أسيرةالملك

DaliaHassan98`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-03ضع على الرف
  • 62.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

منذ زمن بعيد لم تكن الأرض كما عاهدناها اليوم ولم تكن الحدود ولا الدول كذلك , تلك هي قصه حدثت في القرن الرابع عشر الميلادي في منطقه وسط الأرض كان هناك العديد من الممالك والعديد من الحكام ولعل أبرز مملكتين في ذلك الوقت كانتا مملكتي القوس والسهم , نعم كانا يسميان هكذا فالحكام الأوائل لهاتين المملكتين كانا أخوين متحابين ولكن لا شئ يبقي كما كان فمع تعدد الأجيال لم يعد أولاد العم يطيقان بعضهما البعض وكانا في حالة صراع دائمه .
مملكه السهم يحكمها الملك شمس الدين وهو شاب في الثالث والعشرين من عمره , محارب من الطراز الرفيع وحاكم وملك تشهد البلاد بإسمه وبعدالة حكمه مندفع بعض الشئ ولكن في الحق , رغم كل ذلك لم يكن ذلك أكثر مايميزه ولكن كان أنه لا يسمح لإمرأه أن تقترب منه كزوجة أو كجاريه برغم إصرار الوزراء عليه بأن أمر زواجه واجب تحتمه البلاد ولكن رفض ذلك رفضا قاطعا , لا تستغربوا فسمه ذلك العصر أن يتزوج الفتيان والفتيات في سن صغير جدا فالبنسبه لهم قد تأخر الملك كثيرا في تلك الخطوة .
مملكه القوس يحكمها الملك عزيز وهو رجل تخطي الأربعين , رجل قوي ومحارب مقدام ولكنه ليس في يافعه الملك شمس الدين ولكن كان لديه أربعه أبناء فلديه من الذكور ثلاثه ليسوا بأشقاء وابنه واحده هي نيراز أصغر أبناءه فكانت في العشرين من عمرها لم تكن متزوجه بالرغم من جمالها الأخاذ الذي أشتهرت به بين المدائن وأيضا ذكيه وذات حسب فهي أميره ابنه ملك وحفيده الملوك ولكن كل ما في الأمر أنها كانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها وأبوها الملك كان يدعم قراتها ولا يجبرها علي أحد رغم معارضه وزراء مملكته لهذا الأمر .
كانت الحرب تقرع طبولها بين مملكتي القوس والسهم حرب كان يحاول الطرفان إجتنباها ولكنها مفروضه حتما يوما ما ان لم يكن اليوم فهو غدا , فالمملكتان جارتان في الحدود وكثيرا ما تنشب الخلافات بينهما لأقل الأسباب .
رغم كل هذا التوتر بين المملكتين وحالة الحرب المرتقبه كانت الأجواء إحتفاليه جدا في مملكه القوس فاليوم هو عيد ميلاد الأميره نيراز العشرين وكعاده كل عام تقام الإحتفالات بميلاد الأميره لمده أسبوع كامل , فقصر مملكة القوس كان مزين بالورود والساحات الشعبيه كذلك فالأميرة نيراز تمثل الخير لهم فأبيها الملك عزيز يلغي الضرائب كلها في شهر مولدها وتفرق الأطعمه والقطع النقديه علي الجميع , القصر كان ضخم والإحتفالات كانت أضخم والجميع سعيد بهذه الأجواء إلا شخص واحد وهي الأميرة نيراز فتلك الأجواء لم تكن تهمها ولم تكن تعطيها السعاده التي تبغيها فتلك أشياء عاديه بالنسبه لها ولكن ما كان يسعدها حقا هو التجوال فوق ظهر حصانها في الغابات التي تقع علي حدود مملكتها .
نيراز وهي تدخل الجناح الملكي لوالدها الملك عزيز وتنحي قليلا لتحيته : صباح الخير مولاي.
الملك عزيز وهو يبتسم : صباح النور علي أميرتي الغاليه , تعالي هنا جنبي , مال أميرتي الحلوه مش مبسوطه ليه دا كل امملكه بتحتفل عشانك .
نيراز : الكل بيحتفل إلا أنا الكل سعيد وبياخد اللي نفسه فيه إلا أنا اللي المفروض أكون أسعد واحدة في الدنيا دي النهارده.
الملك عزيز : ياه للدرجه دي أميرتي الغاليه مضايقه , لازم يكون الموضوع خطير جدا علي كده , يا تري ايه اللي مزعل أميرتي الحلوه كده .
نيراز : أنا ......... قاطعها صوت قادم من الخارج .
الملكه زهره (ام نيراز والأمير نزار وهو الأخ الشقيق لنيراز) : أنا هقلك يا مولاي , بنتك عاوزة تسيب كل الأحتفالات دي وتاخد حصانها تتفسح بيه في غابات الحدود , مش قادره تحترم دورها كأميره في المملكه أو تقدر أنها مبقتش طفله تجري وتروح علي مزاجها , دي أميره وشابه ناضجه ليها مسؤليات لازم تتحملها .
نيراز : ي بابا دي الحاجه الوحيده اللي بتفرحني .
الملك عزيز : يعني الموضوع كده , أنتي عارفه أني مقدرش علي زعلك يا نيراز بس أمك الملكة زهرة عندها حق في كل اللي قالته أنتي لازم تتعاملي علي الأساس ده , أنتي أميره شابه ذكيه وانا وثق فيكي لكن لازم تحترمي قواعد القصر , وكلام الملكه زهره ده لمصلحتك .
نيراز بنظره حزن: يعني جلالتك شايف كده .
الملك عزيز : أنا مش عاوز أشوف الحزن ده في عيونك , انتي عارفه لو طلبتي ايه أجيبهولك , بس إلا الخروج من القصر خصوصا في الوقت ده انتي عارفه اللي بنمر بيه .
نيراز وقد قامت من مجلسها : أستأذن جلالتك وجلاله الملك هروح أرتاح في غرفتي شويه .
رحلت نيراز وهي حزينه وايضا غاضبه من رفض أبيها خروجها خارج القصر حتي وصلت جناحها وضربت إحدي الفزات الثمينه التي قابلتها في طريقها .
سعديه وهي الجاريه المقربه لنيراز فهما الأثنتان من سن بعضهما البعض : أهدي شويه يا سمو الأميره , مش كده .
نيراز : دول عايزين يحبسوني في القصر ده , رفضوا خروجي رغم أنهم عارفين أني اتخنقت من حبسه القصر وان خروجي ده الحاجه الوحيده اللي بتسعدني وبتخليني أحس إني إنسانه حره بعيدا عن كل الجو ده .
سعديه : حبسة ايه بس ؟؟؟ انتي هنا الأميره اللي الكل بينفذ أوامرها , أي حاجه بتطلبيها بتكون عندك في لمح البصر .
نيراز: أنتي مش حاسه بالنار اللي جوايا يا سعديه , كل اللي أنتي فاكراه مهم ده ميساويش عندي لحظه بقضيها خارج القصر ده .
في غرفة الملك عزيز ..
الملكة زهره: أنا مش عارفة البنت دي مالها كده , كل البنات اللي في سنها بيدوروا يتزينوا وألف بنت يتمنوا يكون عندهم اللي عنها ,وهي عاوزة تسيب ده كله وتجري بحصانها هنا وهناك لازم جلالتك تأخد موقف من اللي بتعمله نيراز مش معقول تسمحلها أنها تضيع عمرها في الجنان اللي بتعمله ده .
الملك عزيز : أنتي عارفة ان نيراز مختلفه عن كل البنات , أه بنت جميله يمكن ما فيش حد في جمالها بس اللي بيميزها أكتر عن الكل هو قلبها , قلبها أشجع من فرسان كتير قابلتهم في حياتي , وانا بقدر ده فيها وبشجعها كمان مقدرش أكسر قوتها دي بأوامر صارمه دايما مني أنا عاوزاها تكون أميره حرة مش جاريه مسلوبة الإرادة .
الملكة زهرة : بس يا جلالتك دي بنت ولازم تتجوز وبطريقتها دي عمرها ما هتكون زوجة لأمير وأم لملوك المستقبل .
الملك عزيز : تب أهدي بس , أنا عارف أنك خايفه عليها ونفسك تحضري زواجها النهاردة قبل بكره , وأوعدك أنه هيكون قريب جدا بس كل اللي بطلبه منك أنك متعصبيش نفسك أو تضغطي علي نيراز .
الملكة زهرة : كلامك بيقول أن فيه عريس مناسب لنيراز ؟؟ مش كده جلالتك؟؟
الملك عزيز : أيوه , وصلتني رساله النهاردة من الملك سلطان بيطلب فيها أيد نيراز لإبنه وولي عهده الأمير جودت , ده شاب وسيم وذكي قابلته قبل كده مع أبوه الملك سلطان وأنا واثق أن نيراز هتعجب بيه ومش هتلاقي فيه غلطة , وهيكون اللي أنتي تحلمي بيه وهو جوازها في أقرب وقت .
الملكة زهرة : الحمد لله هقدر أفرح بحد من أبنائي وبالأخص نيراز , وأمتا هيوصل الأمير جودت .
الملك عزيز : حسب الرسالة هما علي وصول يمكن علي بكره الصبح يكونوا هنا , جهزي الجناح الشرقي عشان نستقبلهم فيه وعاوز ضيافه ليهم محصلتش قبل كده في أي قصر مش عاوز ينقصهم حاجه طول مده إقامتهم في القصر .
الملكة زهرة : مش محتاجة توصيه من جلالتك , هتكون إستضافتهم فخمة وملهاش مثيل .
الملك عزيز : أومال فين الأمراء مشفتهمش من أول اليوم .
الملكة زهره : الأمير علي والأمير فخر خرجوا من قبل الضوا ما يطلع في جولة حوالين المملكة هيتابعوا النقاط الحدوديه ويطمنوا علي توزيع الجنود والعتاد اللي معاهم والأمير نزار عنده جلسه مع العالم زهير بيدرس علوم الفلك والحساب معاه .
الملك عزيز : العالم زهير رجل علم كبير والأمير نزار أكيد هيستفاد منه كتير بس أنا عاوزه ينخرط في أمور الجيش والجنود مع أخواته الأمراء علي وفخر , المملكه بحاجة لأمرائها وأنا كمان عاوزاهم جاهزين وفرسان تحكي المملكه عنهم لسنوات طويلة وكمان الممالك اللي حوالينا .
الملكة زهرة: إن شاء الله ده اللي هيحصل جلالتك وربنا يزيد في عمرك وتشوفهم زي ما تحب .
الملك عزيز : أنا رايح الديوان هقابل الوزراء خلي الأمير نزار يحصلني لازم يشوف أمور الدولة ويفهم قواعد الحكم , عاوز أخلص الديوان ألاقي التجهيزات أنتهت وكمان أتكلمي مع نيراز وحاولي تديها فكرة عن حضور الأمير جودت لأنها هتستقله معايا لما يوصل مش عاوز أي مشاكل في إستقبالهم , وأنا مش عاوز أخسر الملك سلطان في الوقت ده , مملكة السهم متربصه بينا والملك سلطان حليف لينا ولازم يفضل كده والنسب الملكي ده لو تم هيحمي المملكتين أنتي فاهمة اللي أقصده طبعا وخلي نيراز تفهم ده كمان .
الملكة زهرة : طبعا جلالتك اللي تؤمر بيه هيتنفذ وأنا هقنع نيراز بكل اللي جلالتك قولته .
الملك عزيز : يبقا كويس للكل .
في قاعة الإجتماعات الملكية ( الديوان الملكي ) كان الوزراء مجتمعين في إنتظار الملك عزيز وعلي رأسهم الوزير مهدي وهو كما يلقب بالنائب الأول وذلك لقربه من الملك عزيز , دخل الملك عزيز بكامل هيبته إلي قاعة الديوان الملكي وكان الحاجب قد نادي من قبلها فوقف الوزراء وأحنوا رؤوسهم قليلا لتحية الملك وبينما جلس وأشار بيده فرفع الجميع رأسه وما هي إلا لحظات حتي دخل عليهم شاب طويل القامه يتميز بعيونه الخضراء التي لم تكن شائعه في تلك المنطقة فوجه التحية لأبيه الملك عزيز ثم وقف بجانب كرسي العرش كان ذلك هو الأمير نزار الأمير الهادئ .
بدأ الديوان في الإنعقاد فكان أول من تحدث هو الوزير مهدي ..
الوزير مهدي : جلالتك مملكة السهم بيجهزوا جيوشهم عشان يجتاحوا ممالك الشمال وبكده هيهددوا إستقرار مملكة السحاب وزي ما جلالتك عارف مملكة السحاب حليفة لينا وكمان بضايعنا التجارية بتمر من طرفها كده بيهددوا أمنا وتجارتنا ولازم نرد علي تطاولهم ده .
قائد الجيش : أمرنا جلالتك وهنعد الجيوش من أفضل المحاربين والجنود والرماة ..
وزير أخر تحدث بحماسة : إحنا مش لازم نخاف من الحرب عندنا أبطلنا الشجعان وجلالتك اللي علمتنا كده لازم نوقف مملكة السهم عند حدهم ونعلم ملكهم المغرور شمس الدين درس لا يمكن ينساه .
صمت الملك عزيز لوهلة ثم نظر لإبنه نزار : وأنت إيه رأيك يا أمير نزار .
الأمير نزار: أنا شايف أن الساده الوزراء متحمسين لسفك الدماء بس أحب أفكرهم أن الدماء اللي هتتسفك دي مش من مملكة السهم س لأ دي هتكون من مملكة القوس كمان , ولكن الأمر أمرك يا مولاي إن أمرت جيوشنا هتشق الأرض وتسير ولكن الملك شمس الدين ملك لديه جيوش مثلنا بالضبط والحرب دي هتاخد أرواح ناس كتير أبرياء ورغم كل الأحوال المتقلبه بين مملكتنا مملكة القوس وبين مملكة السهم لسة فيه أمل أننا نتجنب الحرب دي ونجنب شعبنا تبعات الحرب دي .
الملك عزيز وقد كان مؤيدا لتفكير وتوجه أبنه الأمير نزار : بسم الله ما شاء الله , يا وزراء إحنا مش في سباق مين اللي هيخوض حروب أكتر , أحنا هنتجنب الحرب لأخر نفس ومش هنبدأ إحنا بإراقة الدماء ولكن لو أجبرتنا مملكة السهم علي الحرب دي ساعتها هنحارب لأخر قطرة دم عن أرضنا وعن شعبنا وبخصوص مملكة السحاب الملك سلطان هيوصل بكره مع إبنه الأمير جودت وهنتشاور إذا كان ممكن نوصل لإتفاق مع الملك شمس الدين يضمن حقوق الثلاث ممالك ويضمن سلامة شعوبنا .
الوزير مهدي : سلمت يا مولاي وسلم رأيك , دايما بنستمد الحكمة من جلالتك .
تواصل الديوان لمناقشه عدد من المشكلات والأمور السياسيه بالمملكة .
علي الجانب الأخر كان الأميران علي وفخر وهما أكبر أبناء الملك عزيز وكلاهما أمهاتهما من جواري الملك , يتميزان بقوة البنيان وطول القامة ولهم من الهيبة بين الجنود ما لم يحصل عليه أخاهم المرشح بقوة ليكون الملك من بعد أبيه وهو الأمير نزار .
علي : لازم نزيد الفترة الجايه من عدد الجنود اللي علي حدودنا مع مملكة السهم .
فخر : هنطلب من الملك النهاردة أنه يدي أوامره بكده ولازم ندعم الجيش لأن مملكة السهم ملهاش أمان .
علي : سمعت أن الملك سلطان هيوصل بكره ومعاه أبنه الأمير جودت عشان يطلبوا نيراز.
فخر : يبقا كويس لو الجوازه دي تمت , ونيراز توافق علي زواجها منه .
علي : ازاي بتقول كده , لو الجوازة دي تمت هتبقا مملكه السحاب داعمة لأخوك نزار أكيد نيراز هتدعم أخوها الشقيق حتي لو نيراز مفكرتش كده أمها الملكه زهرة أكيد بتفكر في كده وده هيضعفنا جدا ويقوي جهة الأمير نزار علينا .
فخر : كله ده كان هيكون صحيح لو نيراز كانت هتتجوز حد تاني غير الأمير جودت , الملكة زهرة مفكرة أن الأمير جودت هيختار صفها هي بس اللي متعرفوش أني أنا اللي بعت رسالة للملك سلطان عشان يطلب النسب ده في مقابل أنه يدعمنا للوصول للعرش إحنا كمان هنقوي حكمه ضد مملكة السهم متناسش أن أخوه لجأ للملك شمس الدين عشان يساندنه في أخذ العرش .
علي : تب ما كده كده أبوك بيدعم الملك سلطان ؟؟
فخر : أه بيدعم الملك سلطان بس يستحيل يدخل في حرب عشانه , مستحيل يخاطر ويتواجه مباشرة ضد الملك شمس الدين , أبوك عاوزاهم يتوصلوا لإتفاق والملك سلطان خايف للاتفاق ده يوصله أنه يتنازل عن عرشه لأخوه اللي في حمي الملك شمس الدين , لكن لو أنا علي العرش هيضمن أني أوجه جيشي لحمايته وحماية مملكته .
علي : جيشك ؟؟ عرشك ؟؟؟ أنت نسيت أن وأنت شركا ولا أيه .
فخر بمكر : طبعا أنا وأنت زي بعض ولازم نفضل مع بعض دايما .
علي بقلق من أخيه : معاك حق لازم نفضل مع بعض .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي