الفصل السابع عشر

أشرقت الشمس ولاحت أنوارها في الأفق , أستيقظا العروسان علي صوت إحدي الجواري وهي تطلب الإذن من خارج جناحهما ما أن أستفاق كل منهما حتي نظر للأخر من مكان نومه نظرة تفاجئ أو محاولة إستيعاب وتذكر من كل منهما للأخر ..
نيراز : ما الشئ العاجل كي تزعجينا في هذا الصباح الباكر .
الجارية من الخارج : مولاتي لقد أتت رسالة لجلالة الملك من القصر وقال الرسول انها رسالة عاجلة ويجب علي الملك أن يراها فورا .
شمس الدين : حسنا سأتي في الحال فلينتظر بالخارج
الجارية : أوامر جلالتك .
تلي ذلك نظرات بين الأثنين , إلي أن نهضت نيراز كي تبدل ثيابها
شمس الدين محاولا إغاظتها وإجبارها علي الحديث معه : ألم تتعلمي أن تتمني الخير لمن تريه في الصباح .
نيراز وهي تقف أمامه : بلي تعلمت ولكني اتمني ذلك لمن يستحق .
شمس الدين : وهل هناك من يستحق أكثر من زوجك ؟
نيراز وهي تضحك : أعجبتني حقا , أنت تعلم جيدا أن لا اساس لهذا الزواج ومن الأفضل لكل منا ان يترك الأخر وشأنه جلالتك أهتم بمملكتك وبأمور حكمك .
شمس الدين وهو يقف هو الأخر أمامها : في هذه الحالة ماذا ستفعلين أنتي , هل تجلسين كي تبكي علي خطيبك الذي قتلته أمام عينيك .
نيراز : لقد أخبروك بشأن ذلك الأمر ولكنها لم تصل إلي أن تكون خطبة ولأكن صريحة معك لو لم تقم أنت بقتله لكنت انا من فعل ذلك .
حاول شمس الدين إخفاء إبتسامته فلقد شعر بالسعادة : إذن لماذا لم تقتليني وأنا نائم أعتقد أنك خشيت أن أستيقظ بالتأكيد يجب ان تخافي من ذلك فأنا أشعر بكل ما يدور حولي لنقل أنني أكون بكامل تركيزي عندما اكون نائما تماما كما أكون في ساحة الحرب
نيراز وهي تضحك : أعتقد أنك لم تري نفسك البارحة ولكن لا تقلق فأنا لا أطعن أحد بالظهر أو أتحايل مثلك .
شمس الدين ببعض الحدة : أنتبهي لما تقولين لقد مررت لك الأمر البارحة لما وصفتيني بالجبان ولكن لا أسمح لكي بذلك أبدا زوجتي .
نيراز : وهل قلت شئ لم يحدث أنت أستغليت وجود الملك سلطان هنا وإبنه وولي عهده وتوجهت مباشرة للسيطره علي عرشهم ومن ثم قتلتهم الأثنين أليس هذا تحايل .
شمس الدين وقد نظر مطولا إليها وإلي عينيها أيخبرها بأنه فعل كل هذا من أجلها وأن لو كان قد تتطلب الأمر منه أن يهدم المزيد من الممالك ويسفك المزيد من الدماء لكان فعل ذلك دون أن يرف له جفن أو يشعر بلحظة ندم وكل هذا حتي لا يتجرأ أحد علي ذكر إسمها ولكن منع نفسه وأكمل : هذه هي الحرب يجب أن تكون لديك الحيلة والسرعة كي تستطيعين الفوز , والأن سأذهب لأري ما الأمر وأنتي أستعدي سنعود اليوم إلي قصرنا .ثم غادرسريعا من أمامها .
بعد أن غادر شمس الدين توجه إلي قاعة الديوان الملكي كي يستلم الرسالة العاجلة من الرسول وكان هناك الملك عزيز أيضا , حيا كلا منهما الأخر بمودة وبعد ذلك أخذ الملك شمس الدين الرسالة كي يقرأها وما أن أنتهي منها حتي تبدلت ملامحه بعض الشئ ولاحظ ذلك الملك عزيز ,
الملك عزيز : هل هناك أي مشكلة يا جلالة الملك ؟
شمس الدين :لا جلالتك, ولكني اخبر جلالتك الأن بأننا سوف نغادر اليوم فيجب أن أعود إلي قصري فالأمور متوترة بعض الشئ مما حدث .
الملك عزيز : بالطبع كنت أتمني أن تبقي في ضيافتنا أكثر من ذلك ولكن من الضروري أن ترعي مصالح وشئون دولتك , سأخبر نيراز بهذا لا تقلق .
شمس الدين : أنا أخبرتها بالفعل منذ قليل.
الملك عزيزبتلهف : وماذا قالت ؟
شمس الدين بإبتسامة صغيرة : لم أنتظر , لقد خرجت قبل أن تخبرني بأي شئ .
الملك عزيز : أتعلم شئ هي تحب الخروج من القصر والتجوال ولكني حقا لا أدري ماذا ستكون ردة فعلها عندما تبتعد عنا كثيرا , ثم نظر وجه حزين , جلالتك أرجوك أن تعتني بها وترعاها وأن تسامحها علي أي حماقة ترتكبها وأعلم أنها دائما تتصرف بعفوية منها .
الملك شمس الدين : لا تقلق جلالتك , سأكون بجانبها دائما
ابتسم الملك عزيز ووضع يده علي كتف شمس الدين :هذا ما كنت أتوقعه منك ,هيا لتناول طعام الفطور سويا قبل أن تذهبا .
الملكة زهرة لم تدخر وقتا منذ أن علمت بخروج شمس الدين من مع نيراز فأنتهرت الفرصة سريعا كي تذهب إلي إبنتها وعندما وصلت إليها كانت سعدية الجارية تساعد نيراز في أنهاء تبديل ملابسها .
الملكة زهرة وقد أتت من خلفهما : أخرجي الأن يا سعدية ,
سعدية : أوامر جلالتك , ثم أنحنت تحية لها وذهبت .
الملكة زهرة وقد أحتضنت إبنتها وتلمست شعرها ثم تحدثت باسمة :إبنتي الجميلة ,صباح الخير عليكي مبارك لكي وعليكي هذا الزواج وهذا الزوج.
نيراز ببعض من المبالاة لكلام أمها وبفتور : صباح الخير أمي : لماذا حضرتي إلي بنفسك ,لو أرسلتي لي خبرا لأتيت إليك علي الفور.
الملكة زهرة : أتيت لأطمئن عليكي , هيا أخبريني كيف الحال بينك وبين زوجك , كيف وجدتيه , أنا أراه شابا رائعا لن يضايقك بالعكس سيكون ودودا ولطيفا معك أليس كذلك ؟
نيراز بمرح مصطنع : بالطبع يا أمي إنه حقا رائع , لن اجد زوجا مثله لو بحثت ألف عام , أتعلمين من شدة روعته لقد ألفت له ستة دواوين في الشعر .
الملكة زهرة : هل تستهزئين بي؟
نيراز ببعض الحدة : أليس هذا ما تريدين سماعه ها أنا أخبرك به كي يرتاح قلبك .
الملكة زهرة : أنا لا أتمني أن أسمع سوي الخير عنكم وأريد أن يكون هذا الحقيقي وليس كذب ومن يكذب إبنتي؟ التي من المفترض ن تخبرني الحقيقة دوما
نيراز : إذا تريدين الحقيقة ها هي يا أمي , لو بيدي لقتلت هذا المدعو شمس الدين ومزقت جسده لألف قطعة هذا الذي لا يعرف عن الشرف والمروءه كلمة واحدة .
الملكة زهرة بغضب من إبنتها : أخرسي يا نيراز , هل هذا ما علمناكي إياه كيف تتحدثين عن زوجك هكذا , أليس هناك أي إحترام منك له .
نيراز بتهكم : زوجي , بدأ الأمر بإجباركم لي علي الزواج من هذا المدعو جودت ثم ألغيتم الزواج وأعلنتم زواجي بشمس الدين ثم إختفي شمس الدين فجلست كعروس لجودت ثم قتل جودت بعدما عاد شمس الدين فجلست عروس له ,كل هذا كان في شهر واحد أمي .
الملكة زهرة وهي تجذبها من ذراعها بقوة : إياكي أن تذكري هذا المدعو جودت من جديد أمام زوجك , أنتي زوجة الملك شمس الدين ويجب أن تتصرفي علي هذا الأساس .
نادت إحدي الجواري من الخارج تطلب الإذن بالدخول .. فتركت الملكة زهرة زراع إبنتها وسمحت للجارية بالدخول .
إحدي الجواري : مولاتي , الملك عزيز بيطلب جلالتك وسمو الأميرة للقاعة الخاصة لتناول الفطور معا ,
الملكة زهرة : حسنا أذهبي أنتي وأخبري المطبخ بأن يأتي بما طلبت تحضيره .
الجارية : أمر جلالتك .
ثم ألتفتت لإبنتها نيراز : أريد أن لا تفارق الإبتسامة وجهك , يجب أن يري الجميع بسعادتك في هذا الزواج وأن تفعلي كل ما بوسعك كي تنجحي كزوجة .
نيراز بهدوء : حسنا امي سأفعل ما تطلبين ثم حدثت نفسها وأنت يا شمس الدين ستكره اليوم الذي رأيتني به .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي