الفصل الثامن والعشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربه
الفصل الثامن و العشرين

حلم بعيد قرب فجأه كان مستحيل لوحده كده بقي متاح ، حب كان واجع القلب يرجع يصلح القلب و يراضيه و كمان يعوضه ، يااه علي الاحساس ده احساس العوض و حياة تبقي مفرحه ليكي و مريحاكي و معوضاكي حياه بالناس الي فيها البعاد و القريبين حاجات مش كل الناس ربنا بيرزهم بيهم لا الي ربنا بيحبهم بس و الي شاف تعبهم فحب يكافئهم علي صبرهم ده ، اكيد الحياه بعد كده مش هتبقي كلها بمبي ابدا فيها سقطات بس هتقدر تقف اودامها بقدرة ربنا ، و بالحاجات اللطيفه الي ربنا باعتهلهم في حياتهم ، بثقهم في ربنا بيعدوا بحبهم لربنا كل حاجه بتعدي و كمان بيرزق بحاجات ماكناش نحلم بيها ...

بيت عز
سكتت ماتكلمتش ، قلبها بيدق جامد و مكسوفه و مش عارفه تعلم ايه اتفجأة بيه ، مفجاه حلوه ليها ، بسمه بسيطه بتزين وشها باصه تحت و بتلعب غي ايديها ، هو اتكلم :
عامله ايه دلوقتي ؟

ردت و كأنه شجعها :
احسن بفضل ربنا و فضلك ، شكرا ليك بجد .

و بكل تلقائيته اتكلم :
انتي بالذات ماينفعش تقوليلي شكرا تمام .

رفعت حواجبها و ماتكلمتش ، كانت لسه هتتكلم امها دخلت فاتنحنحت بكسوف و بعدين نبرتها اتغيرت و قالت :
هو هو عز مش جمبك و لا ايه ؟

حس ان حد جمبها و ده اكدله احساس كان عنده فقال :
بيجيب حاجات و جاي .

كان قاعد في العربيه و مستني عز كان بيجيب حاجه و ساب فونه ، جه عز و قعد جمبه ، بص لزيد بتساؤل ايه الي بيعمله بفونه راح زيد ادهوله و ماتكلمش ، رد عز علي مكه و بسمه بسيطه علي وشه اصله كان سامع كل حاجه و جاي من بدري بس حب يتأكد بنفسه من احساسه ، كان بيبص لزيد الي كان بيهرب بعينه و رد علي مكه الي اتأكد ان هي كمان بتحس بمشاعر تجاه زيد من طريقتها في كلامه معاها .

فيلا النجار
سدره و عبيد دخلوا جري يشوفوا في ايه ، لقت ابوها مغطيين وشه قعدت علي ركبتها و شالت الغطي و اتكلمت :
بابا بابا اصحي ، هو في ايه انت بتخليني اجي علي مال وشي كده و خضتني و الله كنت هجيلك بكره انا بس اضايقت شويه بس و الله عبيد ماقليش لا ابدا و بيقولي روحي ، بابا و حياة ربنا حقك عليا قوم بقي .

ابتدت تعيط بعد ما كانت ماسكه نفسها طول الطريق مش مصدقه طالما ماشفتهوش ، كملت و هي نبرة عياطها بتزيد :
بص بص انا عارفه انك زعلان و مقهور بسبب الي حصل بس انا دخلت في دوامه و الله و الله بص قوم بقي يا حاج بقااا انت تقلت في التمثيل اوي .

حضنته و فضلت تعيط جامد و بصوت عالي ، عبيد قلبه اتقطع عليها و جه يمسكها عشان تقوم نطرت ايده بقوه و قالت :
لا محدش يلمسي انا هفضل كده لحد ما يقوم .

حاول يقومها تاني و هي عافرت و صوتت جامد و هو بالعافيه قومها ، عيطت و بتناديله :
لااا بابا لا يا عبيد بابا لسه عايش و الله عا ...

ماكملتش لانها اغم عليها ، و كان في اسعاف واخدينه فالممرضين الي كانوا موجودين قدروا يلحقوها  .

عز خلص مع زيد و قرر انه يسيبه و يقابل الاء و كان في الميعاد عندها
كانت بتفكر تقولها ازاي و لا هتقول ايه اصلا بس هي عايزه تقابله و بس و هو عنده الحل زي ما دايما بيبقي عنده الحلول .

قعد اودامها في المكان الي اتفقوا عليه و فضل يبص عليها و هي لاول مره يظهر عليها القلق ، اتوترت من نظراته و قالت :
لا بقولك ايه ماتبصليش كده انا مش ناقصه

فلتت منه ضحكه صغيره بس ثبت و رجع زي ما كان و بعدين اتكلم بجديه :
خلاص سكت ها بقي مالك ؟

كانت تحت التربيزه الي كانو قاعدين عليها عماله تلعب في ايديها من التوتر بس فضلت تحاول تتكلم كتير اوي مش عارفه ، عز لاحظ ده و قال :
باااس علي ايه كل ده يا ستي ماتخفيش كده ، بصي طيب غمضي عينك و خدي نفس عميق و بعدين اتكلمي بقي و لا كأني موجود اودامك ، يلا جربي .

بصتله بصه و حاولت بس هو وقفها تاني و قال :
سيبي ايدك كده و استرخي و جري

بالفعل عملت كده و غمضت عينها و خدت نفس جامد ، فضلت شويه و بعدين اتكلمت بهدوء :
انا انا موافقه اننا نتجوز

هنا عز بصلها و اتفاجأ و هي لسه مغمضه عنيها قال بصوت عالي :
ايه ؟

فتحت عنيها و هي مفزوعه و لقته مبسوط بس هي بكل تلقائيه خدت شنطتها و قامت بجري ، قام وراها و  وقفها و قال :
استني بس ، انتي متأكده ؟

كان واقف اودامها و هي عشان تمشي قالت بسرعه :
اه بس انت فاهم هيبقي بسرعه يعني ان ت يعني ... فاهم صح ؟

هز راسه بنعم و قال :
بليل هبقي عند مامتك و معايا اهلي نطلبك بشكل رسمي و لو علي كتب الكتاب لو عوزاه بليل بردو معنديش مشكله .

بصت في الارض هي مضايقه بس قالت :
لما تيجي بس ، سلام .

و سابته و مشيت هو بص لطيفها و قال لنفسه :
فاهم ضيقك بس الي نفسي اعرفه لو كنا في ظروف تانيه او عاديه كنتي هتقبلي و لا لا ؟

و هيفضل سؤال يحيره و اكيد هيعرف اجابته عاجلا ام اجلا .

اما عند زيد
فبمساعده سيف قدر يوصل لاول مكان لهاله و طبعا مالقهاش ، فقرروا يروحوا التاني
التاني كان في شقه في الزمالك قديمه نوعا ما لكن راقيه و طبعا لازم تبقي رايقه حي مهما يفوت عليه الزمن هيفضل جميل ، دخلوا و خبطوا علي باب الشقه الي قالهم عليه شهاب .

خبطوا و بعد فتره فتحتلهم واحده ، اتنحنح سيف و اتكلم :
مدام هاله موجوده لو سمحتي ؟

بصتلهم بريبه بس حاولت تبقي طبيعيه و قالت :
لا بس مدام الهام والدتها موجوده .

سيف بص لزيد و بعدين بص للبنت تاني و قال :
ممكن تبلغيها اننا عايزين نقابلها .

- اقولها مين ؟

رد سيف بسرعه :
قوللها المنتج سيف زهران عايز يقابلها عايزين مدام هاله في فيلم و هي الوحيده الي هتقدر توصلنا بيها .

غابت لحظات و راحت بلغتها و رجعت سمحتلهم يدخلوا .

دخلوا لقوا ست في السبعينات من عمرها قاعده علي كرسي و طبعا الشبه واضح ، دخلوا بوش بشوش و اتكلموا :
مساء الخير ازاي حضرتك ، بجد اسفين علي الازعاج

ردت ببسمه جميله كان شعرها رمادي و مليانه شويه و فيها شبه كبير من هاله طبعا مهي امها ، قاعده علي الكرسي في هدوء و ماسكه تليفونها و كأنها بتتصفح و حد معلمها ازاي تتعامل مع التليفون و النت ، جوبت بهدوء :
و لا يهمك يا بني اتفضلوا اقعدوا .

قعدوا فعلا و بعدين طبعا زيد ملتزم الصمت و ده بناءا علي تعليمات سيف الي اتكلم و قال :
بندور علي هاله بجد مش لقينها و في فرصه كبيره بتضيع منها ، ممكن لو توصلينا بيها .

ردت عليه بهدوء و بصوت اموي جميل :
و الله يا بني مسافره بقالها كام يوم و هي الي بتتصل بيا .

بص سيف لزيد و بعدين بص لالهام تاني و قال :
طيب معاكي الرقم الي بتتصل منه ؟

أدتلهم التليفون بكل ود و قالت :
ايوه الرقم الوحيد الي بيكلمني .

فعلا خد الفون و سجل النمره و بكل حب اتكلم :
متشكر لحضرتك جدا و اسفين مره تاني .

و من بعدها خرجوا و هما بيبصوا لبعض و علامات التفاؤل علي وش زيد .

في المستشفي
قاعد عبيد اودام سدرة و هي كانت نايمه اصله وداها المستشفي و الدكتور قال ان هي هتصحي ، بس ده حصل من الصدمه .

أنت ببطئ و حركت راسها يمين و شمال و فعلا فتحت عيونها بصعوبه عشان الضوء ، فضلت بصه لاتجاه عيونها مش بتتحرك .

عبيد فضل متابعها يشوف رده فعلها ، لحد ما تحركت اخيرا و بصتله و بعدين قامت فجاه و هو قام زيها بخضه سالت بفزع :
بابا ، بابا يا عبيد

رد عليها و هو بيقرب منها :
ممكن براحه حرام الي انتي بتعمليه ده .

و ابتدت تعيط تاني بانهيار و هو اتقدم منها و ضم راسها و هي بحرقه بتبكي عليه ، اما هو فهمس بصوت مسموع ليها :
ربنا يرحمه و يسامحه .

الليل جه و عز قال لمامته و مكه يروحوا معاه يخطبوا الاء و فهمهم ان كتب الكتاب بكره و ده لما يعرف عبيد الي عمال يتصل بيه مش بيرد من الصبح .

وصلوا لبيت الاء و مامتها استقبلتهم بترحاب ، و اتكلمت بفرحه :
نورتوا يا حبايبي .

ردت مامة عز و قالت :
منور باهله و بعروستنا الحلوه ، و الله يا ام الاء اول ماشوفتها اتمنتها لعز .

عز اتكسف و باصص في الارض من كلام مامته و ام الاء ضحكت و قالت :
و الله نفس الاحساس بس كنت شيفاه جدع و اثبتلي كمان .

مكه سألت بفضول :
اومال فين الاء ؟

نادهت علي الاء الي خرجت بفستان بسيط و قصير شويه و  حتي شعرها و الميك اب بتاعها بسيط خالص بس فرح عز ، كانت خارجه بحاجه ساقعه و دخلت قدمتها و عز حاول مايبصش عشان مامتها ، قعدت الاء و مامة عز اتكلمت علي طول :
الي اوله شرط اخره نور جايين نطلب الاء منك وابني طبعا عارفين شغله و مركزه هناك و دخله يكفي ماشاء الله و لو علي المكان الايجارات مش مخليه لو توافقي يعني .

خبطت مامة الاء علي كتف عز و قالت :
احنا بنشتري راجل .

عز استعد انه يتكلم و بعدين قال :
بعد اذنكم طبعا كتب الكتاب عايزه بكره و بعدين الفرح بعدين عشان نبقي علي راحتها .

طبعا مامة الاء بصت لبنتها و اضايقت شويه و عز خد باله و بعدين ام عز قاطعت نظراتهم و هي بتقول :
يلا بقي نقرأ الفاتحه

ام الاء بصتلها بابتسامه و رفعوا ايديهم و قروا الفاتحه

اول ما خلصوا عز لقي زيد بيكلمه رد عليه و قبل ما يتكلم زيد اتكلم و عز علي اثر كلامه قال بتأثر :
لا حول و لا قوه الا بالله انا جاي حالا

مكه سالت بخضه :
في ايه ؟

رد بزعل :
ابو سدره مات .

قامت الاء بصدمه و قالت :
يا حبيبتي يا سدره ، انا لازم اروحلها .

عز قام وقف و قال :
ادخلي غيري و اخدح معايا

دخلت فعلا و مكه قال :
هاجي معاكوا انا كمان

الامهات اتأثروا بس ام الاء قالت :
خلاص يا ام عز خلينا قاعدين مع بعض شويه لحد ما يجوا

في الفندق ما و خاصه الي قاعد فيه علي و نجوة اخته الي جالها مكالمه و ردت عليها و هي قاعده علي السرير :
ها عندك اخبار ؟

لقت رد و ده كان من الراجل الي اجرته يراقب مكه ، قالها :
هي دلوقتي في فيلا النجار ، في عزا و معاها اخوها و بنت كده .

- طب ركز معايا اي وقت تلاقيها لوحدها فيها نفذ مفهوم .

كان امرها له و هو انصاع قفلت التليفون و هي بتقول :
هانت خلينا نخلص من القرف ده .

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي