الفصل الثاني وعشرون

تقف نوران وهي تنظر للاوراق بزهول وعدم فهم واصابها شلل في التفكير جاءت من خلفها فاطمه ويظهر عليها التوتر والقلق

فاطمه : ضريبه صح

الرجل : اه يا فندم والاوراق معاه انا كل مره بلاقي حضرتك بس الانسه دي بتقولي ان الفيلا مش ملك نوران وروان

فاطمه نظرت لنوران بتوتر واخذت الاوراق من يداها ومضت عليها

فاطمه : تمام اتفضل انا مضيت وهاجي بكره ادفع

الرجل : تمام يا فندم عن اذنك

غلقت فاطمه الباب ونظرت لنوران التي تقف وتنظر لها باستفهام وزهول
ينزل بلال ويتبعه ادهم علي الدرج

بلال : خير انتو واقفين كده ليه

نوران وهي تنظر لفاطمه بعدم استيعاب : هو ازاي الاوراق الا مع الراجل دي بتثبت ان الفيلا دي بتاعتي انا وروان ازاي

نظر ادهم لبلال وبادله بلال النظر بالصدمه فخبايا سنوات ستكشف امامها

فاطمه : مهو مهو

نوران : مهو اي انا مش فاهمه مش من بعد موت بابا ماما وانا وروان جينا قعدنا معاكي في فيلتك الا هي دي وبعد موت ماما فضلنا معاكي ازاي الفيلا دي بتاعتنا احنا

فاطمة بتفكير : اه منا كتبتها ليكو يا حببتي بلال عنده شقته وحلوه وواسعه وانا كتبت دي ليكو

نوران بشك : طب وفرح ليه مش فرح بنتك كده مش عدل

فرح نزلت والحزن يخيم عليها ويبدو علي وجهها النعاس قالت بفتور عكس عادتها : مين بيجيب في سيرتي

تمعن بها ادهم ويقسم بداخله انها تمتلك جمال ملاكي ولكن اغضبه تجاهلها بشده فحتي لم تنظر له وزاد ديقه انها في تلك الايام تعيسه ووجهها شاحب ولا تهتم بنفسها ويحزنه كونه هو السبب في ذلك

بلال بابتسامة هادئة : صباح الخير يا قمر

فرح لبلال : في اي نوران صوتها عالي ليه

زفر بلال بضيق ونظر لادهم آماء له باطمئنان

نوران باندفاع : ما حد يرد عليا انتو مفكرني هبله ده غير ان الراجل قال انه من زمان جدا والفيلا دي باسمي انا ونوران

فرح بعدم استيعاب : what ?I don't understand

نظر لها ادهم ومال علي اذونها : اششش عارفين انك مدارس انترناشيونال بس الموضوع مش ناقصك

نظرت له فرح بغيظ فدائما بأمكانه ان يثير الغضب بداخلها نظر لها بابتسامة ويتمتع بغضبها

بلال تدخل واقترب من نوران : نوران هو انتي متعصبه ليه كده

نوران : انت مش عاوزني اتعصب في حاجه غلط انا مش فاهمها

فاطمه وتتماسك وتظهر الهدوء : يحببتي مفيش فرح انا سيبالها فلوس في البنك

نوران واقتنعت قليلا : ازاي طب وانتي

فاطمه بابتسامه حين شعرت باقتناعها : عادي يا روحي وبكده ابقا امنت مصير كل واحده فيكو

نوران : طب ليه انا وروان بس ليه فرح مش معانا

بلال ضربها علي رأسه بخفه : ما قالتلك فلوسها في البنك

فرح بمزح لتكسر الجو المشحون بالاضطراب والتوتر : هبقا ملطط مليونيرر ملط مليونير

بلال وهو يصفح بيده الاتنين : اما نتيجة تطلعي هتبقي ملط زيروو زيرو زيروو

فرح بغرورمصطنع : ان شاء الله ربنا يكسفكو وينصرني واطلع من الاوائل

نوران بحب : إن شاء الله يروحي انا اسفه يا خالتو انا مش عارفه اقولك اي مكسوفه منك

ادهم بحده : بعد كده ابقي افهمي الاول

نورن برأكشن زعل : كلمني براحه شويه يا خطر

فاطمه ابتسمت لها : حصل خير يا روحي ولا يهمك

نوران بحزن : انا اسفه بجد يا خالتو مش عارفه اقولك اي

فاطمه : تقوليلي باي باي وتروحي يلا علي الكليه عشان انتي اتأخرتي

بلال بحماس : طب بالصلاه علي النبي كده هي روان فين

ادهم : اعتقد شوفت روان الصبح وكانت راحه الكلية وقالت انها وراه محضرات مهمه

بلال بغيظ : مش كانت تقولي اوصلها

فاطمه بسخرية : كان القرد نفع نفسه

ضحك كل من نوران وفرح وادهم الذي حاول منع ضحكته ولكن ارتسمت علي وجهه وظهرت اسنانه البضاء المتساويه مما ارتجف قلب الصغيرة من قوة المشاعر الذي لفحتها

بلال بغضب وهو ينظر لادهم : بتضحك ماشي انا غاير من هنا عندي شغل

نوران : انا كمان بوي باااي

ادهم : وانا عاوزك يا ست الكل في كلمتين

فاطمه جلست بتنهيده بعد ان خرجت نوران : هووف الحمد لله كانت كل حاجه هتكشف

فرح : حاجه اي ها ها

فاطمه بنرفزه : اسكتي انتي يا اخرة صبري

نطرت لهم فرح بلامبالاة ومسكت هاتفها تتصفحه وكانت تخطف بعض النظرات من ادهم فهي لا تريد ان تهتم فالحزن بداخله يكفيها ولا تريد من مزيد

ادهم : متخفيش يا عمتو هي معرفتش حاجه واقتنعت

فاطمه : يارب يا ادهم ما انت عارف كل حاجه الحمد لله قولي يا حبيبي كنت عاوز تقولي اي

ادهم : بلال

فاطمه : ماله الا واجع قلبي ماله

ادهم : صدقيني بلال مش يستاهل منك كده كفايه روان عليه

ادهم وهو يخرج هاتفه : وده فديو خدي اتفرجي عليه عشان تعرفي انها واحده شمال وان بلال اتظلم وقدر ياخد حقه بالقانون لانها ف الاخر بنت

كانت فرح تود ان تري الهاتف لتري من هي الذي كان يحبها ادهم سابقًا اثار فضولها فقامت وتصنعت انها تذهب الي المطبخ وذهبت من خلف الكرسي التي تجلس عليه فاطمه لاحظ ادهم حركتها الطفولية وابتسم وكان الفديو انتهي اخذه سريعا ليغيظها ادهم ونظر ليري عبوسها وبالكاد عبست فرح وعادت لتجلس علي الاريكة

فاطمة : اهي خدت جزاتها

ادهم : ولو لي خاطر عندك متزعليش بلال هو مش ناقص

فاطمة : عندك حق والله يا ادهم انا حاسه بي هيتجنن عشانها

ادهم : ان شاء الله خير المهم نكون جاهزين فاي وقت للفرح دول مجانين

ضحكت فاطمه : عندك حق والله بقرارتهم المفجاءه

نظر ادهم لهاتفه الذي يرن باسم صخر : الحب يعمل اكتر من كده. عن اذنك هرد

دخل ادهم الشرفة ليكلم صديقه الذي لم يتركه وشأنه بعد

ادهم بضيق : اي يعم صخر

صخر بحده : اي انت فين مجهزتش ليه

ادهم بفتور : جاهز يا صخر مستنيك

صخر : اي هو انا هاجي اخدك ولا اي

ادهم : المستشفي من عندي اقرب

صخر : انا هروح لنوران الاول

ادهم بتريقه : مش هتشيل خشبتك صدقني

صخر بعصبيه مخفيه : معلش بس انا لازم اعرف راحت الكلية ولا لا واشوفها كانت فين المره الا فاتت

ادهم : ايا صخر هتولع من العصبيه تعالي عليا ربنا يهديك عشان انا تعبان وبعدين انت ناسي الطلب بتاعي

صخر زفر بضيق : يادي النيله نسيت يا زفت انا اصلا مش فاهمك منين

ادهم يمقاطعه : اششش اخلص هتعمل اي

صخر بابتسامه : هروح لنوران

ادهم بصياح : ابو شكلك واطي

صخر بتعب : عاوز اشوفها يا ادهم هتجنن انا قربت ابقي زي مجنون ليلي

ادهم بدراما : انت اوردي اتجننت يا صخر لدرجه عاوز تسيب صاحبك اعز اصحابك اصلا ملكش غيري وتروحلها

صخر : المفروض انا ادمع كده واقولك انا جاي

ادهم باستعجال : اخلص ورحمة ابوك انا عارف اصلا انك هتجيلي

صخر : انا اوردي في الشارع الا جنب الفيلا بس م عارف هعمل اي في طلبك البارد ده

ادهم : معلش تعالي علي نفسك

صخر : طب افتح الزفت الباب
قفل ادهم الهاتف وهو يبتسم وخرج ليفتح له بينما كانت فرح تصنت الي مكالمته وتقف خلف زجاج الشرفه وخرجت تركض ووقعت في منتصف الطريق علي ركبتيها وتألمت ولكن بصمت حتي لايسمع صوتها وجاءت لتقف مرة اخري شعرت بكثرة الالم فجلست مرة اخري لا ارديا ادهم راها وعلم انها كانت تصنت له فوقف امامها ونظر لها وتنهد

ادهم : مهو من شر اعمالك يا حربؤه

فرح بتألم وهي تمسك ركبتيها : انا حربؤه يا يا ثم بكت وهي تصوخ بصوت ليس عالي اااه رجليييي

ادهم ضحك بقوة : شوفتي حتي جيتي تشتمني اتوجعتي

فرح بدموع : طب ابعد عن وشي بقا الساعه دي

رق قلبه لدموعها فمال بظهره عليها وضع يد علي ظهرها واليد الاخري خلف ركبتيها وهو يرمقها بغضب

فرح بصدمه : هتعمل اي يا مجنو ولم تكمل جملتها وقد حملها ادهم بين ذراعيه ومشي بها في صمت بينما تنظر له فرح والصدمه مسيطرة عليها وكانت قريبة جداا من ملامحه وتمنت لو كان بأمكانها تتحسس تلك اللحية الخفيفه التي تزينه
وصل الي الاريكة ووضعها عليها ونظر لها يريد ان يضمها الي صدره بقوة تجاهل ذلك الاحساس وقال بصوته القوي الرجولي

ادهم : مرة تانيه متتصنتيش علي حد هو وبيكلم

طرقت فرح رأسها للاسفل بخزي وحرج
نظر لها ادهم وهو يهز رأسه يمين ويسار بمعني لا يوجد فايده فتلك الجنية المشاغبه

ادهم : عمتو فين

فرح : في المطبخ

ادهم : امممم وذهب ليفتح الباب فهو يرن منذ ان حملها

صخر بغضب من الخارح : ساعه يا ادهم ابو شكلك

ادهم فتح له : اششش ادخل وانا هطلع اغير هدومي خلي بالك عمتو في المطبخ

صخر : انت موطي صوتك كده ليه احنا هنعمل جريمة

ادهم : محدش يعرف بحوار عمليتي غيرها

صخر : عارف

دخل ادهم ودخل معه صخر نظرت لهم باستغراب

ادهم : احمم ده صخر صاحبي وشريكي ودي فرح قربتي يا صخر

صخر : اه دي ام لسان طويل الا ردت عليا قبل كده

نكزه ادهم في كتفه بينما نظرت لهم فرح بغيظ وصمتت

ادهم : طب ثواني يا صخر هغير هدومي وانزلك عشان نمشي

صخر : البيت بيتي يا حب

جلس صخر علي الكرسي مقابل فرح الذي مسكت الهاتف ولا تعطيه اهتمام فقرر ان يشاغبها وبداخله يلعن ادهم مائة مره

صخر وهو ينظر عليها : بس بس بسبس

فرح نظرت له : انت بتكلمني انا

صخر : اه بكلمك انتي يا شابه

فرح : عاوز اي

صخر اقترب منها وجلس بجانبها تحت نظرات استغراب فرح

فرح واندفعت : اي يعم انت ابعد كده

صخر نظر لها باستغراب وصمت ثم قال : انتي بيئه يخربيتك مش باين عليكي

فرح بخولق ضيق وتضع يداها علي ركبتيها بتعب : انت عاوز اي مني دلوقت

همس لها بجدية : ادهم رايح يعمل العملية

شردت فرح بحزن : والمطلوب

صخر : انتي الوحيده الا تعرفي من عائلته لان تعب معاكي مره

فرح : اه

صخر بتمني : وانا صديقه المقرب علي اقل يكون معاه حد من عائلته بيرتحله زيك

فرح بحزن واجهشت الدموع في عيناها : ادهم مش بيرتحلي ولا هيرتاح لو جيت معاه

صخر وهو مستشيط من غباء صديقه ان مان يريدها لما فعل معها ذلك واوصلها الي هذا الحد : اعتقد انتي اقرب حد لادهم في البيت ده ممكن يرفع من نفسيته لو جيتي معاه

فرح : بس هو هيبقا كويس من غيري هو مش عاوزني اجي والا كان قالي

صخر : انا بطلب منك وانا عارف كويس ادهم عاوزك معاه تعالي واعملي الا عليكي كصديقه يعني

قال جملته الاخيره وهو ينظر لها وجد علامات الحزن والسخرية من كونه لفظ صديقته فهي تعشقه كيف ان يلقبها بصديقته ادرك صخر مدي حبها له ولعن ادهم الف مره في سره وشفق عليها لانها احبت ذلك الاحمق المغرور

في الكليه انتهت نوران من القاء محاضرتها وخرجت وهي تبحث عن احداهم بعيناها وتفجاءت باحدي الطالبات والتي تدعي هاجر تقف امامها وتقول بتهكم

هاجر : مجاش انهاردة ريحي نظرك يا دكتورة

نوران نظرة لها باستغراب وقليل من التوتر : قصدك علي مين

هاجر بغيظ : اي هو انتي مش لاقتيه في المدرج قولتي يمكن هنا ولا هنا

نوران بشخصيتها الجادة الصارمة : اولا انا مسمحلكيش تكلميني بالاسلوب ده انا استاذتك ولو مس عارفه تحترميني اعلمك ثانيا بقا انتي قصدك علي مين

هاجر بغضب ونظرة حقد : صخر هيكون مين الشلة كلها لا الشله اي الدفعه كلها عارفه انكو مقضينها مع بعض حتي هو بنفسه ممكن تسألي

نوران بزعيق وخرجت من طور هدوئها وجاءت إليه روان : انتي اتجننتي ولا اي يظهر انك واحده متربتيش وانا هعلمك الادب كويس ابقي قابليني لو طلعتك من الكليه دي

هاجر نظرة لها بسخريه : اه بالمناسبه هو صخر بيسقط بجد ولا بيسقط نفسه عشان يفضل مع ست سندريلا بتاعته لو عاوزك بحق كان اتجوزك مش يفضل معاكي في الكليه وعملك سمعه وحشه

روان بغضب ونرفزه وأمسكتها من ملابسه : وانتي مين بقا عشان تكلمي بالطريقه دي مع اختي ها انتي مش تعرفي اني ممكن ادفنك مكانك

الناس اتجمعت ومنهم محمد الذي وقف بجانب نوران نظرت له نوران بخوف ألا يتكلم بشئ امام روان نظره له باطمئنان وحاولوا تخليص تلك الفتاه من روان فهي تعلم بأنها تمر بطروف نفسيه عصيبة بسبب موقفها مع بلال فأدركت انها سوف تفتك اعصابها علي تلك الفتاه الملعونه
ولكن تدخل محمد وبعد روان بعنف عنها وهو يقول بغضب لها

محمد : اهدي بقااا

هاجر بغضب جحيمي : والله لوريكي يا مفتريه يا مجرمه

روان بعصبية لا تليق بفتاة علي عكس عادتها فهي دائما معروفه بالهادئة ولكن استغلت الفرصه واخرجت غضبها المكتوم بها : يله يا به اجري من هنا بدل ما اخلي الخلق دي تترحم عليكي

نوران وهي تنظر لشقيقتها بحزن علي حالتها : روان عشان خاطري خلاص اهدي

محمد وجه كلامه لهاجر وللناس : اتفضلي امشي من هنا بدل ما اشتكيكي ويله كل واحد يشوف هو فين قبل ما الامن يتدخل

روان بعصبيه : ممكن اعرف مين البت دي

نوران زاد توترها حينما شعرت بان روان سوف تحكي امام محمد ومعني ذلك انه سيقيم القيامه فوق رأسها

نوران : اششش خلاص يا حببتي نتكلم في البيت عادي انا بقابل من الاشكال دي كتير اكمني من سنهم ودكتوره فبيغلو بقا

محمد فهم من تصرفاتها انها تحاول مدارة شئ : اممم الا حصل لدرجه انك تتعصببي كده انتي كنتي كويسه في المدرج

روان : مهو حضرتك مش فاهم دي واحده زباله بتقول كلام حقير علي نوران

محمد نظو لنوران بانتباه واهتمام : قالت اي البنت دي

نوران نظرة لروان وعادت نظرها إليه وقالت بجدية : مفيش حاجه يا استاذ محمد حصل خير واشكرك علي تدخلك عن اذنك

وسحبت روان من يداها وذهبت بسرعة البرق من امامها بينما استشاط غضبا ملانه لم تخبره بما حدث وتوعد لها بداخله
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي