الفصل الثاني عشر
الملك عزيز محدثا زوجته : لقد أستجابت دعواتك زوجتي , لم أعتقد أن الأمر سيتم لقد أندهشت حقا .
الملكة زهرة باسمة : اليوم هو أسعد أيام حياتي , بالتأكيد أنت سترسل موافقتك علي هذا , الزواج , الملك شمس الدين ملك وفارس شجتع وهو حلم كل أميرة بالتأكيد سيكون زوجا رائعا لإبنتي .
تغير وجه الملك عزيز : أتعتقدين أن إبنتك ستوافق علي هذا الزواج ؟ هي حقا لا تطيق رؤيته .
الملكة زهرة : لا تقلق مثلما وافقت علي الزواج من قبل بالأمير جودت سأجعلها هذه المرة توافق علي الزواج من الملك شمس الدين .
الملك عزيز بحب أبوي : أخشي أننا ندمر حياتها هكذا المرة الماضية كان لديها كل الحق ضد الأمير جودت كما تعرفين , والأن الملك شمس الدين انا أعلم أنه شاب ناجح وملك متميز في مثل هذا السن الصغير عندما تحدثت معه تيقنت أنه سيكون ملك ذو شأن عظيم .
الملكة زهرة : بالنهاية نحن نبحث عن مستقبلها وأن تكون في راحة , سأتحدث معها ولنري ما الذي سيحدث .
الملك عزيز : أتمني أن توافق فأنا أخشي أن أرد طلب الملك شمس الدين وخسارة ملك مثله لن تكون في مصلحتنا أبدا .
كانت نيراز بغرفتها لا تعرف ما الحل لمثل ذلك الموقف , كانت تريد أن تعرف ما غاية الملك شمس الدين بطلبها للزواج هل تثق به وبنواياه أم أنه مجرد ملك مغرور يريد أن ينتقم لكبرياءه وغروره ويثبت أنه يستطيع السيطرة والتحكم بها كيف يشاء , قطع تفكيرها دخول امها الملكة زهرة علمت نيراز فور رؤيتها سبب قدومها فوجهها السعيدة والضاحك هكذا يبرهن بأن أخبار ذلك الزواج أسعدتها كثيرا .
الملكة زهرة وهي تحتضن نيراز : إبنتي الغالية , كيف حالك اليوم ؟
نيراز : أنا بخير يا أمي ولكن أخبريني ما السر وراء سعادتك هكذا ؟
الملكة زهرة وهي تمسك وجنتي نيراز : لست أنا وحدي من يظهر علي ما أفكر به , أنتي أيضا مثلي وعندما أراكي بتلك الحالة أعلم بأن الأخبار قد وصلتك .
نيراز : إذن لقد وفرتي علي الكثير من الكلام , ها أنتي الأن تعرفين جوابي , أنا لا أقبل أبدا بهذا الزواج .
تنهدت الملكة زهرة : لا أريد أن أسمع جوابك إلا بعد أن أحكي لكي قصة صغيرة ومن بعدها نري ماذا سنفعل , هيا تعالي معي نجلس سويا في الحديقة ونتحدث كأم وإبنتها .
بالفعل خرجت الأم وإبنتها معا ووسط الزهور الزاهية جلسا علي أحد الإستراحات التي تتوسط الحديقة .
الملكة زهرة : منذ خمس وعشرين عاما كانت هناك أميرة لمملكة صغيرة , كانت حياتها بسيطة ولكن جميلة كحال مملكتها , ولكن لم يبقي الحال هكذا لقد تعرضت تلك المملكة الهادئة للنهب والسرقة من قطاع الطرق حتي وصلوا للقصر وقتلوا الملك وزوجته وأبناءه الأربعة لم ينجو من تلك العائلة سوي فتاه لم تكن قد أكملت الخامسة عشر لم يبقوا عليها رأفة بها ولكن كانت غايتهم دنيئة مثلهم لو أنهم قتلوها مع أهلها لكان ذلك أهون عليها من سماعها لهم تقسيمها بينهما بالليالي والساعات , حمد لله أستطاعت الفتاة الهرب ولجأت لمملكة صديقة لمملكتها المنكوبة , أكرمها الله مرة أخري ووجدت راحتها لما أحبت وتزوجت أمير المملكة وأنجبت منه أمير وأميرة كالبدر , تعلمين بالطبع من كانت تلك الفتاة , كانت أنا ..
كانت الملكة زهرة تبكي وتنهطل الدموع من عينيها وتأثرت نيراز بحال أمها التي أكملت : مرت سنوات كثيرة علي ذلك ولكني بكل لحظة أتذكرها وأدعو الله أن تبقي بعيدة عن كل ذلك أتمني أن يديم عز أبيكي وأن تنتقل من حمايته ورعايتها إلي رجل أخر يحبك ويضمن سلامتك ولا تذوقي مرارة الحرمان والإنكسار , لا أخشي علي أحد في هذه الدنيا أكثر منك يا نيراز لا أتحمل أن يمسك أي أذي .
نيراز : أعلم أن تلك غايتك ولكن هل حقا شمس الدين هو من سيحبني ويحميني , كلا يا أمي لا أظن هذا أبدا .
الملكة زهرة : لا نعلم ما يخبئه القدر أنسي الماضي وأعطيه فرصة , وافقي علي هذا الزواج وأعدك أنك لن تندمي أبدا
نيراز : ولكن ..؟
الملكة زهرة : ليس هناك لكن , سأخبر أباكي بموافقتك , دعي الفرح والسرور يدخل القصر وتسعد المملكتين بذلك الزواج , ألقت كلماتها وغادرت سريعا من أمام إبنتها .
نيراز وهي تحدث نفسها : أه يا أمي دائما ما تتلاعبين بمشاعري ولكن لا بأس سأحل هذا الأمر مثل ما سبقوه , هذا المخادع شمس الدين أنتظر وسنري من سيفوز بيننا .
في اليوم التالي غادر الرسول الملكي من قصر الملك عزيز حاملا رده علي رسالة الملك شمس الدين , أنطلق سريعا ليعود إلي ملكه ويسلم الرسالة .
كعادة إستلام الرسائل أول من أستلمها كان الوزير سليمان الذي أخذ الرسالة مغلقة وذهب بها مباشرة لغرفة الملك شمس الدين كي يعطيها له , كان الملك حينها يرتدي ثيابه الأخيرة يقف بكامل هيبته أمام مرأة كبيرة عنندما أستأذن الوزير سليمان كي يدخل وبعد تقديم التحية الواجبة للملك .
الملك شمس الدين : هيا أقرئها عليا .
كسر الوزير الختم الشمعي الذي كان علي الرسالة والذي يدل علي انه أول من فتحها , نظر بها فلم يستطع لسانه أن يقول شيئا بل تجمد , لاحظ شس الدين صمته وأستغرب الأمر .
الملك شمس الدين : ما الأمر , لماذا لم تقرأها علي ,هل هناك خطب ما بها ؟
الوزير سليمان : مولاي , الأمر أنه .... ثم مد يده بالرسالة إلي شمس الدين وأنحني قليلا : تفضل يا مولاي أعذرني يتوجب عليك أن تقرأها بنفسك .
إستغرب شمس الدين ولكن أخذ الرسالة وبدأ بالقراءة وزادت دهشته : ما هذا الجنون ؟؟ ما الزواج الذي وافق عليه الملك عزيز ؟؟ ألم تكن رسالتنا تحتوي فقط علي شكره علي إقامتنا عنده وحسن ضيافته لنا , لماذا يتحدث عن قبوله لعرض الزواج ؟؟ ثم تحدث بغضب تحدث أيها الوزير: ما عرض الزواج هذا ؟ هل تجرأتم علي الحديث بهذا الزواج دون علمي ؟؟
الوزير سليمان : أبدا يا مولاي , كيف نجرأ علي ذلك أقسم لك لقد كتبت الرسالة بنفسي كما أمرت لم أزد كلمة عما طلبت , والأن لا اعلم عما يتحدث الملك عزيز وعن أي عرض زواج , بالتأكيد هناك سوء تفاهم .
شمس الدين بغضب : سوء تفاهم , الملك عزيز يقولها صريحة بأنه وافق علي الزواج الذي طلبته بيني وبين إبنته الأميرة نيراز ويدعوني للحضور لنتمم هذا الزواج الأسبوع القادم , لا يمكن أن يكون الملك عزيز قد أساء الفهم ولكن بالتأكيد هناك من تلاعب بالرسالة وكتب علي لساني طلب هذا الزواج , لو أعلمه سأقطع جسده إلي قطع صغيرة أصغر من حبات الرمال حتي .
الوزير سليمان : أرجوك أهدأ يا مولاي وأنا سأجد حلا لذلك الأمر ..
الملك شمس الدين : ما الحل الذي ستجده ؟ هل سترسل للملك عزيز تقول له أن الرسالة التي وصلته وكان عليها ختمي الملكي مزيفة ؟ أم ستخبره أننا تراجعنا عن هذا الزواج ؟ في الحالتين لن يفكر سوي بأننا نتلاعب به وحينها لن نستطيع الرد عليه بكلمة واحدة فمعه كل الحق وياليت الأمر ينتهي حينها علي ذلك بل سنصبح أعدا ولن يكون هناك أي أمل للسلام بيننا من جديد .
الوزير سليمان بتردد: إذن ما الحل جلالتك ؟ هل ستكمل مسألة الزواج مع الأميرة ؟؟
شمس الدين : بالتأكيد لا ولكني سأجد حلا ما .
أستكمل الوزير سليمان بمكر : ما رأيك مولاي بأن نرسل في طلب أخيك الأمير نور الدين من الحدود الغربية ونتمم الزواج بينه هو وبين الأميرة ؟
أنتفض شمس الدين : بالطبع لا , ثم لاحظ إنفعاله فهدأ من نفسه : أقصد بأن الملك عزيز سيشعر بالإهانة لو أننا أتمننا الزواج بأخي , بالتأكيد سيكون هذا مخالفا لما في الرسالة .
الوزير سليمان وهو يحاول إخفاء إبتسامته : إذن ليس هناك حل سوي أن تتزوج الأميرة وأيضا حينها تستطيع أن تفعل ما تريد لن يجبرك أحد علي البقاء برفقتها , تزوجها ولتأتي إلي القصر هذا فقط .
شمس الدين : دعني بمفردي , ولنتحدث في ذلك بالمساء , ولا تخبر أحد بأمر تلك الرسالة حتي أقرر ماذا أفعل , وأخبر الوزراء بأن جلسة الديوان معلقة اليوم أنا لا أريد أن أري أي أحد حتي المساء .
الوزير سليمان : كما تشاء يا مولاي .
إنصرف الوزير سليمان من عند الملك وطوال الطريق يفكر فيما يحدث : يا تري من الذي تلاعب بالرسالة بالتأكيد هو شخص ذو مكانة كي يستطيع أن يصل إلي الرسائل الملكية وأيضا لا أظن أنه كان يريد الخير بفعلته تلك هو يريد إحراج الملك مع مملكة القوس , ولكن مهما كان أود أن أشكره فتلك الخطوة ستجبر ملكنا علي الإقتراب من الأميرة أنا أشعر بالحب الذي يتسلل بداخله ولكنه ينكر ذلك ولكن لا بأس هو الن محاصر لن يستطيع الهرب وأنا سعيد من أجله كثيرا ... كان يبتسم طوال سيره بالقصر حتي ظن من رأه أن الوزير سليمان قد جن .
كان الوزير فهد بغرفته عندما أخبروه بإلغاء جلسة الديوان حينها تيقن أن الأخبار قد وصلت للملك : رائع جدا فلنري الأن أيها الملك عزيز كيف ستتحمل الإهانة عندما يرفض الملك الزواج من إبنتك ويتهمك بالتحايل لتزوج إبنتك منه , أنا أعلم بأن الملك مستحيل أن يقبل ذلك الزواج , كان يريد أن يقيم صداقة مع تلك المملكة لن أسمح بذلك أبدا فلطالما كنا أعداء وسنبقي كذلك ولا أظن أن هناك أهم من كرامة وكبرياء الملك عزيز وإبنته الأميرة بالتأكيد لن يقف مكتوف اليدين عند سماعه بإنكار الملك , أنا حقا ذكي , لقد أستطاعت تلك الأميرة الهرب مني المرة الماضية وضيعت علي فرصة إشعال العداء أكثر بين المملكتين ولكن لا بأس فهي ستفيدني الأن ولكن لا تقلقي يا أميرة نيراز عندما تشتعل الحرب وأقتل كل عائلتك سأخذك كجاريتي تبقين برفقتي بعض الوقت فأنا لن أقتل ذلك الجمال قبل أن أشبع منه , ثم تبع كلماته الشيطانية بضحكات عالية ملئت غرفته.
في المساء أمر الملك بجمع الديوان في الحال , كان جميع الحاضرين متعجبين من هذا , كانت إبسامة خبيثة تزين وجه الوزير فهد فقد ظن أنه سيسمع ما تشتهيه نفسه بينما الوزير سليمان كان قلق ومرتبك بعض الشئ فهو لا يعلم سبب تلك الدعوة ولا يعرف ما قرار الملك بخصوص ذلك الزواج .
دخل الملك شمس الدين بكامل هيبته وسط إنحناء الوزراء لتحيته ومن ثم جلس علي الكرسي العرش .
الملك شمس الدين : بالطبع الجميع يتعجب من سبب تلك الدعوة ولكني هناك أمر هام يجب أن أخبركم به , لقد قررت الزواج من إبنة الملك عزيز الأميرة نيراز والأسبوع القادم سنتمم الزواج في مملكة القوس في ضيافة الملك عزيز .
إنهالت التهاني من الوزراء وبالطبع كان الوزير سليمان في مقدمة المباركين بينما تغيرت ملامح الوزير فهد إلي الغضب فيم حاول إخفائها عن الحاضرين .
أشار الملك بيده فتوقف الجميع عن الكلام : أريد أن يتجهز الموكب لأخذ العروس وأن تعد الولائم بالمدن غحتفالا بهذا الزواج المبارك , ثم قام شمس الدين من مجلسه وغادر .
الملكة زهرة باسمة : اليوم هو أسعد أيام حياتي , بالتأكيد أنت سترسل موافقتك علي هذا , الزواج , الملك شمس الدين ملك وفارس شجتع وهو حلم كل أميرة بالتأكيد سيكون زوجا رائعا لإبنتي .
تغير وجه الملك عزيز : أتعتقدين أن إبنتك ستوافق علي هذا الزواج ؟ هي حقا لا تطيق رؤيته .
الملكة زهرة : لا تقلق مثلما وافقت علي الزواج من قبل بالأمير جودت سأجعلها هذه المرة توافق علي الزواج من الملك شمس الدين .
الملك عزيز بحب أبوي : أخشي أننا ندمر حياتها هكذا المرة الماضية كان لديها كل الحق ضد الأمير جودت كما تعرفين , والأن الملك شمس الدين انا أعلم أنه شاب ناجح وملك متميز في مثل هذا السن الصغير عندما تحدثت معه تيقنت أنه سيكون ملك ذو شأن عظيم .
الملكة زهرة : بالنهاية نحن نبحث عن مستقبلها وأن تكون في راحة , سأتحدث معها ولنري ما الذي سيحدث .
الملك عزيز : أتمني أن توافق فأنا أخشي أن أرد طلب الملك شمس الدين وخسارة ملك مثله لن تكون في مصلحتنا أبدا .
كانت نيراز بغرفتها لا تعرف ما الحل لمثل ذلك الموقف , كانت تريد أن تعرف ما غاية الملك شمس الدين بطلبها للزواج هل تثق به وبنواياه أم أنه مجرد ملك مغرور يريد أن ينتقم لكبرياءه وغروره ويثبت أنه يستطيع السيطرة والتحكم بها كيف يشاء , قطع تفكيرها دخول امها الملكة زهرة علمت نيراز فور رؤيتها سبب قدومها فوجهها السعيدة والضاحك هكذا يبرهن بأن أخبار ذلك الزواج أسعدتها كثيرا .
الملكة زهرة وهي تحتضن نيراز : إبنتي الغالية , كيف حالك اليوم ؟
نيراز : أنا بخير يا أمي ولكن أخبريني ما السر وراء سعادتك هكذا ؟
الملكة زهرة وهي تمسك وجنتي نيراز : لست أنا وحدي من يظهر علي ما أفكر به , أنتي أيضا مثلي وعندما أراكي بتلك الحالة أعلم بأن الأخبار قد وصلتك .
نيراز : إذن لقد وفرتي علي الكثير من الكلام , ها أنتي الأن تعرفين جوابي , أنا لا أقبل أبدا بهذا الزواج .
تنهدت الملكة زهرة : لا أريد أن أسمع جوابك إلا بعد أن أحكي لكي قصة صغيرة ومن بعدها نري ماذا سنفعل , هيا تعالي معي نجلس سويا في الحديقة ونتحدث كأم وإبنتها .
بالفعل خرجت الأم وإبنتها معا ووسط الزهور الزاهية جلسا علي أحد الإستراحات التي تتوسط الحديقة .
الملكة زهرة : منذ خمس وعشرين عاما كانت هناك أميرة لمملكة صغيرة , كانت حياتها بسيطة ولكن جميلة كحال مملكتها , ولكن لم يبقي الحال هكذا لقد تعرضت تلك المملكة الهادئة للنهب والسرقة من قطاع الطرق حتي وصلوا للقصر وقتلوا الملك وزوجته وأبناءه الأربعة لم ينجو من تلك العائلة سوي فتاه لم تكن قد أكملت الخامسة عشر لم يبقوا عليها رأفة بها ولكن كانت غايتهم دنيئة مثلهم لو أنهم قتلوها مع أهلها لكان ذلك أهون عليها من سماعها لهم تقسيمها بينهما بالليالي والساعات , حمد لله أستطاعت الفتاة الهرب ولجأت لمملكة صديقة لمملكتها المنكوبة , أكرمها الله مرة أخري ووجدت راحتها لما أحبت وتزوجت أمير المملكة وأنجبت منه أمير وأميرة كالبدر , تعلمين بالطبع من كانت تلك الفتاة , كانت أنا ..
كانت الملكة زهرة تبكي وتنهطل الدموع من عينيها وتأثرت نيراز بحال أمها التي أكملت : مرت سنوات كثيرة علي ذلك ولكني بكل لحظة أتذكرها وأدعو الله أن تبقي بعيدة عن كل ذلك أتمني أن يديم عز أبيكي وأن تنتقل من حمايته ورعايتها إلي رجل أخر يحبك ويضمن سلامتك ولا تذوقي مرارة الحرمان والإنكسار , لا أخشي علي أحد في هذه الدنيا أكثر منك يا نيراز لا أتحمل أن يمسك أي أذي .
نيراز : أعلم أن تلك غايتك ولكن هل حقا شمس الدين هو من سيحبني ويحميني , كلا يا أمي لا أظن هذا أبدا .
الملكة زهرة : لا نعلم ما يخبئه القدر أنسي الماضي وأعطيه فرصة , وافقي علي هذا الزواج وأعدك أنك لن تندمي أبدا
نيراز : ولكن ..؟
الملكة زهرة : ليس هناك لكن , سأخبر أباكي بموافقتك , دعي الفرح والسرور يدخل القصر وتسعد المملكتين بذلك الزواج , ألقت كلماتها وغادرت سريعا من أمام إبنتها .
نيراز وهي تحدث نفسها : أه يا أمي دائما ما تتلاعبين بمشاعري ولكن لا بأس سأحل هذا الأمر مثل ما سبقوه , هذا المخادع شمس الدين أنتظر وسنري من سيفوز بيننا .
في اليوم التالي غادر الرسول الملكي من قصر الملك عزيز حاملا رده علي رسالة الملك شمس الدين , أنطلق سريعا ليعود إلي ملكه ويسلم الرسالة .
كعادة إستلام الرسائل أول من أستلمها كان الوزير سليمان الذي أخذ الرسالة مغلقة وذهب بها مباشرة لغرفة الملك شمس الدين كي يعطيها له , كان الملك حينها يرتدي ثيابه الأخيرة يقف بكامل هيبته أمام مرأة كبيرة عنندما أستأذن الوزير سليمان كي يدخل وبعد تقديم التحية الواجبة للملك .
الملك شمس الدين : هيا أقرئها عليا .
كسر الوزير الختم الشمعي الذي كان علي الرسالة والذي يدل علي انه أول من فتحها , نظر بها فلم يستطع لسانه أن يقول شيئا بل تجمد , لاحظ شس الدين صمته وأستغرب الأمر .
الملك شمس الدين : ما الأمر , لماذا لم تقرأها علي ,هل هناك خطب ما بها ؟
الوزير سليمان : مولاي , الأمر أنه .... ثم مد يده بالرسالة إلي شمس الدين وأنحني قليلا : تفضل يا مولاي أعذرني يتوجب عليك أن تقرأها بنفسك .
إستغرب شمس الدين ولكن أخذ الرسالة وبدأ بالقراءة وزادت دهشته : ما هذا الجنون ؟؟ ما الزواج الذي وافق عليه الملك عزيز ؟؟ ألم تكن رسالتنا تحتوي فقط علي شكره علي إقامتنا عنده وحسن ضيافته لنا , لماذا يتحدث عن قبوله لعرض الزواج ؟؟ ثم تحدث بغضب تحدث أيها الوزير: ما عرض الزواج هذا ؟ هل تجرأتم علي الحديث بهذا الزواج دون علمي ؟؟
الوزير سليمان : أبدا يا مولاي , كيف نجرأ علي ذلك أقسم لك لقد كتبت الرسالة بنفسي كما أمرت لم أزد كلمة عما طلبت , والأن لا اعلم عما يتحدث الملك عزيز وعن أي عرض زواج , بالتأكيد هناك سوء تفاهم .
شمس الدين بغضب : سوء تفاهم , الملك عزيز يقولها صريحة بأنه وافق علي الزواج الذي طلبته بيني وبين إبنته الأميرة نيراز ويدعوني للحضور لنتمم هذا الزواج الأسبوع القادم , لا يمكن أن يكون الملك عزيز قد أساء الفهم ولكن بالتأكيد هناك من تلاعب بالرسالة وكتب علي لساني طلب هذا الزواج , لو أعلمه سأقطع جسده إلي قطع صغيرة أصغر من حبات الرمال حتي .
الوزير سليمان : أرجوك أهدأ يا مولاي وأنا سأجد حلا لذلك الأمر ..
الملك شمس الدين : ما الحل الذي ستجده ؟ هل سترسل للملك عزيز تقول له أن الرسالة التي وصلته وكان عليها ختمي الملكي مزيفة ؟ أم ستخبره أننا تراجعنا عن هذا الزواج ؟ في الحالتين لن يفكر سوي بأننا نتلاعب به وحينها لن نستطيع الرد عليه بكلمة واحدة فمعه كل الحق وياليت الأمر ينتهي حينها علي ذلك بل سنصبح أعدا ولن يكون هناك أي أمل للسلام بيننا من جديد .
الوزير سليمان بتردد: إذن ما الحل جلالتك ؟ هل ستكمل مسألة الزواج مع الأميرة ؟؟
شمس الدين : بالتأكيد لا ولكني سأجد حلا ما .
أستكمل الوزير سليمان بمكر : ما رأيك مولاي بأن نرسل في طلب أخيك الأمير نور الدين من الحدود الغربية ونتمم الزواج بينه هو وبين الأميرة ؟
أنتفض شمس الدين : بالطبع لا , ثم لاحظ إنفعاله فهدأ من نفسه : أقصد بأن الملك عزيز سيشعر بالإهانة لو أننا أتمننا الزواج بأخي , بالتأكيد سيكون هذا مخالفا لما في الرسالة .
الوزير سليمان وهو يحاول إخفاء إبتسامته : إذن ليس هناك حل سوي أن تتزوج الأميرة وأيضا حينها تستطيع أن تفعل ما تريد لن يجبرك أحد علي البقاء برفقتها , تزوجها ولتأتي إلي القصر هذا فقط .
شمس الدين : دعني بمفردي , ولنتحدث في ذلك بالمساء , ولا تخبر أحد بأمر تلك الرسالة حتي أقرر ماذا أفعل , وأخبر الوزراء بأن جلسة الديوان معلقة اليوم أنا لا أريد أن أري أي أحد حتي المساء .
الوزير سليمان : كما تشاء يا مولاي .
إنصرف الوزير سليمان من عند الملك وطوال الطريق يفكر فيما يحدث : يا تري من الذي تلاعب بالرسالة بالتأكيد هو شخص ذو مكانة كي يستطيع أن يصل إلي الرسائل الملكية وأيضا لا أظن أنه كان يريد الخير بفعلته تلك هو يريد إحراج الملك مع مملكة القوس , ولكن مهما كان أود أن أشكره فتلك الخطوة ستجبر ملكنا علي الإقتراب من الأميرة أنا أشعر بالحب الذي يتسلل بداخله ولكنه ينكر ذلك ولكن لا بأس هو الن محاصر لن يستطيع الهرب وأنا سعيد من أجله كثيرا ... كان يبتسم طوال سيره بالقصر حتي ظن من رأه أن الوزير سليمان قد جن .
كان الوزير فهد بغرفته عندما أخبروه بإلغاء جلسة الديوان حينها تيقن أن الأخبار قد وصلت للملك : رائع جدا فلنري الأن أيها الملك عزيز كيف ستتحمل الإهانة عندما يرفض الملك الزواج من إبنتك ويتهمك بالتحايل لتزوج إبنتك منه , أنا أعلم بأن الملك مستحيل أن يقبل ذلك الزواج , كان يريد أن يقيم صداقة مع تلك المملكة لن أسمح بذلك أبدا فلطالما كنا أعداء وسنبقي كذلك ولا أظن أن هناك أهم من كرامة وكبرياء الملك عزيز وإبنته الأميرة بالتأكيد لن يقف مكتوف اليدين عند سماعه بإنكار الملك , أنا حقا ذكي , لقد أستطاعت تلك الأميرة الهرب مني المرة الماضية وضيعت علي فرصة إشعال العداء أكثر بين المملكتين ولكن لا بأس فهي ستفيدني الأن ولكن لا تقلقي يا أميرة نيراز عندما تشتعل الحرب وأقتل كل عائلتك سأخذك كجاريتي تبقين برفقتي بعض الوقت فأنا لن أقتل ذلك الجمال قبل أن أشبع منه , ثم تبع كلماته الشيطانية بضحكات عالية ملئت غرفته.
في المساء أمر الملك بجمع الديوان في الحال , كان جميع الحاضرين متعجبين من هذا , كانت إبسامة خبيثة تزين وجه الوزير فهد فقد ظن أنه سيسمع ما تشتهيه نفسه بينما الوزير سليمان كان قلق ومرتبك بعض الشئ فهو لا يعلم سبب تلك الدعوة ولا يعرف ما قرار الملك بخصوص ذلك الزواج .
دخل الملك شمس الدين بكامل هيبته وسط إنحناء الوزراء لتحيته ومن ثم جلس علي الكرسي العرش .
الملك شمس الدين : بالطبع الجميع يتعجب من سبب تلك الدعوة ولكني هناك أمر هام يجب أن أخبركم به , لقد قررت الزواج من إبنة الملك عزيز الأميرة نيراز والأسبوع القادم سنتمم الزواج في مملكة القوس في ضيافة الملك عزيز .
إنهالت التهاني من الوزراء وبالطبع كان الوزير سليمان في مقدمة المباركين بينما تغيرت ملامح الوزير فهد إلي الغضب فيم حاول إخفائها عن الحاضرين .
أشار الملك بيده فتوقف الجميع عن الكلام : أريد أن يتجهز الموكب لأخذ العروس وأن تعد الولائم بالمدن غحتفالا بهذا الزواج المبارك , ثم قام شمس الدين من مجلسه وغادر .