودع مثل هذا الأحمق ؟
سعدية : لا يا مولاتي لا تقولي هذا ثم أكملت بهيام بالغ الملك شمس الدين وسيم جدا أجمل شاب رأته عينياي..
نيراز وقد أغضبتها كلمات سعدية فردت بغضب لم تعهده سعدية : ما الذي تقولينه أمامي ؟ كيف تجرؤي ؟
إنتفضت سعدية من غضب نيراز : أنا أسفة مولاتي , لا يحق لي قول هذا أمامك ولكن ليس أنا فقط من يقول هذا فكل فتيات القصر يقلن ذلك عنه .
نيراز والشرر يتطاير من عينييه : أحذرك بأن أسمع منك هذا الحديث مرة أخري , هيا أذهبي للخارج لا أريد أن أري أحد .
خرجت سعدية مسرعة فهي تعلم أن نيراز لا تتمالك نفسها حين تغضب .
نيراز : يرونه وسيم أنه مجرد أحمق , ما الوسيم به .
في جناح الملك عزيز كان قد دخل للتو ومعه زوجته الملكة زهرة ..
الملك عزيز : أريد أن أرتاح قليلا لم أذق طعم الراحة منذ وصول الملك شمس الدين .
الملكة زهرة : أعلم هذا لقد كنت متوتر كثيرا من تلك الزيارة وترغب بأن تسير كل الأمور علي ما يرام ,
الملك عزيز : بالطبع أدرت ذلك , تعلمين أن تلك الصداقة التي أحاول أن أبنيها بين مملكتينا لو أستمرت ستعود بخير كثير علي المملكتين .
الملكة زهرة وهي تنزع عنه تاجه بلطف : أسأل الله أن يعطينا الخير دائما وأن يوفقك .
الملك عزيز وهو يجلس علي سريره : هذا ما أريده أنا أيضا , قولي لي ما رأيك بالملك شمس الدين ؟
الملكة زهرة وهي تبتسم : كنت أظن أنه شخص فاسد ومحتال لكني وجدته شاب ناضج ومتزن بقرارته ,ولكنك لا تفكر بالتأكيد فيما أفكر فيه ؟
الملك عزيز وهو يضحك بشدة : وما الذي تفكر فيه زوجتي العزيزة , لقد لا حظتك طول زيارته كيف تهتمين به لم أراكي تهتمين هكذا بأي ملك أو أمير يأتي إلينا حينها أدركت أنك لا تتركيه يفلت من يدك .
الملكة زهرة وقد هبت واقفة : لهذه الدرجة تظن بي ظن السوء .
الملك عزيز : أجلسي , ما الذي جال بخاطرك ,أنا أعلم أنك تفكيرين به زوجا لنيراز , أليس هذا ما تخططين له ؟
الملكة زهرة : إذن أنت تفهم كل شئ ولكن لماذا لم تساعديني حتي أحقق ما أريد ؟
الملك عزيز : لأن ما تريدنه مستحيل من جميع النواحي .
الملكة زهرة بإندهاش : وما الذي يجعله مستحيل ظ
الملك عزيز : لأن الملك شمس الدين لا يمكن أن يطلب إبنتك نيراز للزواج , هو لا يقترب من أي إمرأة إلي الأن ولم يتخذ زوجة ولا حتي جارية له هذا معروف عنه , ولنفرض أن المعجزة ستحدث وطلب يد نيراز هل تعتقدين أن إبنتك ستوافق عليه ألا ترين كيف تمقته , حتي أنها لم تلبي طلبي عندما طلبت منها أن تحضر إستقباله أو الحفلة في تلك الليلة , حتي أنهم أخبروني أنها لا تخرج من غرفتها أبدا , حينها سأخسر صداقته وعلاقة مملكتينا ستدمر , من الأفضل ألا تتعلقي بالأمال كثيرا فزواجهم مستحيل .
الملكة زهرة بعناد وتحدي لزوجها الملك : أتعلم رغم كل ما قلته ولكني واثقة من أن ذلك اليوم سيأتي بالتأكيد منذ أول لحظة رأيته بها رأيت فيه أنه زوج إبنتي وسأدعو الله بذلك وأوزع المال علي المحتاجين من أجل أن يحدث ما أردت لهم .
الملك عزيز : أفعلي ما تريدين ولكن إياكي أن تذكري نيتك تلك أمام أي أحد وبالأخص نيراز .
مر أسبوع علي مغادرة الملك شمس الدين ووصوله لقصره , أحداث عادية في المملكتين إلي أن وصلت رسالة من الملك شمس الدين للملك عزيز ..
أخذ الوزير مهدي الرسالة من الرسول الملكي وبدأبقرائتها وسط جلسة الديوان المكلي : "تحية طيبة من الملك شمس الدين للملك عزيز , أشكركم علي حسن ضيافتي بزيارتي السابقة لمملكتم الصديقة وأود أن تكون العلاقات بين مملكتينا أعلي وأعظم ولهذا أتوجه إليك ايها الملك عزيز بطلب مني للزواج من إبنتك نيراز وليكون هذا الزواج بداية علاقة وطيدة تجمع وتوحد مملكتين وتلك الهدايا المبعوثة مني هي هدايا للأميرة نيراز أتمني أن تنال إعجابها وأن يصلني ردكم في وقت قريب مع تحيات الملك شمس الدين "
عم الصمت علي الوزراء والمراء الحاضرين جلسة الديوان بينما صدم الملك عزيز عندما سمع بالرسالة , ما جعله يترك قاعة الديوان ويذهب إلي جناحه الخاص ليقابل زوجته .
أنتشر الخبر سريعا في القصر وبالتأكيد الملكة زهرة كانت فرحة جدا بحدوث ذلك فهذا ما تمنته الأيام الماضية ودعت الله بكل جهدها كي تتحقق أمالها ..
نيراز هي الأخري كان الخبر قد وصل إليها من حديث الجواري اللاتي كنا في قاعة الديوان وقتها شعرت بالصدمة ثم بالغضب ثم بالإندهاش لم تعلم ما حدث أو ماذا تقول , هل حقا ستتزوج ذلك الذي حاول قتلها أيتوجب عليها أن تقبل هذا الزواج .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي